الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالف الاغبياء

طلال الغوّار

2012 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


بعد مضي اكثر من عام على الازمه في سوريا,وما ترتب عليها من احداث مرعبه راح ضحيتها الألآف من ابناء سوريا, والتخريب الذي طال البنى التحيته للدولة السوريه..ليكشف لنا حجم المخطط التدميري الكبير الذي يستهدف هذا القطر العربي,والذي يقوده الغرب واميركا ومن تحالف معها من دول المنطقة وتحديدا دولتي قطر والسعوديه, لما تقدمانه للمجموعات المسلحه الارهابية من اشكال الدعم المختلفه,نرى ان هذه الازمه تكاد ان تخرج عن السياق العام للاحداث التي عصفت ببعض الدول العربيه وطرق التعامل معها, اذا ما تتبعنا مسارات هذه الازمه ومعطيتها وانعكاساتها على الوضع الدخلي السوري والاقليمي والدولي, لتؤكد حقائق دامغه قد تكون غائبه عن البعض,او يتجاهلها البعض الاخر, كي يضفوا على الاحداث الجاريه في سوريا, شكل من اشكال الصراعات الطائفيه والمذهبيه وغيرها , فقد اكدت غالبية الشعب العربي في سوريا حقيقه متجليه بشكل لا يقبل الشك انه يتمتع بروح وطنيه ووعي وطني عالييين استمدهما من عمقه الثقافي والتاريخ والاجتماعي وانه متماسك مع جيشه الوطني اكثر من اي وقت مضى بمحتلف اطيافه وتوجهاته السياسيه ,لمواجهة هذا المخطط الكبير الذي الذي يستهدف الكيان الوطني لسوريا, وليجتث بؤر الجماعات المسلحه الارهابيه وهو عازم على مواصلة برامج الاصلاح والتطويرالتي ستجعل من سوريا الدوله الديمقراطيه القائمه على اسس سليمه ووطنيه ليس كما يريدها الغرب وامريكا ضمن منظرهم الخاص,لتتصطدم كل الدعاوى المريضه المنطلقه من الرؤى الضيقه بجدار هذه الحااله الوطنيه العظيمه, وهذه حقيقه اخرى تستند الى المعادله المنطقيه التي مفادها ان مثل هذه الدعاوى الضيقه ذات المضمون( الطائفي والمذهبي والعرقي والنفعي),يمكن لها ان تطفوا على السطح وتحدث شروخا عموديه في المجتمع وصولا الى تفتيته وتجزأته , حينما تتضائل الروح الوطنيه وينحدر الوعي الوطني..والعكس صحيح.
ومن الحقائق التي لا يمكن لاي كان ان يتجاهلها,وهذا ما اكدته مسار الازمه واحداثها, ان سوريا بموقعها الجيوسياسي وبعمقها الحضاري, تشكل مركزا محوريا في المنطقه بل في العالم , وانها بوابة المنطقه والشرق,وما يحدث في سوريا له انعكاساته وتداعياته عليهما , و ما يسمى ب(مشروع الشرق الاوسط الكبير او الجديد ) ومخططات الهيمنه الامريكيه, لا يمكن ان تتحقق الا عبر اختراق هذه البوابه, من هنا ياتي اهمية بل وضرورة وقوف دول المنطقه الى جانب سوريا, وهذا ما عبر عنه الموقف الروسي والصيني وغيرهما, اذ ينطلق هذا الموقف في مواجهة هذه المخططات من رؤيه ستراتيجيه لطبيعة الصراع ولمستقبل المنطقه والعالم,و وان هيمنة القطب الواحد, اصبحت مهدده بهذا الموقف بل يكاد ان يندحر الى غير رجعه.
ومن الحقائق الاخرى التي ظهرت بشكل جلي , واستنادا الى المثل العربي (عمر الكذب قصير) فالجهد والاموال الطائله التي وفرها المتحالفون وخصوصا امراء النفط العربي (قطر والسعوديه ) لتسخير وسائل الاعلام المتطوره والمختلفه بقنواتها ووسائلها وشن الحملات المسعوره ضد سوريا من اجل التاثير واستخدام اساليب المخادعه والتضليل وتشويه الحقائق واثارة الغرائز والعواطف والنعرات الضيقه من خلال الاعتماد على بعض( رجال الدين ) المؤجرين لينعقوا بفتاويهم الجائره على شاشات الفضائيات دون وازع ديني او اخلاقي, وغيرها وفبركة الصور والمعلومات..كل ذلك دحضته الحقائق على الارض السوريه واصبح هذا الاعلام محل تندر وسخريه , ولم يعد يمرر على غالبية الشعب السوري وعلى الشعوب العربيه وغيرها الا على الجهلاء منهم والذين تم شراء ذممهم وحملة الافكار الظلاميه.
ان هذه الحقائق وغيرها من الوقائع والمواقف التي تؤكد قوة الدوله السوريه , جعل من اطراف التحالف المعادي في وضع محرج فنراهم يتخبطون في كثير من المواقف ,وينتقلون من موقف الى اخر وكأنهم (يركضون في قفص) فمن فشلهم في اصدار قرارالعقوبات من مجلس الامن او المطالبه بالتدخل الاجنبي الى الحوار السياسي ومن ارسال مراقبين من قبل الجامعه العربيه الى قرار سحبها بعدما وجدوا انها ستطرح تقريرها الموضوعي الذي يدحض كل ادعاءاتهم او مايردون منها ان تقدمه , ومن موافقتهم على مبادرة (عنان) الى محاولاتهم الواضحه في افشالها لانهم يدركون جيدا انها ستفضي الى ما لا يرغبون ويتقاطع مع مشروعهم التأمري,حيث نرى الدعاوى التي يتغنون بها من اجل الديمقراطيه والحريه وحقوق الانسان لم يعد لها صدى, وانها ليس الا اغطيه يمررون من خلالها مخططاتهم الخبيثه,كما نجد ان بعض اطراف هذا التحالف, ولعل ابرزهم دولتي قطر والسعوديه قد انتابهم الفزع وكأنهم في هستيريا, بعد المطالبه بالتسليح والدعم المالي لهذه الجماعات الارهابيه, وكأنهم ادركوا جيد ان سوريا بما قامت به من منجز عظيم في طريق الاصلاح والديمقراطيه وبناء الدوله المدنيه وضعهم في المأزق الصعب,حتى صارت مطالباتهم بالدعم لهذه الجماعات الارهابيه من اجل ان لا يستكمل الشعب العربي السوري مسيرته الاصلاحيه في البناء الديمقراطي , لقد وجدو انفسهم امام بلد وشعب حي وعبقري استنهض تاريخه المشرف وكل قيمه الوطنيه والعروبيه في مواجهتهم,وهذا ما اغاضهم اكثر وذهبو في تأمرهم الى منتهاه, وهنا يستحضرني اسم رواية اسمها( تحالف الاغبياء) للكاتب الامريكي جون كنيدي تول الذي استشهد في مقدمتها بمقولة وهي(تعرف العبقري الاصيل لحظة ظهوره في العالم بهذه العلامه:الاغبياء جميعا يتحالفون ضده)

كاتب وشاعر...العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24