الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رد على رد : ردا على السيد رضوان المصمودي(رئيس مركز دراسة الإسلام و الديمقراطيّة )

أحمد النظيف

2012 / 4 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أن وصل إلينا رد السيد رضوان المصمودي أحد مؤسّسي و رئيس مركز دراسة الإسلام و الديمقراطيّة و الذي اتهمنا فيه بالإدّعاءات الباطلة ضد شخصه و ضد المركز و اتهمني شخصيا و بالاسم أردت توضيح العديد من المسائل و التي كنت عدلت عن نشرها في المقال الأول :

- أولا يقول السيد المصمودي و من أهمّ و أخطر هذه الاتهامات أنّ "المركز صنعته أمريكا وتموله وتقوم عليه مخابراتها". إنّ مركز دراسة الإسلام و الديمقراطيّة منظّمة مستقلّة غير حكوميّة و غير ربحيّة فان كانت كتابة الدولة لحقوق الإنسان والشغل -DRL- في الحكومة الأمريكية و صندوق دعم الديمقراطية -NED-.يدعمان ماديا المركز فكيف تنكر التمويل الأمريكي الذي لم يكن ولن يكون لوجه الله ولا لفعل الخير للآخر فمتى كانت أمريكا تريد الخير لهذه الأمة .

- ثانيا كيف يريد السيد المصمودي إقناعنا بان المركز لا يقوم بأدوار اختراق مشبوهة و تكاد كل نشاطاته مربوطة بشخصيات و منظمات عرف عنها ارتباطها العضوي بوكالات الاستخبارات الأمريكية فخذ على سبيل المثال شارك مركز دراسة الإسلام والديمقراطية (مداد) مع مؤسسة "بيت الحرية" في برنامج بعنوان "حقوق المرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: المواطنة والعدالة" وكان ذلك يوم الثلاثاء 7 جوان2005م، بقاعة المحاضرات بمؤسسة "بيت الحرية" بواشنطن دي سي. و بيت الحرية Freedom House منظمة أمريكية ذات صلة وثيقة بجهاز المخابرات الأمريكية تأسست في عام 1941م بدعم مباشر من الرئيس الأمريكي وقتها فرانكلين روزفلت هو نفس الرئيس الذي استضاف في عام 1942م المؤتمر الصهيوني بحضور دافيد بن جوريون ومع تصاعد قوة اللوبي الصهيوني في أميركا مع انتقال الرأسماليين الصهاينة الكبار والمنظمات والمؤسسات المالية والمصرفية من بريطانيا وأوروبا إلى أميركا ، تبعا لانتقال مركز القوة العالمي إلى واشنطن بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، سيطر اللوبي الصهيوني على فريدوم هاوس وسخرها لمصلحة الأميركيين في العلن ولمصلحة إسرائيل المتطابقة دوما مع الرضي الأميركي - بما له من امتداد ديني وعقائدي داخل النخبة السياسية والثقافية في أوروبا الشرقية وفي الاتحاد السوفياتي ومع وصول جورج بوش الابن إلى السلطة وفي مرحلة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر إنتعش دور فريدوم هاوس وأصبحت هي الذراع الضاربة للمحافظين الجدد - وهم العناصر الأبرز في اللوبي الصهيوني في اميركا وإن كان بينهم بضع قوميين عنصريين أميركيين مثل ديك تشيني إلا أنهم جميعا من الصهاينة السياسيين إن لم يكونوا يهودا بالدين.. قضية العراق واحتلاله بعد حصاره وتقسيم العراق إلى دويلات كان مشروعا مولت فريدوم هاوس تفاصيله في كردستان وفي الجنوب الشيعي - عبر عملائها ولكن مصالح الأتراك منعت الأميركيين من الذهاب بعيدا في المشروع حتى الآن ولا احد يعرف ما الذي يحمله المستقبل . وفريدوم هاوس عقدت مؤتمرات عديدة لدعم الأشوريين في سوريا بحجة أن لهم قضية ودعمت الأقباط للمطالبة بدولة عنصرية لهم على أراض مصر ودعمت ولا تزال كل صديق لإسرائيل وكل من يعادي شعبه من بين العرب والمسلمين. . واللعبة لعبة جهاز المخابرات الأمريكية والأجهزة الإسرائيلية باقتدار منذ بدايتها، ويكفي في ايامنا هذه مراجعة سيرة حياة المدراء وأعضاء مجلس أمناء فريدوم هاوس وكبار المسؤولين فيها فسنجد تطابقا بينهم وبين قادة ايباك وبين قادة سابقين في السي آي ايه أو في الأمن القومي الأميركي. ويبدو ذلك جليا من دور المنظمة في الحرب الباردة عبر التغلغل في المجتمعات الشيوعية وتفكيكها من الداخل. ويبدو دور جهاز المخابرات الأمريكية في إدارة وتوجيه منظمة فريدوم هاوس واضحا بقوة ولا يحتاج إلى أي ذكاء أو عبقرية سياسية فيكفي أن نذكر أن مجلس أمنائها الحالي يضم بين صفوفه أنتون ليك وهو مستشار "الأمن القومي" للرئيس الأمريكي بيل كلينتون من عام 1993م حتى عام 1997م كما يضم أيضا ويندل ويلكي الأبن مستشار الرئيس الأمريكي رونالد ريغان لشؤون "الأمن القومي" كذلك أما عن رؤساء هذه المنظمة فحدث ولا حرج معظمهم - أو كلهم - كان على علاقة وطيدة ومباشرة بجهاز المخابرات الأمريكية ونخص بالذكر بيتر آكرمان "يهودي" الذي تولى رئاسة المنظمة ومن أبرز رؤساء فريدوم هاوس جيمس ولسي "يهودي صهيوني متعصب" رئيس ال CIA السابق وعضو مركز سياسات الأمن الذي يقوم بالترويج لحزب الليكود الإسرائيلي اليميني المتشدد، وولسي عضو أيضا بالمعهد اليهودي للأمن القومي وهي مؤسسة "عسكرية" تسعى للتعاون "العسكري" بين أمريكا وإسرائيل، كما قام ولسي في عام 2003م بالتبرير الفكري لحرب احتلال العراق.

