الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هنا المعركة الحقيقية. هنا كل المعركة

بشير الحامدي

2012 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


هنا المعركة الحقيقية. هنا كل المعركة
الجميع يتحدث عن مهام الثورة واستكمال مهام الثورة.كلّ الأحزاب والجمعيات والنقابات والشخصيات يمينا ويسارا يخرجون علينا كل يوم مروجين في خطاباتهم الساذجة الكاذبة أن الثورة قد انجزت و أننا في مرحلة انتقال ديمقراطي وفي طور ما بعد الثورة و أن مهام اليوم هي ارساء مؤسسات هذا الانتقال. كما يسربّون في خطاباتهم مصطلحات من قبيل العدالة الانتقالية والحريات الانتقالية والقوانين الانتقالية والشرعية الانتقالية ... إلخ. في الحقيقة لم يحض مفهوم من المفاهيم بالقدر الكبير من الالتباسات والتوظيف مثل الذي حضي به مفهوم الثورة ومهام الثورة في الخطاب السياسي التونسي المتداول ما بعد فترة بن علي. التباسات وتوظيف مقصودان الهدف منهما بالتحديد هو وقف الصيرورة الثورية والالتفاف على مهام الثورة الحقيقية كما تتطلبها مصلحة الجماهير وكما تتطلبها كل عملية تغيير جذري. إن الثورة ومن زاوية نظر مصلحة الجماهير وحقوقها ليست إلا قلبا جذريا لأسس نظام الاستغلال والقمع والتبعية نظام رأس المال إنها ليست إلا إقصاء للأقلية الرأسمالية المتحكمة والمالكة لوسائل وأدوات الاستغلال والقمع عن التحكم بمصير الأغلبية في كل مناحي الحياة وإن مهام الثورة ليست منحصرة في مطلب الديمقراطية السياسية واستبدال ديكتاتورية بديكتاتورية وديكتاتور بديكتاتور وعصابة فاسدين بعصابة أفسد منهم. إن مهامها هي إرساء حكم ديمقراطي قاعدي تشاركي بمؤسسات ديمقراطية تقطع مع كل أشكال الديمقراطية البرجوازية التي لم تؤسس وعلى امتداد قرون إلا لقمع الأغلبية وقهرها باسم شرعية زائفة ومؤسسات لم تخدم إلا أصحاب النفوذ من الرأسماليين. إن الثورة هي بديل سياسي اجتماعي اقتصادي ثقافي شامل يقطع جذريا مع السائد على كل المستويات. من هذا المنطلق يجب أن يبني الثوريون اليوم كل مواقفهم وسياساتهم وممارساتهم على الهدف المركزي: إسقاط النظام على هذه المهمة يجب أن يتركز كل فعل ثوري. إن الصراع الحقيقي ضد كل القوى المحافظة والرجعية والليبرالية والإصلاحية هو في الأخير حول: ثورة أم إصلاح ـ مقاومة أم وفاق طبقي ـ مواصلة الثورة أم التسليم والرضا بالهزيمة.
هنا المعركة الحقيقية. هنا كل المعركة.
ـــــــــــــــ
بشير الحامدي
23 ـ 04 ـ 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لعنة الإنتخابات
طارق العياري ( 2012 / 4 / 23 - 02:42 )
لقد بدأ المسار المضاد للثورة يوم طرد النظام الرئيس المخلوع بن علي و اشتد الخناق .على المسار الثوري خاصة بعد الإنتخابات التي أعطت شرعية زائفة لقمع التحركات الشعبية.
و حتى الإنتخابات لم تكبح جماح الإحتجاجات الشعبية.
المهم الىن هو ظهور و تشكل حزب الشعب من رحم الشعب حتى يوجه المجهودات و النضالات الشعبية في المسار الصحيح,
تحية للأستاذ بشير


2 - شكرا للسيد طارق العياري
بشير الحامدي ( 2012 / 5 / 2 - 23:19 )
شكرا لك سيد طارق

اخر الافلام

.. -صانع قدور- و-بائع كمون-.. هل تساءلت يوماً عن معاني أسماء لا


.. حزب الله ينسق مع حماس وإسرائيل تتأهب -للحرب-!| #التاسعة




.. السِّنوار -مُحاصَر-؟ | #التاسعة


.. لماذا تحدى الإيرانيون خامنئي؟ | #التاسعة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل ف