الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تستفيد من مرضك - تحيه للمرضى

مجدي زكريا الصايغ

2012 / 4 / 20
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


كنت حتى الامس القريب تملك القوه والصحه وكان المرض اخر ماتفكرفيه ثم هاقد اصابك المرض لتنضم بغير اختيارك الى جيش الالم واول ماتفعله هو سخطك على القدرالذى اعاق نشاطك اليومى ولكن فى وسعك حقا ان تستفيد من مرضك
ان هذه الراحه المفروضه عليك تسمح لك ان تفلت من مؤثرات الحياة اليوميه من دون ان يلومك احد و المرض يوقظ فكرك ويفتح امامك افاقا جديده فى الحياه ومن واجبنا ان ننظر الى كل مرض على انه فرصه لاتقدر بثمن لرفع قوانا المعنويه والقيام بأنواع من النشاط ليست حكرا على الاصحاء
ان المرض يبدل الدنيا تبديلا مثل كل حادث هام من حوادث الحياه يبدأ الامر ان نجد انفسنا فى حل من مواجهة الكفاح اليومى وتذوب واجباتنا الملقاه على عاتقنا وندخل فى عالم التأمل الداخلى وفحص الضمير للمرة الاولى وغالب ماتجدنا نتأمل فى ماضينا ومستقبلنا لنعيد النظر فى مقاييسنا التى نقيس القيم بها ونكتشف فجأه ان الكثير من عاداتنا تافهه وسخيفه لعل المرض هو الذى يمكننا ان ننطلق بثبات ليس نحو الشفاء فحسب بل نحو الحياه نفسها ويعفينا المرض من كل الافكار والميول التى لاقيمة لها ويعلمنا التواضع ويدخل النور الى ذاتيتنا العميقه ويرينا كم مره سعينا الى تبرير اخطاءنا ونقائصنا وكم مره تفادينا فيها النظر الى قضايا الحياه الاساسيه ولجأنا الى المهارب المزيفه والمخارج المزعومه فاذا بأخطائنا التى ارتكبناها فى منزلنا واماكن عملنا نحو البشر تظهر امام اعيننا بكل وضوحها ثم ان الخوف الذى يلهمه المرض لنا من مزايا المرض وفضائله ولايندر ان نرى ان بعض الامراض تخلص السكيرين واللصوص الكذابين والازواج القساه من عاداتهم المرذوله واذ يأخذنا المرض الى باب الخطر كان ذلك في صالحنا فثمة اناسا لايرجعون الى جادة الصواب الا حين تضيق بهم المسالك وتعسر امامهم الدروب
ان معظم المرضى الذين قضوا ساعات طويله من الانفراد للمرة الاولى فى غرفهم يعترفون بأنهم فى هذا الانفراد فهموا للمرة الاولى المعنى الحقيقى للصداقه الذى يعسر غالبا ادراكه فى حياتنا القصيره المعقده وفى نفس الوقت جاب هؤلاء المرضى الاعماق التى كانت خافيه عليهم فى مجرى حياتهم اليومى
والالم الجسدى يغسلنا وينمى فينا نوع من الالهام الروحى والانسجام فى الاهداف وايجاد فلسفه فى الحياه خاليه من التطرف كما انه يمنحنا الفهم للانسانيه والتسامح وبالاختصار ينمى فينا جوا من السلام والسعاده لايعرفه المتمتعون بصحه جيده
والالم نار مطهره تهدم الجزء الاكبر من الصغائر وكما قال ملتون كلما ازداد بنا الالم ازداد لدينا حسن التصرف
وانك لترى حين تمرض ان خيالك انشط من اى وقت مضى وحين تتحرر من مشاكل المعاش الصغيره تحلم احلام اليقظه وتبنى قصورا فى الخيال وتنسج من الوهم مشاريع وكلما تقدمت نحو الصحه انتقلت بنات افكارك الى النطاق العملى اكثر ولاتلبث ان تعزم على تحقيقها متى شفيت
والمرض يزيد من قوة التركيز لديك الى حد كبير وانك لتدهش من السهوله التى تصل بها الى حل قضيه من القضايا الصعبه فما سبب ذلك السبب ان غريزة البقاء لديك قد نشطت وازاحت كل شئ لالزوم له وفى نفس الوقت تشتد حواس البصر والسمع لديك وانك لتحس لمرأى عصفور صغير على نافذتك ولمحه عابره على وجه صديق لك تظل ذكراها طويلا فى فى نفسك
ان المرض يزيد الحساسيه لديك ولذلك قد تنزعج او تبكى احيانا دونما سبب
ترى ان الوقت مناسب لتقرأكثيرا وتمرن خيالك المبدع على التحليق فى سماء الخير والجمال
واذا كنت لم تمرض ابدا ولن تجد نفسك مضطرا للبقاء يوما واحدا فى السرير فمعنى ذلك انه ينقصك شئ ما بكل تأكيد
وحين يأتى دورك حذار ان تفزع ..تذكر ان الالم خليق بأن يلقنك درسا ثمينا لايمكن لك ان تتعله فى وقت الصحه
مقال قديم جدا لطبيب واديب سورى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا
سوسن شاكر مجيد ( 2012 / 5 / 1 - 13:32 )
شكري وتقديري لك اخي الفاضل
انه مقال مهم ومفيد لبني البشر لكي يعرف قيمة ذاته وروحه
وفقك الله ورعاك


2 - سرقت مقال
صفاء ( 2015 / 1 / 27 - 20:43 )
هذا المقال مسروق هذا المقال للدكتور السوري صبري القباني في كتابه طبيبك معك
عــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــب السرقه

اخر الافلام

.. نزوح 300 ألف من رفح.. واشتباكات ضارية بين القوات الإسرائيلية


.. لا تنسيق مع إسرائيل بمعبر رفح.. القاهرة تعتبر اتفاقية السلام




.. السير نحو المجهول.. مأساة تهجير جديدة تنتظر نازحي رفح الفلسط


.. الخلافات تشعل إسرائيل..غضب داخل الجيش الإسرائيلي من نتنياهو




.. موكب أمني لحماية المغنية الإسرائيلية -إيدن جولان-.. والسبب -