الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دلير شاكر فنان يحتفظ بأصالة االفن العراقي بعد خراب المكان وتعاقب الأجيال

محيي المسعودي

2012 / 4 / 21
الادب والفن



في تجربة فريدة ومتميزة جمعت ما بين اصالة الفن التشكيلي العراقي وحداثته عند الرواد "من جيل الستينات وما قبلهم" وما بين تشكلات وملامح ورؤى واساليب تجارب الفنانين الشاب الذين نهلوا من تجارب اولائك الرواد ولكنهم عاشوا في عصر وحياة مختلفة تماما عن اسلافهم . من هنا جاء معرض الفنن العراقي الشباب دلير شاكر والذي اقامه في جاليري كريم وسط العاصمة الأردنية عمان مطلع شهر نيسان من هذا العام 2012 وانت تراقب الأعمال المعروضة تتداعى بك الذاكرة اى أعمال رواد الفن العراقي امثال شاكر حسن ال سعيد وفائق حسن ومن بعدهم محمد مهر الدين ورافع الناصري ورهطهم . لم يكن الفنان دلير شاكر مقلّدا لأسلافه ولا منتهجا لمنهجهم او منهج بعضهم ولكنه خليفتهم الذي أودعوا في تجربته الفنية جينات اللوحة الفنية العراقية, فكانت اللوحات بمثابة مواليد شرعية للوحات الفنانين الذين سبقوه وقد حملت هذه اللوحات جينات سابقاتها فجاءت تحمل ملامحها ولكنها مختلفة من حيث المضمون والموضوعات والأشكال والألوان, ومع كل هذا الاختلاف فأنها ظلّت تحمل سمات تؤكد أنها من سلالة الفن العراقي الاصيل ولم يدخل عليها التهجين بعد . واذا كان اسلاف دلير قد انشغلوا بموضوعات المكان والإنسان والطبيعة والعاطفة والعلاقات الإنسانية المحلية والعالمية بكل أنواعها فانه منشغل مثلهم بهذه الموضوعات ولكن انشغاله واماكنه وعواطفه وعلاقاته مختلفة عنهم .. ربما تميز عمل الأوائل باستقرار أشيائهم وتصوراتهم وفلسفتهم ورؤاهم ولكن اعمال دلير الفنية وحياته وتصوراته تميّزت بالقلق المستمر والرؤية الدائمة التغير والفلسفة الأكثر تأويلا لأشياء والأفعال .
لم يجد دلير شاكر بدا من استخدام التجريد في عمله لأن موضوعاته المطروحة لا تستوعبها الرمزية أو التعبيرية ومن قبلها الواقعية لم يعد التجسيد ممكنا في زمان ومكان مثقلين أو يحشدان بتغيرات وانقلابات حياتية ومكانية عنيفة وسريعة الدوران والتبدل . وسط احتمالات متعددة ومتناقضة حتى أن جميع لوحاته كانت مختنقة وليست هناك ثمة فضاء فيها . الفضاء هو دخان الموضوعات ورمادها وأوارها وزفيرها . جمعت لوحات دلير اناقة أعمال رافع الناصري ولكن بدون تلك الدقة الحرفية الصينية وبدون ذلك الترف الذي ترتديه لوحة الناصري . وجمعت لوحة دليرالقسوة التي تحتل لوحة ال سعيد واحتراقاتها وتهشماتها ومهملاتها ولكنها ابتعدت عن فلسفة الحرق والتثقيب كما عند آل سعيد وتميزت لوحات دلير بان لها قلب وهو ثقب او صورة او عتمة ، او ضوء او مركز تهشيم ، او دوامة حياة ، .. لم تكن الألوان بنقائها ورشاقتها وتداخلها مبهجة ابدا بل تبعث على الكآبة الحزن واليأس وقد استخدم الى جانب الألوان الكولاج من الصورة واوراق الجدران وقدّم اعمالا تركيبية من الخشب والفحم واسلاك الكهرباء والمسامير والصحون الخزفية مع مواد الرسم . كما اقترب دلير في اعماله الأخيرة من الفنان محمد مهر الدين من حيث تناوله الموضوعة الاجتماعية واشترك معه في القلق الذي يعتري غالبة المثقفين العراقين الذين يعيشون خارج العراق هذه الايام . اعتمد دلير في معرضه هذا على ذاكرة متعددة الفصول ، الفصل الأول كان وهو طفلا يلعب في الطين قريبا من فرن والده الخزاف . والفصل الثاني وهو شاب في مدينة تحترق وتحرق أهلها وتنقلب الحدائق الى مساحات متصحرة بائسة والبيوت الى خرائب. أما الفصل الأخير فكان وهو الشاب المغترب في أمريكا .. أمريكا بكل تقدمها العمراني والحضاري..
=======================================================
من اعمال الفنان دلير شاكر في معرضه الاخير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشاعر أحمد حسن راؤول:عمرو مصطفى هو سبب شهرتى.. منتظر أتعاو


.. الموزع الموسيقى أسامة الهندى: فخور بتعاونى مع الهضبة في 60 أ




.. الفنان محمد التاجى يتعرض لأزمة صحية ما القصة؟


.. موريتانيا.. جدل حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البلا




.. جدل في موريتانيا حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البل