الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتغيرات فى تركيبة الطبقة العاملة ودورها، والعلاقة مع الأحزاب اليسارية

حنان بديع ساويرس
(Hanan Saweres)

2012 / 4 / 26
ملف - المتغيرات فى تركيبة الطبقة العاملة ودورها، والعلاقة مع الأحزاب اليسارية - - بمناسبة 1 ايار- ماي عيد العمال العالمي 2012


س- كيف أثر التطور التكنولوجي، ثورة الاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات على تركيبة الطبقة العاملة كما ونوعا؟

- بالطبع أن التطور التكنولوجى ولاسيما ثورة الإتصالات ، وتكنولوجيا المعلومات فهى كما أثرت تأثير واضح فى كل مناحى الحياة ، فهى أيضاً لها أثر واضح على تركيبة الطبقة العاملة كماً ونوعاً فمن ناحية الكم قد تأثر عدد الطبقة العاملة بالسلب بمعنى أن عدد العمال قد قل وإنحصر عن ذى قبل أى قبل التطور التكنولوجى ، وأقول أن التأثير بالسلب لأنه برغم أن التكنولوجيا هذه تسببت فى توفير الأيدى العاملة وتقليصها مما يعود على إقتصاد البلاد بالإيجاب من الناحية الإقتصادية وتوفير الوقت أيضاً بسبب الآلات الحديثة التى تنتج فى الساعة ما لا ينتجه مئات العمال فى الأسبوع إلا أنه كان لهذا أكبر الضرر على الطبقة العاملة ذاتها ، فمثلاً فى مصر تم تصفية شركات كثيرة ولاسيما شركات القطاع العام حتى لو كان فى هذه الحالة بسبب "خصخصة القطاع العام" التى أنتشرت فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك كما أنه تم إحالة الكثيرين من العمال إلى المعاش المُبكر مما تسبب فى خسائر فادحة لتلك الأسر التى يعولها هؤلاء العمال بخلاف العمال الذين تم تصفيتهم لأنهم لم يتأقلمون مع هذه التكنولوجيا فتم إستبدالهم بشباب صغير السن " حديثى التخرج" حتى يتم تعليمه ويتأقلم سريعاً مع التكنولوجيا فللأسف لم تُراعَ هذه الطبقة التى تفتح بيوت لا تقل فى نسبتها عن 70 % من الأشغال والأعمال فى أى بلد من هذه البلاد ، فكان يجب أن توضع خطة تُراعَ فيها صالح هذه الطبقة التى نحتفل بعيدها العالمى هذه الأيام بدون أن نعرف مشاكلهم أو نهتم بما أصابهم من
أضرار * وأيضاً أثرت التكنولوجيا فى نوعية العِمالة فبدلاً ما كنا نجد عُمال أميين نجد أن الكثير من المصانع والشركات تشترط بأن يحمل العامل شهادة ما سواء فنية وفى بعض الأحيان جامعية وهذا له جانب إيجابى أيضاً وجانب سلبى ، فالجانب الإيجابى هو مايضيفه العلم من وعى وتحسن للإنتاج فى شتى مجالات الحياة حتى لو كانت أعمال مهنية ، أما الناحية السلبية ربما تقع على العامل البسيط الأمى فهذا سوف لا يجد له أية فرصة فى العمل أو ربما تكون هناك فرص ضعيفة أى بإستثناء القلائل من ذوى الخبرة.

س- هل ترى-ين تراجعا لدور الطبقة العاملة التقليدية في عملية الإنتاج، في مقابل تنامي دور شرائح اجتماعية وسطى وتحلل الحدود الطبقية القديمة؟

-أرى أنه يوجد حقاً تراجع لدور الطبقة العاملة التقليدية فى عملية الإنتاج وهذا للأسباب التى ذكرتها سابقاً لأن الأمر شبه فرغ من مضمونه وتغير حال العامل تغير جزئى وكلى كما أوضحت سابقاً وبالفعل قد تنامى دور شرائح إجتماعية وسطى وتحلل الحدود الطبقية فبعد أن كان يُنظر للعامل على أنه أقل طبقة بالمُجتمع كما نرى فى القصص والروايات العربى القديمة ، رغم أننى أرى أن العِمالة من حيث دورها تعد من أهم شرائح وطبقات المُجتمع فبدون هذه الطبقة لا تستطع باقى الطبقات العيش حياة كريمة لكننا نتكلم عن الواقع الذى كنا نعيشه وربما نعيش بعضه الآن ، فربما تكون قد إختلفت النظرة بشكل نسبى الآن" النظرة للعامل" ولاسيما كما قلت أنه يتم إختيار العمال من ذوى الكفاءة والخبرة والتعليم ، لذا لم تصبح الطبقة العاملة هى الطبقة التقليدية التى أعتدنا عليها من قبل .

س- البطالة آفة اجتماعية واقتصادية كبيرة جدا في العالم العربي، كيف يمكن مواجهتها وإيجاد الحلول المناسبة لها؟

-حقاً أحسنتم التعبير فالبطالة آفة إجتماعية وإقتصادية كبيرة جداً فى العالم العربى فبسببها إنتشر الإرهاب الفكرى إلى أن وصل إلى الإرهاب الشهير الذى يقوم بالتصفية الجسدية والعمليات الإنتحارية كما أن بسبب البطالة زادت مُعدلات التحرش الجنسى والإغتصاب فمشكلة البطالة مُشكلة ليست بسهلة فهى مشكلة مُتفاقمة لدرجة يَصعُب معها أن نجد لها حلولاً سريعة رغم أن هذه المشكلة من أخطر المشاكل التى تهدد أمن أى مُجتمع ، لكننى سأجتهد فى محاولة المُساعدة ببعض المُقترحات أو الحلول التى تحتاج منا جميعاً مجهود مُضنِ فمثلاً .
-أن تقوم الدولة بوضع آليات جديدة ونظم وخطط مدروسة ومحسوب نتائجها لمواجهة هذه الآفة المُجتمعية ، فمثلاً إنشاء المزيد من المصانع وليست بالضرورة أن تكون مصانع أومُنشآت كبيرة وضخمة لأن هذا يستغرق الكثير من الوقت والمال والمجهود ، ونحن نريد أن "نعمل إسعافات أولية" إن صح التعبير ، فمن الممكن أن تقوم الدولة بعمل مصانع أو ورش صغيرة لكل مجموعة من الشباب تمولها الدولة ولا يشترط أن تمتلكها هذه المجموعة من الشباب بل تُعامل كمُعاملة المصانع الكبيرة التى يمتلكها صاحبها أو تمتلكها الدولة ويكون الشباب هم عمال أو موظفون بها فقط يحصلون على أجر عملهم حتى نتفادى الخلافات التى ربما تقع بين هذه المجموعة كما نتفادى أيضاً مشكلة وجوب أموال مع هؤلاء الشباب حتى يستطيع أن يمتلك هذا المشروع وهم شباب مُبتدئ ، كما نتفادى أيضاً ما يحدث الآن فى بعض المشروعات الصغيرة التى تعرقل سير المشاريع أمام الشباب الا وهو الإعفاء من شرط التأمين أو شرط أن يمتلك الشاب أصول ثابتة أو التوقيع على شيكات أو ما شابه ذلك مما يُعجز الشباب الذى لا يمتلك شيئاً أو يجعله يتراجع عن الفكرة خوفاً من عدم تسديد شيكات أو كمبيالات فى موعدها قد تعرضه للسجن فى حال فشله فى مشروعه.
-لابد أن تهتم الدولة بالتعليم المهنى بشكل أفضل حتى لو كانت بعض الدول قد بدأت فى ذلك بالفعل وبعد هذا التـأهيل المهنى يجب على الدولة توفير العمل المناسب لهؤلاء سواء عن طريق الدولة ذاتها أو عن طريقات المؤسسات والجمعيات الأهلية .
-التوعية المُجتمعية فى محاولة لتغيير الفهم الخاطئ للنظرة الدونية للمهن ولاسيما بين المُتعلمين والجامعيين .
-إنشاء صناديق حكومية لتمويل المشروعات الصغيرة وتفعيلها.
-الإستثمار بشتى أنواعه سواء بمشاريع عملاقة وضخمة أو مشروعات صغيرة.
-هذه النقطة خاصة بمصر بصفة خاصة وأى دولة تسير على نفس الدرب فى تصفية عمالها بصفة عامة وعدم توظيف الشباب ففى مصر لا يوجد تعيين منذ النصف الثانى من ثمانينيات القرن الماضى وبالتالى الشباب والشابات لا يوجد لديهم أى أمل أو طموح فالكل يعلم مُقدماً وقبل تخرجه أنه سيقف فى مصاف العاطلين وأنه بعد أن ينهى دراسته سيجلس فى منزل الأسرة ويسكن سكون الموتى إلى أن تحدث له معجزة أو يتوسط له أحد فى وظيفة قطاع خاص يحصد من تعبها أكثر مايحصد راتب يسد إحتياجاته الأساسية فلابد أن تعيد هذه الدول النظر فى أمر تعيين الشباب من الجنسين وبدون تمييز.

س- لماذا لم تحقق الثورات العربية أهدافها لصالح الطبقة العاملة والجماهير الكادحة التي كانت القوة الرئيسية لتلك الثورات؟

-هذا لسبب بسيط أعزائى لأن " كلاً يبكى على ليلاه" فكما قلت مراراً وتكراراً أن هذه الثورات لم تحقق أهدافها الرئيسية فكيف لها أن تحقق أهداف فئات وشرائح المُجتمع المختلفة مثل المرأة والعمال والشباب والأقليات ، فكيف لثورة أمتطاها من ليس له فى الفروسية وهو ليس بفارس، وهو من لم يُشارك بها من بدايتها بل وقف وقفة المُتفرج وحينما حانت له الفرصة هجم وأمتطى جواد غيره والذى كان مُتربصاً به وبدأ يلهث به مُفترساً كل ما يجده بطريقه كالجائع الذى يأكل ما يجده حتى لو لم يدفع فيه شيئاً أوكان الطعام لا يخصه بل يخص صاحبه الجائع مثله فيخطف منه الرغيف مُفضلاً ذاته وحياته وصالحه عن حياة صاحبة المُعرضة للهلاك المُحقق أن لم يأكل هو الرغيف فوراً ، وهكذا قد طغت التيارات الدينية المُتشددة على البلاد وتسلقت الثورات كالعنكبوت ووقف الثوار وقفة المُتفرجين وفى النهاية لم نحقق الأهداف المرجوة والرئيسية للثورات فكيف لنا أن ننظر للأمور الذى تليها وهذه الأمور كانت من الترتيبات الداخلية للبيت فكيف لنا أن نبدأ بترتيب البيت أولاً ونحن لم نبدأ بعد فى بناؤه؟!!!

س- كيف تقيم-ين العلاقة بين الأحزاب اليسارية والطبقة العاملة ومنظماتها ونقاباتها، وهل لعبت تلك الأحزاب دورا في تقوية النقابات العمالية؟

-الحقيقة لم أسمع عن أمور إيجابية أو واضحة فى هذا الصدد لكن ربما تكون لعبت دوراً ليس ببارز ولكن ربما يكون لهذا أسبابه وهى أن الأنظمة التى سقطت بعد تلك الثورات العربية فكل نظام منهم ولاسيما نظام مُبارك بمصر كان دائماً وأبداً يقوم بعمل إقصاء لأى دور نقابى أو حزبى بخلاف الحزب الوطنى المُنحل ولأنه كان الحزب المُساند للنظام لذا كان النظام يحمى نفسه بأن يكسر شوكة أى حزب أو نقابة حتى لا تكون قوة مُضادة فتهدمه ولكن حسب القول الشائع " تُقدرون فتضحك الأقدار" وكانت نهاية النظام رغم كل هذه الحيطة والحذر ، أعود لموضوعنا فبما أن النظام أضعف من قوة النقابات والأحزاب لذا لم يوجد صدى أوفعل حقيقى أراه يُحتسب لتلك الأحزاب الليبرالية فى تقوية النقابات العُمالية ، لكن الوضع الآن تغير وننتظر منهم جميعاً هذا التغيير مع التصدى للتيارات الُمتشددة التى ستعود بنا لأسوء من عهود الأنظمة البائدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا