الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تذكروا الهيئات

ساطع راجي

2012 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


بعد سنوات من تجاهل أزمتها اكتشفت القوى السياسية إن هناك هيئات مستقلة تدار منذ وقت طويل بطريقة غير معلومة وبادارات لم يصوت عليها مجلس النواب، وهذه الهيئات تسير منذ سنوات نحو المجهول بعدما دخلت نفقا مظلما بفعل تجاهل القوى السياسية والكتل النيابية لها سواء بعدم توفير التشريعات اللازمة لعملها أو عدم متابعة عملها وملاحقة ما يجري فيها وعليها من تغييرات، وحتى نوبة الصراع على تابعية الهيئات المستقلة التي إندلعت بعد قرار المحكمة الاتحادية بالحاق الهيئات المستقلة بالحكومة، فإنها كانت نوبة سريعة الهدوء وانتهت الى لا شيء.
معظم القضايا والملفات المهمة في الدولة تخضع للهيئات المستقلة أو تتمفصل معها، لكن القوى السياسية أرادت منذ زمن طويل التخلص من كل مشاكل هذه الهيئات فأسرعت لتشكيل مجالس مفوضيها وفق الصيغة العراقية المعروفة لحسم أي خلاف على المؤسسات والمواقع (المحاصصة) وعندما انشغلت القوى السياسية بخلافات وصراعات أخرى أخذت الهيئات المستقلة تتداعى وبعدما كانت تدار بالوكالة غالبا اعتمادا على توافقات متسرعة بين القوى السياسية تضمن تمثيل المكونات والاحزاب هاهي الهيئات المستقلة أو أغلبها تدار بالوكالة أيضا ولكن بعد تغييب التوافقات القديمة أو هكذا تقول القوى المعترضة والممتعضة.
إشتركت أطراف ومكونات الحكومة ومجلس النواب جميعها في صناعة المصير الذي آلت إليه الهيئات المستقلة ولا عذر لأي منها في تناسي وإهمال هذه المؤسسات المهمة التي تكاد أن تشكل الهيكل الاساس للدولة ولا يمكن تقبل منهج الشكوى والنقد والمواقف غير الفعالة تجاه ما آلت إليه الهيئات المستقلة التي أصبح وضعها يعرقل كثيرا من فرص الاصلاح السياسي والاقتصادي ويعرقل أي فرصة للتنمية.
البكاء اليوم على حال الهيئات المستقلة لن ينفع وهو يكشف أيضا فقدان معظم القوى السياسية للرؤية الواضحة وغياب مفهوم الدولة والادارة المؤسسية في التعامل مع مشكلات البلاد، فهاهي الازمة بين الاطراف المتناحرة تتصاعد والشكوك تحيط بمصير الهيئات التي يقع على عاتقها ادارة العملية السياسية وتوفير فرص الحل.
إن تذكر القوى السياسية للهيئات المستقلة لن ينفع حاليا في تدارك ما آلت إليه وإصلاح حالها الذي يبدو إنه غير ممكن في الظروف الراهنة وان أي عملية علاجية للهيئات لن تكون ممكنة في الدورة البرلمانية الحالية خاصة بعدما فشلت القوى السياسية في الاتفاق على مواقع ووزارات تحتاج لشخص واحد فكيف الحال بمؤسسات تحتاج إدارتها الى مجالس مفوضين وأين وكيف يمكن للكتل أن تجلس وتتحاور لحسم ملف الهيئات المستقلة؟.
مهما حاولنا إطلاق العنان للخيال بحثا عن السبب الذي دفع القوى السياسية لتجاهل ما أصاب ويصيب الهيئات المستقلة فإننا لن نجد غير الكسل واللامبالاة وانعدام الرؤية أسبابا لذلك التجاهل التدميري، وهو تجاهل يمتد بالتأكيد لملفات أخرى عديدة، وبالتالي ستبدو القوى السياسية المطالبة بتصحيح أوضاع الهيئات المستقلة في وضع ضعيف لأنها هي من سمح باستمرار المناخ الفراغي الذي سيطر على ادارة الهيئات المستقلة ودفع بها سهلة الى حضن طرف واحد تتهمه اليوم القوى السياسية بمحاولة السيطرة على تلك الهيئات دون أن تحمل نفسها مسؤولية إهدار الوقت والفرص لإصلاح وضع الهيئات وحمايتها مما إنتهت إليه اليوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ولي العهد السعودي بحث مع سوليفان الصيغة شبه النهائية لمشروعا


.. سوليفان يبحث في تل أبيب تطورات الحرب في غزة ومواقف حكومة نتن




.. تسيير سفن مساعدات من لارنكا إلى غزة بعد تدشين الرصيف الأميرك


.. تقدم- و -حركة تحرير السودان- توقعان إعلاناً يدعو لوقف الحرب




.. حدة الخلافات تتصاعد داخل حكومة الحرب الإسرائيلية وغانتس يهدد