الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كذبة الربيع العربي

واثق الجلبي

2012 / 4 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



تحدث وسيتحدث الكثير عن الربيع العربي وعن مجمل التطورات والمتغيرات التي شهدتها المنطقة في هذه الحقبة الحبلى بالأحداث رافعة شعار الحرية والعدالة والمساواة تلك الشعارات التي رفعتها جماهير فرنسا قبلنا بكثير.
هل ما حصل في الساحة العربية عفوي أم مدروس؟
هل تكون نتائج التغيير إيجابية بحق المواطن أم العكس؟
هل ستحل الحرية والعدالة محل الظلم والإستبداد؟ هل سيتحقق للمتطرفين ما أرادوا من التغيير بقطع الرؤوس لأن حاكمهم ظل الله على الأرض حسب ما يقولون؟
أسئلة كثيرة جدا ومخيفة من شأنها أن تعيد الحسابات وأن يفكر الناس جيدا قبل الوقوع في المحذور. لقد خدع الكثير من المثقفين ورددوا ما قاله السياسيين بشأن الربيع العربي وتعالت الصيحات ورفعت اللافتات وقد خفي السؤال الكبير عن أذهان الملايين من الشعوب العربية المنكوبة التي مصها الجلادين من الحكام وهو:
ما هو دور أمريكا وإسرائيل في هذا الربيع وما هو مقدار حصتها وما قيمة المردود الإيجابي الذي لحق بهاتين الكماشتين ؟
كان لا بد من التغيير تبعا لتغير السياسة الأمريكية والإسرائيلية وقطارها السريع في المنطقة الذي ركبه من ركبه وكان لزاما تطبيق شعارات الإثنين القاضية بتقسيم المقسم وهذا واضح للعالم فالسعي إلى تفتيت العالم العربي هو غاية ومطمح للدولتين ولا بد من التذكير بالشعار القديم ( من الفرات إلى النيل أرضك يا إسرائيل) .
لقد إنشغل العرب بعد التغيير وراحت قضية الشعب الفلسطيني أدراج الرياح وهذا من ناحية إسرائيل يشكل مؤشرا إيجابيا مهما ، إذا ماذا بقي للشعوب العربية؟
العراق تفكك ، ليبيا تجزأت ، مصر وحرب الأسلاميين والمسيحين، تونس وصراع المدنية والتعصب ، اليمن والحروب المشتعلة .
نحن مع شعوبنا ولسنا مع الحكام مطلقا ولكن الشعوب العربية تسير الآن وفق رؤيا أمريكا وإسرائيل . رجع العرب الآن إلى عصر الدويلات والمدن ومن جهة أخرى فإيران هي المقصد الأشد بعدا .
بوصول الإسلاميين والحركات المتشددة إلى سدة الحكم إنذار لحروب قديمة جديدة بين المذاهب والأديان ...فلنتصور حاكم مصر سلفي والحاكم السوري متطرف والليبي متشدد واليمن كذلك فهل تستطيع إيران عكس هذا السيناريو؟
ثار العراق في الأمس القريب ثورة سبقت الجميع ولكن التدخل الإيراني من جهة وأمريكا من جهة ومن معها من جهة جعل الشعب العراقي يقع بين كماشتين قاتلتين وحدثت عندها مسألة خطوط الطول والعرض وكانت فيدرالية كردستان العراق. ومما لا شك فيه أن الشعوب العربية منذ أن قُدّر لها أن تكون عربية عانت الأمرين من الحكام الذين لم يألوا جهدا بتنفيذ كل أنواع الإستبداد والظلم وكبت الحريات ومحاربة الشعب بإسم الشعب وإستمرت حكاية الحاكم العربي مع الجماهير وصولا إلى هذا المنعرج الخطير الذي عرف بإسم الربيع العربي.
الحقيقة التي لم يُنبأ بها الشعب هي عنوان جديد لتحديات خطرة جدا وأن الربيع الذي يتحدث عنه العالم العربي هو ربيع السلفية وربيع المتشددين على الرغم من أن كافة الجماهير شاركت بالثورات ولكن كانت النتيجة واضحة للغاية.
كان السيناريو الأمريكي والإسرائيلي واضح تماما في فكرته التي تقضي بتقسيم المقسم وتجزيء المجزأ إضافة لسعي الإثنين للسيطرة على هذا الوطن الغارق بالنزاعات والصراعات وإعادة نظام الدويلات تحت إطار التغيير.
هنا تبرز عدة نقاط على الشعوب أن تنتبه لها جيدا فبصعود المتشددين على سدة الحكم ما هي إلا ضربة لهم في نهاية الأمر وإسقاط لآيدلوجية حاربوا من أجلها لأن النتيجة الأخيرة هي إصطدام واضح مع الشعب الذي غيّر وأراق من دمه الكثير ليتسلق غيره ويقتل فرحة التغيير التي لم تدم طويلا.
سرعة القطار الأمريكي مهولة جدا وفي هذا الظرف ضربت أمريكا وإسرائيل عدة عصافير بتغيير واحد وتصعيد ساخن في المناطق العربية التي لم تدرك اليد الخارجية من وراء هذا الحراك الدامي.
لذا فالحذر واجب من كل خطوة قادمة فالربيع سلفي وليس للشعوب إلا أن تستعد لثورات أخرى قادمة ولكنها أخطر بكثير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حقيقة الربيع العربي
نايــــــــــــــــــــــا ( 2012 / 4 / 15 - 12:07 )
مقالك فيه الكثير من الحقيقة، إلا أن سؤالا جوهريا يطرح نفسه على المثقفين والثوريين والمهتمين بما يجري في الوطن العربي: 0
من الذي أشعل النار في جسد البوعزيزي ولماذا ؟ 000
أمريكا وإسرائيل ركبتا قطار ربيع الثورات، إذ رأت من خلاله فرصة لتنفيذ مآرب سياسية، فإلى أي حدّ ستستطيعان تغيير مساره ؟


2 - من السهل تحميل الاخرين المسؤلية!ولكن من الصعب
اسماعيل ميرشم ( 2012 / 4 / 15 - 14:17 )
كفى عقلية الموامرة وانظر الى الكم الهائل من الخراب الفكري والماساة الاجتماعية والانهيار الاقتصادي فضلا عن الكرامة المهدورة للمواطن العربي التي حققتها الانظمة الدكتاتورية الفاشية العربية طيلة العقود الخمس او الستة الماضية؟ الى متى نغشم ارواحنا ونحمل الاخرين مسؤلية ما نعاني منها والعيب كل العيب في حكامنا وانظمتنا وتفكيرنا ووو من السهل جدا تحميل الاخريم مسؤولية معاناتنا واوضاعنا المزرية ولكن من الصعب مواجهة الحقائق
الموضوعية والواقعية لواقعنا المزري المأساوي


3 - المؤمرة واقع
ناصر العريفي ( 2012 / 4 / 15 - 15:56 )
مما لا شك فيه ان المؤمرة واقع ؛ و أن ظروف البلدان العربية الداخلية مهيأة للحراك الذي رأيناه ؛ هذا الحراك الذي بقي بدون رأس هيأ له منذ امد طويل بتقطيع كل رأس محتمل غير مرغوب فيه لهذا الحراك لتبقى الساحة مهيأة لتلك الروؤس التي بامكانها ايهامنا بالتغيير وفي نفس الوقت خدمة أجندة المتأمرين والتاريخ كفيل باجلاء هذه الحقيقة و على الشعوب المعنية أن تستعد لما هو أسواء ان أردت ان يبقى لها كيان


4 - شكرا لكم
واثق الجلبي ( 2012 / 4 / 18 - 06:13 )
تحية طيبة أود أن أشكر السادة الذين قرأوا هذا الموضوع وأشكر وأحترم كل الردود ولا أنسى بأن أقول أن الفقر والحرمان هما من أشعلا النار في جسد ألبو عزيزي بالإضافة إلى أن كل الأنظمة العربية كانت وما زالت تحت إشراف ومباركة خارجية وأن المؤامرة ليست نظرية بل واقع لا بد من القبول به وإن شئنا أن نواجهه لفعلنا.
شكرا مرة أخرى لكل القراء الأعزاء وللحوار الحضاري المتمدن.


5 - والبقيه تأتي
قاسم الهيتي ( 2012 / 4 / 28 - 21:14 )
شكرا لهذا الموضوع وأود ان أضيف بأنه بعد هذه الانظمه السلفيه الجديده (بمباركه أميركا وأسرائيل) سيكون هناك محورين متضادين ومتنافرين ينتج عنهما اقتتال وصراع بين جبهتين الاولى أيران والثانيه هذه الانظمه السلفيه المدعومه من اميركا ........ وهذا هو المطلوب بحيث تتصارع قوى المنطقه النفطيه والبشريه فيما بينها والخاسر في اللعبه هو شعوب الشرق الاوسط فيما يستفيد الغرب من هذه ا (الفوضى الخلاقه) كما سمتها كونداليزا رايز ببيع السلاح للطرفين !

اخر الافلام

.. إيران تشهد انتخابات رئاسية يوم الجمعة 28 يونيو والمرشحون يتق


.. الاعتداء على داعمين لفلسطين اعتصموا بمركز تجاري بالسويد




.. تقرير حالة انعدام الأمن الغذائي: 96% من سكان غزة يواجهون مست


.. مصادر العربية: إطلاق النار في محج قلعة أثناء القبض على من سا




.. -إيرباص- تُعاني بسبب الإمداد.. والرئيس التنفيذي للشركة يتوقع