- ثالثا يتهمنا السيد المصمودي بإيراد معلومات خاطئة فنحن لم نأتي بشي من عند أنفسنا هذا ما قاله أصدقائه الأمريكان في برقيات السفارة الأمريكية في تونس إلى الخارجية و التي سربها موقع ويكيلكس و التي وصفته إحداها بـ”الفاعل الأساسي في شبكة ـ” الديمقراطيين في العالم العربي” الراعي الرسمي لإستراتيجية الدَمَقرَطة الأمريكيّة للبلدان العربيّة

إذاً فالموضوع ليس عجيباً ولا غريباً كما قد يبدو لدى البعض، بل إنه خيار استراتيجي فتعاون الأمريكيين مع الإخوان أو على الأخص مع التيارات المتطورة عنهم و خاصة المراكز التي تدعم خيار الإسلام المتأمرك قد يكون هو الخيار الأنسب والأكثر معقولية بالنسبة للأهداف الأمريكية في المنطقة من جهات كثيرة. فما تستهدفه البراقماتية الأمريكية هو وجود نمط من الحكم يتوافق مع أهدافها ويكون له قبول جماهيري يحقق الديمقراطية المدعاة. ومن الناحية الفلسفية البحتة فإن الدين - أي دين - يكون مقبولاً لدى البراقماتية بقدر ما يحققه من مصالح. وذلك ما أكده تقرير مؤسسة راند الصهيوأمريكية سنة2007 تحت عنوان بناء شبكات إسلامية معتدلة –الشركاء و الموارد- و يعني بالمعتدلة التيار الإسلامي المتأمرك الذي يمتص الغضب الشعبي بالشعارات الرنانة و يحافظ في نفس الوقت على المصالح الامبريالية و اتفاقات كامب دايفد و وادي عربة و لما لا التطبيع مع الكيان الصهيوني تحت ذريعة جلب المصالح و درء المفاسد و الواقعية الخرقاء فعجز هؤلاء على التغير و التحرير ليسا عيبا في ذاته فالعجز يُسقط التكليف إلى حين توفر القدرة .. لكن هذا العجز لا يُبرر الدخول في شبكات تعاون تُصبغ على المشاريع الأمريكية الشرعية والقانونية!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي