الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضاء على الإمبريالية و الرجعية لتحرير الإنسانية ( بمناسبة يوم الشباب العالمي للتنديد بالإمبريالية- أفريل 2012 )

ناظم الماوي

2012 / 4 / 19
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


القضاء على الإمبريالية و الرجعية لتحرير الإنسانية
( بمناسبة يوم الشباب العالمي للتنديد بالإمبريالية- أفريل 2012 )
يوم الشباب العالمي للتنديد بالإمبريالية مناسبة عالمية لوقفة جماعية ضد الإمبريالية التى تعيث فسادا فى العالم فهي تتدخّل بصفة مباشرة و غير مباشرة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات تنصّب هذه الحكومة أو تلك و تسندها و تقلب أخرى و تنهب خيرات هذه البلدان و مقدّراتها و تقسّم العالم و تعيد تقسيمه بإستمرار و تتحكّم فى مصيره و تزيد فى تفقير الملايين من الجماهير الشعبية الكادحة و تجويعها و تقتيلها.
فى الستينات و السبعينات و الثمانينات من القرن الماضي ، كانت تتنازع أساسا الإمبريالية الرأسمالية و الإمبريالية الإشتراكية ( الإمبريالية فعلا و الإشتراكية قولا) السوفياتية ، مناطق النفوذ عبر العالم ، لكن منذ إنهيار الإتحاد السوفياتي، صارت الإمبريالية الأمريكية بلا منازع على رأس الإمبريالية العالمية دون أن يعني ذلك غياب التناقضات و الصراعات بين القوى الإمبريالية . و مع الموجة الجديدة من العولمة الرأسمالية الإمبريالية ، شدّدت الإمبريالية الأمريكية قبضتها على العديد من البلدان الأخرى المستعمرة و شبه المستعمرة و حوّلت بعض البلدان التى كانت شبه مستعمرة إلى مستعمرات جديدة ، شانة حروبا عدوانية لم تنقطع إلى يومنا هذا.
الإمبريالية ليست علاقات خارجية بل هي علاقات إنتاج رأسمالية إمبريالية فى بلدان الرأسمالية -الإمبريالية و علاقات إنتاج عالمية متغلغلة صلب المجتمعات المستعمرة و شبه المستعمرة شبه الإقطاعية المدمجة فى إطار النظام الإمبريالي فى تحالف بين الطبقات الرجعية المحلّية و الإمبريالية العالمية. والإمبريالية تعنى تقسيم العالم إلى كثرة من البلدان المستعمرة و شبه المستعمرة المستغلَّة و المضطهدَة و حفنة من البلدان الإمبريالية النهّابة كما تعنى الإمبريالية الحرب العدوانية و حروب الإبادة العرقية و نهب المستعمرات و أشباه المستعمرات . وتقوم الإمبريالية على الإحتكار ما يفرز ركودا و أزمات إقتصادية...
قال ماو تسى تونغ حيث يوجد إضطهاد توجد مقاومة. و فعلا واجهت الإمبريالية و تواجه مقاومة فى عقر دارها من قبل على وجه الخصوص، أكثر شرائح البروليتاريا إستغلالا و إضطهادا و فى المستعمرات و أشباه المستعمرات من قبل الشعوب و الأمم المضطهَدَة. و لئن تراجعت هذه المقاومة عقب خسارة الصين الماوية سنة 1976 كقلعة للثورة البروليتارية العالمية و سند موثوق به تعوّل عليه حركات التحرّر الوطني عبر العالم ، فإنّها اليوم و منذ سنوات آخذة فى التصاعد متخذة أشكالا متنوّعة بلغت أرقى أشكال النضال و الحركة الثورية ، حرب الشعب بقيادة النظرية الثورية الماركسية- اللينينية- الماوية فى العديد من البلدان منها الفيليبين و الهند و تركيا و البيرو...
1- التنديد بالإمبريالية لا يكفى ، غاية الشيوعيين الثوريين هي القضاء عليها :
نعم نندّد بالإمبريالية التى تأسر غالبية الإنسانية فى الجوع و التخلّف و تجعل كوكبنا يصرخ من أجل الثورة ، بيد أنّنا كثوريين شيوعيين ماويين لا نكتفى بذلك أبدا و ندعو الثوريين و عمال العالم و شعوبه و أممه المضطهَدَة إلى عدم الإكتفاء بالتنديد و الإدانة و الشجب ذلك أنّ حتى الرجعية و بعض الإمبرياليين يدينون أحيانا الإمبريالية أو قوّة إمبريالية معيّنة . تحتاج الإنسانية إلى القضاء علي الإمبريالية قضاء مبرما.
لقد باءت كافة المحاولات الإصلاحية فى إطار النظام الإمبريالي العالمي بالفشل الذريع فى قارات كوكبنا و يترتّب علينا إن كنّا نروم حقّا تحرير الإنسانية من جميع الآفات و الأهوال التى تتسبّب فيها الإمبريالية و من جميع انواع الإضطهاد و الإستغلال الجندري و الطبقي و القومي ، أن نبذل قصارى جهدنا و نعمل طاقتنا للقضاء على هذا الأخطبوط الذى يسجن الغالبية الغالبة للكادحين فى وضع لا أتعس منه.
إنّ عالما آخر ضروري و ممكن ، عالم شيوعي و الظروف الموضوعية من قوى إنتاج و ثروات مكدّسة بوسعها أن تفي بحاجيات الإنسانية جمعاء المادية منها و المعنوية و تجعلها تتحرّر و تلج مملكة الحرّية بتعبير لإنجلس و الظروف الذاتية ( وجود البروليتاريا حفّارة قبر هذا النظام متسلّحة- راهنا نسبيّا- بعلم الثورة البروليتارية العالمية :الماركسية- اللينينية- الماوية ) متوفّرة لولادة هذا العالم الشيوعي من رحم هذا الغول الإمبريالي.
2- عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ( بتيّاريها):
كثيرا ما يتحدّث التحريفيون عن عصر الإمبريالية و يغيبون الثورة الإشتراكية بتيّاريها : الثورة الديمقراطية الجديدة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات و الثورة الإشتراكية فى البلدان الرأسمالي- الإمبريالية. و يقصد الشيوعيون المزيّفون ، التحريفيون، من وراء هذا الطمس للحقائق الموضوعية إنكار وجود بديل حقيقي للنظام الإمبريالي العالمي ما يبرّرون به إصلاحيتهم و عملهم فى إطار النظام القائم بدوله الإمبريالية أو دوله الكمبرادورية/ البيروقراطية –الإقطاعية العميلة للإمبريالية.
كماديين جدليين و مثلما علّمنا لينين و ماو تسى تونغ لا وجود لشيء غير مزدوج ( إزدواج الواحد) بمعنى أنّ العصر فى حدّ ذاته تناقض/ وحدة أضداد فيه حاليّا الطرف الرئيسي المهيمن هو الإمبريالية و هذا لا يلغى أنّه يتضمّن أيضا على طرف ثانوي حاليّا هو الثورة الإشتراكية بتيّاريها. و إدارة الظهر لهذا الواقع الموضوعي المتجسّد راهنا فى حرب الشعب فى أكثر من بلاد من بلدان العالم، يعبّر عن نظرة إحادية الجانب مثالية ميتافيزيقية تشجّع الإصلاحية وتخدم فى النهاية الرجعية و الإمبريالية .
نقيض الإمبريالية ، بديل الإمبريالية الجذري و الحقيقي الذى يقوم على أنقاضها هو الثورة الإشتراكية بتيّاريها أمّا البدائل الأخرى المزعومة الأصولية الدينية منها و القومية فليست بديلا راديكاليّا للإمبريالية بل هي تعمل فى إطار ذات النظام الإمبريالي العالمي و لا تقطع معه قطعا جذريّا. و الإمبريالية عينها منذ عشرات السنين توظّف النزعات العرقية والقومية والأصولية الدينية ضد البديل الجذري و الحقيقي أي ضد البديل الشيوعي و القرن العشرين و العقد الأخير من القرن الواحد و العشرين إلى يومنا هذا يشهد على ذلك و يزخر بأمثلة لا تحصى على صحّة ما نقول.
3- تناقض المنطق الإمبريالي مع المنطق البروليتاري الثوري:
صحيح أنّ البروليتاريا العالمية قد إنهزمت فى معركتها الكبرى الأولى ضد البرجوازية القديمة منها و الجديدة و خسرت كتلة إشتراكية كاملة و دولها الإشتراكية لا سيما منها الإتحاد السوفياتي منذ 1953 و الصين منذ 1976 بفعل صعود التحريفية إلى السلطة ما يعنى صعود البرجوازية الجديدة إلى السلطة و إعادة تركيز الرأسمالية، فإنتهت بذلك الموجة الأولى من الثورة البروليتارية العالمية ، إلاّ أنّ الإرث البروليتاري الثوري و التجربة الإشتراكية بجوانبها الصحيحة و أخطائها و مكاسب تلك المرحلة التى إنتهت ، عظيمة و تظلّ منارة للشيوعيين و الإنسانية قاطبة و منبعا ينهل منه الثوريون البروليتاريون و يؤسّسون على قاعدته صرحا أعظم فى النظرية و الممارسة و يمضون قدما نحو قيادة الموجة الجديدة من الثورة البروليتارية العالمية مستوعبين الماركسية- اللينينية- الماوية و مطبّقينها و مطوّرينها مع تطوّر الممارسة العملية.
و بالفعل على أساس الدروس و العبر المستخلصة من الإرث البروليتاري الثوري ، طفق الشيوعيون الماويون منذ عقود الآن يقودون النضال و يخوضون الصراع الطبقي بأشكال شتى بلغ شكله الأرقى فى المستعمرات و أشباه المستعمرات : حرب الشعب فى عدّة بلدان، مستهدفين إفتكاك السلطة لصالح البروليتاريا العالمية مجدّدا من خلال تحرير مناطق أقاموا فيها سلطة حمراء وهم يسعون إلى تعميمها على البلاد بأسرها، رافعين عاليا راية الشيوعية الثورية و مسترشدين بعلم الثورة البروليتارية العالمية و مطوّرينه. و يعدّ الشيوعيون فى المستعمرات و أشباه المستعمرات الأخرى إلى الإنطلاق فى حرب الشعب بينما يعدّ الشيوعيون الماويون فى البلدان الرأسمالية –الإمبريالية العدّة لإنجاز الثورة الإشتراكية حينما تتوفّر الشروط الموضوعية و الذاتية عبر الإنتفاضة المسلّحة المتبوعة بحرب أهلية.
الثورة الإشتراكية بتيّاريها تحتاج إلى الماركسية- اللينينية- الماوية و الشيوعيون الماويوّن يقومون باللازم واعين الإختلافات فى الإستراتيجيا و التكتيك بين التيارين و النوعين من الثورات –الديمقراطية الجديدة و الإشتراكية- و قد تشبّع جميعهم بمقولة ماو تسى تونغ :
" إثارة الإضطرابات ، ثمّ الفشل ، و العودة إلى إثارة الإضطرابات ثانية ،ثم ّ الفشل أيضا ، و هكذا دواليك حتى الهلاك ، ذلك هو المنطق الذى يتصرّف بموجبه الإمبرياليون و جميع الرجعيين فى العالم إزاء قضية الشعوب و هم لن يخالفوا هذا المنطق أبدا. إنّ هذا قانون ماركسي و نحن حين نقول إنّ " الإمبريالية شرسة جدّا" ، إنّما نعنى أنّ طبيعتها لن تتغيّر أبدا ،و أن الإمبرياليين لن يلقوا أبدا سكين الجزّر التى يحملونها ،و لن يصيروا آلهة للرحمة إلى يوم هلاكهم. النضال ، ثمّ الفشل ن و العودة إلى النضال ثانية، ثمّ الفشل أيضا ، ثمّ العودة إلى النضال مرّة أخرى ، و هكذا حتى النصر ، ذلك هو منطق الشعب، وهو أيضا لن يخالف هذا المنطق أبدا. و هذا قانون ماركسي آخر . لقد إتبعت ثورة الشعب الروسي هذا القانون ، كما تتبعه ثورة الشعب الصيني أيضا. "( " أنبذوا الأوهام و إستعدّوا للنضال" 14 أغسطس- آب – 1949؛ المؤلّفات المختارة ، المجلّد الرابع ؛ و الصفحة 72-73 من "مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ")
وقد تشبّع الشيوعيون الماويون فى المستعمرات و أشباه المستعمرات بالحقيقة التى لخّصها ماو تسى تونغ :
" حزب قويّ النظام مسلّح بالنظرية الماركسية- اللينينية، [ الآن الماركسية- اللينينية- الماوية ] يستخدم أسلوب النقد الذاتي و يرتبط بجماهير الشعب ، و جيش يقوده مثل هذا الحزب ، و جبهة متحدة تضمّ مختلف الطبقات الثورية و الجماعات الثورية و يقودها مثل هذا الحزب – هذه هي الأسلحة الرئيسية الثلاثة التى ننتصر بها على العدوّ" ( "الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية " 30 يونيو- حزيران- 1949 ؛ المؤلّفات المختارة ، المجلّد الرابع؛ و الصفحة 3 من " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ").
يا عمّال العامل و شعوبه و أممه المضطهدَة إتحدوا!
-------------------------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز اليسار.. سيناريوهات تشكيل الحكومة الفرنسية


.. حظوظ معسكر ماكرون في تشكيل الحكومة.. اختلاف اليسار يسهل المه




.. الآلاف من أنصار تحالف اليسار الفرنسي يرفعون العلم الفلسطيني


.. بعد فوز اليسار: ما سيناريوهات تشكيل حكومة مستقرة في فرنسا؟ |




.. فرنسا.. مواجهات بين الشرطة وأنصار اليسار أثناء احتفالهم بالت