الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حسن البنا في الميزان: صفر من خمسة!

حمادي بلخشين

2012 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



حسن البنا في الميزان: صفر من خمسة!


لمّا كانت شهادة لا اله الا الله تمثل شعار معارضة و تمرّد على الطغيان، أمـكن تجزئتها
الى خمس مراحل اعتقادية و سلوكية:
التشخيص و الوصف ــ الإعتزال ــ العداوة ــ البغضاء ـــ المواجهة.


التشخيص و الوصف:

كانت مهمّة الأنبياء و المصلحين تسمية من جحد ألوهية الله تعالى بإسمه( قل يا أيها الكافرون) دون تردّد، نظرا الى خطورة الغفلة عن تلك الخطوة بإعتبارها ضرورية ولا تتمّ المفاصلة الإيمانية بدونها، فكما أنّ من واجب الطبيب إخبار مريض الطاعون بحقيقة مرضه ثم تنبيه من ساكنه، لأهميّة ما يتطلّبه ذلك التنبيه من إتّخاذ مسافة أمان لا تستمرّ عافية الأصحّاء و حياتهم بدونها، كان على النبي والمصلح تسمية الأشياء بمسمياتها و نعت الكافر باسمه ثم تحذير أتباعه بضرورة اعتزال المخالفين حتى يجنّبوهم فتنة إتّباعهم، أو حتى مجرّد الركون القلبي إليهم((ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار)).
مـا قام به حسن البنا، هو تسمية الموبوء بسيّد الأصحّاء و ملك العافية ،لا لشيء إلاّ لأن ذلك الموبوء قد أمسك بيديه وصفة دواء ناجح مع تصميم مسبق بعدم استعمالها! فيكفي أن يضع الملك فاروق مصحفا في جيبه ليخرجه بين الحين و الآخر لخداع الدهماء، كي يضفي عليه مرشد الإخوان، ليس فقط صفة المؤمن العادي، بل ليسميه " حامي المصحف" بل" الفاروق العظيم " (1)، كما كان يكفي حسن البنا أن يتصّدر الدستور العلماني بند ينصّ على أنّ الإسلام هو دين الدولة الرسميّ، لتسمية تلك الدولة إسلامية!

الإعتزال :

يعدّ إعتزال المجرمين من أعظم سنن المرسلين، نظرا لإختلاف وجهة هؤلاء المجرمين مع أهل الإيمان، فالكفـر و الإسلام قطبان متباعدان و نقطتان متنافرتان، بقدر ما تقترب من الأولى تبتعد عن الثانية.هذا بالإضافة إلى أنّ الإسلام لأن الإسلام لا يحتاج الى مداهنة و تزلف لأنه لا يراهن أبدا على التغيير الداخليّ عبر ما يسميه الإخوان بالقنوات الحكومية و صناديق الإقتراع، كما انه لا يعتمد على الإنقلابات، بل يعمل في وضح النهار، و بإستعلاء إيماني يربأ أن يلجأ إلى الـتقيّة.
ما فعله حسن البنا هو الإمـتزاج بمؤسسة الكفر و معانقتها، الى حدّ أعطي فيها صلاحيّة إخـتيار رئيس الحكومة المصرية أي الحبرالأعظم الموكّل بخدمة هيكل الطاغوت( البرلمان) كما رأينا !

العداوة :

عداوة الطاغوت بديهة إسلامية لا يحتاج إثباتها لكبير جهد، فأن تحبّ أعداء وطنك، أكــبر دليل على فقدانك للوطنية. و أن تحبّ أعداء حبيبك الذين يتآمرون على حياته، أكـبر حجة على كذب إدّعائك صدق ذلك الحبّ. و أن تحبّ أعداء دينك المجاهرين، أكبر دليل على هوان ذلك الدين عليك! (2) لأجل ذلك لم يكن الـتمسّك بالشعائر الظاهرة من صلاة وغيرها هو المؤشر الحقيقي للدخول في رحاب هذا الدين، بل كان كفره بالطاغوت اي بكل حاكم يلتزم مرجعية غير اسلامية ثم مواجهة ذلك الحاكم ( وفي أضعف الأحوال لعنه و التشنيع عليه و تمني زواله) هو الفيصل بين الكفره و الإيمان(3). قال الوفا بن عقيل " إذا أردت ان تعلم محلّ الإسلام من أهل الزمان، فلا تـنظر إلى إزدحامهم في أبواب الجوامع، و لا ضجيجهـم في الموقـف بلبيك، و إنما أنظر إلى مواطأتهم اعداء الشريعة " .
وليس أدلّ على تقدير و توقير حسن البنا لأعداء الشرع الحكيم، من تصريحه بأنه من جنود فاروق! ثم تكفير من عبّر بيده عن عداوة فاروق، لتكون أوثق عرى الإيمان في دين البنا ليس الحب في الله أو البغض في الله، بل الحبّ في فاروق و البغض في فاروق!.

البغضاء :

البغضاء هي الكراهية القلبية لأعداء الله" وإن كانت البغضاء متعلقة بالقلب فإنها لا تنفع حتى تظهر آثارها" و لعلّ أوضح آثارها العكسيّة، مسيرة حسن البنا نحو قصر فاروق للتعبير له عن الحب العميق!(4) ( وقد تتابعت تصريحات زعماء الإخوان عن حبهم وولههم بقادة الإرهاب العلماني، تأسيا بشيخهم المقبور , فالإخوان لا يكفون بمناسبة و بدون مناسبة يترحمون على عبد الناصر و السادات كما راينا عبد الفتاح مرور و هو مؤسسي حركة النهضة التونسية ــ الإتجاه الإسلامي سابقا ــ يصرح امام العموم بان قناة الجزيرة حين قدمت عليه لإستجوابه بمناسبة عند وفاة الحبيب بورقيبة وجدت دمعته على عينيه ) .

المواجهة :
المواجهة قدر لا مهرب منه لكلا الفريقين ، فأهل الكفر يرون في تجمّع المؤمنين نذير فناء مؤكد يجب مواجهته بكل وسيلة، والمؤمنون يعتقدون إستحالة عبـادة الله بغيــــرالإطاحة بمؤسسة الكفر، و على الأقل تجريدها من مخالبها. فتجنّب حتمية الصدام غير وارد في ذلك الصراع على البقاء الا في ذهنية شابّ صوفيّ سلفيّ مصريّ غلبان مثل حسن ألبنا، أو في حسبان رهبان البراهمة. فالإستئصال صفة لازمة لمعسكري الحق و الباطل، بذلك قضت السنن الإلهية، و إن أراد الإخوان عكس تلك السنن بعد أن شاب الدّهر على جلبة المعارك و صليل السيوف لتحديد الجواب عن السؤال التقليدي: لمن السلطة ؟
لقد استبدل حسن البنا المواجهة الدامية التي لم يسقطها خير البرية من حسابه، بالمصالحة ثم الرضى بقوامة الملكية الفاسدة عليه، بـما أنفقت على جماعته من أموالها! بعدما أكتشف القصر(ومن قبله بريطانيا و كما ستكتشف أمريكا و اسرائيل فيما بعد) أن جماعة الإخوان المسلمين " أداة مفيدة "(5)!

نتيجة تقييم ايمان حسن البنا : صفر من خمسة!


ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لا شكّ أنّ تلك التسمية الطريفة قد أثارت قرف حاشـية فاروق خاصّة، و العلمانيين عامّة، بإعتبار أن "حامي المصحف" كان عبارة عن آلة جنسيّة رهيبة تستهدف كلّ أنثى ذات روح تتحرك في مجال رؤيته الملكية!
(2) يقول الشاعر: إذا صافى صديقك من تعادي / فقد عاداك و أنقطع الكلام .
(3) الصحابة كانوا سادة المؤمنين حين كانوا في مكة وهم لا يؤدون أي شعيرة ،لا صلاة و لا صوم و لا زكاة و لا حج، بل كانوا مؤمنين بل خير امة اخرجت للناس لأنهم كانوا يعملون بالقاعدة الإيمانية الجوهرية لا اله الا الله شهادة التوحيد التي تقتضي منهن عداء اي تجمع ذي مرجعية غير اسلامية، و لئن اهمل حسن البنا قديما و راشد الغنوشي حديثا الأقتداء بالصحابة، فلأنهما قد اتبعا دين الملك لا دين الله.
(4)" و بإعادة إصدار صحيفة الإخوان في 29 أغسطس 42، تصدّر الغلاف صورة فاروق و في يده المسبحة و ذهب وفد برئاسة حسن البنا إلى قصر عابدين لرفع هذا العدد : إلى صاحب الجلالة الملك المحبوب أيّده الله "( الحصاد المرّ) .
(5) التعبير للسفير البريطاني في اربعينات القرن الماضي، و قد عبر عنه مأمون الهضيبي مرشد الإخوان بقلة حياء منقطعة النظير حين صرّح " أن وجود الجماعة يمثل مصلحة للحكومة لأنها تلجأ الينا كثيرا لضبط التيار المتطرف"( انظر الحصاد المر ص 58).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا