الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا دينية!

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2012 / 4 / 21
الادب والفن


و أنا وحدي على ذلك الطريق .. أخرج الوطن من مخيلتي و أضعه أمامي.. أعيد ترتيب تفاصيله الحبيبة:

 أنقل هذا المبنى إلى هنا، و ذلك المطعم إلى هناك.. شارع حبيبي يجب أن يكون هنا، و شارع غريمتي سأضعه هناك..
 أحاول أن أرتب العشوائيات، أن أرفع بدل البيوت الطينية ناطحات سحاب يسكن فيها الفقراء و تكون حرام على ( الزناكيل)..
أضع كنيسة حنونة مقابل كل مئذنة عطوفة، ثم أفصلهما عن المدارس و الجامعات بغابات من الأزهار ( دائمة الخضرة).. 
و على البحر أضع " دمشق" كلها بسحرها و صهيل ليلها.. فيتسع المكان، يقولون في الأخبار: ظاهرة طبيعية غريبة كيف امتد الشاطئ و مشت العاصمة!، فأضم ( مكعبات ) مخيلتي و أضحك..

على الحدود أضع أحذية الأمهات المقدسات، و أنا أتذكر أمي كيف دافعت عني يوما ب ( شبشبها) العتيق، و هي تدور على المستشفيات تستجدي العلاج لطفلة جلست على الطريق و كانت تعيد ترتيب التفاصيل الحبيبة، فهشمت رأسها سيارة ( الغربة)...
**********


تحاول أن تقنعهم بأنها قامت و تشير للجسد الصغير بهالة الضياء حول الرأس مغيب المعالم..
تناشد الأطباء و المشعوذين ..الأولياء و السلاطين .. الحراس و العسكر.. السياسيين و ذوي الاحتياجات العقلية..
يصدح صوتها كحدأة : ما بالكم ألا تبصرون، ابنتي قامت!

يجاوبونها بتأفف أو بأنين:

يا أيتها الأم الجريحة ذات ( الشبشب) العتيق..  في بلادنا حتى لو قام " المسيح".. لن يقوم!
**********


ترميهم ب(الشبشب) العتيق و تمضي حافية، تحمل الجسد الصغير بهالة الضياء حول الرأس مغيب المعالم، و تعود من جديد إلى ذلك الطريق حيث التفاصيل الحبيبة.. تضع طفلتها الجديدة، و تقطع الحبل السري بأحد ( المكعبات)، ثم توصي الروح الجديدة:

(الوطن الحبيب أمانة قيدها هذه الأحلام.).

يمسي رأسها (هي الأخرى)  هالة من ضياء و تغادران معا إلى كتاب حكايا (للأطافيل) لن يزوره ( الكبار)..

بينما تكبر الرضيعة  الجديدة في " دمشق" على شاطئ اتسع و لن يضيق، و عندما يقولون في الأخبار (الحقودة):
ما دين النبية الجديدة التي نقلت العواصم؟!

يرد الصوت قويا كقيامة:

رحلت كالأنبياء جميعا من دون أن تعتنق دينا...

يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلمة إلى : لمى محمد
غـسـان صـابـور ( 2012 / 4 / 21 - 17:49 )
يا سيدتي الرائعة
هل تبقى في بلدنا الذي يحترق, وفي دمشقنا الحزينة , من يقرأ كلماتك ومن يفهمها... أخشى على دمشق اليوم أو غدا ألا يتبقى فيها ناس تقرأ وتفهم.. وألا نسمع موسيقى ناعمة حلوة, أو ضحكة واضحة عالية...وألا يتبقى من تراثها في الشوارع القديمة غير وجوه عابسة, ولحى ونقاب أسود.. والكل يمشي.. أو لا يمشي في عتمة مجهولة.. لا نعرف إن سيبزغ بعدها نهار....
ولك مني كل مودتي.. وأطيب تحية مهذبة.
غسان صابور ـ ليون فرنسا


2 - الاخت لمى محمد
مروان سعيد ( 2012 / 4 / 21 - 18:01 )
تحية الى اخت دمشقية من صبى بردى ومن قلعة حلب الشهباء
لقد اخذتيني بعيدا الى الوطن الحبيب وسرحت بخيالي الى الطفولة الشقية وحنان الام الغالية عندما صفعت احد الرجال كف بسببي كانت كاللبوة التي تحمي اشبالها واقول لك ان هذا الشبشب الذي تتحدثين عنه اشرف من ثلااث ارباع شعبنا واعتقد حرام على هذا الشبشب ان يلامس وجههم لاانه سيتنجس وكما قال الشاعر
هم شعب اذا ضرب الشبشب بوجهه صاح الشبشب باي حق اضرب
واتمنى منكي المرة القادمة ان تضعي حلب في المانيا لكي استطيع رؤية والدتي
واشكر تعبك على هذه المقطوعة المعبرة


3 - كلمة إلى : لمى محمد
غـسـان صـابـور ( 2012 / 4 / 21 - 19:46 )
يا سيدتي الرائعة
هل تبقى في بلدنا الذي يحترق, وفي دمشقنا الحزينة , من يقرأ كلماتك ومن يفهمها... أخشى على دمشق اليوم أو غدا ألا يتبقى فيها ناس تقرأ وتفهم.. وألا نسمع موسيقى ناعمة حلوة, أو ضحكة واضحة عالية...وألا يتبقى من تراثها في الشوارع القديمة غير وجوه عابسة, ولحى ونقاب أسود.. والكل يمشي.. أو لا يمشي في عتمة مجهولة.. لا نعرف إن سيبزغ بعدها نهار....
ولك مني كل مودتي.. وأطيب تحية مهذبة.
غسان صابور ـ ليون فرنسا


4 - عزيزتي
جوري الخيام ( 2012 / 4 / 22 - 00:22 )
عزيزتي الرائعة ذات القلم المبدع تجعلين من سورية في كتابتك عروساً حرة...أسلوبك عذب كلما قرأت مقطعاً أردت المزيد ... وعلي السوري إقتطع لنفسه مكعباً في مخيلتي يرفض أن يتركه


5 - تحياتي
لمى محمد ( 2012 / 4 / 22 - 04:24 )
منذ فترة أفكر في أني يجب أن أتوقف عن الكتابة ليس فقط لأن قلة من قراء هذه اللغة يطالعون، بل لأن الحزن صار طابعا على قلوب السوريين

عندما أقرأ تعليقاتكم و رسائلكم أشعر بالأمل، بالثقة بوطني، و بالمحبة الكبيرة التي تستطيع الأرواح منحها لبعضها
سننقل الوطن إلى أرواحنا و فيها سنرى أمهاتنا،أحبتنا،و سنرسم في كل مكان:
حلب، دمشق، سوريا، و كل ملاذ في هذا العالم الكبير احتضن ذكريات الشغب، الحب، و العتب

مودتي


6 - أسلوبٌ جميل و وجهٌ أجمل
حميد خنجي ( 2012 / 4 / 22 - 11:53 )
شكرا على المقال أيتها الزميلة الآسرة
لا تيأسي من وضع بلدكِ، فشامٌ جديدة تخرج من الرماد والهلاك الحاليين


7 - لم يبقى لدينا سوى الحلم
قاسم السيد ( 2012 / 4 / 22 - 19:21 )
لم يبقى لدينا ياسيدتي سوى الحلم فهو العزاء الوحيد لكي نبرر به حياتنا على هذا الأرض وانا اخشى ان تتطور التكنولوجيا لتضع نفسها في خدمة اصحاب العقب الحديدية لكي يتم رصد احلامنا ومحاسبتنا على اساس نوعية الحلم الذي نحلمه كنت قدر رثيت شاعرا كرديا قتل بسبب حلمه لااجد بأسا من ذكر الأبيات التي قلتها في حق حلمه
كان حلمك عصيا ياسرد
اتعشق بنت السلطان
الا تعرف كم هي عالية اسوار قصرها
حتى شبابيك حجرتها تحجبها الحيطان
فأنت لم ترا لها شكلا
كلا ولاحتى العينان
ومع هذا حلمت بها
الم تعرف ان الحلم ممنوع هنا
الم تعرف ان الحلم حرام


8 - كان الله بالعون
مسار البازي ( 2012 / 8 / 11 - 14:00 )
كان الله بعونكم ياخواننا السوريين نحن نصلي لكم لقد عانيينا ما عنيينا من الاغبياء الجهله القتله لقد جزئونا وقتلوا روح الوطن بداخلنا واغتصبوا عروسنا بغداد واستباحوا ارواحنا واموالنا يبرورن القتل بروح بارده ,يكفرون من غير عقل ,انهم اغبياء ,نيام ,لايعرفون غير لغه العنف


9 - كان الله بالعون
مسار البازي ( 2012 / 8 / 11 - 14:01 )
كان الله بعونكم ياخواننا السوريين نحن نصلي لكم لقد عانيينا ما عنيينا من الاغبياء الجهله القتله لقد جزئونا وقتلوا روح الوطن بداخلنا واغتصبوا عروسنا بغداد واستباحوا ارواحنا واموالنا يبرورن القتل بروح بارده ,يكفرون من غير عقل ,انهم اغبياء ,نيام ,لايعرفون غير لغه العنف


10 - زمن الجهلاء
عادل ظريف ( 2012 / 8 / 11 - 14:19 )
كانت جميلة كانت مثل الخميلة كانت ام لاولاد اصيلة كانت من الحكمة والعلم ما جعلها نبراس للعلماء سليلة هى امى هى محبوبتى صارت للدياب فريسة خطفوها اعتدو عليها فى الظلام فى غفلة كانت لحظة ضعف منها فامتهنوها عازين يقسموها عايزين يخربوها عايزين يقزموها وهى العملاقة والام الكريمة كم اعطت للبشر من علم كم نال من يدها طالب العلم منهلة كم قال فيها هيرودوت اوصافا واشعارا هى ام الارض هى هبة النيل هى محبوبتى مصر ================اااااااااااااهه اصل الى مايعرفش يقول طز فى مصر لانة جاهل ثقافتة لا تتعدى الخيمة والمعزى = انا عايز حد يعزينى فى مصر


11 - الفوضى ... ربما ؟؟
سنان الأحمدي ( 2014 / 1 / 19 - 19:27 )
كلمات ربما كانت منمقة وبراقة ولكنها للاسف مفرغة من الواقعية المجتمعية ... فلنسمها ثورة على التيار الفكري الدارج ونحن حينها نقف امام اشكالية ايضا ... أنها وللأسف أيضا مفرغة من الهدف وتجنح بقوة نحو العشوائية ... لعلها سريالية نثرية !!
... لو كان المقصد هو اللادينية رغم عدم وضوح ملامحها في السطور بسبب الشتات المخيم على الفكرة ... فحينها لا يسعني الا الاستشهاد بابيات من شاعر العراق الراقي // النواب// ... إذ يقول -- والأنبياء الكاذبون يقرفصون ويركبون على الشعوب ... ولا قضية -- // لعل هذه الكلمات تصف بوضوح حالة السعار الفكري المتعلق بصكوك الآخرة واستغلالهم لها في تسييس القطيع المسمى بـــ شعوب العالم العربي ... تحياتي لمن يقرأ وشكرا

اخر الافلام

.. الفنان عبدالله رشاد: الحياة أصبحت سهلة بالنسبة للفنانين الشب


.. الفنان عبدالله رشاد يتحدث لصباح العربية عن دور السعودية وهيئ




.. أسباب نجاح أغنية -كان ودي نلتقي-.. الفنان الدكتور عبدالله رش


.. جزء من أغنية -أستاذ عشق وفلسفة-.. للفنان الدكتور عبدالله رشا




.. الفنان عبدالله رشاد يبدع في صباح العربية بغناء -كأني مغرم بل