الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسير حسام شاهين الباسم دائما

جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)

2012 / 4 / 19
أوراق كتبت في وعن السجن


جميل السلحوت:
الأسير حسام شاهين الباسم دائما
عرفت حسام زهدي داود شاهين منذ طفولته من خلال لقاءاتنا في بيت والده في السواحرة الشرقية في مناسبات اجتماعية مختلفة، والسواحرة الشرقية جزء من قريتي الوادعة "التي تستلقي على سفوح جبل المكبر الشرقية لتمتد شرقا، وجاء صلف الاحتلال ليقسمها إلى ثلاث قرى" غربية وشرقية والشيخ سعد" والأخيرتان معزولتان عن جذرهما الغربي، ومعزولتان عن مدينة القدس ومدارسها ومستشفياتها، وحتى أنهما معزولتان عن مقبرة البلدة بجدار التوسع الاحتلالي... ولفت حسام شاهين انتباهي-منذ طفولته- بابتسامته العذبة ونظراته الثاقبة، كان يستمع لأحاديث الكبار ولا يتكلم شيئا، فالأبناء يسكتون في حضرة الآباء، وهذه تربيتنا التي نشأنا عليها...غير أن حسام كان يعبر عن رضاه أو غضبه بلغة العيون وتعابير الوجه...يبتسم عندما يعجبه ما يسمع...وتبرق عيناه...وتعلو تكشيرة وجهه ويخبو بريق عينيه عندما لا يعجبه شيء مما يسمع....ويلاحظ الناظر إليه أنه كان يدرك الخطأ من الصواب منذ طفولته...كنت أتعمد الحديث معه لأرى ردّات فعله...أستفزه أحيانا...أبتسم في وجهه أحيانا أخرى...وما خيّب ظني...ففي كلّ مرة أتأكد من أنه شعلة ذكاء، وأن قدرته على تمييز الأمور أكبر من عمره...وهذا أمر يسعدني دائما...ففرحي كبير دائما بالمميزين من جيل أبنائنا، لأنهم يغمرونني بسعادة قليلا ما أنعم بها.
وحسام الذي لا تفارق البسمة وجهه التحق بحركة فتح في سن مبكر...وهو اجتماعي بطبعه...يخالط الكبار والصغار ومجايليه...ولا يجد فروقا بينه وبين أيّ شخص آخر... يصافح هذا ويمازح ذاك...ويناقش آخر وهكذا...وكان مقربا من شخصيات قيادية أمثال أمير القدس الراحل فيصل الحسيني وآخرين....وعندما قامت السلطة الفلسطينية أصبح حسام شاهين مقربا من الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي بادله حبّا بحبّ..ويساعده في ذلك مطالعاته المختلفة التي أكسبته وعيا متميزا على أقرانه...بل على الكثيرين ممن يكبرونه عمرا....وهذا أهله كي يقود حركة الشبيبة الفتحاوية...ولم يخيب ظنّ مسؤوليه...فقد قادها بكفاءة عالية.
وحسام هذا رغم جديته إلا أنه كان يحب المزاح...ويعقب على بعض الأمور بسخرية لاذعة ومقبولة لا تُغضب من يسخر بهم...أذكر مرة أنني شاهدته يقول لأحد الأشخاص الذي كان يمني نفسه بالعمل في التلفاز الفلسطيني عند تأسيسه بعد قيام السلطة الفلسطينية، ولا يملك من المؤهلات الصحفية شيئا، والتكشيرة لا تفارق وجهه...فقال له حسام:" واضح أنك يا أخي الكريم تملك وجها فنّيا رائعا، سيجعل محطات التلفزة تتسابق لتفوز بك"...ومن ذلك اللقاء وحسام يصف من لا يعجبه بأنه وجه فني رائع...ويأخذها الآخرون منه على محمل الجدّ.
وفي شهر شباط 2004 اعتقل حسام شاهين بتهمة النشاط في كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح، وحكم عيه بالسجن لمدة 22 عاما...وواصل حسام دوره القيادي داخل المعتقل حيث يحظى باحترام وتقدير كل من التقوه، ومن تحررمنهم فإنه يتحدث بإعجاب وتقدير كبيرين عن حسام.
وحسام شاهين الذي جاوز عمره الأربعين عاما ولا يزال أعزبا، واصل مطالعاته لمختلف الكتب المتوفرة له، وهو يواصل كتاباته وأبحاثه التي يهربها وتُنشر في بعض الصحف المحلية، وتثير جدلا واسعا لما تحمله من فكر مستنير...
فتحية لحسام ولكافة الأسرى ونأمل أن ينعموا بالحرية التي يستحقونها.
19-4-2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإغاثة اللبنانية للعربية: 180 ألف نازح داخل مراكز الإيواء ف


.. يونيسف للعربية: لا مكان آمنا في لبنان




.. أمريكيون يتظاهرون أمام البيت الأبيض للمطالبة بوقف حرب إسرائي


.. ليبيا.. ترحيب بأوامر اعتقال بحق ستة أشخاص متهمين بارتكاب جرا




.. -الخسائر بلبنان غير مقبولة-.. المتحدث باسم الأمم المتحدة: أو