الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصدقاء الشعب الكردي أم أصدقاء النظام السياسي الكردي؟

هفال زاخويي

2012 / 4 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


في ظروف حساسة كهذه التي نمر بها ، وفي خضم خلافات شديدة تعصف بعلاقة أقليم كردستان مع الحكومة الإتحادية في بغداد ، يكون من الصعب طرح كل ما يدور في الذهن وكذلك تبني التحليل العلمي والموضوعي المتسم بالمهنية ، نظراً لأن أصحاب الرؤى الضيقة وحملة قواميس ومعاجم التهم الجاهزة بالمرصاد لتوجيه التهم الى حد التخوين والعمالة ، وهذه تهم تعودنا عليها من أصحاب المنافع والمصالح الذين يتمسكون دائماً بمبدأ المزايدة على الآخرين ويرون الحق المطلق معهم والباطل المطلق مع من يخالفهم في الرأي ... لكن رغم المصاعب ورغم حساسية المرحلة ورغم هذا المنعطف الخطير الذي يعصف بالعلاقة بين أقليم كردستان وبين الحكومة الإتحادية في بغداد لا بد أن نعبر عن آرائنا ونساهم بشكل أو بآخر في صناعة ما من شأنه بلورة حالة مقبولة لردم الهوة والسعي لتطييب الجرح والحيلولة دون توسيع الفجوة أكثر .
لطالما نسمع من البعض من الكتاب والإعلاميين وحتى بعض الأكاديميين من غير الكرد في العراق وهم يتحدثون دائماً عن كونهم أصدقاء للشعب الكردي ولقضيته ، خصوصاً أؤلئك الذين يتباهون بهذا الشيء ليل نهار في جلساتهم الخاصة وكذلك المفتوحة وحتى في المنابر الإعلامية ، بالطبع الشعب الكردي لا ينسى أصدقاءه ولا ينسى مواقفهم ، لكن أعتقد أن الموضوع قد تجاوز حدود صداقة الشعب الكردي الى موضوع النفعية والحصول على الإمتيازات من قبل النظام السياسي الكردي ، وكأن هؤلاء الكتاب والإعلاميين وحتى أنصاف الكتاب وأنصاف الإعلاميين وضعوا أسهماً في شركة مساهمة جاؤوا ليجنوا ارباحهم ليس من اليوم بل اعتباراً من عام 1992 عندما غدا الكرد حكاماً لأنفسهم وتحرروا من نير الطغيان والدكتاتورية الصدامية ، فلم نعد نراهم الا وهم في دور ضيافة الحزبين الحاكمين ، ويستلمون الهبات ويُكَرمون من قبل القيادات السياسية الكردية ، فتحولت أقلامهم إلى أدوات مدح وثناء ويلتقون بسهولة بالغة بقيادات الحزبين على مستوى الرئيس وعلى مستوى الأمين العام والى يومنا هذا ، بل لقد حصل البعض منهم على امتيازات في الأقليم ولهم الحظوة من لدن القيادات السياسية الكردية ، فهل هؤلاء أصدقاء للشعب الكردي أم للنظام السياسي الكردي ؟!
الكاتب الصحفي والإعلامي والمثقف الكردي المستقل مهمش ومقصي بل محل شك دائم لدى الأوساط الحزبية الكردية الحاكمة ، وقد تصل الحالة ببعض الحزبيين والمتحزبين من المنتفعين بأن يصفوا صاحب الرأي المخالف – مهما كان الرأي سديداً- بالخائن والعميل ، في حين يستقبلون بالأحضان الآخرين من دعاة صداقة الشعب الكردي ويكرمونهم بشكل يفوق كرم حاتم الطائي المضروب به المثل ، بل وقد توكل اليهم أيضاً مهمة بناء وتأسيس مؤسسات إعلامية ومراكز بحوث ودراسات بحجة الدفاع عن قضية الشعب الكردي ، وهذا الأمر لايتحقق ولا يتم إلا برصد مئات الآلاف من الدولارات من خزينة الشعب الكردي ، بالطبع لمشاريع إعلامية وأكاديمية محكوم عليها بالفشل سلفاً ، أية صداقة هذه ؟ وأي صدق مع النفس هذا ؟ وكيف يكون للشعب الكردي اصدقاء لا يعرفهم بل فقط القيادات السياسية الكردية تعرفهم وتلتقي بهم ؟
في هذه المرحلة الحساسة من عمر العلاقة بين أقليم كردستان و الحكومة الإتحادية يفترض بأصدقاء النظام السياسي الكردي من كتاب وإعلاميين ومثقفين وأكاديميين إبداء المشورة والرأي السديد وبصدق وإخلاص لكل القيادات العراقية بما فيها الكردية لتجاوز الخلافات والوصول الى الصيغ المثلى من العلاقة بين أقليم كردستان والحكومة الإتحادية ، فالجميع يعلم إن الخلافات سياسية وهناك صراع مرير على السلطة بين أطراف العملية السياسية (كرداً وشيعةً وسنةً) وهناك طموحات لكل طرف ولكل مكون وهناك جموح واضح لدى جميع الأطراف للسلطة ومصادر الثروة، تصاحبها حالة واضحة بل وشديدة الوضوح من أزمة الثقة المستفحلة، إذن الشعب الكردي بحاجة إلى أصدقاء واقعيين يسعون لتهدئة الأوضاع ، لا أصدقاء ينفخون في النار جهاراً ولا أستبعد عدم مصداقيتهم سراً وفي جلساتهم الخاصة التي تجمعهم بقيادات أخرى غير كردية ، فلكل دولة سلاطين وأمراء تحيط بهم ثلة من المنافقين والمخادعين والمداهنين على استعداد دائم لتغيير الخنادق والالتجاء الى حضن من يدفع أكثر وتكون مائدته أدسم.
• رئيس تحرير صحيفة الأهالي الليبرالية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حقيقة
امين يونس ( 2012 / 4 / 19 - 11:20 )
عزيزي هفال
ما ورد في مقالك أعلاه عين الحقيقة والواقع
أشُدُ على يدك


2 - شكرا استاذ أمين
هفال زاخويي ( 2012 / 4 / 19 - 14:01 )
عزيزي الاستاذ امين يونس
هذه اموال الشعب الكردي وهم كرماء في توزيعها على هؤلاء المخادعين ...يجب ان لا نصمت على هذه الممارسات


3 - شكر ومحبة للاخ هافال زاخويي
كامل الشطري ( 2012 / 4 / 19 - 14:29 )
لو فكر كل انسان عراقي بهذا الاسلوب العصري المتحضر والواعي وبهذاالمنطق الواقعي ألمتعقل لكان العراق والعراقيون وبكل انتماءاتهم الفكرية والسياسيةوالقومية والدينية والمذهبية بالف خير .
أماجحوش الاقلام المأجورة والنفعية فهم كثر ولا تستغرب فهم موجودين في كل زمان ومكان يطبلون لمن يدفع اكثر ولا اعتقد الساسة العراقيون كلهم بهذه السذاجة ويصدقون دعوات ومواقف مهنة الارتزاق عبر بعض المثقفين الذين اختاروا هذا الطريق الرخيص
وأرى ان الكثير من القيادات العراقية في داخل اقليم كوردستان وخارجهُ انها بحاجة الى مطبلين وبشتى الطرق والوسائل من أجل أستغفال شعوبهم و مؤيدوهم لتمرير اجنداتهم والتي بالتأكيد لاتصب في مصلحة الوطن والشعب العراقي بصورة عامة ولايهمهم دفع المال فلديهم الكثير منه ويدخل الى حساباتهم المفتوحةباسهل الطرق القانونية منها وغير القانونية

مع خالص تحياتي
كامل الشطري


4 - رائع
حمزة الجواهري ( 2012 / 4 / 19 - 17:11 )
لقد اختلفت مرة مع الأخ هافال، حول موضوع مشابه، آن ذاك اعطاني انطباع غير الذي أقرأه الآن، لعل قرائتي كانت خطأ
المهم هو أن يكون الإنسان صريحا واضحا، لكن مازال هناك ما أود معرفته من الأخ هافال وهو رأيه الصريح بسياسة الحكومة الكوردستانية التي تتعلق بالنفط تحديدا، كوني مهتم بهذا الموضوع أكثر من غيره، أتمنى أن يكون له مقال بهذه المسألة، فنحن نشترك في هذه الثروة وهذا الوطن، عدا الكثير من المشتركات الفكرية
النفط العراقي اليوم يجذب اهتمام قادة الطوائف في العراق، معظمهم لديه رغبة بإمتلاك حصة منه وذلك من خلال استغلال النفوذ السياسي مستهينا بنا وبملكيتنا التي ضمنها الدستور بمنتهى الوضوح


5 - صديقنا ألجبل ونبع الماء والعشب ألأخضر
خويندكار فريد ( 2012 / 4 / 19 - 20:34 )
. أعذب تحية لأروع أنسان
حيرة محيرة تستحوذ على كياني , وأنا أهم بالتعليق على موضوعك ألذكي , حيث أنني من جهة , أنتمي لأحد ألأحزاب ألتي تشكل جزءا من ( ألنظام ألسياسي ) ألذي يمسك بدفة ألأدارة في أقليمنا ألعزيزوألذي هو نضح دم ودمع وعذابات ,وأن كنت غير مؤدلج بالشكل الذي يسوقني للدفاع عن سلوك قياداتي دون قيد أو شرط ألا أنني أيضا لايليق بي أخلاقيا أن أثني على أنتقاداتك ألموجهةلحزبي , هكذا ونحن في فضاء مفتوح . ومن جهة أخرى تدمغني موضوعية ألأنتقاد , وكذلك نبل ألمقاصد وقدسية ألوجع , أللذان يدفعانك لتوجيهها 0
وفيما يخص ألشق الآخر من طرحك , فدعني أقول جازما أن لاصديق لنا سوى همة شبابنا وروحهم ألوثابة للأنعتاق وألخلاص من كل أشكال التبعية وألوصاية ألتي يحاول فرضها علينا القاصرون -خسؤوا -فنحن أمة أبية , ألفرد منا , أما شهيد أو أخت شهيد أو أخيه , أو أم شهيد أو أبيه , أو مشروع شهادة . مثلما كان وسيبقى ال - شاخ و ئه شكه وتو دارو دره خت - أصدقاءنا ألأوفياء. دمت عزيزا قبلاتي لعينيك الكريمتين


6 - تصحيح
خويندكار فريد ( 2012 / 4 / 20 - 08:03 )
يدفعانك لتوجيهه وليس لتوجيهها كما ورد ت


7 - الشيوعيون
dara ( 2012 / 4 / 20 - 08:39 )
انا اتفق مع اخ الكاتب
ولكن الشيوعين يلعبون دور الرائسي من هذا فساد خاصة فخري كريم و وزارة ثقافةو شباب الذي هادي محمود علي رائسيها


8 - شكرا وردود
هفال زاخويي ( 2012 / 4 / 20 - 16:56 )
أشكر كل الأخوة الأساتذة الكرام على تعليقاتهم ...أؤكد لهم وللكل أن هناك مطبلين ومزمرين وباحثين عن الكوبونات بأسم صداقة الشعب الكردي ...هذا الأمر لا ينطلي على أحد ، الذين يدعون صداقة الشعب الكردي عليهم الخروج علينا والقول لنا ما هي نوع الصداقة ؟ ومقابل ماذا ؟ وهذه الأموال التي تصرف عليهم اثناء زيارتهم للأقليم واقامتهم في الفنادق الفخمة والمنتجعات من أين تأتي؟ من اين يتم تغطية مهرجاناتهم ومؤتمراتهم مالياً ؟ هؤلاء يذكرونني بجورج غالاوي الداعم لصدام والحاصل على اموال الشعب العراقي وكذلك بعبدالباري عطوان وغيرهما من ممتهني الارتزاق ، الكلام يطول وللحديث بقية وتفاصيل ... شكرا للجميع ...شكرا


9 - الا تكفي دروس الماضي
عبد علي ماهود ( 2012 / 4 / 20 - 20:59 )
اعتقد أن السيد مسعود البارزاني يلعب لعبة خاسرة سياسياً. قد يستذيع أن يهرب النفذ إلى تركيا وإيران وافغانستان وتهب المداخيل الى جيوب المتنفين دون علم الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم.ولكنه في ها السلوك لا يستذيع أن يكسب ثقة المواذن في الاقليم ولا ثقة المواذن في كل انحاء العراق. إن اللعب على ورقة التناقضات بين العراقية وحماية المتهمين بالقتل من اذراف العراقية هي الأخرى لا تزيد من الرصيد الشعبي لمن يلجأ إلى هذه السياسة الفاشلة، ولا يسعفه اللجوء إلى لاعب الحبال اردوغان في شىء. فتوسل السيد مسعود البارزاني بقوات صدام جلاد الاكراد لإزاحة منافسه واللجوء إلى شاه إيران لم يحرر الشعب االكردي من الظلم الصدامي ولم يسقط صدام حسين الا ببركة اليانكي. على البارزاني أن يستفيد من دروس التاريخ وأن لايمارس اساليب الاستبداد واحتكار المال والسلطة في الاقليم على حساب الكرد البسطاء . فهذه الاساليب لا تخدع المواطن الكردي البسيط ولا تبني ديمقراطية وما على البارزاني الا اعادة النظر بأساليب التلاعب بالسياسة والسير على طريق الحكمة .


10 - ردود وبموضوعية
هفال زاخويي ( 2012 / 4 / 21 - 00:08 )
سأكون شاكراً لردود علمية موضوعية تبتعبد عن أساليب التجريح لأي شخص كان ... فنحن نناقش حالة وظاهرة ولا نناقش موقف شخص بالذات ...تقديري للجميع واحترامي الشديد


11 - ارث صدامي
ديار ( 2012 / 5 / 29 - 21:13 )
السيد والاستاذ هةفال زاخويي المحترم ..ما ذكرته هو في الصميم وان جاء متاْخرا فالجماعة مدمنين على هكذا ممارسات اعلامية وما خفي كان اعظم ..وانتظر المربد القادم في كردستان !!!

اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا