الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأديب الطيب طهوري : المرأة تمثل قوة انتخابية كبيرة لكن عقليتها الحزبية لا تختلف عن عقلية الرجل/ حاورته كنزة مباركي

الطيب طهوري

2012 / 4 / 22
مقابلات و حوارات


في هذا الحوار المندرج في إطار ندوة فتحت " الصقر " فيها أبواب النقاش على مصراعيه ، حول موضوع تواجد المرأة في الأحزاب السياسية و المجالس المنتخبة ، و التقطت فيه آراء ومواقف العديد من المثقفين و الكتاب الجزائريين ، يجزم الأديب الأستاذ الطيب طهوري أن عقلية المرأة الحزبية لا تختلف عن عقلية الرجل بالرغم من أنها تمثل قوة انتخابية كبيرة ، مشيرا إلى أنه من حق الجميع المطالبة بوجوب حصول المرأة على حقوقها كاملة ، و لكن مع وجوب المطالبة أيضا بحقوق الرجل كاملة ، مؤكدا أنه " من الضروري أن نناضل جميعا من أجل مواطنتنا جميعا " .


ما موقع المرأة الجزائرية في الأحزاب السياسية اليوم ؟ كيف يتجسد دورها في تطوير برامج الأحزاب ؟

كل الأحزاب – مهما كانت مواقعها و مواقفها و توجهاتها وبرامجها ؛ تعمل على استقطاب المرأة وإغرائها بالانخراط فيها ، وهو - بالتأكيد - أمر طبيعي كون هذه المرأة تمثل نصف المجتمع ، وبمعنى حزبي تمثل قوة انتخابية كبيرة .. لكن السؤال يطرح: هل انخراطها ذاك يضيف جديدا لتلك الأحزاب فكرا وإثراء برامج وصدق ممارسات ، وخلق وعي مسؤول فعلا ؟ أم أنه سيكون إضافة كمية ليس إلا، تجعل من تلك المرأة تكتسب عقلية الرجال الحزبية الريعية في أغلب الأحيان ؟.. للأسف الشديد - ومن منطلق متابعتي لبرامج الأحزاب ونشاطاتها وطريقة اختيار مرشحيها للانتخابات - أجدني أميل كثيرا إلى الرأي الثاني .. ولا أعتقد بالمرة أن المرأة تختلف في شيء عن الرجل فيما نراه من ممارسات حزبية تغلب عليها عقلية الريع .. ضف إلى ذلك أن الأغلبية الحزبية هي أغلبية سلطوية ، أعني تميل إلى التحالف مع السلطة والاتفاق معها على توجهها العام الذي لا يخرج عن إطار البقاء في كرسي الحكم وممارسة نفس السلوكات الريعية التقليدية ..

هل تعتقد أن النساء الجزائريات المشاركات في الساحة السياسية و المتواجدات في أحزاب مختلفة يتمتعن بالمصدقية و يؤثرن في محيطهن ؟


قد تكون لدى البعض منهن ، كما لدى بعض الرجال النية في خدمة مجتمعهن فعلا من خلال تواجدهن في الأحزاب التي ينخرطن فيها ؛لكن النية بالتأكيد لا تكفي وحدها إذا كان السائد في الحزب هو عقلية الريع .. ولا شك أن المتأمل في ممارسات أحزابنا التي تحضر نفسها للمشاركة في الانتخابات القادمة يدرك جيدا أنها في عمومها أحزاب ريعية تسير بشكل صريح أو مغلف في ركاب السلطة ، أو على الأقل بعقليتها شبه الشمولية ، حيث يغلب عليها احتكار الوطنية والتكلم باسمها أو احتكار الدين والتكلم باسمه .. و في الاحتكار إقصاء .. و في الإقصاء شمولية ..
أضيف : إنها ، في عمومها - قديمة وجديدة - مسيرة من قيادات خرجت من صلب السلطة ، ولا يظهر وجودها في الميدان و في أغلب الأحيان إلا في المناسبات الانتخابية ، أي أنها أحزاب لا علاقة لها بتاتا بالنضال من أجل خدمة مصالح الشعب الذي تدعوه إلى الانتخاب على مرشحيها و المشاركة بقوة في العملية اللعبة الانتخابية القادمة ..

كيف تقرأ الدعوات التي تطلقها بعض النساء و كذا الرجال لتمكين المرأة في الجزائر من الحصول على حقوقها كاملة ؟ و هل ترى أن المرأة في بلادنا مضطهدة ؟


من حق النساء والرجال - وهذا مبدأ ديمقراطي لا شك فيه - أن يعبروا عما يؤمنون به من أفكار ومواقف وتصورات .. ومن هذا المنطلق أقول : إنه من حق الجميع المطالبة بوجوب حصول المرأة على حقوقها كاملة.. وأنا معهم في هذا الإطار.. لكنني أضيف: يجب أيضا وعلينا جميعا أن نطالب بحقوق الرجل كاملة كذلك .. وبمعنى آخر علينا أن نناضل جميعا من أجل مواطنتنا جميعا ، بما تعنيه تلك المواطنة من حق في تشكيل مجتمعنا المدني الواعي المسؤول، واختيار مسؤولينا ومسيري أمور حياتنا المشتركة بكل حرية ونزاهة ، و امتلاكنا آليات مراقبتهم ومحاسبتهم وإقالتهم وتعيين من هم أكفأ منهم بدلا عنهم ، وبما تعنيه تلك المواطنة أيضا من حريتنا في التفكير والتعبير والنقد والتنظيم ؛ و بمعنى آخر حقنا في بناء مجتمع ديمقراطي حقيقي لا واجهاتي كما هو حالنا اليوم للأسف الشديد، حيث تتظاهر سلطتنا بالديمقراطية وتوجد بنفسها ومن منطلق حساباتها الأحزاب والشخصيات المعارضة التي تلتزم بالخطوط الحمراء التي تضعها لها لتوهم الرأي العام العالمي والغربي خصوصا أنها سلطة ديمقراطية .. وربما توهم نفسها قبل ذلك..
ولأن الأمر كذلك .. ولأننا مجتمع ذكوري في الأساس ، فإن المرأة ما تزال مضطهدة في عمومها ، مع بعض الاستثناءات التي تخص في الأساس نساء الطبقات البرجوازية ذات التوجهات الحداثية نسبيا في مجال علاقة الرجل بالمرأة .. وتكفينا الإشارة في هذا الإطار إلى اتساع رقعة التحرش الجنسي في مختلف مؤسساتنا بما فيها جامعاتنا ، واستغلال أصحاب المؤسسات الخاصة للعاملات فيها والضغط عليهن للقيام بأعمال هي أكبر بكثير مما ينلنه من حقوق مقابلها .. ضف إلى ذلك ما تعانيه المرأة زوجة وأختا في الكثير من أسرنا من ذكورها.. دون أن ننسى تلك النظرة التفضيلية للذكر على الأنثى التي ما تزال تسري في عقول الكثير منا رجالا ونساء.. ودون أن ننسى أيضا الاضطهاد الطبقي الذي يتعرض له الرجل العامل والذي ينعكس على علاقته بالمرأة ، حيث هي الكائن الضعيف الذي ينفس من خلال اضطهاده له عن ذاته بعض آلامه .. ولعل هذا الاضطهاد الطبقي الذي يتعرض له الذكر سواء في عمله أو من خلال التمزق النفسي الذي يقاسيه نتيجة ما يعيشه ويشاهده من تفاوت طبقي غير منطقي بالمرة ، وما يراه من احتقار لقيمة العمل ورفع لشأن قيم الاحتيال والرشوة ونهب المال العام واستعمال الواسطات لقضاء الحاجات ،إلى جانب اليأس الذي يملأ نفسه نتيجة محاصرته بالهم المعيشي اليومي والخوف الشديد على مستقبله ومستقبل أبنائه ،كلها أمور وأوضاع وحالات تدفع به أكثر إلى التعويض عنها باضطهاده المرأة أكثر، سواء بشكل مباشر أو من خلال لا مبالاته بها وإهماله لها حتى جنسيا ..

والحل ؟..كيف يمكن لمجتمعنا تغيير وضعيته التي وضحتَ بوضعية أخرى يكون فيها مجتمع مواطنين ومواطنات؟


للأسف الشديد ..المجتمعات التي لا تقرأ، وإذا قرأت لا تقرأ إلا المتشابه لا المتعدد المختلف ، لا يمكن بالمرة انتظار أن تكون مجتمعات مواطنين ومواطنات..أي مجتمعات ديمقراطية حقيقية .. ذلك أن العقل اللاديمقراطي لا يمكن أبدا تصور أنه سيفكر ويعمل على بناء مجتمع الحرية والاختلاف والتسامح والمسؤولية ..ومجتمعاتنا – للأسف الشديد مرة أخرى – مجتمعات شمولية العقل ديكتاتورية السلوك ، يملأ نفسيات أفرادها اليأس وتُطْبق على عقولهم اللامبالاة والاتكالية المفرطة .. وهو ما يجعل الفرد فيها أمام خيارين لا ثالث لهما : - إما الانخراط في أحزاب السلطة طمعا في متع الدنيا كونها (تلك الأحزاب) متحكمة في توزيعها ومسيطرة على مصادرها..- أو الانخراط في الأحزاب الدينية طمعا في متاع الآخرة كونها ( تلك الأحزاب ) تمتلك القدرة على إيهامه – وهو الفاقد أدوات التحليل والفهم والتمييز – بأنها الممثلة لله في الأرض والناطقة باسمه ..
غني عن البيان أن هذا الفرد ( شمولي العقل ديكتاتوري السلوك، نتيجة تاريخ طويل من حكم أنظمة عربية إسلامية لم تمارس على رعاياها إلا الاستبداد فكرا وسلوكا واعتقادا وتعبيرا وانتظاما ) يميل أكثر – نتيجة فراغ عقله – إلى حيث يكثر الصخب والإغراء ، وهو ما تتقنه الأحزاب المحتكرة للوطنية والدين أكثر..ولعل هذا هو السر في توجه جموع الناس في البلدان التي حدثت فيها الانتفاضات نحو اختيار الإسلاميين دون غيرهم حين أتيحت لهم فرصة الاختيار ..وربما هذا ما سيكون عليه الحال في الجزائر لو اقتنع الناس بالانتخابات المقبلة ، وتم إجراؤها بشكل نزيه فعلا.. خاصة و أن السلطة عندنا و الغرب الذي تتقاطع مصالحه معها لا يريان مانعا من ذلك ، إدراكا من الاثنين أن الحكم باسم الإسلام لا يضر بمصالحهما من جهة ، ولا يسمح للشعب بإمكانية ارتقاء وعيه بما يجعله وعيا مسؤولا ، من جهة أخرى ، لا لشيء سوى كونها أحزابا شمولية وديكتاتورية بطبيعتها..

