الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة كفاح

كفاح كيال

2012 / 4 / 18
سيرة ذاتية


عاشت الحرية
على مشارف يوم دفعت واجبا حقا عمرا من حياتي ..وامتشقت الواجب دون خوف أو تردد ..خضت غمار الصعب في زمن ارتآه أبطال مرحلة السهل المنبطح مستحيلا ..في زمن سطرت مع رفاقي العديد من الأسبقيات الثورية قبل أن يُدخل أبطال الارتزاق تاريخهم المستجد في مفاهيم " غينيسية " ..زمن مضى حين كان يوم الأسير الجزء الأهم من حيز أيامنا وشريك في قوتنا وعمرنا دون مقابل .. والآن استمرأ البعض أن يحذف التاريخ ليبقى المستفيد من حالة الاستقصاء والخطف للانجازات ..البعض عن جهل وغباء أما الأكثر فعن تغابي وتجاهل ..وقلة قليلة علمت وحاولت , ولم تجرأ لأنها حرصت على استمرار استقرار أوضاعها !!!.. يا لبطولة الموقف ..
وأنا أسير ومعي أحرار العروبة من خارج فلسطين إلى محافل عربية ودولية لمقاضاة من اغتالوني سياسيا وادعوا البطولة ..من باعوا ضمائرهم بحفنة امتيازات لأن محافل فلسطين اختارت الامتياز والمصالح والاستمرار بقتل روح الناس لو لم يبقى من الوطن إلا الراتب والاستحقاق ..
ونبقى نحن " الأحرار " ليس لأننا أبناء ثورة "الضباط الأحرار " فقط بل لأن الحرية ديدن ونهج ووقع حياة نحن جديرون به وهو جدير بنا ..وسيبقى التاريخ رغم أنف المزيفين موشحا بدماء الأحرار ومسطرا بمآثرنا ..لأن الأبطال الحقيقيين لا ينصفون في زمن الردة والتراجع والاستسلام والانبطاح ..وعاشت الحرية ..
وكل يوم أسير وأنتم أحرار الإرادة

قصة كفاح
مقدمة لا بد منها :
اعذروني إن كنت سأثقل عليكم في مسألة تعتبر ثانوية أمام قضايا ألأمة وهمومها، ولكنها مصيريه بالنسبة لي ولديمومة شموخ جنود المقاومة لأنه جزء من طقوس إعزاز ألأمة ومقاومتها وحضارتها..
وأتمنى أن يتسع صدركم لسماع قصتي التي ربضت عشرين عاماً في شغاف البندقية وتجرمقت بذاكرتي خندقا للصمود احتوى جراحاتي وآلامي أوسمة للاستمرار في حمل راية المقاومة.
قصتي التي تحمل بين طياتها مجموعه من الملفات والقضايا الحساسة أمنياً وسيادياً وسياسياً، يعرفها مناضلين ومجاهدين المقاومة الحقيقيين الذين واكبوها ولازالوا أحياء يرزقون في لبنان وفلسطين، وهم قله في بحر من المرتزقة والمستثمرين وتجار الدم داخل السجون وخارجها الذين ينفذون أجندة العدو وزعانفه وركائزه في طمس قصتي وإخراجها من سياق التاريخ وعبر محاولات لبتر وجودي من سياق الحياة، ليحموا عروشهم ومكتسباتهم المبنية على دماء وعرق وأعراض فدائيين حقيقيين تمترسوا في خنادقهم رغم الرياح العاتية.
وتكشف بالوقائع والعمل المراكم على الأرض _ ولدينا وثائق وشهود تدلل على ما نقول _ زيف ادعاء وكلاء الاستثمار السياسي والعسكري _ واختلاق الحقائق لجني المكاسب وتكريس المصالح الذاتية .
إن العمود الفقري في القصة هو صراعي مع "الشاباك الصهيوني" وكل المكونات التي صنعها الصهاينة بامتياز وفي مقدمتها "كاديما الفلسطينية" التي أسسها الإرهابي "شمعون بيرس" داخل المكونات الفلسطينية بسنوات قبل أن يعلنها الإرهابي "اريئيل شارون" في الكيان الغاصب .. والتي يبدو أيضا أنها كانت مهمة رئيسية لإرهاصات "كاديما لبنان" ومن ثم "كاديما القومية " !!؟؟!!
ومع الأسف نجحوا .. وكانت المهمة جسرا لمد السفراء لأرض الأشقاء .. رغم تحذيراتنا وتنبيهاتنا إلا أن آذان الأشقاء صمها أكاذيب الأدعياء وألاعيب العملاء .. وغصة في الروح وطعنة في الظهر أتلمسها وأخشاها، أن يستبدل سلاح الأعداء برصاص الأشقاء، فهذا والله أقسى علينا من ويلات النكبات والنكسات والاحتلالات ..
لقد كان صمتي خندق دفاعي طيلة سنوات، كون طرف الجزئية الشخصية كان أسيراً، والعدو سيد الموقف في قلاع الأسر وفضاءاتها، فقضت المسؤولية والحكمة عدم الإنجرار وراء ألاعيب العدو وأجهزة أمنه ورد الفعل عليها، أما بعد تحريره .. فكان حفاظاً وصونا لانجاز المقاومة اللبنانية الذي اعتبرناه انتصارا أيضاً لفلسطين ولشهداء ألأمة العربية وللإرادة الثورية ضد المحتلين الغاصبين وحلفائهم .. لكي لا نسمح لأحد أن يستغل ردنا للنيل من انجازنا _ نصر المقاومة على العدو .
وبروح الفدائي ورباطة جأش المقاتل صنت الانجاز ورَفاقة السلاح ووفادة الأشقاء لدينا .. وأمل يحدوني أن يصحو ضميرهم .. وطال انتظاري .. ولم تصحو إلا أعين الجبناء وأيدي المأجورين للنيل مني وتصفيه حساب العدو معي ومرتزقته وعملائه ومأجوري الأجندات الأجنبية.

القصة
أنا فدائية فلسطينية من مواليد مدينه عكا المحتلة شمال فلسطين .. التحقت بصفوف المقاومة الفلسطينية في الرابعة عشر من عمري إيمانا مني أن المقاومة طريقنا الأوحد نحو التحرير "فما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة " كما قال الرئيس جمال عبد الناصر.
اعتقلني العدو الصهيوني خمس مرات تراوحت بين 18 يوم إلى سبعة اشهر بتهم مختلفة بدأت برفع أعلام فلسطين وضرب دوريات العدو بزجاجات حارقة داخل الأرض المحتلة منذ عام 1948، مرورا بنشاطات انتفاضية إبان الانتفاضة الأولى .. وتصاعدت التهم حتى العمل الفدائي من رصد وتخطيط والمشاركة في تنفيذ عمليات وتدريب مجموعات عسكرية في الأرض المحتلة منذ عام 1948 والضفة الغربية.
لم تثبت التهم المنسوبة إلي رغم كل صنوف التعذيب الشرسة التي أوصلتني لغرف الإنعاش في بعض الأحيان.
في 5/3/1989 أطلق العدو سراحي لان التهم لم تثبت وتحت الضغط المحلي والعالمي الذي حمل العدو مسؤولية استشهادي لتردي وضعي الصحي.
ولكنه وضعني تحت الإقامة الجبرية في منزلي بعكا لمدة عامين متتاليين أثبت وجودي خلالها ثلاثة مرات يوميا بمركز الشرطة بالمدينة المحتلة.
جولاتي معهم لم تنته ومساوماتهم لم تتوقف، "فغرف العصافير" انتقلت من داخل السجن إلى خارجه للتربص للساني ولمسارات تحركي لالتقاط دليل أو طرف خيط يوصلهم للحقيقة.
وواصلت كفاحي .. ونشطت في عدة مجالات لم تبتعد كثيرا عن شغاف البندقية .. وكان أولاها بالجهد استرداد أسرانا ومفقودينا _ جنود المقاومة ورفاق سلاحي _ لما لهم من حق علينا في أعناقنا ولحريتهم دم وزمن من حريتنا وحياتنا .. وفي حالتي أنا بالذات اعتبرت حريتي دين لهم، فصمودي وبمعيتهم هو مفتاح حريتي .. وألا لكنت واحدة منهم أقله ل 15 عاما ..
منذ اللحظة الأولى لإطلاق سراحي بدأت العمل في خمس مسارات:
1- انتزاع اعتراف من العدو أن أسرى الثورة هم أسرى حرب.
2- العمل على إطلاق سراح الأسرى جميعا دون قيد أو شرط أو تمييز، سواء الأسرى العرب الأشقاء _ ما اصطلح على تسميته "أسرى الدوريات" _ وأطلقنا لهذا الغرض "لجنه أنصار الأسير العربي"، أسرى فلسطين المحتلة منذ عام 1948، أسرى القدس، أسرى الضفة وغزة.
3- العمل على تحرير الأسرى سواء المحتجزين في مقابر الأرقام أو ثلاجات الموتى، وكانت أول دعوه من نوعها حينها.
4- تحديد مصير المفقودين الفلسطينيين وكافة الأشقاء العرب، وكرسنا هذه القضية وفرضناها على واقع أيامنا لأنها كانت منسيه لا تثار إلا في منازل ذوي المفقودين.
5- تقديم واجب الأسرى الأحياء من توفير ظروف معيشية إنسانية قدر المستطاع من مأكل وملبس وتواصل مع العالم الخارجي والأهل وتحسين قدراتهم الدراسية.
التفاصيل كثيرة فهي لحظيه كرست وقتي بالكامل لهذه المعركة باستثناء ساعات العمل الستة التي كنت أزاول بها عملي الصحفي المهني الذي يعيلني أنا وعائلتي آنذاك.
وهناك وسائل إعلام كتبت ووثقت تلك المرحلة ودوري بها منها العربية والأجنبية واللبنانية خاصة .." وكان ل mbc دور ريادي في هذه التغطية "
ولكن سأجمل هذه المرحلة بعدة نقاط هي نتائج وتداعيات في آن:
1- ثبتنا انتزاع اعتراف العالم بحقوق أسرانا عبر حملة إعلامية مكثفة وناجحة، إذ تحول المؤتمر الصحفي الأسبوعي الدوري الذي أعقده في الفندق الوطني بالقدس آنذاك، لمرجع للمعلومة ومحط اهتمام وسائل إعلام العالم .. واختارتني اللجان النضالية في السجون لأكون "الناطق الإعلامي للحركة الأسيرة _ ويذكر أنني الوحيدة التي شغلت هذه المهمة.
2 - كرسنا يوما للأسير والمفقود العربي وهو يوم 22 نيسان، وكنا أول من احتفل به في مقبرة الأرقام عند جسر بنات يعقوب شمال فلسطين .. (هناك تسجيل عند m b c وتلفزيون العدو بهذا الاحتفال النوعي بطقوسه الوطنية والدينية والثورية )
3- بالتنسيق مع لجان الأسرى في لبنان كرسنا الاحتفال بيوم الأسير اللبناني كل 14 تموز.
4- إدارة الإضراب الكبير عام 1992 في سجون العدو وقيادة الحملة التضامنية خارج السجن وفي كل أرجاء الوطن المحتل أضافه للجولان السوري المحتل.
5- إثارة قضية الأسرى الرهائن الذين يقضون محكوميتهم ويحولون للاعتقال الإداري خاصة الدوريات منهم وأبرزهم الشيخ عبد الكريم عبيد والشيخ مصطفى الديراني. وفي المؤتمر الذي أعلنت عن وجودهم بسجن سري جاء "الشاباك" قصرا وحضر المؤتمر !! وفشل باعتقالي بسبب تدخل الجمهور _ إلا انه اختطفني لاحقاً كما سأتطرق لهذا لاحقاً ..
6- في ذات السياق كشفنا عن احتجاز العديد من أسرى الحرب من الأشقاء العرب والفلسطينيين .. ومن الأجانب الذي يحاول العدو إخفاء أثرهم..
7- كرسنا حاله من التواصل القومي والإنساني بين الأسرى أنفسهم وبينهم والأسر الفلسطينية المتبنية لأسرى الدوريات .. وأسسنا هذه الظاهرة وعمقناها ..
8- أسسنا الكثير من الطقوس والشعارات التي لازالت حتى يومنا هذا مرجعا وأساسا..
وللحفاظ على الطابع الشعبي لنشاطنا الذي بدأت تأثيراته تجد صدى عالميا بعيدا عن أجندات ومصالح بعض المكونات حينها .. فأسسنا "أول تجمع لأهالي الأسرى والمفقودين" ليكون حاملا أمينا وفيا للقضية ورافعة عمل لنصرتها .. وكنا متنبهين في حينها لأهمية إطلاق التجمع من القدس عاصمة فلسطين .. وبالتنسيق مع بيت الشرق _ ممثلية م.ت.ف أطلقنا التجمع من هناك باعتصام سلمنا الأخ الشهيد فيصل الحسيني برقية للشهيد الرئيس ياسر عرفات (الذي كان حينها في تونس) تقضي بعدم توقيع أي اتفاق مع الاحتلال دون تبييض السجون .. وبدأنا بتأسيس فروع للتجمع على مستوى الوطن المحتل من الجليل وحتى غزه .. وثبتنا بغزه الاعتصام الأسبوعي كل يوم اثنين .. وانتخبت الناطقة باسم التجمع على مستوى الوطن المحتل ..
في خضم نشاطي وعبر زياراتي للسجون ضمن مهمتي النضالية بمتابعة قضية أسرى الحرية تعرفت على الأسير اللبناني سمير القنطار عام 1991 .. وتحدثنا عن كيفيه إثارة قضيته التي لم تكن معروفه، ولم يسبق أن تناولها الإعلام إلا إعلام العدو المغرض ..
بدأت العمل بالتنسيق معه حول قضيته، التي تندرج ضمن مجموعه من الملفات المماثلة التي أتابعها ..
في إحدى الزيارات عرض علي "جبر وشاح" زميل سمير في سجنه وصديقه _ الارتباط بسمير .. طلبت منه مهله للتفكير فهذا أمر يحتاج لدراسة مني وإقناع الدوائر المحيطة بي من أهل وأصدقاء وزملاء ميدان .. لأنني أيضا لا اعرف الرجل.
في حينها كانت تمارس علي ضغوطات من الأهل والأصدقاء بضرورة الارتباط والاستقرار ظنا منهم أن هذا سيثنيني عن طريق المقاومة .. وسيخفف إجراءات العدو ضدي، وكان لهم مرشحون في مثل سني تقريبا .. وكنت أمازحهم بقولي: "أنا أريد فدائي" .. كي يحمل ملفاتي معي ويتحملني" .. فانا اعمل أحيانا عشرين ساعة باليوم .. وأنا ككل إنسان يطمح بالاستقرار ولكنني كفدائيه أضع الوطن أولا .. ولا أريد ارتباط يبعدني عن معركتي مع العدو .. أريد ارتباطا يقويني ويعزز مقاومتي لهم .. فاخترت "الفدائي".. خيار صعب بمنظار الجميع حتى أن خالي قال لي: "هذا ليس زواجا أنها عمليه فدائيه" .. وأنا لها..
تكررت زياراتي لسمير ولبسنا "الدبل" على الشبك في 22/6/1992 .. بدأ العدو يضيق علي زياراتي للسجون وبخاصة لسمير .. فكان اقتراح سمير أن نعقد قراننا فهذا يعزز موقفنا أمام أداره السجون .. فانا أسيرة سابقة ممكن منعي من الزيارة إلا في حالة كوني قريبه درجه أولى أي (أم أو أخت أو زوجه).
وافقت وبدأنا بالإجراءات .. عرقلت إدارة السجون الإجراء، ذهبنا للمحاكم، وهذه قصه لوحدها حيث بقيت القضية تتداول لمدة عام ونصف إلى أن صدر قرار بالموافقة وتحديد موعد لعقد القران.
أثناء العام والنصف كان هناك حديث عن إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وعرب ؟(كبادرة حسن نية تتوافق ومؤتمر مدريد واتفاق أوسلو لاحقا ) .. كان سمير يخشى أن يغادر فلسطين دون وجود ارتباط رسمي يستطيع بموجبه المطالبة بي أو أن أطالب أنا بلم شمله في فلسطين بحكم القانون السائد .. فعقدنا قراننا خارج السجن في 30/9/1992 وحضر عن سمير وكيلا عنه هو والد الأسير جبر وشاح وعقد قراننا في القدس بموجب القانون الأردني .. ولماذا القدس! .. لان الحديث كان يدور حول تدويلها .. وهذا طلب سمير أيضا.
في 7/7/1993 تم عقد قراننا داخل السجن وهذه المرة بموجب القانون الصهيوني .. حضره أهلي وأهل جبر وشاح ولفيف من أهالي الأسرى، ومحام سمير آنذاك الأستاذ صالح محاميد.
طقوس هذا الاحتفال كل مكون فيه كان مشروع استئناف في المحاكم ابتداء من المشاركين وتصاريح دخولهم مرورا باله تصوير لتوثيق المناسبة، الكعك، الشموع، إدخال ملابس خاصة بالمناسبة لسمير، أضافه للسماح للجنة النضالية لسجن نفحه بحضور الاحتفال.
كان حفلا ضم فلسطين التاريخية .. وكان أول لقاء لأهالي هؤلاء الأسرى وجها لوجه دون شبك، لقاء ضم مسلمين ومسيحيين ودروز _ فلسطينيين وسوريين ولبنانيين.
فوجئت بوجود الإعلام الصهيوني خارج السجن، أصر سمير أن أدلي بتصريحاتي لهم، فانا أقاطعهم ولا اسمح لهم بحضور مؤتمراتي الصحفية.
هدد المستوطنون باستهدافي ونظموا مظاهرة مقابل بيت أهلي وأخرى مقابل مكتب رئيس حكومة العدو، وكتبت الصحف "أول زواج تنظم ضده المظاهرات " وشنت "سميدار هرن" _ زوجة عالم الذرة الذي قتل بعمليه سمير _ حملة تحريض واسعة علي وعلى سمير، وصلت إلى حد المطالبة بإبعادي.!!
ونصب العدو حواجز عسكرية في الطريق المؤدية لسجن نفحه يومها .. وعدنا أدراجنا أنا والأهل والمشاركون جميعا إلى البيت ..
توالت الأحداث واختلفت ردات الفعل .. البعض بارك الخطوة وهنئنا، وكتبت قصائد عن الحدث، وكتبت الصحف العربية والدولية عن الحكاية. والبعض الأخر كان ضد الخطوة، كل من منطلقه .. البعض منهم كان ضد الارتباط بالأحكام المؤبدة، فهذا بمفهومهم "انتحار" والبعض ضد الارتباط بسمير تحديدا لأنهم راهنوا انه لن يصمد بخياره؟ .. وفي كل الأحوال الجميع اجمع على أنني من ادفع وسأدفع الثمن في كل الحالات، لان سمير أصلا في الأسر ولا يوجد ما يخسره حينها .. وأنا سأصبح سجينه بقرار ذاتي ..
أما الصهاينة فكانوا مستفزين واعتبرت الخطوة تحديا كبيرا سياسيا وأمنيا .. وأنا كنت سعيدة باستفزاز العدو.
تعاقبت الزيارات وتواصلت الرسائل وتصاعد نشاطي بقضية تحرير الأسرى وشهداء "الأرقام" وتحديد مصير المفقودين، وتصاعد التحريض بشكل طردي أيضا .. واهم انجاز يمكن الحديث عنه هو أن قضيه سمير أصبحت حاضره إعلاميا وجماهيريا، وحوصر العدو الذي كان يطالب بإعدامه بوقائع حقيقية لقضية سمير خاصة قتل الطفلة واتهمنا الجيش الصهيوني بقتلها وطالبنا نحن بتشريحها لإثبات ذلك. وكانت هذه الحيثية هي التي أثارت الرأي العام العالمي والمحلي ضد سمير.
تطورات سلبيه غير متوقعه صرفت القضية عن سياقها:
1- تأييد سمير لاتفاق أوسلو وإدانته للعمل الفدائي.
2- تعزيته بالإرهابي اسحق رابين.
(هذه وقائع موثقه)
وترافقت إثارة الإعلام لهذه الجزئية مع حملة تفويع إعلامي من قبل إعلام العدو حول "علاقة كفاح الحميمة بحزب الله" .. على اثر إثارة قضية "عبيد وديراني" مركزين على جذوري اللبنانية والمملوكية فجدتي شيعيه من جنوب لبنان.
واقعه "الاسترحام " و"تعزية رابين" أثارت زوبعة داخل السجون وخارجها .. وبدأ المناضلون يطالبوني بالانسحاب من هذا الارتباط لأنه يسيء لي _ فانا نشيطه سياسيا أمثل الأسرى برؤية المقاومة لا الاستسلام وكذلك فإنني ممن يقود نشاطات وفعاليات وطنيه ضد اتفاق أوسلو.
واكب هذه الأحداث زيارات مكثفه "لكاديما الفلسطيني" للسجون ضمن اللجان الخاصة بمتابعة قضيه الأسرى وترافقت مع حمله تحريض ضد نشاطي وعملي.
الأهم موقفي أنا حيال نفسي وحيال سمير، فانا اخترت "الفدائي" الذي حمل بندقيته دفاعا عن فلسطين وأطلق اسم "جمال عبد الناصر" على عمليته ردا على اتفاقية "كامب ديفيد". ورفض المساومة والخضوع، الآن هناك تناقض عقائدي وسياسي عميق .. كان أسهل شيء الانسحاب .. لكن المواجهة صعبة .. ترددت في الأول خشيه استخدام هذا الأمر من العدو ضد سمير فيواصل الانزلاق باتجاه السقوط.
بدأت النقاش معه وامتنعت عن الزيارة احتجاجا على ما فعل .. حاول التبرير، ومع الوقت عاد " ليطخطخ " في تصريحاته !!
أنا شخصيا ولأول مره سأقولها .. واصلت معه بعد عملته هذه كرفيق سلاح سابق وأخ عربي شقيق ضيف على فلسطين وليس له أسرة هنا .. أي الواجب الوطني العام ما يدفعني الآن فقط لمتابعة قضيته كما بدأت .. أما الاعتبار الشخصي فسقط منذ ذلك الحين وعرفت أنني اخترت الرجل الخطأ رغم قناعتي بخيار الارتباط بأسير مؤبد ..
لم تؤثر كل هذه التطورات السلبية على نشاطي .. بل على العكس تعاظم وتصاعد .. وتكاثفت المؤامرات على نشاطنا وحضورنا وتوالت التهديدات من المستوطنين ومن جهاز المخابرات الصهيوني .. والمساومات أيضا ومحاولات الاصطياد في الماء العكر ..
وتصاعدت لحد اختطفني العدو من شارع صلاح الدين في القدس المحتلة واحتجزني لمدة ثلاثة أيام لمساومتي على طرح قضيه "رون اراد" الطيار الصهيوني المفقود في سياق طرح قضية المفقودين تتويجا لحملة مساومة بدأها صحفي صهيوني سبق وطرح هذا علي وكان هذا الصحفي وصلني عبر سمير فأنا لا أتعامل مع صحافتهم وأقاطعها وارفض حضورهم لمؤتمراتنا .. وأيضا عرضت نفس العرض محامية إسرائيلية عبر إحدى مؤسسات حقوق الإنسان .. أنا بدوري رفضت العرض جملة وتفصيلا .. وقلت ("رون اراد" غازي وقاتل قصف بطائرته أطفال المخيمات ولبنان .. ، الأسرى والمفقودين العرب هم طلاب حق، وأنا لا اعمل _ (عذرا لهذا الاصطلاح) _ كلب اثر لديكم ..)
وقد طرحوا أن اخرج لحضور مؤتمر نيويورك الذي ينظم بمناسبة 10 كانون أول ذكرى إعلان ميثاق حقوق الإنسان _ (ويجدر أنني ممنوعة من السفر حينها) _ واطرح قضية سمير بمعية زوجة "رون اراد " _ "تامي اراد". وتطرح هي بدورها قضيه زوجها، وممكن أن انزل للبنان لهذا الغرض وأكون قد حققت حرية "سمير"، ومصير "اراد" !!!! (على حد تعبيرهم)
رفضت أنا كليا هذا الطرح فهددوني "بمسحي عن الخارطة" .. وتشويهي .. وبالفعل هكذا كان .. ولكن مسحوني بأيدي فلسطينية وعربية أيضا .. !! فكثيرون قبلوا وطاروا إلى مطارات العالم وقاعات المؤتمرات بحثاً عنه .. وكوفئو على هذا .
تعرضت لضغوطات وتهديدات ومحاولة تصفيه إلا أنني صممت على موقفي ..
الزواج داخل أسوار السجن:
وبعد رفضي لصفقة "رون اراد" وتهديد مخابرات العدو بمسحي عن الخارطة كما أسلفت .. وتزامنا مع تشريع المؤسسات التي ذهبت لمؤتمر البحث عن المفقود الصهيوني "رون اراد" في أمستردام وإعطائها غطاء "وطنيا" للعمل !!..
اختاروا سلاحا ناجعا لتصفية نشاطي وحضوري وبألم وأسف وحرقة كان آخر سلاح يضربونني به هو "سمير"، بعد أن فشلت كل الضغوطات والمساومات والتهديدات ومحاولة التصفية التي عززت ثباتي وديمومة عطائي وهذا ما أزعجهم وقالوا لي بعدها "لا نريد قتلك وتحويلك لبطلة .. ستكونين عبره لمن يعتبر" !!
وجاءت محاولتهم لاستدراجي لإسقاطي في أروقه السجون تحت مظله "الشرع الإسلامي" مع الاحترام .. إذ أقنعوه بطلب زواج داخل السجن أسوة بالسجناء الجنائيين وهذه قضية مرفوضة وطنيا ودينيا وأخلاقيا وثوريا ..

فلم نكد نتجاوز أنا ودوائري الاجتماعية تداعيات القضية العقائدية السياسية . الاسترحام والتعزية بالإرهابي رابين _ وتفاعلاتها بالإعلام وفي أروقة السجون .. حتى أطلت علينا الصحف العبرية بقضية أعتى وأنكى وأفظع وهي تقديم سمير لطلب الزواج بي في السجن لإدارة السجون .. شنوا حربا جديدة من الإشاعات المغرضة يمنعني كبريائي أن اسردها، فهي سفيهة وصفيقة يندى لها الجبين .. والحمد لله بإرادتي ووعيي لسلاح المعركة رغم كل الألم ووقفة كل الشرفاء معي خاصة رفاق سلاحي من الأخوة في "فتح" و"حماس" حينها وكافة الفصائل المناضلة..إذ حموني وفي بعض الأوقات العصيبة وضعوا الحراسات علي لحمايتي ..
صمدت وتابعت ولكني اضطررت لترك ملف الأسرى والمفقودين لان أباطرة الارتزاق وبالتنسيق والتوافق مع موقف "الشاباك الصهيوني" أرادوا هذا، وما زاد الطين بله رسالة سمير للإعلام لوقف التعامل معي بعد رفضي للزواج به داخل أروقه السجن وبمسمع ومرأى من جنود العدو !!؟؟ (اعذروني .. فهذه حقائق لازال حتى الآن شهودها أحياء .. ولو بحثتم حتى بوسائل الإعلام ستجدون دلائل على ما أقول) ..تزامنا مع رفضي لصفقة "رون أراد" التي عرضها "الشاباك" ..
وجدير بالذكر انه لم يكن للقنطار أي علاقة بملف "رون أراد" حتى ذلك الحين .. كان الرابط انا لاعتبارين الأول نشاطي بالمجال وعلاقاتي ..والثاني خلفية اتهام العدو لي وادعائه بنشاطي ضمن مجموعة تابعة "لأحمد جبريل" التي كانت حكومة العدو تعتقد أن مفقودها لديه حينها ..
تفاعلات وتداعيات كثيرة متشعبة دينيا وسياسيا وأمنيا وأخلاقيا وإنسانيا .. حول قضيه "الزواج بالسجن" !! سأوجزها في نقاط للتلخيص :
1- رفضت أنا الأمر بالمطلق لأنه في عرفنا النضالي والاجتماعي ضربا من ضروب "الإسقاط الأمني والأخلاقي". فهذا الأمر مرفوض أمنيا وأخلاقيا وعقائديا ودينيا فنحن أمة لها منظومة أخلاقية ومخزون كفاحي وجهادي منسجم.
2- رفضت كل القوى والفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية داخل السجون وخارجها الأمر، وبعضها أصدر بيانات بهذا وآخر اكتفى بالتصريحات الإعلامية.
3- اثر تلويح سمير بالتوجه للشرع باعتباري "ناشزا"، أصدر مفتي الديار المقدسة "سماحة الشيخ الد. عكرمة صبري" فتوى بحظر هذا الزواج لأنه يتناقض مع الشرع الإسلامي .
4- الرأي العام لأهالي الأسرى ودوائر العمل الاجتماعي المحيطة بنا رفضت الموضوع، ومن بينهم زوجة وأم جبر وشاح، وأيدوا موقفي ..
5- وضع أسرى الثورة _ الذين نقاتل لانتزاع اعتراف بكونهم أسرى حرب _ بمقارنة ومساواة بالأسرى الجنائيين لهي جريمة لا تغتفر، إذ سقط شهداء للحركة الأسيرة دفاعا عن كينونتنا كأسرى حرب، فلسنا مجرمين أو جنائيين.
والأنكى والأغرب أن الأسرى الجنائيين بمعظمهم يرفضون هذا احتراما وصونا لزوجاتهم .. وهناك قصه مشهورة في بلادنا عن سجين مقدسي متهم بالاتجار بالمخدرات طالب بلقاء خطيبته وزواجها فرفع أهلها عليه دعوى شرفية وأرغموه على طلاقها ودفع مبلغ خيالي لحجم الإساءة ..!!
فكم بالحري أن يقبل أهل الثوار والمقاومين هذا !!
6- تصميم العدو علي أنا بالذات أثار حفيظة الجميع واستنتج الأغلبية من الأسرى وأهلهم أن الأمر به استهداف ونوايا سيئة مسبقة حيال "كفاح" وذلك وضح جليا عبر اشتراطات إدارة السجن لمن له أهليه لهذا الزواج. فبحسب ادعائهم _ " أن لا يكون سبق له الزواج. وليس لديه أولاد، ولديه عقد قران إسرائيلي" _ وحينها هذه شروط لا تنطبق إلا على "سمير وكفاح".
7_ الامتهان الذي اختاره العدو، إذ بدأ بنشر شروط صحية وبيولوجية مذلة ومهينة وخادشة للحياء، اخجل من الخوض بها .
8- تنسيق المسألة، مع إعلاميين صهاينة محسوبين على "الشاباك الصهيوني" واخص منهم "روني شاكيد" الذي بدأ حملة إعلامية اكتشفت أنا عندما حاول الاتصال معي عبر احد الزملاء الصحفيين انه قابل سمير قبل حملته، وبدأ بنشر هذا المطلب للجنائيين ومن ثم للسياسيين، وهذه المقارنة بحد ذاتها جريمة بحق دم الشهداء كما أسلفت في بند رقم (5).
9- الضغط علي أنا شخصيا بالتهديدات من جهة أو بالضغط الاجتماعي عبر إشاعات مغرضة ورخيصة مفادها "أن الأمر قد تم فعلا" و ... واعذروني من الخوض بالتفاصيل .. ولكن تداعياته كانت فظيعة..
10- إصرار "سمير" على الأمر وتخييره لي إما الزواج داخل السجن وإما الطلاق .. أبلغته موقفي مجددا برفضي الزواج، وأصريت أن لا هذا ولا ذاك. فنحن رفاق سلاح وتجمعنا قضايا أكبر من هذا المستوى .. اتفقنا أن نتابع النقاش وان يفكر بالأمر .. وعندما جئت بالمرة القادمة للزيارة ابلغني ضابط امن السجن أنني ممنوعة من الزيارة !!؟؟
11- اخبرني محامي سمير الأستاذ صالح محاميد لاحقا أن سمير مصمم على الطلاق لان لديه مشروع زواج لإنجاب الأولاد باعتبارهم أهم من أي شيء فليس لديه أمل بالخروج من السجن. وأعلن انسحابه من القضية أيضا لان شرطه من البداية _ "أنا معكم في كل شيء إلا الطلاق".
وطبعا أنا لست العنوان لهذا التفصيل (إنجاب الأولاد في السجن ) !! .. بالمعنى النضالي والأخلاقي.
إن المقاومة ديدن عمل وكفاح .. نهج حياة عزيزة كريمة .. المقاومة شرف وإباء .. كرامة وعزة .. صبر على الشدائد، ترفع عن النزوات .. عفه ونقاء .. فكيف هذا .. !!!!
التحقت أنا بالمقاومة لاسترداد كرامة أمتي وشرف فلسطين .. لا لأستدرج لأوكار الإسقاط ممن يعتبرون رموزا للمقاومة زورا وبهتانا ..
أُبعدت عن نشاطي في مجال الأسرى والمفقودين وحاولوا شطبي سياسيا إلا أن حضوري وتاريخي ووقفة أبناء شعبي الشرفاء وأطره المناضلة لصفي حالت دون ذلك .. رغم حملة التحريض والتشويه التي قادها سمير والزعانف المتوافقة معه سياسيا وخاصة "كاديما فلسطين" التي لم تستطع النيل من نضالي ولكنها حقيقة أرهقت حياتي الشخصية وأعاقت أي تطور ايجابي بشكل ممنهج ومقصود حتى يومنا هذا ..
استمريت وواصلت، فيد المقاتل يجب أن لا تكف عن العطاء، بدأت بتأسيس "اللجنة الشعبية لمقاومة التطبيع في فلسطين" _ وعقدنا مؤتمرها التأسيسي في أيار 1998 ضم ممثلي الفصائل بمستوى الأمناء العامين وشخصيات مستقلة في كل فلسطين التاريخية وانتخبت الناطق الإعلامي والمنسق العام لها .. عندما انفجرت "انتفاضة الأقصى والاستقلال" كنت من أوائل جنودها وقادة عملها الكفاحي الخندقي تحت الأرض .. وأطلقت مع رفاق سلاح لي "الضباط الأحرار" وهو تشكيل ناصري كفاحي , وعاد العدو ليطاردني بسبب نشاطي الانتفاضي والكفاحي.
على المستوى الاجتماعي كثرت القصص والأقاويل التي لا تعد ولا تحصى .. ورغم أنها جميعها مسيئة لي وجارحه لكبريائي وخادشه للحياء أحيانا !! إلا أنني تخندقت في موقفي دفاعا عن خياري (بارتباطي بأسير وليس بشخص سمير ) وقناعاتي التي كنت أظن أن العدو وحده المعني بانهيار الارتباط لحسابات في نفس يعقوب.
من المهم الإشارة أن هذه الأحداث تزامنت مع نشاطي المتصاعد ضد الاحتلال وضد "كاديما فلسطين" حينها سواء عبر لجان مقاومة التطبيع أو دوري بانتفاضة الأقصى كما أسلفت سابقا .. في حين كان سمير على سلم أولويات زيارة طواقم "كاديما" للسجون .. التي استثمرت وضعيته للنيل من نشاطي المعارض لنهجهم من جهة ومحاولتهم استثمار نشاطي وحضوري في مجال الأسرى لصالح مكوناتهم ورموز استجلبوها لتتماشى مع سياساتهم..
كان صمتي هو سلاحي الوحيد في مواجهة كل هذا .. وأسوأ واقعه كانت عام 2002 وبالتحديد في شهر حزيران، حيث كانت رام الله تخضع لمنع التجول ضمن إجراءات عملية الاجتياح الصهيوني لمدن الضفة التي عرفت باسم "الصور الواقي" .. اتصل بي رئيس جمعية حقوقية من عرب الداخل ليبلغني أن سمير اتصل به من غرفه ضابط أمن السجن ليطالبه أن اذهب لمحكمة بئر السبع لرفع قضية الطلاق ؟؟!!
سألت المتصل: "هل تسمع الأخبار" فأجاب بالإيجاب واستطرد انه ابلغ سمير بوضع رام الله فأشار عليه سمير: "أن اطلب من قائد المنطقة الصهيوني إذن للخروج كوني احمل جنسية الداخل" !!؟؟!!
ذهلت أنا ورفاقي .. فنحن محاصرون دون طعام ودون إمداد .. ونحن جزء من حالة المقاومة المواجهة للعدو .. فكيف هذا ؟؟ وناهيك عن هذا فأي مواطن أو مواطنة يحمل ذرة كرامة حينها لا يقبل على نفسه ولا يقبل على احد أن يطلب من القائد الصهيوني هذا لأمر أهم مثل وفاة أحد الوالدين أو الأقارب (وحدث هذا كثيرا .. أن توفي والد أو أبن لأسره هنا في رام الله بمدينة مثل نابلس ولم يخرج أحد لمراسم الدفن) فكم بالحري مناضلة فلسطينية وملاحقة من قبل الاحتلال؟؟!! وبالمناسبة كان أصدقاءه المتواصلون معه يعرفون وضعيتي بالضبط حينها.
