الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تبت يدا أبي لهب وتب

باسل سليم

2005 / 1 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


المتتبع للأخبار الأخيرة التي تجري في العراق لا يمكن إلا أن يصاب بالألم لحال الشعب العراقي ، فبإسم الدين والوطنية ترتكب أفظع الجرائم بحق العراقيين ...
تفجيرات لمساجد الشيعة كأن من الحرام على الناس الصلاة والخشوع إلى الله حتى تحت الاحتلال ، وهجوم انتحاري على عرس وكأنه على الشعب العراقي التوقف عن الزواج والاحتفال بالحياة ، وتفجير آخر تقتل فيه أمراتان وطفلان تواجدا في مكان الحادث ، هجوم على مراكز الشرطة برسالة واضحة تقول للعراقيين نعم للفوضى، وقتل لا نهائي وتهديد بالهجوم والتصعيد في الهجوم على المراكز الانتخابية وكأنه ليس من حق الشعب العراقي تقرير ما يريد ...
ما الذي يراهن عليه القائمون بهذه الاعمال مهما كانوا ، هل يراهنون على ابادة الشعب العراقي ، هل يراهنون على شعب يتحول الى خراف يسوقونها للذبح، أم يراهنون على فوضى تتيح لهم اللعب على ما يريدون وتتيح لهم تحقيق ما يصبون اليه من موت ودمار.
مهما تكن الفئة التي تقوم بهذه الاعمال فهي فئة مجرمة ، ومهما كان المبرر الذي تقوم به ، فأن كانت فئة متأسلمة فهي لا تقوم إلا بابعاد الناس عن الاسلام ، وإن كانت " بعثيين" فهي لا تقوم إلا بتأكيد فكرة أن البعث فعلا عصابة من المجرمين وأن أملهم باستعادة ملكهم الضائع خاسرة ولا معنى لها، وإن دلت هذه الأعمال على شيء فإنما تدل على فكرة اقتناع القائمين بها بالتفوق على الشعب وبالتالي عقاب هذا الشعب على تهافت مؤسساتهم التي لم يقوموا بحمايتها كما يجب وتركهم للوطن لقمة سائغة للاحتلال ، وإن كان القائمين بهذه الاعمال قوى خارجية فهي لن تجني إلا الخذلان والطرد .
نعم، أنا ضد الاحتلال جملة وتفصيلا ، وأنا مع أن تتضافر كل الجهود المقاومة لطرده وتعجيل رحيله ، وأنا مع مقاومة حقيقية لم تتشكل بعد وإن كان لها أمل في التشكل فيما مضى فهي لن تقوم لها قائمة بعد اليوم والبديل عنها حرب أهلية واقتتال داخلي .
ذهب الفلسطينيون إلى انتخابات تحت الاحتلال ولم يقتلوا بعضهم البعض ، عارضت حماس والجهاد الاسلامي الانتخابات ولم يزرعوا القنابل ولم يقوموا بعمليات ضد الناخبين وهنأوا أبو مازن على فوز لم يقتنعوا به ، أعرض الكثير من الفلسطينيين عن الانتخابات ومع ذلك لم يقتتلوا ولا سمحوا للسلاح أن يقف بينهم ، في اليوم التالي للانتخابات وجهوا السلاح الى العدو في رسالة واضحة تطالب برحيل الاحتلال ... وسيرحل ..
إن قتل الناس وسفك دمائهم جريمة لا تغتفر يجب معالجتها بكل الامكانات حتى لو تطلب الامر تسليح الشعب للرد ، نعم نحن مع رحيل الاحتلال ونعرف انه المسؤول الاول عن كل الجرائم وهذا ما نتوقعه منه، وهو يسعى للبقاء بكل الحجج المتوفرة مع بقاء احتمال رحيله وترك العراقيين في فوضى سببها هو ، لكنه احتلال لا تقل جرائمه عن جرائم وجهه الآخر ..إرهاب الناس وقتلهم وترويعهم.
حمى الله العراقيين على اختلاف اديانهم وقومياتهم
و " تبت يدا أبي لهب وتب " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قارورة مياه تصيب رأس #دجوكوفيتش بعد تأهّله


.. الداخلية العراقية تؤكد عزمها ملاحقة عصابات الجريمة المنظمة ف




.. مخاوف من تلف المواد الغذائية العالقة أمام معبر رفح بسبب استم


.. واشنطن تنتقد طريقة استخدام إسرائيل لأسلحة أميركية في غزة




.. قصف وإطلاق نار مستمر في حي الزيتون جنوب مدينة غزة