الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلم برائحة الشوكولاته

زينة منير زيدان

2012 / 4 / 23
الادب والفن


منذ الأمس وعقلي يكتب أفكارا بينما يدي لا.. جمل كثيرة كتبت، بعضها له معنى والبعض الآخر تركيب عواطف وخيالات داخل قوالب الحروف الأبجدية، والمحصلة مفردات مبعثرة لا تريح قارءها ولا تجعله يفهم شيئا..
لكنني حقا اشتقت للكتابة.. أستطيع احتمال وجع ظهري الذي يزداد في أثناء كتابة هذه السطور بسبب وضعية جلوسي. أستطيع احتمال القلق الذي في داخلي والمرتبط بحالة المد والجزر لأفكاري وتصرفاتي.. لكنني لا أستطيع كبت جماح أصابعي التي تريد أن تنفجر على الورق الإلكتروني وتحدث ثقوبا مرتجعة داخل لحمي الجاهز لذلك.
لست هذه المرة سارقة للضوء، ولست ألبس ثوبا لأغير في حالة مزاجي.. أنا اليوم أريد هدوءا يكبل ثورتي الغريبة.. أريد دفئا يقاتل الحمى البركانية التي تنبعث من براكيني الكثيرة.. لا حاجة لي باحتراق الكون كي أدفأ، أريد أن ترغب ذاتٌ في الاحتراق لأجلي ولن أطلب منها ذلك لأنني أريدها نضرة لا متفحمة.. لكن الرغبة أحيانا تكفي دون الحاجة إلى فعل ما نرغب به..
يخطر في بالي الآن حادثة صادفتني من شهر تقريبا.. كنت في زيارة لأحد الأصدقاء في المستشفى.. وأنا أعبر الممر باتجاه غرفته وجدت رجلا مسنا، كثيرٌ بياض شعره، لا يقوى على المشي بمفرده.. يساعده ممرض للقيام ببعض المشي المفيد له ويحمل له الممرض مصلا فيه رغبة العودة إلى الشباب.. فيه دواء لا يحقق هذه الرغبة.. كان العجوز ابن الثمانين عاما، على الأقل كما قدّرت، يطلق الشتائم والسباب القاسي على الجميع لأنه يرغب في أكل قطعة شوكولاته.. وكان ممنوعا من ذلك.. يذلّ الإنسان نفسه لرغبة قد تميته.. وقد يموت من أجل رغبة لا يحققها.. قال له الممرض.. لن أجلب لك الشوكولاته لأنها تضرك.. وكأنه بهذه الجملة قد أعطى العجوز الضوء الأخضر بامتياز ليلعنه ويلعن المكان والزمان وكل شيء عدا الشوكولاته! لو أن الممرض وعده بإحضارها حينما يتيسر له ذلك لكان هدأ روع العجوز وانتظر حتى سئم الإنتظار ونسي مع سأمه رائحة الشوكولاته.. لو..
كم نرغب نحن البشر وكم نحلم.. وكم هو العمر قصير قياسا بالكمّ الهائل للأحلام والرغبات.. وليست الرغبات إلا مرآة على وجه بئر عميق يمثل حياتنا بكل نواقصها ومكبوتاتها .. لدي رغبة دوما في القراءة لأن القراءة هي بمثابة ريح خفيفة تدلّل طائرتي الورقية التي أسكن فيها فتنقلني في الهواء الحر من غيمة إلى أخرى تحت ضوء الشمس
وتحت سماء الأمل،، ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