الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشرون يوما في مشفى كركوك العام / الرسالة الأولى

سردار الجاف

2012 / 4 / 18
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


كان يوما غير أعتياديا ، لاسيما حدثا مؤلما يلازم لحظات الانشغال بأمور جوهرية لخدمة الناس ، والاوجاع تنبع من فلذات الاكباد ، تستيقظ الارواح من دق نبض قطرات الندى الصباحي على أوتار ورق الشجر ، وهي تتساقط عندما تتغرد الطيور بفجر ضوضاء ، تلك الاوراق كانت نائمة على همسات الليل الطويلة ، الليلة التي أغرقت بصماتها في هدوئها وكأن القدر مرة أخرى يكتب نفسه ويعيد أمجاد تاريخه ، هذه المرة أليس في رسالة تبشيرية وأنما لربما فيه نوع من قبض الارواح المتعاطف مع الزمن والانسانية ، الصبيحة مليئة بالخير للأخرين وتغردت الشمس لأشراقة جديدة .
تدفق الناس من كل دار و وزقاق وحارة وشوارع من بكرة أبيهم أنهمكوا في الباكرة بأرتباكهم وأستعجالهم للوصول لموقع العمل ، كانت الخطوات تسير بسرعة فائقة بعضها للثراء والاخرى للقمة العيش ، كأنها أسراب النمل يخرجوا من عشها لتموين عيشهم ، الكل يتجه لتكوين جمالية الحياة لأنفسهم ، والدنيا بألوانها جميلة ، في كل صبيحة يغادر حمه الأبني الاصغر المنزل وهو متعود على بسمته وشقيته وكلماته اللطيفة ، الا أن هذا الصباح عندما أستيقظت كان مغادرا الدار ،ولن أسمع منه الكلمات الشقية مع الوالدة والزوجة ، لم ولن يخطر ببالي أي حادث سيء قد يتعرض لها ، لأنه كان جميلا بتصرفاته العقلانية ويعرف كيف يعمل بالأسلوب الانسب والأصح رغم ذكائه وشطارته في مهنه المختلفة ويلازمه الصدق والأمانة والأخلاص بأداء واجباته .
وحينما يصطدم الانسان بقدر خارج الحسبان ، يقولون بأن حاسته السادسة تبلغه الا أنني قد غابت عني طول النهار هذه الحاسة ، كذلك يحدث في الأعماق رجفة قلبية الا أنني لم أحس بأي رجفة باطنية أم كانت قلبية أو غير ذلك ، وبعدها عقرب الساعة يهبط سرعته ويترخى خطواته ، بعكس كل التوقعات كأن النهار ليلا و الليل نهارا ، أستذكرت وفاة صديقي الكاتب والأديب مصطفى ثةذار قد وفاه الأجل في مثل هذا اليوم ،وأعتقدت بأن عقارب الساعة من سرعتهن تشابكن فيما بينهم ، لكي ذبذبات الأصوات من خلال الرنات الموبايلية تبلغني بما دار ، الحادث الذي ما كنت أتصورها قد يحدث يوما ما ويتعرض لهذه الحالة أحد أبنائي .
أقتربت الساعة من الثامنة والنصف صباحا خرجت من البيت متجها نحو العمل ، عندما وصلت مكان العمل أنشغلت كثيرا وهذه من أحد صفات بأن أخلص في أداء واجباتي وتربيت أبنائي على نفس النمط ، ولا أدري بحالي الا الساعة قد تجاوزت الواحدة بعد الظهر ، طلبت الأستأذان من زميلي لكي أتغدى الا أنه أبلغني سنذهب معا للراحة ، عندما أنشغالنا بالعمل فجأتا رن الموبايل وها هو صوت أبني الاكبر ثيَشةوا يصرخ ببكاء عجيب ويناديني و أسمع منه كلمات متقطعة ومتذبذبة ويقول بأن حمه قد تعرض لحادث سير وهو في مستشفى كركوك العام ، سرعان ماوصلت للمكان وها أبني حمه على نقالة تاركينه وهو فاقد الوعي لحين وصول ذويه عندما وصلت عرفت بأن حياته في خطر جدا ، طرحت على الدكتور الاخصائي ( أرجان محمد رشيد ) فكرة لكي أنقله لأربيل أو السليمانية لأن هناك العناية والأجهزة أفضل ، ألا أنه أبلغني بأن حالته لا تساعد النقل وطلبت منه أجراء العملية فورا أستجاب مشكورا لطلبي وفورا طلب منى الدم ونقله الى صالة العمليات وهكذا بدأ تواجدي في المستشفى وكصحفي تعرفت على كثير الأمور التي لابد منها أن تؤمن بما فيها من الطلبيات للمواطنين ، وسوف أكتب برسالتي الثانية وهي موجها خصيصا لوزارة الصحة العراقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أختبار صعب
احسان ملا محمد ( 2012 / 5 / 16 - 13:49 )
يأخي اعجبني الكلمات التي كتبتها لانه ينبض من قلبك وفي هذه اللحظة يمر الانسان باختبار صعب انها امتحان من الله سبحانه وتعالى نتعلم منها كيف ان نكون شاكرين لرب العالمين في
السراء والضراء وفي الختام اتمنى لك السلامة وللأهل
أخوك أحسان ملا مستشفى كركوك

اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