الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رغم الاستبداد والإبادة... ربيع الثورة السورية ما زال مستمراً

بشير ناظر حميد

2012 / 4 / 22
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


كنت اعتقد إن النظم العربية لا يمكن تغييرها بجميع فصول السنة، ولكن ولله الحمد فقد هب الربيع وغير أنظمة لم يحلم شعوبها يوماً أن تزال، وكانت المواقف واضحة لمعظم النظم العربية من دعمها أو رفضها لهذا الثورات، والشيء الجميل في هذا الموضوع إنه كان هناك شبه إجماع على دعم ثورات الربيع العربي وبث دماء جديد بالنظم السياسية العربية، وتغير حال بعض الدول بربيعاً واحد، فالجميع أو بتعبير أدق، الغالبية العظمى كان داعم لثورة الشعب التونسي، ومن بعده المصري، والليبي، وكذلك اليمني والذي يعد رئيسه السابق هو الأوفر حظاً من رفاقه في الدول الأخرى فهم بين مريضاً مسجون، وقتيلاً مدفون، وهارباً محزون. الشيء الغريب هنا هو رغم تعدد التجارب والثورات التي سبقت ثورة الشعب السوري ألا إن نظامه إلى حد هذا اللحظة هو مستبد وباطش ومستمر برغم كل مجازر الإبادة الجماعية التي شهدتها الكثير من القرى والتي أكثرها بشاعة ما تم مؤخراً في قرية جرجناز بــ أدلب والتي تم فيها إحراق ما يقارب من الــ100 بيت، وفي غيرها حتى البيوت الغير مسكونة تفرغ من محتوياتها بدعم من أجهزة النظام وأصبح لها سوق خاص وعلى طراز الأسواق التي انتشرت في العراق بعد الاحتلال الأمريكي(أسواق الحواسم)، ولم تسلم المواشي والأغنام وجميع الحيوانات التي يتم تربيتها في القرى الثائرة، أو الرافضة للنظام السوري فقد تم قتلها أو سرقتها أو بيعها، أي نظام هذا يقتل ويهجر ويسرق بأبنائه وبدعم معلن وصريح من بعض الدول المجاورة وللأسف، مع العلم إن سوريا كانت بالأمس القريب هي ملاذ امن لقتلة أبناء شعبي ولأعضاء حزبه البائد، وهي الممر التي يتم من خلاله تصدير العبوات والقاذفات وجميع أنواع الأسلحة التي راح بسببها الكثير من العراقيين الأبرياء، وكل هذا بعلم النظام والشعب السوري منه براء، ونحن لا حول ولا قوة لنا ألا أن نقول هذا هو حال السياسة ومتغيراتها المستمرة، والمصلحة تتطلب وقوف هذا النظام أو ذاك مع النظام السوري سوا بتوجيه واملائات شرقيه أو قد تكون غربية احياناً، وكلها مساومات وتنازلات من بعض الأطراف والخاسر الوحيد فيها أبناء الشعب السوري أنفسهم، لأنها تتم على حساب أموالهم ودمائهم وأرواحهم، كمل هو حالهم اليوم.
لا اعرف ما هي الأسس التي يستند إليها هذا النظام، وأي عصر هو يعيش، وبأسم من يحكم كل هذا السنوات، ولماذا كل هذا الدعم من هذا النظام أو ذاك؟، ونحن نرى ونسمع عبر وسائل الإعلام المختلفة العشرات من القتلى على أيدي قوات النظام، وكذلك تعرض الكثير من القرى للإبادة الجماعية، هل هذه ديمقراطية عربية خاصة بالنظام السوري وأنا الذي كنت اعتقد بأن الماركة العربية الوحيدة قد انتهت على أيدي الثورات العربية(ماركة التمليك والتوريث والحكم مدى الحياة)، أم هي استبداد على طريقة الكواكبي عندما وصف الاستبداد في كتابة"طبائع الاستبداد" بقولة "لو كان الاستبداد رجلاً وأراد أن يحتسب وينتسب لقال إنا الشر وأبي الظلم وأمي الإساءة وأخي الغدر وأختي المسكنة وعمي الضر وخالي الذل وابني الفقر وبنتي البطالة ووطني الخراب وعشيرتي الجهالة".
النتيجة الطبيعية لكل ما يقوم به النظام اتجاه الشعب هي قيام هذه الحركات، حركات المقاومة المدنية المنتشرة في اغلب المدن والقرى السورية، والتي احد إشكالها المواجهات السلمية احياناً، ومسلحة في أحيان أخرى، لنيل الحقوق المشروعة والتي غابت منذ عقود، والتعبير عن تدني مستوى الحياة، فهي يمكن أن توصف هذه الحركات كالحرب لها من الفنون والاستراتيجيات التي يمكن تطويرها حتى تصبح ثورة شعبية يتم من خلالها تحرير الشعب من القمع والقهر والاستبداد الذي يطبق على أبناء المجتمع السوري، ومع كل هذا القمع والقهر والاستبداد والإبادة الجماعية ودعم بعض الدول سوا كانت مجاورة أو غير ذلك، ما زال الربيع مستمراً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال


.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل




.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو


.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي




.. ا?ستاذ بجامعة سان فرانسيسكو: معظم المتظاهرين في الجامعات الا