الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبو إسماعيل نموذجا للسلفية السياسية

نادية الشربيني

2012 / 4 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


وتتوالى الأحداث ملتهبة في قضية جنسية أم حازم أبو اسماعيل... فمبدئيا السيدة لم ترتكب خطأ بحصولها على الجنسية الأمريكية، بل، ومما يثبت أنها كانت تأخذ موضوع جنسيتها الأمريكية بجدية، أنها شاركت في انتخابات الرئاسة الأخيرة بالولايات المتحدة. ومن الواضح أيضا أن عائلة أبو اسماعيل لديها أفراد آخرين من الجيل الأول والثاني حاصلين على الجنسية الأمريكية. ولابد أن أبو اسماعيل كان يدرك تماما وجود شرط "نقاء الجنسية" للمرشح الرئاسي فيما استفتي عليه الشعب من تعديلات. لكن المرشح السلفي تجاهل هذه الحقيقة المرة، وتكاتف مع التيار الإسلامي كله لقول نعم في استفتاء مارس، لأن الصفقة كانت "نعم" مقابل احتكار الدستور وكراسي البرلمان. أبو إسماعيل كان يتبع قانون المكسب والخسارة وليس المصلحة الوطنية مع شديد الأسف. فلو كان مقتنعا بنفسه كمرشح رئاسي، لكان اعترض على تلك المادة التي تشترط عدم حصول المرشح أو أحد والديه على جنسية دولة أخرى حتى لو تنازل عنها. لم يفكر أبو إسماعيل في النضال في هذا الاتجاه لإزالة هذا الشرط العنصري من شروط الترشح والذي يتضمن طعنا في وطنية ملايين المصريين ممن عاشوا خارج مصر وتجنسوا بجنسيات أخرى، وحرمانهم من أحد الحقوق الدستورية. بل ترك أبو إسماعيل الأمور تسير في طريق التمهيد لحكم الإسلاميين لظنه أن حظه الأوفر في هذا الاتجاه. رغم أن أبو إسماعيل كان صوتا ثوريا مختلفا في المشهد السلفي وانحاز إليه أشخاص لا ينتمون بالضرورة إلى التيار السلفي، إلا أنه في النهاية ملتزم بالمنهج السلفي مذهبيا وكذلك سياسيا. فقد أدار أزمته تلك بنفس الطريقة التي أدار بها البلكيمي أزمة أنفه. فالبلكيمي أخذ على حين غرة حين انكشف ستره، وسارع حزبه بالتبرؤ منه علنا، إلا أنه في الحقيقة ما زال يمارس عمله تحت قبة البرلمان، أيا كان حجم إنجازاته كنائب. وقد جنى شهرة واسعة جعلت اسمه، الذي كان مقدرا له أن يظل مجهولا، يخرج للعلن، ولم تطاله يد التأديب أو المساءلة. بل إن كذبه قد تحول بقوة الفكر السلفي إلى "وسوسة شيطان" ورغبته في تحسين شكل أنفه تحول إلى أن "أنفه كان يعيقه أثناء السجود". أي أن اعتذاره المبدئي كان فارغا من المضمون، ويبدو أنه أتى نتيجة ضغط حزب النور والمتحدث باسمه نادر بكار. لم يلتفت البلكيمي ولا مرة لأي قيمة أخلاقية أو حتى لمنطق النزاهة في تعامله مع أزمة الأنف، بل حول الأمر برمته إلى دفة المقدس، حين تكتسي المعاني بكساء مقدس يمنع الاقتراب منها بالتشكيك والنقد، وحين يكون من السهل خلط الصح بالخطأ بطريقة تجعل الخير والشر متساويين.
في قلب أزمة جنسية والدته، أدى أبو إسماعيل نفس أداء البلكيمي، لكن بطريقة أوسع نظرا للفارق بين أهمية الشخصيتين السلفيتين، البلكيمي وأبو إسماعيل. فقد أنكر أبو إسماعيل الأمر في البداية باستخفاف لأنه، كما يبدو، لم يتوقع أن تكون جنسية والدته عائقا أمام ترشحه، ليس اعتمادا على تفعيل قانون الترشح للرئاسة، لكن اعتمادا على الصفقة المعقودة بين الإخوان والعسكر. وهذه الصفقة تشمل السلفيين باعتبارهم أصحاب مشروع مشابه لمشروع الإخوان وباعتبارهم التابع المخلص الأمين لهم، والذي أثبت إخلاصه وولاءه في البرلمان برفع الأيدي حين يتطلب الأمر دعم قرار من الإخوان والانحياز لهم في تكتلهم ضد كل ما هو خارج التيار الإسلامي السياسي. بعد الإنكار توالت الاثباتات من كافة الاتجاهات وكان أقواها، بعد شهادة من عرفوا السيدة الراحلة، هي الأوراق الرسمية التي أتت من الولايات المتحدة. لكن أبو إسماعيل فضل المضي قدما في طريق الكذب المدثر بالمقدس، والذي يحميه من العصف به على مقياس الأخلاق. فصار أعداؤه هم أعداء الدين، متهما الجهات الرسمية بالكفر والعربدة، كما هدد أنصاره بالقيام بعمليات استشهادية. وهي لغة معتادة في الخطاب السلفي القائم أساسا على تجريم كل ما هو غير سلفي واستعمال العنف اللفظي والجسدي، في حال التمكن والقوة، ضد معارضيه أو منتقديه. وأبو إسماعيل، كنموذج يبدو عصريا من الخارج، اثبت بشكل لا يرقى إليه الشك، أنه لا ديمقراطي حتى النخاع، وأنه مستميت في الوصول إلى كرسي الرئاسة سالكا طريقا مكيافيليا خالصا. ومنطقه قائم على الإصرار على الكذب والدفع بالجدل في اتجاه قانوني عبثي، مع التلاعب على حبل المفاهيم وتأويل الأحكام وإرهاب العامة والخاصة، أملا في الخروج من الأزمة، على الأقل بالسماح له بدخول سباق الرئاسة. وهو يلعب بأوراق كلها خاسرة إلا أنها تزغلل أعين مريديه. فبعد حكم المحكمة الذي لم يحدد جنسية لوالدته، أشاع أنصاره أن الحكم نصر لمرشحهم. واتضح بعد قليل أنه دخان للتعمية، وربما أرادت هيئة المحكمة الموقرة النفاذ بجلدها من الأصوات الهادرة داخل القاعة وحول المحكمة. وأخيرا أخرج المرشح العنيد ورقة أخرى خاسرة مفادها أن بحوزته مستندات تفضح وقائع فساد ورشوة لأعضاء اللجنة الرئاسية. وأيضا هذه المرة يقع أبو إسماعيل في مأزق أخلاقي جديد. فالرجل لم يدرك أنه اعترف أنه متستر على وقائع فساد تضر بمصالح مصر العليا وبشفافية العملية الانتخابية، وأنه يستخدمها علنا لابتزاز اللجنة، وأن هذا تصريح ضمني أنهم لو قبلوا أوراق ترشيحه، فهو لن يفضح سترهم.
المشكلة الكبرى هو تصدير هذا التيار للمصريين على أنه تيار الحق والعدل والصدق. وهذا ليس قدحا في أبو إسماعيل شخصيا، لكنها قراءة لمسلكه منذ تفجر قضية جنسية والدته. ذلك المسلك الذي لم يخرج عن الآتي: الكذب مرة وثانية وثالثة، ثم الإصرار على الكذب، اللعب بورقة الجماهير، الابتزاز العلني. من المعلوم أن الحملات الدعائية يشوبها الكثير من المعارك، لكن الطريقة التي يدير بها المرشح معركته هي التي تميزه عن غيره. والسؤال هو إن كان المرشح أبو إسماعيل الذي لا يملك سلطة حقيقية في يده، يتوعد ويتحدى ويهاجم بضراوة من يحاول تطبيق القانون عليه، فما سيكون حاله لو أصبح رئيسا للدولة مع من ينتقد سياساته أو قراراته؟ هل سيهددهم بأنصاره المستعدين للشهادة أم سيلجأ إلى الابتزاز بفضح فسادهم؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نداء من ألشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل
‎هانى شاكر ( 2012 / 4 / 16 - 15:45 )

نداء من ألشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل إلى ألرئيس أوباما

وجه فضيلة ألشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل إلى ألرئيس ألأمريكى باراك أوباما بعد أكتشاف أن فضيلة ألشيخ زور فى أوراق ترشيحة ... بعد أكتشاف أن والدة ألشيخ - كما أيضاً والدة ألرئيس أوباما- أنتقلت إلى رحمة ألله على باسبور أمريكانى

وكانت كلاً من الفقيدتين - ألشريفتين - تعيش سحت و عوالة على ظهر دافع ألضرائب ألأمريكى

وهذا هو نص ألنداء

مش عيب يا أوباما
تشرشح ماما ؟
دانا راجل عِتْرَه
وكلى زعامه

...

ماما جت أمريكا
تلعب شيكا بيكا
تاخد معونتكم
وتعيش أنتيكا

...

وأنتم كُفار
و إحنا ألأخيار
لينا حق ألجزية
عليكم بِصَغَار


....


ماهو ميت هلفوت
عايشين سحتوت
جت يعنى عَلَامِى
أهى شبعت موت !

...

دى رياسة يابا
م الفشن لطابا
أهالينا غلابة
هلافيت و لمامة


.....

أنا قلت أركبهم
بالشرع بتاعهم
نسوان وعيال
كما فعل حمامه


....


وأهم راضيين
جايين راكعين
ل يبوسو أيدى
و ألبوستر ياما

...


عديها ياراجل
زور تزويرة
دانا نفسى أَتْرَيِيس
مع أنى رمامة


عطفك يا أوباما

اخر الافلام

.. تونس: البدأ بترحيل مهاجرين أفارقة الى بلدانهم، فما القصة؟ |


.. هجوم إلكتروني على وزارة الدفاع البريطانية.. والصين في قفص ا




.. -سابك- تستضيف منتدى بواو الآسيوي لأول مرة في الرياض


.. السياحة ثروات كامنة وفرص هائلة #بزنس_مع_لبنى PLZ share




.. المعركة الأخيرة.. أين يذهب سكان رفح؟ | #على_الخريطة