الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأزمة السورية بين السياسة والأمن

اسامه الدندشي

2012 / 4 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


نحن أمام مولود غير شرعي ,
نتيجة التزاوج بين الفكر القومي الضحل , وبين الاشتراكية المحلية,وثقه مأذون من قاع المدينة
,وجهال الريف .
هذا الزواج أنجب أنظمة عسكرية شمولية استبدادية بوليسية, جسمت على صدر الشعب العربي, عقودا زمنية, عادت بشعوبها مئات السنين إلى الوراء.
أسامه الدندشي

عام مضى على الأزمة السورية, و الآراء تتشعب والتحليلات تتفاوت بين مؤيد للتدخل الأجنبي وبين معارض له, بين بقاء الحل عربيا ضمن الجامعة العربية وبين تدويل الأزمة, فريق يتناول" أزمة النظام" ويريد لها مخرجا سياسيا, وفريق أخر يتناول" ثورة سلمية" تتعرض لشتى أنواع العنف, ويطلب حلا يحمي المد نيين من القتل والتعذيب, تحت أي مسمى أو أي مظلة كانت .
الفريق ألأول يتحدث عن حل سياسي لأزمة النظام مع شعبه,والفريق الثاني يبحث عن حل للشعب السوري مع نظامه.
نجح النظام خارج حدوده,في خلق حالة من الجدل البيزنطي, عندما منع الأعلام المحايد ,والمنظمات الحقوقية والإنسانية, مراقبة ما يجري على الأرض وقطعه لكافة الاتصالات السلكية واللاسلكية ,وقطع الكهرباء عند تصديه للمظاهرات ,هذا التعتيم أوصد الباب أمام أصدقائه الذين يرغبون في تقديم النصح له, أو أن يبلوروا موقفا موضوعيا من شأنه أن يخرجوا النظام و البلد من حالة التخبط والضياع ,إن توجيه النظام خطابه إلى الخارج دون المبالاة في الداخل ,خسر الخارج وخسر الداخل.
المتظاهرون السلميون, والنظام السوري, أوقفوا العمل السياسي في سوريا, وغيبوا المدنيين عن ساحة الصراع الدائر , وهذا ما دفع وزير خارجية روسيا اصطحاب رئيس أللاستخبارات معه, لأن الروس أدركوا أن المحاورين رجال أمن وليسوا سياسيين , وأن رئيس الاستخبارات أقدر على الحوار مع رجال الأمن أصحاب القرار في سوريا الأزمة, ولذلك يمكننا القول أن روسيا تعي تماما أن ألحلول السياسة ليست في قاموس رجال الأمن السوريين, الذين استلموا الدولة ومؤسساتها المدنية ,ففي كل محافظة لواء من الإدارة العامة في دمشق يساعده رؤساء الفروع الأمنية في المحافظة ,وهذه اللجنة تسمى اللجنة الأمنية, و هي التي تدير الأزمة,منفردة ومجتمعة, والأصح تطبق الخطة الأمنية.
. وبذلك أضحى حوار السياسيين المدنيين مع رجال الأمن العسكريين أشبه بحوار الطر شان.
وعندما تأزم الوضع في تلكلخ ,ولاحت بالأفق سحب طائفية,عند اجتياح الجيش للمرة الأولى مدينة تلكلخ دعيت للاجتماع مع رئيس اللجنة الأمنية ورئيس فرع أمن الدولة في حمص , وكنت من الذين حرصوا على التصدي لأي موقف طائفي يطفوا على السطح.
في هذا اللقاء تحدثت حديثا سياسيا,بدأته بوصول عدد من الأطفال الأرمن, إلى مدينة تلكلخ عندما هاجر الأرمن من ارمينا, تربوا ألئك الأطفال في أحضان تلكلخ, وورثوا كأبنائها الشرعيين , منهم من اسلم طواعية ومنهم من بقي على مسيحيته, ولم يذل بعضهم يملك بيتا وأرضا حتى تاريخه, ويحملن اليوم كل الود والمحبة لهذه البلدة التي عرفت بتسامحها الديني, وعندما التقيت مع أحدهم في صافيتا, بحفل خطوبة الأخ المهندس عيسى عبيد وعرفوه بأني أسامه الدندشي من تلكلخ , شق الجموع وعانقني وبكى.

التعليق الذي تلقيته بعد نصف ساعة من الحديث السياسي عن البارودة التي في أيدي المهربين , الذين تربعوا على قمة الهرم الاجتماعي والسياسي, والذين فعلا يتلاعبون في مصير البلد برعاية أمنية, التعليق الذي تلقسته من السيد اللواء رئيس اللجنة الأمنية " ما نك هين يا أبو مصطفى . فقلت له وأنا أودعه "صديقك من صدقك وليس من صدقك,"ورغم حسن الضيافة وحسن الاستقبال خرجت بفكرة هذا المقال: أنه لا حوارا سياسيا يجدي في هذه الأجواء الأمنية في سوريا .
ويبدوا أن الحوارات السياسية التي تجريها الفضائيات,مع كافة المفكرين المدنيين هي خارجة عن الموضوع,بدليل أنها لم تجد مخرجا للأزمة خلال عام من اندلاعها ,ألحوارات ألمجديه هي مع العسكر ,و العسكر وحدهم يمكنهم أن يجدوا مخرجا للأزمة السورية والحوار مع النظام السوري لحل سياسي يوقف نزيف الدم , هو أشبه بحوار الطر شان.
ومن يرغب في حل المسألة السورية,عليه أن يستعيض عن رؤساء الوزارات ووزراء الخارجيات, بوزراء الدفاع وقيادات الاستخبارات, لمناقشة النظام السوري ووضع الحلول.
وخلافا للمدنيين السياسيين , فالعسكر لو كلفوا بأية مبادرة لحل الأزمة السورية, لا يهمشوا الجيش المنشق"الحر" ويضعوه خارج المعادلة, هذا الجيش الذي رفض أوامر قياداته وانشق عن الجيش, وحمل السلاح في وجهه,ويدرك أن موقفه محكوما عليه بالإعدام ميدانيا من قبل النظام, ويشتد عليه الطلب قبل أن يكتمل ويتشكل فصائل وكتائب,وهو الآن في موقع المدافع عن نفسه أولا, ويكسب شرعيته في دفاعه عن المتظاهرين , ولن يلقي الجيش الحر سلاحه , مالم يكن جزءا من الحل ورقما أساسيا في المعادلة , سواء جاءت من قبل النظام وهذا مستبعد, أو جاءت من الجامعة العربية أو من الأمم المتحدة, فهو لن يبقى مكتوف اليدين, ينتظر الحلول السياسية,التي لم تستشعر حتى الآن الخطر المحدق به, والملاحقة المستميتة له من قبل الجيش النظامي ,وكانه المطلوب منه الموافقة على حكمه بالإعدام راضيا مرضيا
الأيام المقبلة سترينا أن الجيش الحر سيضع الأزمة السورية في طريق الحل , لأن العقل العسكري لا...ولن....يفهم إلا على العقل العسكري .
OSSAMA-ALDANDASHI OSSAMA-ALDANDASHI
OSSAMA-ALDANDASHI @HOTMAIL.COM
اسامه الدندشي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي