الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعجاز المقاومة في فلسطين

فايز صلاح أبو شمالة

2005 / 1 / 23
القضية الفلسطينية


رغم الفارق في إمكانيات المتصارعين، وأهداف المتحاربين، ورغم ضيق مدى حركة المقاوم الفلسطيني المحاصر في الحصار، وسعة مدى المحتل الذي خضعت له الجيوش، لا يتنكر عاقل لحقيقة أن كف المقاومة الفلسطينية قد انتصرت على مخرز الاحتلال الإسرائيلي، أما من ظل يكابر، ويتنكر لهذه الحقيقة، ويتشكك في هذه النتيجة، فليذهب إلى معبر رفح على الحدود المصرية، وإلى معبر المطاحن بين غزة ورفح، وينظر شمال القطاع على القوة الفلسطينية المنتشرة بعد التنسيق الأمني مع إسرائيل، (وبغض النظر عن موقف البعض من التنسيق الأمني)، فقد فتحت إسرائيل المعابر بعد التنسيق مع السلطة الفلسطينية، وبعد وعد السلطة للإسرائيليين بنشر القوة التي ستعمل على منع إطلاق صواريخ القسام والأقصى، وباقي أسماء عائلة رجم الإسرائيليين من القذائف، أي أن الانتشار الفلسطيني جاء بناءً على طلب إسرائيلي، وجاء شرطاً إسرائيلياً لفتح المعابر، وهذا هو الانتصار الأكبر للمقاومة الفلسطينية التي فرضت على إسرائيل أجندتها المقاومة رغم مكابرة إسرائيل عن الإقرار بذلك، كي لا تترك الانطباع في الذهن العربي والفلسطيني؛ أن المقاومة تنتصر على إسرائيل، وأن الجيش الإسرائيلي بات يقهر.
وليس هذا هو إعجاز المقاومة الفلسطينية، لأن ذلك متوقع، وليس الإعجاز في تسجيل المقاومة للنقطة الأولى من الانتصار على المحتلين، رغم أهمية ذلك، إنما الإعجاز في دقة التصويب التي تتميز بها القذائف الفلسطينية التي بلغ عددها وفق مصادر الإذاعة العبرية الإسرائيلية 5260 قديفة حتى اليوم، والإعجاز يكمن في سلامة انطلاقها رغم أن مطلقيها لم يتلقوا دورات تدريبية في الخارج، ولم يذهبوا في بعثات عسكرية، ولم يتلقوا علومهم العسكرية في أكاديميات غربية، ولم يستورد المقاومون السلاح عبر السفن والطائرات، ولم يغادر المقاومون يوماً قطاع غزة، وهم تحت الحصار والقصف والمطاردة، ومضايقة العملاء، وهم تحت طائلة الممنوع لكل أنواع السلاح، وتحت عين الطائرات الإسرائيلية الحديثة، وأجهزة المراقبة والإنذار المبكر، وانتظار مرور الدبابة، وإعجاز المقاومة أن المقاومين لا يحملون رتباً عسكرية، فلا تجد بينهم عقيد ولا عميد ولا لواء، والحصار الإسرائيلي على المعابر لا يأذن بإدخال رصاصة واحدة، بل لا تسمح إسرائيل بعبور أي أنواع المواد الكيمائية التي يمكن الاستفادة منها، لقد منعت إسرائيل بعض أنواع السماد الكيماوي في محاربتها لتصنيع القذائف، ولم تبق إسرائيل في غزة حداداً، ولا محددة، ولا ورشة عمل إلا وتعرضت للقصف، ومع ذلك، ومن اللاشيء، يطور الفتية الذين آمنوا بربهم هذا السلاح الذي يخترق الحصار، ويصل بدقة متناهية إلى المستوطنات، بل ويصيب المستوطنين بالموت والجراح وتدمير البيوت، ويصيبهم بالخوف والهلع، حقاً؛ إن هذا هو الإعجاز الذي يبشر بالنصر.
وإن في ذلك لآية لكل من تمتد يده بالضعف والهوان إلى إسرائيل التي باتت عاجزة أمام إعجاز هؤلاء الفتية.
لقد هزمت الإرادة الفلسطينية المستحيل، وتساقطت عشرات القذائف التي سمعتها بأم أذني، أثناء اختطافي وأفراد أسرتي من الجيش الإسرائيلي لثلاثة أيام، في بيتنا، وشاهدت بأم عيني حجم الرعب المتخفي في عيون الجنود الإسرائيليين، وسمعت همسهم لبعضهم مع كل قذيفة (قسام أو أقصى)، وقدرت السبب الذي من أجله بالغ الشباب الفلسطيني في رمي القذائف، وهم يحاولون إثبات قدرتهم على مواصلة الرمي، والتأكيد على دقة التصويب رغم تقدم الجيش الإسرائيلي إلى أطراف حي الأمل في خان يونس، لقد تقهقر الجيش الإسرائيلي أمام إرادة الفتية المقاومين الذين خافوا الله، وأخلصوا للوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب إسرائيليون يهاجمون داعمين لفلسطين بالألعاب النارية في ج


.. -قرار بايدن- يغضب إسرائيل.. مفاوضات الرهائن في خطر




.. هل الميناء العائم للمساعدات الإنسانية سيسكت جوع سكان غزة؟


.. اتحاد القبائل العربية في سيناء برئاسة العرجاني يثير جدلاً في




.. مراسل الجزيرة: استشهاد ثمانية فلسطينيين نصفهم أطفال في قصف ع