الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الانتخابات البرلمانية في الجزائر( 10 ماي ) ودور المثقف فيها

الطيب طهوري

2012 / 4 / 16
مقابلات و حوارات


حوار اجرته معي عبر الدردشة في الفايس بوك حورية صياد لصحيفة الشاهد الجزائرية

س :هل ترى جديدا في الانتخبات المقبلة ، خاصة وقد سبقتها مزاعم إصلاحات؟
ج :عاملان اثنان يجعلان الانتخابات لا تختلف كثيرا عن سابقاتها:
1- الريع البترولي الذي وظفته السلطة لشراء الذمم وملء نفوس الكثيرين بالطمع ..2- فقدان الوعي لدى الناس بحقوقهم وكيفية تنظيم أنفسهم للدفاع عنها أو المطالبة بها نتيجة فقدانهم قراءة المتعدد المختلف الذي يجعلهم يتعرفون على تجارب الشعوب الأخرى في النضال والوصول إلى حكم نفسها بنفسها في إطار الديمقراطية الحقة – نسبيا- س :يفترض أننا أكثر دراية بما يجري في العالم وأكثر استفادة من تجاربه بحكم انتشار الفضائيات وعالم الانترنات..أليس كذلك؟
ج :صحيح أن الفرد عندنا يتفرج على مختلف الفضائيات ويدخل عالم الانترنات ويتواصل مع الآخرين محليا وعالميا ، لكن المشكلة لدى أغلبية الناس أنهم يركزون على الشكلي في تلك الفضائيات والمغري في عالم الانترنات -للأسف الشديد – وهو ما يعني أن القلة القليلة من شعبنا هي التي أمكنها التواصل مع ما يحدث في العالم والاستفادة منه..لكنها أقلية لا تأثير لها في تشكيل وعي الناس كونهم ( الناس ) لا يقرأون وإذا قرأوا لايقرأون إلا الأحادي المتشابه الذي يكرس فيهم الاستكانة أكثر إلى الحال التي هم عليها..
س :تريد ربيعا عربيا في الجزائر؟

• ج :الربيع أو الخريف ليس إرادة متحكما فيها..إنه نتاج مخاضات وصراعات واختلافات وطموحات يحاصرها اليأس..الربيع او الخريف عندما يأتي يأتي شئنا ذلك ام أبينا..خاصة في عالمنا العربي الذي تهيمن على نفسيات الناس فيه ظاهرة الميل إلى العنف أكثر ،إلى جانب ظاهرة الإقصاء التي تتحكم في البنية الذهنية للناس عندنا كونهم عاشوا كل حياتهم في واقع الإقصاء..ضف إلى ذلك ان كل تاريخنا العربي الإسلامي هو في الأساس تاريخ إقصاء واستبداد..لم يعرف العرب المسلمون في كل تاريخهم هذا أي شكل من أشكال الحكم التي تتيح لهم المشاركة في تسيير امور حياتهم
• إن الأمر هنا- أعني الربيع الجزائري أو الخريف الجزائري - متعلق بالسلطة أساسا فهي من يحدد أكثر نوع ما سيكون عليه الحال في المستقبل....
• س :ألا يمكن للانتخبات المقبلة أن تؤدي إلى الحل السلمي لأزمتنا دون اللجوء إلى مثل الثورة التي نراها في بعض الدول العربية؟
ج :للألم الشديد ، أشك كثيرا في ذلك..والأرجح في تصوري انه لن يحدث عندنا ما يمكن ان يكون شبيها بما يحدث في بعض الدول العربية ، ربما نتيجة ما نراه يقع في تلك الدول من مآس، من جهة، وما كنا قد عشناه في مرحلة العشرية الحمراء ، من جهة اخرى ..لكن المؤكد أيضا أن
هناك عوامل تحد من جعل الانتخابات نزيهة فعلا ومؤدية إلى التغيير الحقيق، منها :
1- عدم استقلالية القضاء وبقاؤه خاضعا لإرادة السلطة التنفيذية المشاركة بأحزابها في الانتخابات..
2- بقاء نفس الحكومة والإدارة التي اشتهرت بالتزوير.. 3- معظم الأحزاب هي بشكل أو بآخر أحزاب السلطة.. 4- الجديد من الأحزاب وأعني الجديد هنا بأفكاره ومشاريعه وتصوراته لا يكفيها الوقت للتفاعل مع المجتمع وشرح برامجها له والتأثير على توجهاته..إلخ آمل أن يكون الحل في بلادنا سلميا طبعا..لا احد يحب دخول بلادنا في المتاهات..خاصة وأن شعبنا - كما قلت سابقا- انفعالي وأحادي الفكر ونفسياته مليئة باليأس الذي يؤدي حتما إلى العنف
س :قوائم الترشح مفتوحة للجميع ، ألم تفكر في الترشح؟..
• ج :لم أفكر..ولا أعتقد انني سأفكر ..لأنني - ببساطة -أعتقد ان اللعبة محسومة مسبقا....
• س :محسومة لان المثقف لن يكون حاضرا للمشاركة في تغيير هذا الواقع
• انتم مسؤولون عما يحدث بشكل أو بآخر
ج :ماذا بإمكان المثقف أن يفعل مع شعب لا يقرأ؟..وأقصد هنا المثقف النقدي..إن المؤثر أكثر في واقع الناس عندنا وفي تشكيل ذهنياتهم هو رجل الدين أساسا.. يمكن لرجل الدين وبكلمة واحدة إبعاد الناس عن المثقف الذي يعادي ..بل ودفعهم إلى مناصبته العداء..
واين دوركم اذن؟
دورنا محدود جدا- للأسف الشديد -في واقع نسبة المقروئية فيه محدودة جدا ونظامه التربوي بائس جدا جدا..
• س :هل يتمثل دوركم في الكتابة فقط
• انزلو الى الشارع
افرضو اراءكم على السياسيين..
• ج :المثقف لا يفرض رأيه يا صديقتي..المثقف يكتب..يحلل ويناقش.يبدي رأيه ويتخذ موقفه مما يحدث في الواقع وينشره..
• دور المثقف هو العمل على بناء العقل الواعي..أعني العقل الاجتماعي المسؤول..وللأسف هو دور محدود جدا في عالما العربي حيث كل شيء يبعد الناس عن القراءة ويحاصرهم باليأس في إطار الهم اليومي المتراكم.. الأمر أكثر تعقيدا مما نتصور.وبناء العقل الواعي المسؤول أمر صعب جدا..خاصة في واقع تصر أنظمة الاستبداد الحاكمة فيه على تجهيل شعوبه ورميها في متاهات الحياة وصعوبات العيش وعلى ملء نفوسها باليأس وعقلية الطمع والتفكير الجحوي..المهم تخطي راسي..
س :يعني يبقى الحال على ماهو عليه؟
لأسف..سيبقى الحال على ما هو عليه..لا سلطة تفكر في ترك الحكم وما يرتبط به من مصالح متجذرة..ولا معارضة حقيقية واعية بدورها وقادرة على التأثير الإيجابي في الناس
• س:هذا هو المشكل
• يعطيك الصحة استاذي
• كفيت ووفيت..
• ج :شكرا لك
...( بتصرف)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من السيئ الى الاسوا
نور الحرية ( 2012 / 4 / 17 - 16:52 )
الشعوب لا تريد التغيير بل تريد اقامة الخلافة الاسلامية اي بمعنى من دولة البوليس ورجال العسكر الى دولة رجال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ورجال الدين . الا تعسا لهكذا تغيير

اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |