الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب الشيوعي العراقي - ( ضرب الحبيب زبيب) ...!

محسن صابط الجيلاوي

2012 / 4 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في البداية كمواطن عراقي مستقل أدين بشدة الهجوم على مقر( طريق الشعب ) وخصوصا إن تم ذلك لأسباب سياسية وليست وفق أسس قانونية ودستورية مستقلة ووفق متطلبات الأمن العراقي العام والوطني، كما أدين بشدة حديث رئيس الوزراء ( المالكي ) وهو أعلى سلطة تنفيذية في البلاد عن التيارات العلمانية واليسارية والماركسية والليبرالية ، فهذه التيارات شأنها شان الإسلام السياسي لهذا نفوذ وامتدادات عميقة في فكر وعقلية ونسيج وثقافة المجتمع العراقي ، وأمر يتنافى مع مبادئ الحرية والمساواة والتحضر والأسس الأولية لمثل الديمقراطية أن يأتي الحديث عن هذه التيارات الفكرية بهذه الطريقة الغير لائقة والغير محترمة والتي تتنافى مع أي معايير دستورية وحقوقية تحرص على مثل الحرية والعدل والمساواة ...فلا أعرف في أي خانة أو معيار يضع حديثه المريب والمرفوض جملة وتفصيلا هذا..؟؟

كما اني أعتقد جازما أن وجود قانون للأحزاب مستمد نسيجه من دساتير العالم الديمقراطي ستضع أغلب الأحزاب العراقية في وضع حرج ومحل تساؤلات كونها أحزاب ( شكلا ومضمونا ) غير ديمقراطية أو كونها قائمة على أسس جهوية أو طائفية أو شوفينية ..وكل هذا يتنافى مع حياة ديمقراطية وحزبية حقيقية نجدها في أغلب البلدان التي قطعت شوطا في هذا المضمار والتي هي مثال ومدرسة نريد أن نحذو حذوها في وضع الخطى على هذا الطريق النير والذي نريد أن تكون بداياته صحيحة وراسخة لكي نسرع في التصالح مع العالم على هذا الصعيد الإنساني الهام والجوهري لننقل بلدنا إلى رحاب التقدم والبناء والمعرفة...!

كما بودي القول أن كل البلدان الديمقراطية ومنها السويد كمثال تراقب كل شيء الصغيرة والكبيرة عبر مؤسسات أمنية ومخابراتية للحافظ على الأمن الوطني وبالتالي هي مستقلة حزبيا ومن ثوابت الدولة ويتم نشاطها وفق معايير دستورية وفي حال مراقبة هذا الحزب أو ذاك لا يتم الأمر للتضييق أو العزل أو الإقصاء السياسي وإنما فقط في حدود مصالح الوطن العليا وأمنه العام المشترك والمتساوي لكل المواطنين ...وأعتقد أن كل مواطن عراقي يتفهم وجود مؤسسات شبيهة تساعد الدولة في حفظ الأمن العام وترعى السلم الوطني لكننا نريدها أن تكون محتكمة لدستور وقوانين ومبادئ تحافظ على الحريات وتقف على قدم المساواة وفي مسافة واحدة في نظرتها وتصرفاتها وسلوكها إزاء القوى والتيارات الفكرية والسياسية العاملة في الشأن العام.. وأي أمر غير ذلك هو مرفوض وبداية لخنق الحرية وأفق التطلع لحياة ديمقراطية حقيقية في البلاد ، لهذا فعلى المالكي وغيره استيعاب ذلك جيدا وألا أعتُبر الموضوع برمته مفسدة ( سلطوية ) قادمة تتناقض مع معايير الدولة الحديثة وهي عودة غير مبشرة أو مطمئنة كما تعودناها في كل تاريخ العراق الحديث المبني على القمع ومصادرة حرية الآخر..!

لقد تداعى أصدقاء وأعضاء الحزب الشيوعي لجمع التواقيع ضد وثيقة المخابرات التي تدعو لمراقبة الحزب الشيوعي وكذلك مداهمة طريقة الشعب وهنا ممكن للمرء أن يتفهم ذلك ..لكن في نفس الأيام جرى تسريب معلومات موثقة بالأسماء والعناوين وبتفاصيل دقيقة من قبل مواقع كردية عن جهاز المخابرات التابع للحزب الديمقراطي الكردستاني ( الباراستن - وكالة وحماية أمن كردستان ) وهو جهاز مستغرب وشاذ في أمر معايير الدولة خاضع كليا للعائلة البارزانية ويقوده أبن مسعود ( مسرور البارزاني ) والذي لدية فروع متعددة لمراقبة كل شاردة وواردة فهناك قسم خاص بالاتحاد الوطني وكذلك قسم خاص بالحزب الشيوعي واليسار ...!

لقد عشت في كردستان وروى لي الاخوة من حزب الشعب ( القيادة المؤقتة ) جماعة ( سامي عبد الرحمن ) عن الممارسات القذرة لهذا الجهاز الذي غيب وإلى الأبد الآلاف من المعارضين الكرد لطغمة ( مسعود ) الحزبية وهو نفسه الذي أختطف عشرات من الشيوعيين العراقيين وهم في عودتهم إلى الوطن أواسط السبعينات عبر كردستان ، وهو نفس الجهاز الذي أرسل لنا أثناء الحركة الأنصارية بعض من المندسين والذين تدرجوا في مواقع حزبية بشكل سريع مثير للريبة حتى أن بعضهم حضر المؤتمر الرابع وبعد انتهاء مهماتهم تم إعادتهم إلى ربوع البارتي وفي مواقع قيادية وهم اليوم يديرون مؤسسات هامة تابعة للحزب ..كما أن الحزب ( الشيوعي ) حاسب أحد الأنصار أواسط الثمانينات وهو بلا تأريخ يذكر طيلة فترة الأنصار التي عشناها ، حاسبه الحزب حينها محاسبة شديدة كونه ( ركض ) خلف البارتي وجر الحزب وقوات الأنصار لمحرقة جديدة ( بشتآشآن ) الثانية وبعد سقوط النظام جرى تكريمه بوسام وبرتبة فريق ووظيفة مستشار لمسعود والمستغرب ان كل هذه الأمور تتنافى مع النظام الداخلي للحزب نفسه ولم تجري كما عرفت من بعض الرفاق تحقيقات مناسبة عن ألأسباب التي تقف وراء كل هذا التقييم الغير معقول ..كل ذلك يثير أسئلة كبيرة ...؟؟!

يستطيع المرء أن يتفهم حاجة دولة لهكذا مؤسسات اما حزب يتجسس على الوطن والأحزاب والناس والطيور والخراب والتهريب فهو أمر تستهجنه كل ديمقراطيات وفدراليات العالم...!

السؤال هل سيجمع الحزب وأنصاره حملة تواقيع جديدة حتى نرى وجود مصداقية ملموسة وحقيقية فيما يقول ولكي تتساوى المواقف سياسيا وفكريا إزاء هكذا ممارسات شائنة يجب وقفها وفضحها بكل قوة مهما كان مصدرها أم سنرى الصمت على( الحلفاء ) متناسين الحدود الدنيا لما جاءت به الوثيقة الضعيفة لتقييم التحالف مع البعث بما يسمى تناسينا لمعايير( التحالف مع النقد ) أم أن الأمر مثل سابقاتها حيث يصح المثل القائل ( ضرب الحبيب زبيب ) حتى ولو كان ذلك دماء هادرة وطغاة جُدد...!

محسن الجيلاوي / ستوكهولم

http://web.comhem.se/kut/
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما قل ودل
عدنان عباس ( 2012 / 4 / 14 - 18:10 )
المؤمن لايلدغ من ذات الجحر مرتين
واذا كان التاريخ يعيد نفسه فهي مصيبه وانتحار بل وغباء لامثيل له


2 - لو نسأل
عبدالرزاق حرج ( 2012 / 4 / 14 - 19:52 )
كنت انا وعشرات من الضحايا في زنزانات التحقيق ..المحققون يتعاملون معنا يوميا في اساليب التحقيق وحشية ...لكن يقولون لنا ان الذي يقودون حزبكم غالبيتهم يشتغلون او يعملون معنا ..كنا نكذب ذلك ..تصور ..يامحسن العزيز ..كل التنظيمات الحزبية للحزب في الداخل هي مرتبطه في اجهزة الامن ..تصور ..اعطوا لنا المحققين عشرات من قيادي الحزب اين يتواجدوا ..في شمال العراق وفي بلدان اوربا الشرقيه والشام ..ومن المضحك اعطوا لنا طباعة طريق الشعب في احدى اجهزة الامن .ويقلون لنا انت وانت وصل لكم اعداد الجريده كذا عدد ..سوف اوجز لك هذه الجريمة بحقنا كل الذين ينزلون من شمال العراق الى بغداد او من الشام وحتى من اوربا قاطبة بصفته معارض شيوعي ...يلقي القبض عليه من قبل الاجهزه الامنية ..امام عيوني خيرت الشباب اعدموا في زنزانات الاعدام ..هو تسليم يد من قبل قيادة الحزب ..وهذ هي قتل التنظيم في الداخل .اسأل أي فرد زار التحقيق وكان شيوعي راح يسولفلك اشلون احنا قشمر .اما لو تتمعن في ذتاب حنا بطاطا حول تأسيس الحزب راح تعثر على مشكلة العلمانية واليسارية ..خردت من اجهزة الامن السوفيتيه ومدارسها القمعية


3 - اتمنى ان لا تتكررغلطة1963
عبد الحسن حسين يوسف ( 2012 / 4 / 14 - 20:44 )
استاذي محسن الجيلاوي المحترم تحياتي .. في زمن بداية الحرب بين عبد الكريم قاسم والملا مصطفى البرزاني في بداية 1961 م قام الحزب الشيوعي بحملة تواقيع تحت عنوان ( السلم في كردستان ) ووصل عدد الموقعيين في ذلك الوقت الى ربع مليون توقيع اغلبهم من الشيوعيين واصدقائهم ووقعت نسخه من هذه التواقيع بيد المخابرات الامريكيه وعند الانقلاب البعثي في 1963 كانت المخابرات الامريكية تقوم بشطب اي اسم يتم القاء القبض عليه من قبل البعثيين الذين هم على اتصال دائم مع المخابرات الامريكيه حتى يعرفوا عدد الذين القي القبض عليهم من الموقعيين على المذكرة بتعاون كامل مع الانقلابيين البعثيين اتمنى ان لا تتكر حملة التواقيع حتى لا تكون هديه مجانيه بيد النظام الحالي وبنفس الوقت انها لا تجدي نفعا فالنظام لا يهمه حتى لو وقع كل العراقيين ضده ... تحياتي استاذ محسن ...


4 - تصحيح اخطاء املائيه ..
عبدالرزاق حرج ( 2012 / 4 / 14 - 21:22 )
اما لو تتمعن في كتاب حنا بطاطا ..
خرجت من اجهزة الامن السوفيتية ومدارسها القمعية


5 - مقال غير مترابط
محمد شكري جميل ( 2012 / 4 / 15 - 11:33 )
مشكور على ادانتك للمالكي وقواته على خرقهما القانون والدستور وان جائت متأخرة اما المقالة فهي غير مترابطة لان نصفها الاول ليس له علاقة بالباقي
على كل حال الفريق الذي تشير اليه في نهاية مقالتك هو ضابط عسكري تخرج من المدرسة الحربية في الخمسينيات والتحق بصفوف البيشمركة الاوائل في عام 1963 وقضى اكثر من نصف عمره مطاردا او نزيل سجون الانظمة الديكتاتورية المتعاقبة . فاين انت منه وماذا تريد ان تقوله في مقالتك


6 - ردود
محسن الجيلاوي ( 2012 / 4 / 15 - 12:09 )
الأخوة :عدنان عباس ، عبد الحسن حسين شكرا لمروركم الكريم
الأخ عبد الرزاق حرج أتمنى أن تكتب تجربتك السجنية والتي أعتقد انها ستكون غنية ومفيدة لنا جميعا ..شكرا لمرورك الكريم ولمداخلتك القيمة ..!
الأخ محمد شكري جميل - المقالة مترابطة لكن الجزء الاخر لا يخدمك لهذا ترى فيها هكذا أما مقارتني بضابطك فهذا لا يشرفني ولا أريده فأنا بطبعي أكره المرتزقة واللصوص وعليك أن تسأل عميقا عن أموال هؤلاء إذا كنتم تريدون النزاهة ،أنا من عائلة مطاردة لعقود ولدينا شهداء وسجناء كل هذا لا يبيح لي أن أكون مرتزقا أو لصا أو أو تابعا لقوى كانت يوما تسبح بدمنا أليس كذلك أم لديك وجهة نظر أخرى ..؟؟إذا أردت نقاش سياسة فعلى العين والرأس أما الشخصنة ساعاملك كشبيح واحذف ردودك تذكر ذلك...لهذا ادع ردك الحالي أما استخدامك مئة اسم واسم مزور ومعها ميلات مباشرة فيها شتم وسب وتهجم لا يتفوه به سوى أبناء الشوارع الخلفية يشبه ردودك هنا لكن مباشر فهو احد نقاط الضعف فيما تقول ، كل الاخوة الذين قبلك داخلوا باسمائهم وعنواينهم المعروفة ، خذ هذا المثال العراقي نموذجا لك ..نصيحة أخوية ومحبةلكي تكون مقبولا في الفكر والسياسة والحياة !

اخر الافلام

.. أنس الشايب يكشف عن أفضل صانع محتوى في الوطن العربي.. وهدية ب


.. أساتذة ينتظرون اعتقالهم.. الشرطة الأميركية تقتحم جامعة كاليف




.. سقوط 28 قتيلاً في قطاع غزة خلال 24 ساعة | #رادار


.. -لن أغير سياستي-.. بايدن يعلق على احتجاجات طلاب الجامعات | #




.. هل يمكن إبرام اتفاق أمني سعودي أميركي بعيدا عن مسار التطبيع