الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا غبارَهُم ...أينَ حدائقنا ؟

ابراهيم البهرزي

2012 / 4 / 20
الادب والفن


هذا غبارَهُم ....اينَ حدائقنا ؟


دَوّمْ ياغبارهمُ
السماءُ رهينتكَ َ وساعةُ الرمل ِ تذري الهشيم َ
صاعداً باضرحة ِ الرعاة ِ المسبيين َ
عاصفاً بهياكل ِ بيادرهم ..
كانوا حَمقى بما ينبغي لتكونَ حكيماً ..


لستَ ياغبارهُم ْ
مكنسةَ الطبيعة ِ البائرة ِ ولا خادمة َ المنزلِ النادرة ِ ,
انتَ هُمْ ..
هُم الذينَ رقصوا وركضوا ووقفوا على مفارقِ الازقّة ِ
عاهراتُ الاماسي الملوّنةِ واصبوحاتِ اللونِ اليتيم
انتَ هُمْ ..
غبارَ...هُمْ
لطالما تمايلوا على سراط ِ الوردِ اسواطا ً
رعونتهُمْ يماماً على اكفِّ المُصَفقين َ
يهَج ُّ اليمام ُ وريشهُ المرقشُ بالاضطراب ِ
يَعزقُ تلَّ الغبارِ النؤوم
غبارَهُم ْ
غبارَ...هُم ْ


كأنّكَ نثارَ المقابرِ المؤبّدةِ في اللامُبالاة ِ...
يَقظة ُ الجماجم ِ الصغيرة ِ وهي تطيرُ في سماءِ الحليب
نكهتكُ الحرّيفة تحملُ نعناعَ الامّهات ِ الواقفاتِ خلفَ اسوارِ المُعسكرات
وبقايا اسمالِ السَبيّاتِ وهنَّ يمسَحْنَ حَيْضَ البُكورةِ بفحولاتِ الفاتحين
كانكَ الشريعةَ المقدسّة َ وهيَ تبعثرُ رمادَ الذمّيينَ عَشيّةَ العيد ِ
كانكَ رمادنا
ليلةَ كشفنا ياقوتَ مواقدنا لعيونِ المُلثمين َ
وكانك َ الفضيحة َ التي اسْدلنا عليها جُبّةَ الشرَف ِ
لاجلِ سَلامة ِ النشيد ..


الصورة َ التي سَيحْجبها غبارُهم
لن تشتاقَ لها نظرةُ الفوتوغرافي ,
الصُوَرَ التي مَزّقوا كانتْ اجْمَل َ!..
والمدن التي تغرورقُ في صُفرته ِ
ليسَتْ اكثرَ وضوحاً من المُدن ِ التي اضاعوا ...
زائرٌ من اصولِ العشيرة ِ ياتي
يتحدّثُ عن الانسابِ والمواريثِ
ذكرى مَجْدٍ مجهولٍ يشبهُ العرسَ او الجريمةَ...



غبارهُم ْ هُم
لن يخنقهم ولن يضّيعَ اطفالهم في الازقّةِ
ما لا يُرى ليسَ مُهمّاً ان يُرى بَعْدُ
لقد حذَقوا التلمّس َ
الحجارةُ وثمرة َالبطاطا والافعى وحبل الغسيل والجزر والقضيب والشمس والكسل
وحدة ٌخالدة ٌ في تلمّسِ الوجودِ
لن يثلمً الغبارُ افقها
والحمامةُ التي لاتعودُ
مفطورة ً كانت على ضلالتها ليسَ أكثر !


دَوّمْ ودَوّمْ ايّها الوشاح ُ المقدسُ..
الفلاح ُ هوَ الذي وهبكَ القطنَ
والحائكُ هو الذي ضفرَ لكَ الخيوطَ
والنقاشُ هو الذي غَطْرسكَ بالتلاوينِ
وربّةُ المنزلِ هي التي خاطتْ لكَ الازار َ
والشيخُ هو الذي وضعكَ على كتفِ الريح ِ
والمؤذّن ُ هو الذي غنى
والريحُ هي التي ترقصُ
والطفلُ , الذي سَيبولُ طفولته ُ
يركضُ في الازقةِ فرحا ً !..

19-4-2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلمت
سعد نزال ( 2012 / 4 / 20 - 13:01 )
الشعراء لايشيخون مثلما كلماتهم , زدني دفئا علّي انسى او اتناسى برد الجسد الذي اوشك على الوصول الى سيدي جابر... تحية


2 - العراق
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 4 / 20 - 19:59 )
ستبقى العراق هي الاجمل رغم غبار الاعداء، وستبقى الشاعر المبدع الذي يقص حكاية وطن وفرحة شعب استحق العراقة
دمت مبدعا شاعرنا ابراهيم البهرزي


3 - القصيدة الجيدة تُطربك من خلال عنوانها أحياناً
الحكيم البابلي ( 2012 / 4 / 20 - 22:54 )
صديقي العذب الصافي البهرزي النبيل
سأل غشيمٌ شاعراً : ما البلاغة ؟
أجاب الشاعر : المعنى الكثير في الكلام القليل
صدقني طربتُ لمجرد قرائتي لعنوان قصيدتك (( هذا غُبارَهُم ... أينَ حدائقنا )) وصدقني أيضاً لو قلتُ لك بأنني كنتُ سأكتفي وأشبع بالعنوان الناطق كجرحٍ طريٍ مفتوح ، ولم أكن سأطالب بأية إضافة أو زيادة ، عنوانك هذا أدمع عيني ، لأنه كتاب من الف ورقة ، ويختزل كل قصة العراق لكل من له عقل وضمير وإحساس
أكتفي بالعنوان سيدي النبيل ، وأحتاج ربما لإسبوع لقرائتهِ والوصول لأخر صفحة من أحزانه وعوالمه الرائعة
هل تعلم مدى فرحتي حين أقرأ لك ؟
محبتي وتثميني دائماً


4 - تنهدات
nedaa Aljewari ( 2012 / 4 / 21 - 08:10 )
تحية طيبة
غبارهم, هم .... أطفأ قمرنا
أحلى كتاباتك تشير الى أحاسيسنا وتثير فينا ألما ممضا
وغبارهم غطى الرياض لتسمع تنهدات المدن وأنين الزهور التي تستغيث
من يأخذ بيدها
تأن؟؟؟؟؟؟من يحميها


5 - الصديق العزيز سعد نزال
ابراهيم البهرزي ( 2012 / 4 / 22 - 19:38 )
تحية طبعا
ولكن كما ترى هانحن نشيخ ويدب البرد في اطرافنا ..وربما

اتمنى لك العودة من سيدي جابر ..لنلتقي في الديوانية ..دمت لي


6 - الصديقة العزيزة عبلة عبد الرحمن
ابراهيم البهرزي ( 2012 / 4 / 22 - 19:42 )
تحية طيبة
هذا هو العراق ...وهذا هو غباره
المشكلة ان الخيل كثيرة وعجاجها يعمي العيون ..حتى ان بعضها يرفس من بعيد ..
لا تغير حضارة المدن التي آوتهم شيئا من طباع الرفس !
دمت لي صديقة عزيزة


7 - الصديق العزيز الحكيم البابلي
ابراهيم البهرزي ( 2012 / 4 / 22 - 19:45 )
تحية طيبة
وليكن بكاؤنا استعبارا لا عبرة
الالم اكثر من ان تدونه محض قصيدة
نحاول ان نطوف على حوافه لنضمد بعض الجراح
دمت لي صديقا عزيزا


8 - الصديقة العزيزة نداء الجواري
ابراهيم البهرزي ( 2012 / 4 / 22 - 19:49 )
تحية طيبة
بعد كل غبار ..تاتي ريح صافية تكنس كل مخلفاته
لا تياسي من رحمة الرياح
لن يبقى على الارض الا كل ذي خضرة مشعٍّ
دمت صديقة عزيزة

اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي: -أكفان كروننبرغ- على البساط الأحمر


.. فنان أمريكي يُصدر أغنية بصوته من جديد بعد أن فقد صوته بسبب س




.. -الكل يحب تودا- فيلم لنبيل عيوش يعالج معاناة الشيخات في المغ


.. حصريا.. مراسل #صباح_العربية مع السعفة الذهبية قبل أن تقدم لل




.. الممثل والمخرج الأمريكي كيفن كوستنر يعرض فيلمه -الأفق: ملحمة