الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هو العنصري ... الشرقي أم الغربي ؟

زيد ميشو

2012 / 4 / 23
حقوق الانسان



يقول الكاتب الفرنسي أناتول فرانس " الإنسان إنسان لأنه يتذكر " ، وأنا لاأريد أن تفرغ الذاكرة مما يعيب ، لأن الماضي بسلبياته نافع للحاضر الذي نحياه وللمستقبل ، هذا إن كنّا نحاول أن نكون أفضل .
وفي قضية نعت الغرب بالعنصريون والتي يلفِقُها جزافاً المهاجرين من دول الشرق ، يجب أن تأخذ معالجتها على محمل الجد لما تتسبب من فتور في مستوى العلاقة والإندماج مع مجتمعات الدول التي فتحت الأبواب على مصراعيها لإستقبال المهاجرين الشرق أوسطيين الهاربون من الطغيان وفقدان الحقوق ليعيشوا بكرامة تحت ظل قوانين تمنح بالتساوي للجميع دون استثناء ، ولا تفرق بين أسود وأشقر وأسمر ، وبين المحجبة والسفور ، والموحدين وأصحاب المعتقدات اللأخرى واللادينيين ، فالكل سواء من أي فئة كانت أو أي لون أوعرق .
فما أن تطأ أقدامنا أرض هذه البلدان كمهاجرين لها إلاً وكانت حقوقنا مصانة ، وهذا ما لم نكن نعرفه وندركه . فبدلاً أن يقبّل الجميع تراب الأراضي التي حمتنا وأحتوتنا وأعادة لنا ما سلب من إنسانيتنا جوراً وبهتانا من قبل أنظمة لاتفقه سوى لغة القمع والتلسط والبقاء للأقوى ، والأقوى هو من يكون على صلة برجل من رجال الدولة أو أقربائه وحاشيته وزبانيته ، نرانا جاحدين للنعمة ناكرين لها ونلعن من أكرمنا ، زارعين في أطفالنا سموم الكره لمن أحسن لنا.
فمن يصف هذا البلدان بالعنصرية خصوصاً الأمريكيتين وأستراليا وغالبية الدول الأوربية ، أراه مطالب بالعودة بذاكرته إلى الوراء قليلاً كي يعلم علم اليقين من ان دولنا الشرقية ومجتماعتنا عنصريين أكثر من أي مكان آخر ، ولامانع من مساعدته على التذكير .
لنتذكر مثلاً كيف يعامل الغريب الآسيوي في بلداننا ، وكيف عومل المصري والسوداني في العراق , وما أرذل من معاملة الخادمات في بيوت الأردنيين واللبنانيين ودول الخليج ، وكيف ننظر إلى من يعمل في إزالة الأوساخ والعتالة والسواق والفلاحين ، ولاننسى تعجرف أهل المدينة تجاه القرية وحتى بين المناطق في المدينة الواحدة .
وليس هذا فحسب ، بل هناك تمييز على أنفسنا أيضاً ، فكيف يُنظر بإبتهاج وفرح ونظرة من ما دون إلى فوق لأصحاب الأموال والرتب العسكرية وألأشقر القادم من ألغرب الأوربي او الأمريكي .
وما ذكر ليس سوى النزر اليسير من كم العنصرية الهائل الذي يمارس في دولنا ، وليس في الماضي الغابر فقط ، بل الحاضر يتكلم أكثر من ذلك . وما يدعوا للغرابة ، هو الصفة الغالبة لمجتماعتنا الشرقية وهي الإيمان بالله الخالق ، وكأنه لم يوصينا جلّ إسمه بحب وأحترام الجميع .
لاأنزّه كل المجتمع الغربي ، أكيد هنالك العنصري ، لكن إن وجد فهو شاذ عن القاعدة العامة والغالبة التي تحترم الجميع كائناً من كان ، تماماً كما هو شاذ عن القاعدة العامة الذي لايفرق بين المستويات والألوان والأديان في مجتمعنا الشرقي .
لنكن واقعيين وننخرط مع مجتمع الدول التي آوتنا مع الحفاظ قدر الإمكان على قيمنا ، ولانغالي في نقدنا لمن أحسن إلينا . وقبل أن انسى ، فلنتذكر شيء مهم جداً يخص العنصرية وممارستها في دول اللاعدالة ، وهو حقوق المرأة وقيمتها الإنسانية قبل أن تكون زوجة وأم ، وكم حقوقها مهدورة .
ومن لا يريد أن يتذكر .... فلا حاجة له لنبش الماضي ، وما عليه سوى إعطاء سبب واحد لما يجري في شرقنا العزيز من خراب ودمار وسرقة ثورات ومجازر ومفخخات وذبح على الهوية و و و .... على أن لاتكون الإجابة المضحكة وهي ( أميركا ) .
فكم أقترب من الحقيقة لو قلت ...
العنصرية بالنسبة للشرقي كانت وما زالت هويته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذ زيد ميشو المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 4 / 23 - 09:02 )
لا يمكن للإنسان أن يشلح جلده مهما كان ، لذا وبدون أن يعود قليلاً إلى الوراء فهو يدرك في أعماقه العنصرية التي كان يعيشها في وطنه الأصلي ، لكن التعبئة الدينية المتطرفة وجهل المهاجرين بقوانين البلد الجديد ، وباللغة ، وبعادات أهله ، وعدم احترامهم من الأصل الآخر تلك القيمة التي لم يتربوا عليها في أوطانهم الأصلية تجعل المهاجر يتصور خطأ أن بلاده الجنة ، العنصرية موجودة بداخل كل إنسان بدرجات ، يهذبها القانون واحترام الآخر ، ولا يهيجها إلا أفعالهم ومطالباتهم الموغلة في التحدي فتجعل الغربي يكره العرب والمسلمين ويتصورهم أناساً من الأشرار جاؤوا للاعتداء على ما لا حق لهم به
نحن العنصريون ونحن الفاشيون وتنكيلنا بأحرارنا يقترب من النازية ، وتصرفاتنا تجاه المخالف دينياً وفكرياً تجمع الصفات الثلاثة السابقة
مع التحية والشكر


2 - من أروع مقالاتك
رعد الحافظ ( 2012 / 4 / 23 - 12:22 )
هذا موضوع مهم / مَنْ هو العنصري نحنُ أم هم ؟
هذهِ مقالة عقلانيّة تضع الخطوط العامة وفي التفاصيل كما أشار الأخ الكاتب مزيد من الشرّ
ناكروا الجميل والجاحدون فقط هم الذين يُخادعون أنفسهم والناس , ويتنعمون ويسرقون علناً الغرب الكافر الإمبريالي ويتهمونه بالعنصرية والصهيونية
أحد أعداء أنفسهم من ذوي النفوس الشريرة التي ليس لها علاج كتب / لماذا سأنتخب اليمين الفرنسي ؟
وأمس نتائج الإنتخابات الفرنسية أشارت الى الأول/ الإشتراكي فرانسوا هولاند 28%
والثاني هو الرئيس اليميني / نيكولا ساركوزي حوالي 27 %
بينما ( الثالث ) اليمين المتطرف / السيدة مارين لوبان حازت 18 %
ماذا تعني تلك النتائج ؟
الشعوب الأصليّة بدأت تضيق ذرعاً بسرقات ومشاكل المهاجرين فتصاعدت نسب اليمين المتطرف لكن ليس الى درجة أن يحكم , فرنسا رغم مشاكل المهاجرين التي لاتنتهي فاليسار يفوز بالمرتبة الأولى / إذن رغم كلّ شيء فالغالبية كما تقول أخي زيد ليست عنصرية
****
لو عندنا كان ابادوا المهاجرين في أوّل مشكلة تحدث / لا تقرب حتى ماحدث في لندن قبل عامين وفي فرنسا على الدوام
تحياتي لجهدكَ وصراحتك في زمن مليء بناكري الجميل والمؤدلجين


