الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر اليوم:

خالد عبد القادر احمد

2012 / 4 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


اعتذر من الدكتور توفيق عكاشة من قناة الفراعين المصرية, واستبيحه عذر استضافتي اسم برنامجه التليفزيوني عنوانا لمقالي هذا, وفي نفس الوقت اتخذ هذا المقال مناسبة لابداء تقديري للجهد الذي يبذله في محاولته الاسهام لانقاذ مصر من حالة الفوضى التي تمسك بخناق مكتسبها الحضاري التاريخي,
كما قلت في مقالات سابقة فان متابعتي للشان المصري يعود لاسباب كثيرة منها خصوصية علاقة مصر التاريخية بفلسطين فكلاهما بوابة امنية للاخرى, بل ان من الممكن القول انه كثيرا ما كان احتلال فلسطين في التاريخ كان يتم بهدف تعزيز حالة احتلال لمصر او تمهيدا لذلك, ومن اسبابي ايضا حالة وفاء واعتراف بجميل رفاق مصريين _ منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر _ كان لهم فضل ثقافي على شخصي, والحقيقة انني في صورة فوضى التضليل الفكري التي ترهن مصر وشعبها حاليا, افتقد هؤلاء مندهشا كيف اني لا اسمع لهم صوتا, في حين انني سمعت الصوت الطربي والصوت المنكر على كافة القنوات التلفزيونية المصرية والين جميعا ينشدون كلنا بنحب مصر, مما يجعلني اتسائل من الذي يخرب فيها اذن؟
ما دعاني لكتابة هذا المقال, رغم انه يجب ان تشدني الضائقة الفلسطينية اكثر, ورغم ان راس المقولة القومية العربية عن مركزية القضية الفلسطينية يرتطم عادة بمقولة الاردن اولا وسوريا اولا ولبنان اولا ومصر اولا, وهي مقولات دفع الفلسطينيون ثمنها تقييدا لحركتهم في محاولة تحرير فلسطين باسناد الظهر للعمق العربي, ودفعوا ثمنا لذلك الدم والمعاناة, الا ان اهتزاز صورة الرقي الفكري المصرية والتي كان سابقا بناها عندي بعض رفاق النضال من المصريين, شدتني قسرا للكتابة,
فتحت معول تجاذبات حوار النخبة الاكاديمية والليبرالية والدينية التي تحتل شاشات تلفاز الاعلام المصري, انهارت هذه الصورة, والغريب ان قدرة السنة هذه النخبة على الكلام والتبرير رهيبة, وكنها تتحرك بقوة الاستمرار ولا يعقلها بصيرة فكرية تستنطق الواقع المصري الذي لا يزال الشعب المصري يحيا اذياله,
كل الاتجاهات في مصر الان تدعي الثورية, وكان التواجد في ميدان التحرير استبدل دم الرتابة والروتين المعهودين في الحياة اليومية الى دم ثوري يتاجج رؤى حضارية, وحتى _ اخوان وسلفيو الوطني_ باتو ثوريين, فكيف بباقي الاتجاهات؟, ومع ذلك فانا لا اجد من يعرف _ فلول العهد السابق _ تعريفا علميا سليما, لاجد ان الثوريية الليبرالية والدينية تقوم على كسر الاصنان لاقامة اصنام جديدة مكانها, فيجب اخلاء رموز واعلال رموز ويجب الكف عن عبادة حسني مبارك لعبادة الشاطر وابو اسماعيل وغيرهم.
ان الاثارة التي خلقها ترشح السيد عمر سليمان تكشف عن هشاشة المحاكمة الفكرية المصرية حول مصير مصر, وطريقها الحضاري, ولست ادري كيف لرجال كانوا قبل 1400 سنة في مكة البداوة ان يكونوا اكثر رقيا في منهجية التبصر والتفكير الحضاري من حملة شهادات الدكتوراة المعاصرين, فها نحن نسمع عمر ابن الخطاب يقول مصر _ هبة _ النيل في التقاط كبير لمفهوم المسالة القومية, وها نحن نرى سيدنا محمد ( ص ) يقول من دخل دار ابي سفيان فهو امن, رغم ان ابو سفيان كان راس الكفر والكفار في مكة, بل ويحتضن ابنه معاوية ويجعله من كتبة القران الكريم, اما شيعة وسنة حركة التغيير المصرية الحالية فيهددون باللجوء للسلاح اذا تواصل ترشيح السيد عمر سليمان لرئاسة مصر, فان لم يكن سيدنا محمد هو امام وقدوة السلفيين والاخوان المسلمين فمن هو امامهم اذن؟ ام هو امامهم في تعدد الزوجات فقط؟