أشار علي احد المقاومين بتوكيل محام وإرساله للمحكمة .. وهكذا كان .. ونحن محاصرون وتحت منع التجول اتصل احد الشباب بمحام من أقربائه وأرسلنا له توكيل باسمي تحت نيران العدو .. أرسل لاحقا لرئيس هذه الجمعية ليتمم الإجراءات، وبصراحة اهتم المقاومون بالخلاص من هذا الارتباط حينها لأنهم شعروا أن جهات مشبوهة تحرك سمير وأصابع سوداء تصفي حسابات سياسية معي من خلال "الولية المحسوبة علي" هكذا كان وصفه بين مقاتلي المقاومة عندما اتصل بالحصار من غرفه ضابط أمن السجن!!؟؟ واعتبره محاوله تسليم غبية لي !! خاصة انه هدد بالتوجه للإعلام !! الحقيقة نحن من كان يجب (ويستطيع) أن يهدد وقتها بل وأن نقوم بإجراء .. وكانت اقتراحات من المقاومين فلهم جميعا امتدادات داخل السجون .. ولكنني أنا وبعض الأصدقاء أيضا ترفعنا عن هذا فأخلاق الفدائي المقاتل الحر لا يستقوي على أسير لا حول له ولا قوه ووقتها أيضا لا إرادة له !!؟؟
تصاعد التحريض من سمير ودوائره كان .. تزامنا مع تكثيف العدو للبحث عني !! ومصادرته بطاقة هويتي وجواز سفري كورقة ضغط علي خاصة انه في حينه كنت اخضع لحكم وقف تنفيذ.
تم إرسال رسالة من سمير إلى وسائل الإعلام يخطرهم ويحذرهم من التعامل معي !!؟؟ وسوق وروج لإعلانه هذا وتكريسه كل من كان قلمي وحضوري الإعلامي يزعجهم بل ويقض مضاجعهم ابتداء من عملاء الاحتلال مرورا بالمطبعين ووكلاء النفوذ الأجنبي وأقطاب "كاديما فلسطين" ولازال هذا الحظر حتى يومنا هذا .. وشطب اسمي من كل مواقع الإعلام، حتى على الشبكة العنكبوتية (الانترنت)..!!؟؟
ومن نافل القول أن أسيرا عربيا داخل سجن العدو لا يقوى على هذا .. فهذا عمل جهة أو جهاز منظم وليس عمل فردي !!؟؟
ملتقى العروبة – حصار وتصفية حساب سياسي وعقائدي ..
في 07/07/2008 قبل عملية "الرضوان" – تبادل الأسرى بين حزب الله والاحتلال – بأسبوع بدأت حمله ضدي في مواقع الانترنت .. وكنت حينها منشغلة مع زملائي في "ملتقى العروبة" في التحضير "لمعسكر العروبة الثالث" الذي أقوده .. وترافقت مع هذا حملة ضغوطات لتأجيل المعسكر إلا أننا صممنا على تنظيمه بالوقت المحدد له وهو 23/07/2008 .. كما في كل عام عشية ذكرى ثورة 23 يوليو التي قادها الريس جمال عبد الناصر .. وكان "الملتقى" قد أطلق فعالياته عام 2006 كتجمع قومي عربي يتبنى الفكر الناصري ويعمل عبر روافع تنموية ثقافية طوعية، ومن أبرز نشاطاته "معسكرات العروبة" الشبابية التعبوية .. ومشروع "العونة" – اقتصاد الصمود – وفعاليات ثقافيه على مدى العام .. وأطلق "ملتقى العروبة" مبادرة للوحدة العربية في 15/01/2009 هذه المبادرة التي جيشت ضده أعداء العروبة وأعداء الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ..
وبدأت معركة خلط الاوراق .. فلإسلام السياسي ضد مشروع الوحدة العربية وضد فكر ونهج وشخص الزعيم جمال عبد الناصر .. وهم من تبنى "سمير القنطار" ووضعوا حوله هالة سياسية وشخصية مهوله ..وبخاصة أنهم جميعا كانوا على إطلاع على وقائع وتفاصيل حقيقته !!!
وأصبحت مصلحة سياسية وعقائدية لطمس قضيتي وحصار عملي ومصادرة حضوري لصالح أجنداتهم السياسية الإقليمية ولصالح "رمزهم" ليبقى بطلا مغوارا على حساب قلب الحقائق وتزييف الوقائع على حساب سمعتي وشرفي ..
ومن نافل القول أن نفوذهم وأموالهم تجعل امتداداتهم وأصابعهم في المكونات الوطنية والقومية وأيضا في الأجهزة الأمنية حاضرة بقوة ..
وأطبق الحصار الاقتصادي والإعلامي على "ملتقى العروبة" وغرقنا في تفاصيله من ديون مالية ومحاولات فرض بدائل لفكرنا بتفصيل إقليمي .. وبشرعية فلسطينية ..!!؟؟ وفي هذا الكثير من التفصيل حيث عملت زعانف الاحتلال وبعض أزلام الأنظمة الآلية للسقوط على بناء بدائل لعملنا تتقمص فكرنا وبتمويل ايراني وشرعية محلية !!!!!!!!!!!!!
عمليه الرضوان ..والتداعيات:
اعتبرنا عملية التبادل نصرا نوعيا أعز عروبتنا ومقاومتنا .. وتواصلا تاريخيا مع عمليات التبادل العربية عامة والفلسطينية خاصة .. لحظات تاريخية محت مرارة العدوان برمزيتها وقوة معادلتها،.. احتفينا به هنا .. فنحن في فلسطين نحتفي بأي إنجاز أو انتصار يُسجل على العدو الصهيوني من أي جهة كانت فكم بالحري إذا كانوا أشقاء عرب .. وأنا شخصيا اعتبرته انتصارا لكل المعارك التي خضتها مع العدو، ابتداءً من معارك التحقيق والمواجهة مرورا بقضية الأسرى والمفقودين والشهداء .. خاصة الشهداء الأسرى في مقابر الأرقام .. وحتى قضيه سمير.
فعندما خرجت قوافل الشهداء بكيت فرحا بانتزاعنا إياهم من أيدي الأعداء .. وحزنا في آن لفراقهم ثرى فلسطين .. نحن بدأنا والمقاومة اللبنانية أكملت وكللت الانتصار .. تكامل عروبي جهادي وإنساني .. أما ما يتعلق بسمير .. فسياديا كان لابد من انتزاعه من أيدي العدو كأسير عربي لبناني ..
منذ انتصاف الليلة الثانية للتبادل بدأت مرحله المعاناة عبر مكالمات هاتفية مجهولة المصدر تهدد وتتوعد وتشوه و" تترازل " في كلامها .. تصاعدت لتصبح حملة جديدة ضدي بعد لقاء سمير على "تلفزيون المنار" عندما تنكر للارتباط بي واعتبرني جزء من لعبة الإعلام الصهيوني !!؟؟!!
إذ قال بالحرف: "أنا نمت أعزب وصحوت متزوج .. هذه لعبة إعلام إسرائيلية .. وأنا رفعت دعوى على الصحفية !؟ .. ردا على سؤال المذيع عن حقيقة ارتباطه بصحافية من عرب الداخل؟..
عدنا .. والعود هذه المرة ليس احمد ..!!؟؟ :كل القديم عاد من جديد وبدأت سيناريوهات تؤلف وتخرج وتبث بين الناس .. وتصاعد الضغط الاجتماعي المطالب برد مني على الهجمة المتصاعدة إعلاميا ضدي من سمير وزعانفه هنا والصهاينة وإعلامهم من جهة أخرى – حيث تخصصوا في إطلاق فقاعات إعلامية لإرغامي على الرد بوضعي في حجر الزاوية .. ولكنني أدركت اللعبة .. وواصلت صمتي .. كنت أظن أن تبني المقاومة لسمير سينصفني وسيوقف ويوضح ما أحاكته المخابرات بالتعاون مع ركائزهم المحلية وفي مقدمتهم "نجوم كاديما الفلسطينية" لأفاجئ واصدم ( حينها فاليوم أماطت الأحداث اللثام ) أن يتحول هؤلاء لنجوم على "المنار وسفراء "للمقاومة" حتى لدى الرئيس "النجاد"!!؟؟
رغم كل الإحراج الاجتماعي والسياسي، والخسائر الإنسانية التي تكبدتها .. اخترت الصمت احتراما لخياراتي التي انتصرت بالمعنى والنهج .. وحفاظا على انجاز المقاومة لان أي حديث في تلك الفترة عن أي منحى مهما كان هو تفاصيل والتركيز يجب أن يبقى فقط على الانجاز والانتصار .. وسيوظف الأعداء أي رد مني لصالح العدو ..وهذا مرفوض .. وكثف العدو ضغطه على صحفيين فلسطينيين بإقناعي بضرورة مقابلة إحدى الصحف العبرية ليسمعوا تعقيبا مني .. وفسر البعض صمتي سلبا !!
ووضعت في موقف أسوأ وأصعب وأقسى من زنازين العدو وعزله الذي عشت به أربعه اشهر متواصلة .. وشُبحت روحي التي لم يستطع العدو إلا شبح جسدي ..!!
وحوصرت من كل الجهات فجأة وبدون مقدمات، شطح كل في خياله ليؤلف قصص من كلمات سمير وفقاعات ونصوص الإعلام الصهيوني ومواقع الانترنت – التي ألفت وأبدعت بالاستغراق بتفاصيل مشوهة عني ومن أفواه أصدقاء سمير هنا وبغزه وغيرهم .. ليصف كل حسابه معي بطريقته .. معادلة شائكة ومعقدة وقاسية .. كان رقمها الأساسي إسكات صوتي ومصادرة حضوري ومحاولة بتر وجودي وتشويهي والمعطيات كثيرة..
أما الأسوأ والغير متوقع أن أتلقى أنا التي كنت أتبنى قضية أسرى حزب الله المعتقلين لدى العدو أسوة بكل الأسرى العرب بشكل طوعي وكواجب قومي أتلقى تهديدات هاتفية كان المتحدث يدعي أنه من " حزب الله " ويتوعد بقوله " إن فتح ملف القنطار أو أي محاولة للرد فهذا سيعد مس بسماحة السيد حسن نصر الله , وأيادينا في رام الله أطول مما هي في بيروت !!؟؟
فمنذ عملية "الرضوان" حتى كتابة هذه الأسطر ومسلسل الاستهداف يعمل بوسائل شتى للنيل مني ومن نشاطي وحضوري، بدأت بالتهديدات والحصار الاقتصادي وضرب دوائري الاجتماعية وشطبي مهنياً وسياسياً وكان آخرها التعرض لي والاعتداء علي ومحاولة لخطفي ولازال التهديد اللحظي يتهدد حياتي وأمني..على مرأى ومسمع من الجميع...؟؟؟!!!!
في عام 2010 تبنى قضيتي سماحة الإمام محمد حسين فضل الله وحول الشق الشرعي والقانوني للمجلس الشيعي الأعلى وفعلا عقد المجلس جلسات للبت بالقضية بحضور محامي لبناني مثلني أمام المجلس إلا أن الموت اختطف الإمام وماتت هناك قضيتي !!!!!!!!!!
في محاكم السلطة الفلسطينية ظاهرة كارستية مستمرة تختفي الملفات الشرعية وحتى الدعوى المدنية التي رفعتها على من حاولوا إيذائي ؟؟؟؟!!!!!!!!!
وتطرح علي بعض الجهات المرتبطة بأصحاب العلاقة مساومات سياسية ومالية وتناسى هؤلاء المرتزقة أن الأحرار لا يساومون على شرفهم وكرامتهم أم أن عرض الفلسطيني كدمه رخيص لهذه الجهات المتشدقة باسم المقاومة وتتباكى على فلسطين وتتاجر بتضحياتنا !!!!!!
لقد ناضلت طوال حياتي دون كلل أو ملل لنصرة قضيتي – قضية فلسطين – وقدمت عمري وحريتي ولازلت وسأبقى وعلى استعداد أن أبذل روحي وما تبقى لي من سويعات عمر .. حبا بالحياة وذودا عن عروبة وكرامة فلسطين ..
ولم أسع لتوظيف نضالي أو استثماره لأنه واجب الإنسان تجاه بلده وأهله .. وتحملت كل صنوف المعاناة الإنسانية دون شكوى أو تذمر .. صونا لكرامتي واحتراما لخياراتي الثورية ..
ولكنهم يحاولون مصادرة حتى الكرامة ولكن خسئوا .. وحتى مبرر الوجود .. وبألم وحرقة وغصة في الروح أن هذا لا يتم بأيدي الأعداء ..بل على أيدي من يدعون المقاومة والممانعة .. فظلم ذوي القربى أشد مضادة ...
- وللحديث بقية –








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تغلق -الجزيرة- والقناة القطرية تندد بـ-فعل إجرامي- •


.. حسابات حماس ونتنياهو.. عقبة في طريق المفاوضات | #ملف_اليوم




.. حرب غزة.. مفاوضاتُ التهدئة في القاهرة تتواصل


.. وزير الاتصالات الإسرائيلي: الحكومة قررت بالإجماع إغلاق بوق ا




.. تضرر المباني والشوارع في مستوطنة كريات شمونة جراء استهدافها