3 - تعليق للسيد زيد وتعقيب للأخ رعد
سيلوس العراقي ( 2012 / 4 / 23 - 14:38 )
السيد زيد ميشو
تحية، موضوع من المواضيع الساخنة، خاصة وأن الحركات الاصولية الاسلامية (العنصرية) في الغرب أصبحت سبباً رئيسياً في نمو أحزاب اليمين المتطرف الاوربية من جديد، علما بأن أتباع هذه الاحزاب يقولون عن أنفسهم بأنهم وطنيون، ومعهم حق الى حدّ ما، لأن هدفهم هو تحرير بلدانهم من الغزو الاسلامي المتخلف الجديد، وأضيف الى تعليق صديقي العزيز رعد الحافظ المتنور الحر: ربما اوربا بحاجة الى ربيع اوربي ايضاً للحفاظ على وجه (اوربية اوربا) ، وعدم تحويلها الى نسخة مسخ من قارات أخرى. و أود أن أقول أن عنصرية اللاجئين حين تصل الى درجات قصوى تشجع وتحفز الروح العنصرية لدى أهل البلد ممن قد نسوها، وسترى في سنين قليلة مقبلة إذا استمرت الغزوة الاسلامية في اوربا ستأتي حكومات بزعامات أصولية اوربية، لأنقاذ اوربا من المسلمين الذين يستحيل على غالبيتهم أن يتأوربوا وينسجموا في محيط اوربي غير ديني ومن دون لحى وفتاوى ووجوه عبوسة غاضبة مكفهرة، نسي اله الاسلام خلق الابتسامة فيها ، لانه تظهر الصعوبة على المسلم المتجنس (عدد كبير منهم ومن الشرقيين المسيحيين ايضا) بأي جنسية اوربية أن يخلص ويكون وفيا لوطنه الاوربي


4 - عنصريتنا البشعة
طلال سعيد دنو ( 2012 / 4 / 23 - 16:37 )
تحية لاخي زيد
المقال القصير عبر عن وجهة نظر حقيقية ومجردة من التحيز
وتاييدا لكلام الاخ رعد الحافظ اتذكر ما فعله صدام حسين بالكرد الفيلية كلهم حين طردهم من العراق مثلما يقول اخوتنا المصريين في ليلة سوداء لان كم واحد منهم ثار على النظام بطريقة او اخرى
موضوع يحتاج الكثير من التفكير والكتابة حتى ننظف انفسنا من بقايا الحقد غير المبرر لدول الغرب التي تحتضن من العرب الملايين
شكرا للاخ زيد على المقال الجميل


5 - جنة الشرقيين
زيد ميشو ( 2012 / 4 / 24 - 04:26 )
الأستاذة العزيزة ليندا كابرييل
لم تكن بلادنا جنةّ يوما ما ... بل الجنة هي الشعور الناتج من حبنا لبلداننا وشعوبنا
للوافدين من الشرق في بلدان المهجر هناك أصحاب رؤوس أموال ومحامين وقضاة وعلماء وسياسيون ونواب برلمان ووزراء ورؤساء سابقون وفي كل مناحي الحياة ويقولون عنهم عنصريون !! ... يعرفون المهاجرين الشرقيين حقوقهم جيداً ويستغلون كل فقرة في القانون ويرسلون أموالاَ طائلة لبناء بيوتاً لهم وبنايات في دولهم ... ويقولون عنهم عنصريون !! ... ولا أعرف ماذا كانوا سيفعلون أو إلى أين سيصلون لو لم يكونوا الغربيون بنظرهم عنصريون ؟


