الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول الحرب فى السودان

اسامة على عبد الحليم

2012 / 4 / 20
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الحل الذى تقدمه حكومة الجنوب لحل النزاع القائم على هجليج هو اعقل المطروح بين ثنايا الجنون الذى تطرحه مسألة الحرب السودانية الآن, وهو ان تنسحب القوات لتحل محلها قوات اممية ثم تلجأ الدولتان للتحكيم ا لدولى كحل مرض لكل الاطراف, واعتقد ان مثل هكذا حل من شأنه ان يحفظ ما وجه جميع الاطراف
ذلك ان التحكيم الدولى من شأنه ان يحقق فى ادعاءات الطرفين حول احقية المدينة الغنية بالبترول والتى كانت تصرف على السودان الشمالى بشكل عملى, اذ تنتج نصف ثروته الحالىه من البترول
والجنوبيون يخاطبون العالم بلغة مفهومة و محترمة فهم قدموا مبررات واسباب حول احتلالهم لهجليج باعتبارها تابعة لهم وتمثل مسقط راس وموطن لاحدى القوميات التى لها علاقة بقبيلة الدينكا كبرى قبائل الجنوب , وانها بالتالى جزء لايتجزأ من بلادهم , لم اجد اى احد من الشمالين يرد على هذا الزعم فى حرب التصريحات , وهذا ليس فى صالح الشمال, فلغة الحرب والثأر و التشكيك فى المعارضة وان لاصوت يعلو على صوت المعركة هى لغة معروفة وقد تجاوزها الزمن, ولافائده منها غير اضاعة الوقت واللاستهلاك فى المنابر , ولا تسهم الا فى زيادة مقدار الهوة العميقة التى تفصل بين المعارضة الوطنية والحكومة
ان الحديث عن ادانة العمل الذى تم باعتباره اعتداء على السيادة الوطنية لما تبقى من السودان هو بلا شك حديث مضحك, لان الادانة والشجب والاستنكار هى مواقف سياسية فى النهاية , صحيح انها مواقف غير نافعة , فلا هى تقدم ولاتؤخر فى الواقع , إلا انها مواقف و يجب ان يتم اتخاذها بناء على معطيات موضوعية عديده لعل اهمها هو ضرورة توفر معلومات تنبنى عليها مثل هذه المواقف , وهذا غير متوفر فى حالة هجليج, لان الموقف الظاهر هو ان هناك دولة الجنوب التى تحتل المدينة بناء على موقف سياسى ومبررات واضحة, فى مقابل غضب الحكومة السودانية المبرر ايضا والقائم على حجة مطلوب من السودانيين ان يفهموها لوحدهم وهى ان المدينه لنا وليست لهم , وبس, وهو خطاب ضعيف وتغييبى ولايحترم عقول الناس
ربما كان التعاطف العربى الاسلامى الدولى ورغبة الامم المتحدة فى حل النزاع والخطاب غير المؤدب الذى خاطب به الامين العام للامم المتحدة سلفاكير رئيس الجنوب بخصوص الانسحاب الفورى هو مايشجع الحكومة على هذا الزعيق , لكن الواقع هو ان اغلب العرب لا علاقة لهم بما يدور فى السودان, ولايعرفون عنا اى شىء, ونحن شئنا ام ابينا سنظل عربا من الدرجة الثانية , فلا نحن دولة مواجهة ولا نحن دولة سلاح ولانحن دولة ثروة , نحن لم نحسم امر هويتنا بعد ولا زلنا نتشكل كأمة متعددة الاثنيات والديانات واللغات ,نحن دولة منقوصة السيادة ة, مرتهنون للاراده الدولية بفعل الديون, وبفعل مسالة المحكمة الدولية مع الرئيس والمجموعة , و لكن يجب ان نعترف ان الحرب برغم خسائرها الاانها تحقق خدمة كبيرة للانقاذ فى جمع الناس حولها , بل ربما كانت الحرب هى الهدية التى قدمتها دولة الجنوب للانقاذ , والتى سعت لهذه الحرب بشده , ولولا انها جاءت لذهبت الانقاذ اليها
فمن فوائد الحرب انها تلفت انتباه الناس عن كثير من القضايا الحقيقية التى يعملون من اجلها, فالحديث عن الديمقراطية مثلا واحترام حقوق الانسان او القساد او القضايا المطلبية والحروب فى دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة , ومقررات نيفاشا بخصوص المنطقتين الاخيرتين والتى طرحت اتفاقية السلام بخصوصهما برتكولا هاما وقد تضمنهما قرار الامم المتحدة رقم 1574 لسنة 2004 وطالب بضرورة متابعة وتنفيذ ما تقرر بشانهما فى المفاوضات , وهو مالم يحدث حتى الآن ., كل هذا يصبح لإمكان للحديث عنه فى ظل الحرب لأنه لاصوت يعلو على صوت المعركة

ومن الواضح ان حرب مجموعة كاودا والتى تضم الحركة الشعبية قطاع الشمال , اضافة الى حرب السودانيين حول هجليج وابيى يوفر للإنقاذ فرصة جيدة للمناورة والتنصل من الالتزامات بخصوصهما, و لن تجد الانقاذ حرجا فى تجاوز استحقاقاتها ووصم كل من يتحدث عنها الان فى ظل معركتها الكبرى على بترول هجليج بالخيانة واجترار مسالة صوت المعركة القديمة
غنى عن القول ان الاصوات التى تطالب بالغاء الاتقافية هى اصوات غوغائية لاعلاقة لها بالسياسة, صحيح ان الاستجابة لها شىء وراد فى ظل هذا الهدير السخيف , لكن سيترتب عليه ان تفقد الانقاذ هذا الدعم الذى وجدته من المجموعة الدولية التى رعت هذه الاتفاقية وهو ما لا تحتاج له فى ظل هذا الظرف الدقيق
ولو افترضنا ان الانقاذ قد حررت هجليج وهو شىء وارد , هل سينهى هذا الحرب ومجمل الوضع السودانى الذى لايكف تأزمه عن الاتساع يوما بعد يوم
المطلوب من الانقاذ ان تعمل على اقناع البقية من الشعب السودانى الذين لم يرفعوا عليها السلاح بعد ان الحرب الحالية هى حرب سياده , وانها بصدد منع تكرار ماحدث فى مثلث حلايب ومنطقة الفشقة المحتلتين من قبل مصر واثيوبيا , وان اولوية واهمية التراب السودانى لاعلاقة له بمقدار الثروة التى ترقد فى بطنه, بترولا كان ام ذهبا اوحديدا, الاراضى السودانية هى خط احمر وان دونها الدماء الغالية والمهج وهى مهمة تقع على القوات المسلحة والشعب, القوات المسلحة التى من الواضح انها فشلت فى ذلك , واما الشعب فقد غيب منذ ومان طويل, ونسأ ل الله له القبول
اما ان تسمح الانقاذ لدول باحتلال اراضى السودان, وتحارب دول اخرى لمنطلقات آنية وذاتية متعلقة بمصلحة النخبة الحاكمة فى البترول فهذا مايجعل القوى الحية فى شعبنا و النخية الواعية ان كان ثمة وعى تتحفظ على مثل هذه الحالة الوطنية الكاذبة ,باعتبار ان الوطنية الحقيقة هى حالة موضوعية تقوم على التبادل بين الوطن والمواطن, وهو مالايحدث الا حين تتحقق مواطنة الناس عبر اداء تفاعلى اقل مافيها ان يشعروا بان لديهم حقا فى وطنهم والا عادت الوطنية الى اصلهاا كشعور بدائى ونكوصى وغير اصيل اذ لايظهر الا فى حالة الشعور بالخطر كما هو حادث الآن فى ظل حالة الحماس والخطب التى تثير الجماهير وتصور الامر وكأن الانقاذ هى اكثر الحكومات ديمقراطية وشعبية ورشدا فى العالم
المطلوب هو حل سلمى ديمقراطى, ومبادرات عاقلة للجم صقور الحرب , وتنقيذ بروتكولات اتفاقية نيفاشا والقضايا العالقة كلها, من ترسيم الحدود, وقضايا البترول والامن وبرتكول ابيى وبرتكول النيل الازرق وجبال النوبة , المطلوب هو دولة مدنية ديمقراطية تتسع للجميع وتتحقق فيها مواطنة الكل دون فرق بين انقاذى او اى مواطن آخر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه