الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا اليوم على طريق العراق بالأمس ..

منار مهدي
كاتب فلسطيني

(Manar Mahdy)

2012 / 4 / 15
السياسة والعلاقات الدولية


سوريا اليوم على طريق العراق بالأمس ..

وثيقة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية "كوفي عنان" غير ملزمة ولا تعني شيء بعد التوقيع عليها, ووقف اطلاق النار بين جيش النظام في سوريا والثوار وبيان قمة بغداد ليس الحل, وحيث تسارعت الأحداث في سوريا بدرجات لم تكن متوقعة, بل كانت متوقعة تماماً بعد الفيتو الروسي والصيني وبعد إصدار بيان غير ملزم من مجلس الأمن للنظام هناك, والذي دفع القوات السورية إلى محاولة حسم الأمور خلال فترة زمنية قصيرة من لحظة الفيتو, واعتقد أنها ليس الفرصة الأخيرة للنظام في سوريا, انما هي لإعطاء مساحة اوسع لمزيد من توريط الاسد في القتل والدم والمشهد الدموي لن ينتهى إلا مع انتهاء الاسد ونظامه.

وصحيح أن النظام يحظى بدعم خارجي وسيما من الحليف الروسي والصيني ومن الإيراني أيضا, وصحيح أن النظام متماسك البنيان ويتمتع بقدرات عسكرية عالية وأمنية لمواجهة التحديات الداخلية, ومازال يفرض سيطرته على المدن السورية, وهذا ما يجعلنا في هذه الحالة التي هي أشبه من معقدة وليست مستعصية أمام الحلول
القادمة إلى ارض المعارك.

وفي الحقيقة أن الأوضاع هناك في سوريا تصعب علينا اليوم قراءتها بشكل دقيق وفهمها, ولكن علينا أن نقترب من فهم الموقف الدولي والعربي, ونحاول من هذا الفهم قراءة السيناريو المتوقع في ظل الإصرار العربي وسيما السعودي والقطري واضف عليهم الموقف التونسي المتقدم بقوة الثورة عن باقي الدول الغير خليجية بالمطالبة في إسقاط النظام في سوريا.

وفي تقديري أن السيناريو الذي سوف نكون أمامه في ارض المعارك, هو تحويل وترجمة الصراع مع إيران على الأراضي السورية, والتي كانت هي المنظم لإيران في علاقتها مع حزب الله اللبناني وحركة حماس والجهاد الإسلامي وغيرهم والتي كانت سوريا ومازالت هي المساعد الحقيقي الدائم للسياسات الإيرانية في المنطقة. ومن المؤكد أن الطرف العربي السعودي يسعى الآن إلى فك حلقة الوصل من عبر الانتهاء من نظام بشار الأسد, ومع ذلك فان هذا النظام القائم منذ أكثر من 40 عام في السلطة ليس سهل الاصطياد والسقوط حتى اللحظة. والمتغيرات الجارية والغير مستقرة في الجيوسياسية للمنطقة مازالت تصب في خدمة النظام في سوريا وسيما أن الدور المصري غير حاضر بعد الثورة, وفي ظل تراجع الموقف التركي الملحوظ من الأحداث أو ربما لا يريد أن يخرج عن الدور المطلوب الآن, ومع عدم استقرار العراق والأردن ربما يشهد تهديداً قريب للنظام الملكي في حركة جماهيرية غير متوقعة.

إذن معطيات الواقع والسيناريو يقول أن الموقف الخليجي والسعودي خاصة سوف يدعم بكل قوته وخبرته الجيش الحر والثورة من اجل استنزاف النظام اقتصادياً وامنياً وعسكرياً, وفي نفس الاتجاه يعمل على استفزاز الحليف الاستراتيجي لهذا النظام في سوريا "طهران" للتدخل في دعم علني عسكري لبشار الأسد رغم انه موجود من وراء الستار, وهنا قد تتحقق فكرة استدراج إيران لمعركة على ارض المعارك في سوريا, وعندها سوف تتحول الاحداث في الساحة السورية إلى معارك حقيقية بالوكالة مسلحة إقليمية بمباركة دولية وسيما من الإدارة الأمريكية.


بقلم: منار مهدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشعب للحياة
احمد منصور ( 2012 / 4 / 17 - 14:41 )
كل تحية الى الشعب العربي السوري .. الحرية للشعب العربي .. تحياتي استاذ منار على هذا التحليل الرائع

اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة