الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحت قمصان حقوق الإنسان:

فلورنس غزلان

2012 / 4 / 20
الادب والفن



يتباهى الجلاد بارتكاب الجريمة، ويتفاخر بأعداد السجون وازدحام الزنازين، يتبرأ من البراءة في عيون الأطفال ، ثم يُحَّرض الجحيم على الاشتعال في كل زاوية من زوايا البيوت المصابة بالذعر تحت هزات الحمم المنهمرة من أرصفة المدارس حيث يزرع طهاةُ السلاح بنادقهم ويلاحقون طرائدهم الخارجة للتو من هذيانها الدهري.
كم أتوق لهدنة تمد جسراً بين موتي وحياتكم، بين حربكم ولغتي المترنحة تحت نعال الجنود السكارى بمجد الموت، أكتفي من أيامي المحشورة بين فكي جاذبية الروح للبقاء وجاذبية الموت المحتوم لو انهزم الحلم ، أتوق لوقفة طفل يحمل قميصه راية يرسم عليها مايريد دون خوف أو وجل...أجتاز معه أبواباً نسيتُ مواقعها وأكتشف أنها تذكرني، ففي حضرة التلاقي تحيا ذاكرة الحجارة وتنطق القيامة من مهد المسيح إلى لحدي..فيعود ولع الحياة مع تعويذة لايعصيها الجسد المذاب في أسيد الحنين، وتخرق قواعد علوم الكيمياء ...لأن للحب معجزاته الخارقة.
أمشي مع الطفل وبقاياي ، مع ندوب العمر وجثث تنطق بالبطش ورعب الأرقام ، مع رعب الاحتمالات كذلك، نتوغل جميعنا في دهاليز القرابين الموسومة بوشم الوطن، نذرع التاريخ جيئة وذهاباً ولانجد لحالنا تفسيراً أو تعليلاً، فغابة الكون تنام بدعة وسكينة تترك بيننا وبينها مسافة من الكلام المنمق والواعد بغنائم الفرسان المتعثرة بالمؤامرة!..تباغتني ضربة شمس شتائية الطقس مبهورة بموتي أسقط..أسقط مبهورة بقدرة العالم على إخفاء شهواتهم تحت قمصان حقوق الانسان.
تنتحب مني بقايا روح تتيه في حقول المبارزة السياسية، أسألها: ..هل يمكن للوقت أن يؤثث معنا طريقاً للمحبة والكرامة؟ للعدل الضائع على دروب مديح الساسة وأبلسة الثقافة؟، هل الحلم السوري مستحيل للحد الذي يعتبره العالم ترفاً يخرق قواعد الاستعباد والاستبداد، ويفتك بموازين الأجندات المناطقية لمن يسهروا على حراسة المعابد وطقوسها، التي أوهمونا بأنهم مالكي مفاتيح جناتها ؟
كيف يمكن للدماء أن تصمت وهي مَن كتب التاريخ ورسم الخرائط؟ كيف يمكن للحجر ألا يتحول لقذيفة بيد طفل اعتمر قبعة الحرية؟ كيف يمكن لهذا العالم الصامت أمام بكاء امرأة ثكلى وطفل يتيم، أن يستمر باستهلاكه لمفردات تقدس الكذب وتتستر على القاتل...وتظل وفية لغيبوبتها أمام شهوة سفاح لايردعه ضمير ولا يوقفه خُلق إنساني؟!
قررت أخيراً أن أحمل ريشة الريح وأغادر المنفى...حيث أعيد الماضي لوهج الحاضر وأبعث في الحجر روحاً من زفيري المكبوت إلى أن يهطل موتاً فوق أضرحة من تصورتهم صناع المستقبل، أسحب منهم هويتي وأستقل عن خطاياهم وأهيم في دروب الأطفال..وحدهم من لايتقن لعبة السياسة والتوازنات.
ــ باريس 19/4/2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا


.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ




.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت