الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غيمة سوداء مسمومة تسعى في البلاد فسادا

محمد طلعت

2012 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



بدأت منذ التسعينيات بسقوط بغداد في الفخ الذي كان منصوبا لصدام حسين.. وختمت بحالة الربيع المزعومة فى الألفية الثانية في القاهرة ودمشق، وشمال إفريقيا. وسيطرت حالة من الضبابية على هذه البلاد، بل أصبحت الضبابية هذه هي المسيطرة على العواصم الثلاث التي أضاءت العالم العربي واحتضنت الإسلام بكل فكر وتنوير....

كثر الضباب في عتمته حين بُعثت التيارات الإسلامية -الواقفة عند منهج مضى وفكر لا يقبل أي تطوير- ذات المرجعيات القديمة بمختلف مشاربها السقيمة من رماد سقوط النهضة التي أحدثتها العقول الشابة في هذه العواصم منذ بدايات القرن الفائت.

وتلبد الضباب بسواد هيئة الأعضاء الجدد فى غلاظة الملامح التي تنم على صخرية العقول حين أعلنت هذه التيارات التي تنسب نفسها للإسلام فى مقولة (إسلامية إسلامية) الدخول في الحياة العامة من الباب السياسي السلطوي، فظفرت بما أرادت، بإرادة يقولون عنها إرادة شعبية وهى ليست بإرادة أكثر منها تخدير مؤقت سوف يفيق منه الشعب.

أما التيارات الإسلامية التي أعلنت التواجد والإعلان عن نفسها بهذه العواصم خاصة القاهرة فتلعب في منطقة المراوغة والثغرات القانونية التي يستفيدون منها بغية أن تصل بهم إلى عرش مصر كما يحلمون. والسؤال الآن، هم يلعبون سياسية أم دين ؟ وهل في الدين باب يستغل الثغرات الخاطئة في خديعة الناس واستمرار الكذب؟!
بهذا الكذب والنفاق السياسي الذى يلعبون به فى ملعب الدين حتما سوف يجلب الخراب والتشتت والصراع والفتنة إن ذهب إليهم أمر البلاد. وتاريخهم ملوث بهذه الفتن والخرائب التى أصابت البلاد من جراء تلاعبهم غير المحترف هذا. فضلا على تلوثهم لعقول أبناء هذه البلاد بأمور عجيبة وغريبة ليس لها أي مجال للنقاش في الواقع المعاش.

التاريخ يقول: إن هذه العواصم(بغداد.. دمشق.. القاهرة) أمنت وضخت دماء جديدة في الوريد الإسلامي الوليد ونهضت بأهم جانب فيه وهو الجانب العقلاني فضلا عن الجانب الروحي.... واستفاد العرب من زخم الحراك العقلى والحضاري والخبرات الحياتية لأبناء هذه البلاد..

نعم استفاد العرب المغامرون الجامحون للسلطة منذ تولى معاوية ومن بعده بنى العباس.... فتسيد حكم الخلافة الإسلامية بشقها المادي الطامع الذي يبعد عن الروح المحمدية في رغبة التملك والملك. فغيبوا عقول أبناء هذه البلاد(العراق .. الشام.. مصر.. شمال افريقيا) فى غيبيات وخزعبلات إسلامية لم يعرفها الإسلام فى شيء... ولعل هذه الخرافات هى التى أنتجت ما الذى يحدث الآن فى هذه البلاد من غيبوبة عقلية فى عدم الاتفاق والرغبة المستميتة الكريهة للتيارات الإسلامية فى الاستحواذ على السلطة...

إنه الإيمان بالأشباح وضرورة التعايش مع الجن المؤمن. هذا ما توصلت إليه العقول العربية.. أما التعايش والإيمان بالآخر (الإنسان) فلا.. ثم لا. ولابد من إقصائه حتى لو كان شريكا في الوطن، لأنه لا يدين بما أدين به ليس فى الدين فقط بل تجاوز الأمر إلى الفكر والثقافة والاختلاف في الرأي.

والسؤال الآن الذى بات يؤرق كافة الشعوب العربية هو كيفية خروج الجن الإسلامي الهائج الذي لا تغريه نساء العالمين إلا النساء العربيات..؟!

وبنفس الصيغة نسأل عن كيفية العودة إلى زمن العقل والتحضر لهذه البلاد التى أثمرت وضخت الحياة العقلية وبثت بذور المدينة والحضارة والتجاوب مع الآخر فى النفوس فحققت ما لم يتحقق وتركت لنا تراثا حضاريا عظيما... نهوى الآن طمسه وإغراقه فى بحور الجهل والإظلام.

باختصار.. هذه البلاد فى أشد الحاجة إلى دقة زار يمكن عفريت التغيب العقلي والهبل الروحي يخرج للأبد.................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. باريس تسلم -بري- الورقة الفرنسية المتعلقة بوقف إطلاق النار ب


.. ترامب يواصل تصدر استطلاعات الرأي في مواجهة بايدن| #أميركا_ال




.. الخارجية الأميركية: 5 وحدات في الجيش الإسرائيلي ارتكبت انتها


.. تراكم جثامين الشهداء في ساحة مستشفى أبو يوسف النجار برفح جنو




.. بلينكن: في غياب خطة لعدم إلحاق الأذى بالمدنيين لا يمكننا دعم