الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزو ايران

هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)

2005 / 1 / 24
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


تيارات
من الواضح أن السيد سيمور هيرش يعرف عما يتحدث. فالمقالة التي كتبها في "النيويوركر" بعنوان "الحروب القادمة" , والتي يصح أن نقول عنها إنها تحقيق حول ما يجري خلف كواليس ادارة بوش, ملأى بالمعلومات التي كيفما قرأتها, أفقيا وعموديا, تشير الى أن هذه الادارة تتهيأ لعملية عسكرية ضد ايران. بالطبع , كذب الرسميون الامريكيون في البنتاغون مزاعم هيرش قائلين إن المقالة محشوة بالأخطاء والمعلومات المضللة. ولكن حتى مع اعتبار أن نصف تلك المعلومات تضليل فإن النصف الآخر يكفي لجلب الانتباه الى مسألة خطيرة تتعلق بالطريقة التي يوجه بها صقور البنتاغون السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط, والتي يصح أن ننعتها الآن وفقا لهذه المعلومات بأنها "سياسة حرب ".
يملك السيد دونالد رامسفيلد اليوم , حسب هيرش , تفويضا خاصا من الرئيس ليوجه العمليات السرية داخل ايران, وهو قد سعى الى الحصول على هذه "الاجازة " منذ عامين , ونجح في ذلك على ما يبدو. لم تعد وكالة المخابرات المركزية – سي آي ايه – هي المتصرفة الوحيدة أو شبه الوحيدة في كل ما يتعلق بتنظيم العمليات السرية والنشاطات التجسسية في الخارج. لعل ذلك عائد الى فشلها في تجنب وقوع حوادث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة, أو لأن التوازن بينها وبين البنتاغون أصبح في خبر كان , وهو ما يصفه أحد مخبري هيرش من العملاء السابقين بقوله : "لمدة سنوات حاولت الوكالة التنسيق مع البنتاغون (...) ولكن غدا معلوما اليوم أن وزارة الدفاع غوريلا تزن خمس مائة طن ومدير السي آي ايه قرد صغير من فصيلة الشامبانزي ".
والحقيقة أنه ليس هناك ما يثير العجب في احتمال وجود عملاء للبنتاغون داخل ايران . كان من الطبيعي أن تحاول وزارة الدفاع تفنيد هذه الاشاعة لحماية جواسيسها, ولكن إذا كان بإمكان آلاف العملاء الايرانيين أن يتسللوا الى العراق للقيام بنشاطات مختلفة هناك قد لا تكون كلها مرضية للأمريكيين , أفلا يستطيع الأمريكيون أنفسهم التسلل عبر الحدود لمحاولة التعرف عن المواقع النووية التي تخفيها ايران ؟ منذ سنوات وهذه الحدود الطويلة تعمل في الاتجاهين في مجال تهريب العملة والسلاح والمخدرات والأشخاص ... فهل تغير الوضع الآن في الوقت الذي بلغت فيه الفوضى ما نراه في العراق ؟
الامريكيون مقتنعون بأن ايران تخفي جيدا تجهيزات ستمكنها من صنع رؤوس نووية في فترة ثلاث الى خمس سنوات , وهم مقتنعون بأن الأوروبيين سيفشلون في منع ايران من المضي قدما في برامجها التسليحية النووية , وبحسب ما يقوله هيرش في تحقيقه فإن الأوامر صدرت الى مكاتب خاصة في وزارة الدفاع الأمريكية بتجهيز خطة – أو خطط – لغزو ايران . ويعتقد أن هذا الغزو سيجري من الجو والبحر وأنه سيكون محدودا يستهدف ضرب التجهيزات النووية التي يعتقد أن ثلاثة أرباعها يمكن قصفه من الجو, بينما يصعب الوصول بنفس الطريقة الى الربع الآخر بسبب وجوده قرب مواقع ذات كثافة سكانية أو بسبب اخفائه عميقا في الأرض.
وخلافا لما يعتقده البعض, فإن استمرار التسيب الأمني في العراق لن يجعل الأمريكيين يترددون ازاء ضرب ايران : فالصقور في البنتاغون مقتنعون بأن ذلك قد يضعف قبضة الملالي المتشددين على السلطة ويساهم في تخفيف عبء تدخلاتهم في الشؤون العراقية. أي أن عملية ضد ايران قد تكون من وجهة النظر هذه مفيدة للمعتدلين في كل من العراق وايران.

جريدة العرب . لندن
http://www.hichemkaroui.com/
http://www.phoenixmagazine.tk/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أطفال غزة: من أهوال الحرب إلى نقص المواد الأساسية


.. جون كيربي: -خريطة طريق- جديدة لإنهاء الحرب في غزة




.. بين عزلة وانهيار الحكومة.. خطة بايدن تضع حكومة نتنياهو بمفتر


.. على وقع تصعيد خطير في جنوب لبنان.. بيروت أولى محطات وزير خار




.. سقوط 3 صواريخ بالجليل الأعلى واعتراض آخر في إيلات