6 - الغرب ولا ديمقراطية الشرق
زيد ميشو ( 2012 / 4 / 24 - 04:46 )
الأستاذ رعد الحافظ
مادعاني لكتابة هذا الموضوع ونشره في جريدة عراقية تصدر في تورنتو هم المستنفعين من أبناء الجالية الكريمة والشاتمين لكندا
وقبل سنوات كتبت موضوع تحت عنوان - اللعنة على كندا - وبه قلت للجاحدين على النعمة عودوا لبلدانكم المزدهرة وأتركونا نأكل الحصرم في المهجر
أحيانا يشتد النقاش مع ناكري الجميل لدرجة أريد أن أهرب من المدينة التي أسكن فيها وأعيش ولو في الأسكيمو
قوانين الدول المتحضرة تكوّنت من قبل الحكومة المنتخبة من الشعب وصوّت عليها الشعب
وهي التي تصونني وتصونك وتصون كل المهاجرين
وياليتهم يصبحون عنصريين بعض الشيء ويسنون قانون بإسم .. إرجع إلى نعيمك
بالنسبة لي ... عنصرية الغرب ولا ديمقراطية الشرق
شكراً لمرورك


7 - نحن أيضاً سنخسر
زيد ميشو ( 2012 / 4 / 24 - 05:00 )
أخي سيلوس العراقي
أتمنى أن أستنبط من الحاصر ما يجعلني متفائلاً في المستقبل
فأنا أعتقد بأن الغربيين سيخسرون الكثير من حريتهم بسبب طيبتهم وسذاجتهم
فهم لايعرفون ما نعرفه نحن
هل تعلم بأن القادم من الشرق بصفة لاجيء يعيش وكأنه صاحب فضل على هذه الدول لأنه سيجلب لهم درزينة من الأطفال ويعتقد بأنهم سيعمرون البلاد ؟
وبين كل طلب وآخر يقول أنا من حقّي أن أحصل على كذا وكذا ويطالب بقباحة بما ليس من حقه أيضاً وأحياناً يحصل عليه وبالنتيجة يقول عنهم عنصريون !! .. وبعد وصولهم بفترة قصيرة وأستلامهم رواتب عالية يشتمون اليوم الذي دخلوا به أرض كندا على سبيل المثال
القصص لاتنهي سيدي الكريم


8 - دول المهجر تستحق حب المهاجرين
زيد ميشو ( 2012 / 4 / 24 - 05:12 )
الخال العزيز طلال سعيد دنو
الوفاء من الخصال الإنسانية الرائعة
اليوم عصراً إتصل شخص من الحكومة يطلبون بعض المعلوما عن عائلتي بعد موافقتي طبعاً ... وقد تم أختيارنا عن طريق الكمبيوتر لغرض دراسة معينة لاأعرفها
بالتأكيد لو لم أعطيهم الموافقة قبل أشهر لما تجرأ وأتصل بي مرة أخرى ...فذلك من حقّي
هذا المشهد يذكرنا جميعاً بآخر عكسي عندما تريد حكوماتنا في الشرق أخذ معلومات من المواطنين
في إحدى الأسئلة قال ... هل لديك أحداً يعمل في سلك الجيش ... فقلت له أتمنى ذلك ؟
وكنت أقصد إجابتي فعلاً وليس تملقاً ... فهذه الدول تستحق أن يكون لنا فيها متطوعين يحمونها
صدقني ولا أكذب في ذلك
يكفي النظر يعيون غالبية الشرقيين لتفهم من خلالها مايملكون من عنصرية ... ليس على الغرب فقط ... بل أكثر من ذلك على الشرقي النختلف عنهم

اخر الافلام

.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق


.. هل يمكن أن يتراجع نتنياهو عن أسلوب الضغط العسكري من أجل تحري




.. عائلات الأسرى تقول إن على إسرائيل أن تختار إما عملية رفح أو


.. بعد توقف القتال.. سلطات أم درمان تشرع بترتيبات عودة النازحين




.. عادل شديد: الهجوم على رفح قد يغلق ملف الأسرى والرهائن إلى ما