ان فلول العهد السابق هم تركيب _اجتماعي اقتصادي سياسي_, وهم شريحة وكلاء الصناعات الاجنبية الذين عملوا على هدم الانجازات الوطنية المصرية في مجال الاستقلال الاقتصادي والسياسي تحت ظل مقولة الاقتصاد الحر والانفتاح الاقتصادي وعملوا على ان يصلوا الى موقع التشريع في مصر وان يجعلوه مدخلا لتوسيع هذا الاتجاه فيها وطريقهم الى توسيع شريحتهم من الطبقة, فهم الحجم الاجتماعي اللاوطني من البناء الاجتماعي العام للبرجوازية والراسمالية القومية المصرية, وهم ملتحون وغير ملتحين, فهؤلاء جميعا اوردو مصر مورد التهلكة, ولم تكن اسرة حسني مبارك سوى ادارة تنسيق لنشاطاتهم المشبوهة,
ان البنية الوظيفية _ لمؤسسة الدولة المصرية _ لا تملك حرية ان تكون وطنية او غير وطنية فكلها تنفيذية, لكن الروح الدستوري _ للبنية المؤسساتية للنظام _ في مصر هي التي تملك هذه الحرية وهي المسئولة عن ذلك, وهو المجال الذي اتجهت لهدم وطنيته هذه الريحة بقوة المال عمولاتها سريع الاثراء وقوة تحالفها مع مراكز النفوذ والاقتصاد العالمي التي بحكم تفوقها عالميا تستطيع فرض الاتفاقيات المجحفة على القوميات النامية فتحدد لها سقف حريتها القومية اقتصاديا وسياسيا وتورثها الازمات الاجتماعية, كاتفاقية الجات مثلا.
ان المحاكمة الاخلاقية الراهنة لسلوكية السيد عمر سليمان في داخل مؤسسة الدولة المصرية لم تقدم لنا حتى الان ما يعيب هذا الرجل وهلى العكس فمن الممكن القول ان المسئولية التي يتحملها عضو مجلس الشعب المنتخب في عهد مبارك عن ما وصلت له مصر من دمار هي اكبر من مسئولية اي وزير, وذلك ينطبق على مصر وعلى المواقع الاقليمية الاخرى,
ما اود قوله هنا انما يشير الى اولوية مسئولية الوعي القومي والتربية الوطنية المتحققة في المجتمع, والحوار الراهن يعكس حقيقة ان في داخل كل متحاور شخصية فلول لا تزال مسيطرة على بصيرته, خاصة ان كل شهادة يدلي بها متحاور تكون مرفقة بشهادة جودة من التجربة العالمية لا من حالة تناغمها مع الواقع المحلي,
ان رجل المخابرات غير معاب اكثر من رجل الشرطة العادي او جندي القوات المسلحة, او الموظف والمدرس او الممرض والدكتور, فجميعهم ليس اكثر من ترس في ماكينة يوجه الروح الدستوري للنظام الحركة العامة لمؤسساتها, فليس غريبا اذن ان يكون الحوار _ الثوري _ الراهن هو بنفسه جزءا من حوار الفلول
ان فقدان مؤسسات الدولة للشفافية والمهنية هو انعكاس طبيعي لغياب بوصلة التوجه الحضاري عن بصيرة الوعي القومي, لذل انا ارفض قبول مقولة نزاهة القضاء طالما ان فاعلية القضاء تقتصر على فض الخلافات ولا تتقدم بدراسة جدوى لفض الخلافات هذا في مجال التوجه الحضاري القومي, وارفض مقولة الشعب مصر السلطات طالما ان جهالة الشعب بذاته القومية ومصالحها واعتقاله في عفوية عاطفية تجعل منه عدوا لنفسه,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد يطالب عضو مجلس الحرب ب


.. عالم الزلزال الهولندي يثير الجدل بتصريحات جديدة عن بناء #أهر




.. واشنطن والرياض وتل أبيب.. أي فرص للصفقة الثلاثية؟


.. أكسيوس: إدارة بايدن تحمل السنوار مسؤولية توقف مفاوضات التهدئ




.. غانتس يضع خطة من 6 نقاط في غزة.. مهلة 20 يوما أو الاستقالة