الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طهران بين اربيل وبغداد

هشام محمد علي

2012 / 4 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


تتواجد ايران بقوة في مفاصل الحياة اليومية للمواطن العراقي، من خلال تحريك العملية السياسية، وامتلاكها اليد الطولى في الواقع الامني، وثقلها الكبير على الساحة المالية والإقتصادية بسلبياتها وايجابياتها.

أما السيادة العراقية، عودة العراق إلى دوره الإقليمي والدولي، وجمل أخرى كثيرة جميعها فضفاضة الأطر فارغة المضمون، لأن القرارات المصيرية المتعلقة بالداخل العراقي كما حدث عند تشكيل الحكومة، ويحدث الأن في السياسة المالية وايضاً في قضية تهريب النفط، يساهم في اتخاذها أشخاص من خارج الحدود العراقية.

حدث في وقتٍ لاحق من يوم 17 نيسان، ان أعلن المالكي، بأنه قد أطلَعَ مؤخراً مسؤولين في حكومة أقليم كوردستان على صور لناقلات تهرب النفط من قضاء خانقين – تحت إدارة أقليم كوردستان العراق - إلى ايران "ولم تحرك حكومة الأقليم ساكناً" وعندما حاولت الحكومة المركزية منع التهريب (الحديث للمالكي) كاد الأمر أن يتحول إلى صِدام مسلح بين الحرس الوطني العراقي وحرس حماية الأقليم (البيشمركة)، والسؤال هنا، هل حقاً ان حكومة بغداد لا تُهرب ولا تقبل التهريب إلى ايران؟

في تاريخ 2 نيسان كان قد زارَ نيجرفان بارزاني، رئيس وزراء حكومة أقليم كوردستان العراق، طهران، وفي 15 نيسان زار وزير التربية الأيراني بغداد، وبعد لقائه نوري المالكي، رئيس وزراء العراق، أعلن الأخير بأنه سيزور ايران يوم 22 نيسان! كل تلك اللقاءات خلال أقل من شهر تدل على مكانة طهران في إدارة النزاع بين اربيل وبغداد.
وهو مؤشر على أن الصراع تحول من شأنٍ داخلي إلى أقليمي، فزيارة نيجرفان بارزاني إلى طهران كانت لأسباب من بينها تقديم شكوى ضد المالكي، وربما عتاب ايضاً، كقول البارزاني للإيرانيين: هل هذا هو الذي طلبتم منا دعمه لرئاسة وزراء العراق؟ لأجل مصالحه الشخصية هو يحاول ضرب مصالحكم بإتهمانا بتهريب النفط لكم. فيقرر النظام في إيران إرسال رسالتين إلى المالكي عبر وزير تربيته، إحداهما تهديد شفوي تقول: أصبحت قوياً بتحكمك على معظم مؤسسات الدولة العراقية، ولكننا لازلنا المتحكمين بمصيرك! والثانية كانت من خلال إعلان الوزير إستعداد ايران المساهمة في بناء 5000 مدرسة في العراق لتغطية حاجة وزارة التربية العراقية من المدراس. أي أنها أستخدمت الأسلوب السياسي القديم في التعامل بالإعتماد على القوة والمال، أو الترهيب والترغيب، وغالباً ما يُعلنُ الترغيب على الملاء، والترهيب يكون بين الخاصة.
يأتي هذا التبرع في وقتٍ يمر فيه الإقتصاد الإيراني بأسواء فتراته بسبب ضعف عملتهم امام الدولار، وغلاء الأسعار إلى أكثر من الضعف بعد العقوبات الدولية على قطاعات وشخصيات ايرانية عديدة، فكيف تتبرع ايران بكل هذا المال من اجل تلاميذ العراق، في حين أن تلاميذها يعانون الأمرين؟ ربما هي هدية للمالكي على اساس أنه سيكون مستفيداً إن استفادت ايران من نفط أقليم كوردستان، وعلى هذا الأساس فلا اعتقد بأن المالكي سيعود ثانيةً للحديث عن تهريب النفط من الأقليم إلى ايران.

أما فيما يخص زيارة المالكي إلى طهران، فهي لمناقشة الوضع الداخلي العراقي عموماً بما في ذلك علاقة بغداد بأقليم كوردستان، وسيكون هنالك اختلاف في الاولويات، فهي عند المالكي، موضوع تجديد ولايته للمرة الثالثة والتي سيعمل على التحضير لها منذ الأن، وتدهور العلاقات مع التحالف الكوردستاني، بالإضافة إلى الطروحات الأخيرة الداعية لإستبداله بمرشح أخر من التحالف الوطني. أما الايرانيين فأولوياتهم تبدأ بالعلاقات الاقتصادية الثنائية، وتوحيد الخطاب العراقي الايراني فيما يخص تطور الأحداث في البحرين، وايضاً توتر العلاقات بين ايران والإمارات، خاصة وأن العراق هو من يقود الجامعة العربية في دورتها الحالية. وفي مثل هذه المباحثات فالراعي لا يقوم بخدمةٍ دون مقابل، كما كان يحدث مع الملك فاروق والإنكليز، فكلما كان الملك يتجنب التنازلات، كانوا يهددونه بعرشه وهو يستجيب.

لذا فقد تميل كفة بغداد على اربيل في طهران، لكن المعادلة هذه قابلة للتغير حسب المستجدات الأقليمية والدولية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احباط
عدنان عباس ( 2012 / 4 / 19 - 20:31 )
موضوعك هذا سيدي يصيبني باحباط لم ارى مثله سابقا
هل يعقل حقا ان سياسي بعد 9 نيسان يرهنون بلدهم للاجنبي بهذه السهوله؟؟
ولو كان الاجنبي من البلدان المتقدمه التي قد تفيد البلد وتساعد في تطوره لقلنا بلا ياريت ولكنه بلد طامع مارق تحكمه دكتاتوريه بغيضه

اخر الافلام

.. معاناة متفاقمة للفلسطينيين وتعثر التهدئة بسبب مواقف نتنياهو 


.. مصرع المئات بعد فيضانات مدمرة في أفغانستان ?




.. مشاهد لنسف الجيش الإسرائيلي بقايا مطار ياسر عرفات الدولي شرق


.. حزب الله: هاجمنا 3 أهداف إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة وثك




.. يوم ملتهب في غزة.. قصف إسرائيلي شمالا وجنوبا والهجمات تصل إل