ماذا يجب في رأيك حتى تشارك أنت مثلا في الانتخابات ؟


1- أن يكون المنتخبون كأعضاء في البرلمان منتدبين يأخذون نفس الأجور التي كانت لهم في مناصب أعمالهم أو حسب شهاداتهم، مع إضافة منحة خاصة بتنقلهم من مناطقهم إلى مقر المجلس تتناسب ومسافات التنقل...
2- أن يفرض على كل نائب فتح مداومة في ولايته لاستقبال المواطنين المتضررين والعمل على السماع لشكاويهم وحلها مع الجهات المختصة بها..وأن يعاقب بالحرمان من عضوية البرلمان في حال إخلاله بذلك..
3- أن يصدر قرار يجعل كل البرلمانيين منذ إقرار التعددية يعودون إلى مناصب أعمالهم قبل أن يصيروا برلمانيين ليكون حساب تقاعدهم على أساس تلك المناصب لا على أساس كونهم برلمانيين وأن يحرموا من منحة التقاعد التي أقرها البرلمانيون الحاليون لأنفسهم والمقدرة ب 270 مليون حسب بعض الصحف..لا لسبب سوى كون برلماناتهم مزورة .. و القانون - كما يعرف الجميع – يعاقب المزورين..لكنني شخصيا أتغاضى عن المطالبة بالعقوبة وما أخذوه من أجور مرتفعة لا يستأهلونها...
4- أن يتعهد المترشحون بإعادة فتح ملفات الفساد في حال انتخابهم ، خاصة ملفات الخليفة وسوناطراك والطريق السيار وصب الملايير من أموال الخدمات الاجتماعية لقطاع التربية في بنك الخليفة وما جرى من صراع حول من يتحمل مسؤولية ذلك بين سيده السعيد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين وأبي جرة سلطاني عندما كان وزيرا للعمل ، وغيرها من الملفات الثقيلة ومتابعتها لحظة بلحظة وإعلام المواطنين بكل حيثياتها ومستجداتها عبر وسائل الإعلام المختلفة والسمعية البصرية منها خاصة..
5- أن يتعهدوا أيضا بفتح ملف قطاع التربية و التعليم العالي وإنشاء ورشات كبرى يشارك فيها المختصون في علمي الاجتماع و النفس و التربويات عموما و مختلف النقابات الفاعلة في القطاعين إلى جانب جمعيات أو لياء التلاميذ والمسؤولين عن القطاعين من اجل مناقشة الوضعية المزرية التي صارا عليها والمتمثلة أساسا في الضعف العام لمستوى التعليم فيهما، إدراكا منا جميعا ما لهذين القطاعين من دور أساس في تقدم المجتمع أو تأخره .
6- التعهد أيضا بالنضال من اجل إصدار قانون يسمح بإنشاء القنوات المستقلة وفتح قطاع السمعي البصري العام لشتى الاتجاهات والأفكار وحق المعارضة بالتعبير عن تواجدها من خلاله باعتباره و سيلة عمومية يحق لكل الجزائريين بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم ومواقفهم التعبير عن أنفسهم من خلالها..
7- التعهد كذلك بالعمل على إصدار قوانين تفرض فصل السلطات عن بعضها ، والسلطة القضائية منها أساسا .
8- التعهد أيضا بإدماج صندوق التقاعد الخاص بما يسمى الإطارات السامية بصندوق التقاعد الوطني ..وجعل نسبة أجور تقاعدهم شبيهة بنسبة باقي العمال والموظفين في مختلق القطاعات أي ثمانين في المائة، إذ لا يوجد أي مبرر يعطي تلك الإطارات ذلك الامتياز..إننا جميعا جزائريون عاملون في إطار الدولة الجزائرية .
9- التعهد كذلك بإعادة النظر في سلم الأجور بما يجعله متوازنا وشبيها بسلم الأجور في الدول الراقية .
10- التعهد بإصدار قانون يجعل سن تقاعد الإطارات السامية لا يتجاوز أبدا سن بقية العمال والموظفين في بلادنا الجزائر..
11- أن تتعهد الأحزاب بالنضال من أجل إزالة ما يسمى بمجلس الأمة الذي لم يعد لوجوده أي معنى - في اعتقادي على الأقل -
12- أن لا تكون هناك حصانة للبرلمانيين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا اعترف عمار لريم بحبه لها ????


.. مصر: طبيبات يكسرن تابو العلاج الجنسي! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. كندا: حرائق تحت الثلج! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مارين لوبان: بإمكاننا الفوز بهذه الانتخابات وإخراج فرنسا من




.. أكثر من 3 تريليونات دولار.. لماذا هذه الاستثمارات الضخمة في