الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا سيجد المالكي في إيران

زاهد الشرقى

2012 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


في ضوء ألاحتقان السياسي وتبادل الاتهامات بين الكتل العراقية كافة , وما تشهده العملية السياسية من أنهار واضح , يرافقه الخرق ألامني الكبير الذي حدث قبل أيام . بدأ رئيس مجلس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي بزيارة إلى طهران قد تكون لدى البعض زيارة عادية وبالأخص ممن لازالوا يعيشون على وهم ما يسمى انجازات الحكومة الحالية التي لا وجود لها سوى في مخيلتهم المتعبة .

الزيارة في وقتها الحالي تعطينا الدليل بأن القرار السياسي لازال يأتي من خارج الحدود من جميع ألإطراف , وهنا نعود لذلك السيناريو الذي تم أتباعه في تشكيل الحكومة الحالية الخالية من بعض الوزارات الحساسة .عندما كان لطهران وأمريكا دور كبير في تشكيلها وما تبعه من ذلك التشكيل الهش من انحدار كبير و الصراعات والعتب والتهديد والوعيد بين الفرقاء السياسيين .

لكن السؤال اليوم . هل يملك النظام ألإيراني القوى الفاعلة كما كان في السابق للتأثير على القرار السياسي في العراق وهو حلم الكثير من ساسة البلاد ؟
الجواب قد يكون من خلال تتبع الوضع السياسي والأمني والاقتصادي في داخل إيران . ودراسته جيداً ومن خلاله نستطيع الوصول لما نريد . فالنظام السياسي في إيران اليوم يعيش أزمة كبيرة بين جناح المحافظين أنفسهم و يبدو أن الصراعات السياسية داخل النظام الحاكم في أيران وصلت ألى مرحلة من التطور قد يصاحبه أنفجار سياسي كبير . وذلك بعد توجيه ألاسئلة الاخيرة للرئيس ألايراني أحمدي نجاد في مجلس الشورى ألاسلامي( برلمان النظام ألايراني) .لأنه تزامناً مع تلك الجلسة حصل أشتباك بالايادي بين نواب البرلمان نفسهُ وبالاخص الموالين والمعارضين للرئيس الايراني . ولم ينتهي ألامر الى هذا الحد بل وصل ألامر بأحد النواب وهو مصطفى رضا حسيني بأن أتهم الرئيس بأنه يسير بالعملية السياسية والقرارت الى الهاوية . مخاطباً الرئيس ألايراني ((إن رئيس الجمهورية ومنذ سنوات يمازح المجلس والدولة... يمكن لنا الانطباع بأن توجيه السؤال إلى رئيس الجمهورية يأتي بمثابة الإنذار الأخير له وهناك احتمال تقديم الاستجواب أو تقديم مشروع لإعلان عدم كفاءة رئيس الجمهورية)) . كذلك تصريح أحمد توكلي رئيس لجنة الدراسات والتحقيقات في برلمان النظام الإيراني أنه إذا لم يطبق أحمدي نجاد القانون فيجب عدم التلكؤ في استبداله برئيس آخر، قائلاً ((علينا أن نجدد اختبارنا للسيد أحمدي نجاد لنرى هل يمكن لنا التفاهم معه لإدارة الدولة لسنة أخرى؟ وفي غير هذه الحالة هناك أمام المجلس مسؤوليات ومهام. إن استبدال رئيس للجمهورية برئيس آخر في السنة الأخيرة من ولايته ليست كلفته رخيصة وندعو الله أن يوفقنا في سلوك المسيرة بحيث لا يؤدي إلى بقاء خدمة سيادته غير مكتملة)) .

هذا أضافة ألى ازمات أخرى يتعرض لها النظام الايراني بين فترة واخرى . وصدمات كبيرة لعل أبرزها خروج الكفاءات والخبرات ولجوئها ألى دول أخرى بعد ما وجدته من عدم الاهتمام والاضطهاد من قبل النظام ألايراني نفسه .وأخرها هروب ما يقارب من ال 2000 خبير أختصاصي من موظفي وزارة النفط ألايرانية ألى دول أوربية .بحثاً عن ألامان وتوفير حياة رغيدة بعد الظلم الذي كانوا يتعرضون له من قبل نظام طهران. كذلك ما قام بهِ عمال شركة القصب السكري للزراعة والصناعة في مدينة «شوشتر» جنوب غربي إيران بالإضراب عن العمل احتجاجًا على خطة جدولة المشاغل. يذكر أن عمال شركة القصب السكري للزراعة والصناعة في مدينة شوشتر قاموا خلال السنوات الأخيرة بإضرابات عديدة واسعة طلبًا لصرف أجورهم المتأخرة.

وصاحب كل تلك اللتطورات الخبر الذي أعلنته الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن صادرات النظام الإيراني النفطية ستهبط بنسبة مليون برميل يوميًا اعتبارًا من منتصف عام 2012 أي من حوالي تموز (يوليو) المقبل.

بعد كل هذا المشاكل وغيرها والتي من شأنها أيجاد حالة من عدم الاستقرار السياسي في إيران وما صاحبت العقوبات ألاقتصادية تذمر لدى مساحة واسعة من أفراد الشعب ألإيراني . هل سيد السيد نوري المالكي والوفد الكبير المرافق له ما يسرهُ هناك من دعم له بالذات وللعملية السياسية في العراق .والتي شارفت المتغيرات أن تحيط بها وتعلن بداية التغير السياسي والخلاص من سلبيات السنوات الماضية والتفرد بالحكم والاتجاه إلى سياسية الحزب والقائد الواحد .وما هي الملفات التي سوف يدرسها مع الجانب ألإيراني . الحدود الجميع يعلم بأن إيران توصل وتجول على الحدود العراقية بلا حساب ولا عتاب . والنفط في الحقول المشتركة يعود بالفائدة على النظام ألإيراني بموافقة النظام القائم في العراق . ترى أي ملفات ممكن أن يتحاور بها في زيارته هذا والعالم كله يعلم أن النظام الإيراني من خلال سفارته والكثير من مكونات النظام العراقي يمررون ويرسلون كل ما هو جديد إلى إيران أولاً بأول !!. كذلك الإشكال الذي ألان في بدايته ما بين إيران ودولة الإمارات العربية المتحدة حول الجزر الثلاث المحتلة . وغيرها من تنازلات يحاول النظام الإيراني تقديمها من أجل فك الخناق من العقوبات الاقتصادية بعد أن وجد وتأكد بأن الشعارات العنترية والتهديد والوعيد لم ولن تجدي نفعاً أمام مطلب العالم كله بضرورة الإسراع بالإصلاح الحقيقي والتخلص من عبودية الرجل والفرد من خلال ما يسمى نظام ولاية الفقيه الذي نفسه الشعب الإيراني يرفضه بشده .والتحركات في الاحواز وما يصاحبها من صدامات وغيرها .
بعد كل هذا من المعيب والمخجل أن يجد السيد نوري المالكي دعماً له . فحتى إيران لا تملك سوى علاقة سوى مع الجانب الروسي والصيني والسوري المنهار . فأي دعم ممكن أن ينتظره منهم .

لكن قد يكون للزيارة تقديم دعم وإسناد من حزب الدعوة المتمثل برئاسة الوزراء وشخص السيد نوري المالكي .للنظام ألإيراني في مواجه العالم . لكن هذا الدعم نفسه سوف يكون فاشلاً لكون النظام العراقي سياسياً مبني على علاقات متقطعة مع الكثير من الدول بل أصبح نظام منعزل مع الأسف الشديد بسبب سياسة النفس المريض والتفكير الخالي من الحكمة المتبع . والذي حاول الجميع بعد قمة بغداد الأخيرة تلميع صورته لكنه فشل مع أول هبه ريح بسيطة .

ختاماً المنطق السياسي الحقيقي يقول تقوية وإصلاح الداخل ومن ثم الخروج لمواجه كل شيء يخص السياسة الخارجية .هذا في دولة وأسس صحيحة للعمل . اما في العراق فما يزال ساسته يفكرون بالطائفة قبل الوطن جميعهم . فتراهم يتسابقون للولاء لدول بعينها على حساب الوطن والشعب الجريحان . متناسين بأن العامل كله قرر التغير ولم ولن ينفع وتر مزيف يعزفون عليه معزوفة الطائفية . بل حتى التفجيرات والاغتيالات والترهيب فشلت . وحتى لو قامت إيران مرة أخرى بتوفير كل المشاكل ودعم عناوين منها القاعدة لإثارة الوضع في العراق . فالفشل كبير . ومن يعيش على حلم البقاء فهو واهم .

زيارة للدعم أم للإسناد .. لم تنفع .. نصيحتي بالتفكير والخلاص وطلب الصفح من الشعب والوطن قبل فوات الأوان .ولا يغر البعض من ساسة البلاد الخرافات والحكايات التي تجري اليوم . فما يوجد في إيران اليوم لا يمكن للجميع حله لأن النهاية اقتربت لنظم سياسية كثيرة وسياسيات طاغية حاربت شعوبها كثيراً .

سلامات يا وطن .. اخ منك يالساني













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ربما
عدنان عباس ( 2012 / 4 / 22 - 18:42 )
قد يبحث السيد المالكي عن التاييد لترشيحه لولايه ثالثه
فعلاقات ايران بقوى فاعله في العراق يجعل منهامؤثره في الشان العراقي


2 - تحياتي سيد عدنان عباس
زاهد الشرقي ( 2012 / 4 / 22 - 21:08 )
تقديري .. وشكراً لمرورك الكريم سيدي عدنان . قد يكون البحث عن دعم لولاية ثالثة من طرف وضعه الان ليس كما كان سابقاً داخلياً وهنا نقصد أيران وفق المعطيات وما يدور هناك .أما وجود تأثير على بعض القوى من الجانب ألايراني فهو الاخر بدأ يتأثر بالكثير من المتغيرات والتي سوف تكشفها الايام القادمة اليوم التحالف الوطني يعيش أزمة كبيرة كباقي الكتل السياسية وصراع من اجل الاستحواذ على شيء او كسب او مصلحة بين الجميع .اما موضوع الولاية الثالثة فهو الاخر حلم كبير وهذا ما لايقبلة من لازال له سلطة على القرار العراقي سياسياً وهنا نقصد امريكا ودخل على الخط الاتحاد الاوربي منذ مدة . لننتظر باقي الايام وسنشاهد ماذا سيحدث من متغيرات قد تفاجيء الجميع حتى من هم في سدة الحكم .ناهيك على دخول قوى كثيرة مؤثرة في الشأن العراقي تركيا وغيرها .. وهذا ما قد يولد صراع كبير قد يؤدي الى أنهار الكثير من المسميات او التكتلات السياسية .

لكن المهم نتمنى جميعاً الاستقرار والتغير نحو الافضل للعراق وشعبه لانهم تحملوا الكثير وحان وقت رد الجميل لهذا الشعب الصابر ..

تحياتي لشخصك الكريم
زاهد الشرق

اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد يطالب عضو مجلس الحرب ب


.. عالم الزلزال الهولندي يثير الجدل بتصريحات جديدة عن بناء #أهر




.. واشنطن والرياض وتل أبيب.. أي فرص للصفقة الثلاثية؟


.. أكسيوس: إدارة بايدن تحمل السنوار مسؤولية توقف مفاوضات التهدئ




.. غانتس يضع خطة من 6 نقاط في غزة.. مهلة 20 يوما أو الاستقالة