الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سجود في معبد الوطن

جوري الخيام

2012 / 4 / 15
الادب والفن


البداية كانت صحيحة ...
والثورات قامت عذراء نظيفة ، مناصرة للمظلومين بعصا السلطة لها مطالب شرعية وأساسية أهمها " إسقاط النظام " ،إحترام المواطن ، القضاء على الفساد،و+ إسترداد حقوق المواطن المعنوية والمادية المنهوبة.
تابعت الثورات منذ يومها الأول ولم أسمع إسم الله يذكر ...
في ميدان التحرير رأيت لحياً كثير ...غير مهذبة غير نظيفة ...بعضها مقمل ...لكنها ذقون شريفة ...ترفع الراية وتموت لأجل الحرية والبلد ....
في الوقت الذي كان فيه اخرون يهذبون لحياهم ويحضرون أنفسهم للنجومية و تغير إتجاه الثورة...وأسلمتها.
كان لكل جمعة إسم يجبرك على إحترام مبادئ الثورة ،
كانت الثورة تؤمن بثوارها وكان الثوار كل يوم يصنعون من الموت مزيداً من الكرامة .

اجهض العربي ربيعه بيديه .....ولازال يقتل أمل الرحم في الإنجاب.
ثورات تحولت إلى غزوات كفر وإيمان......إبيديميا التدين والنفاق .
اقفل العربي على نفسه داخل صندوق الجهل والعبودية وبلع المفتاح وبلع بصيص الأمل في غد أكثر تنوراً و الديمقراطية
غسلوا دماغه ببول البعير واعطوه كرباجاً عمره 14 قرناً ليجلد نفسه ...
شكت الصناديق همها ولم يسمعها أحد ....قالت أن الشعب لا يريد خبزاً بل يريد أن يعيش على قطع الرؤوس و الحشمة
لم يعد الشعب يريد عملاً بل يريد تطبيق الشريعة،
لم يعد الفساد عدواً يجب محاربته ....بل وجهوا بنادقهم نحو العلمانية

صار البرلمان جامعاً والجامع برلمان وصارت اللحية شرطاً لولوج كليهما ولإستحقاق الإحترام ...
وصار الشيخ نجماً فخم المقام مسموع الكلمة ، يجري وراءه الاف الأشخاص لعلهم يلمحو طيف سيارته ...
صرنا أضحوكة بعدما كنا وحوشاً ترعب العالم ....

لم هو صعب علينا أن نكون بلدانا متفتحة ذات ثقافة تصلح للمشاركة ،لم لا يعلمون أطفالنا إحترام إنسانية الإنسان والثقافات الأخرى ؟
متى نصير دولاً ذات علاقات دبلوماسية عادية مع البلدان البعيدة والقريبة ؟ متى نتوقف عن تصدير الفكر العقيم المتطرف
ومتى نتوقف عن السجود للأقوى والشحاذة؟

لم هو صعب علينا أن نتحضر ؟
أن نقف في الصف ؟
أن نعتدر ؟
أن نعترف بأخطائنا .....خصوصاً أمام ابنائنا ؟
أن نشكر الناس ونرد الجميل ؟
لم لا نحب أخد موعد قبل أن نقلل من شأن خصوصية الأخرين ونطرق أبوبهم بلا دعوة ....
لم لا يعلمون أطفالنا أن الإختلاف والفن و الموسيقى والكتب شيء جميل ؟

حكم علينا محمد بالجهل الأبدي .....ولازال الحكم ساري المفعول
فمتى تأتينا يا سمو العفو العقلاني ؟
متى سوف يستحق شيوخنا الإحترام؟
متى ترتدي يا وطني كرامتك ؟
و متى تهديني ورداً وزهراً بدل الأشواك؟
متى تبرئني من كل التهم؟

فأنا أخاف عليك يا وطني ....و لازلت احتاجك و أهواك!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسرة الفنان عباس أبو الحسن تستقبله بالأحضان بعد إخلاء سبيله


.. ندى رياض : صورنا 400 ساعةفى فيلم رفعت عينى للسما والمونتاج ك




.. القبض على الفنان عباس أبو الحسن بعد اصطدام سيارته بسيدتين في


.. تأييد حكم حبس المتسبب في مصرع الفنان أشرف عبد الغفور 3 سنوات




.. عاجل .. إخلاء سبيل الفنان عباس أبو الحسن بكفالة 10 آلاف جنيه