الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تفهم النخبة السياسية في العراق تداول السلطة وفق الديمقراطية

رعد عباس ديبس
(Raad Abaas Daybis)

2012 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


هل تفهم النخبة السياسية في العراق تداول السلطة وفق الديمقراطية
من المبادئ الاساسية للديمقراطية هو التداول السلمي للسلطة ويتم هذا التداول بواسطة الشعب عن طريق
صناديق الاقتراع, والدستور هو الذي يحدد كيفية اختيار راس السلطة التنفيذية وفق النظام الدستوري للبلد
المعني وفي العراق يعتبر رئيس مجلس الوزراء هو رئيس السلطة التنفيذية كما هو الحال في بريطانيا و
هنغاريا وعديد من الدول الديمقراطية. وعادة ما يختار رئيس السلطة التنفيذية من الحزب او الائتلاف
الفائز في الانتخابات والحاصل على الاغلبية, ومن التقاليد الديمقراطية الجميلة ان يهنئ الخاسر الفائز
لفوزه حتى ولو كان هناك اشكال او شك في نتائج الانتخابات وذلك بعد الحسم القانوني للامر كما حصل
في الانتخابات التي حصلت في الولايات المتحدة الاميركية بين الجمهوري جورج بوش الابن والديمقراطي
ال غور. وكذلك من الاسس الديمقراطية عندما ينصب رئيس الجمهورية او رئيس الوزاء وفقا للدستور
الديمقراطي فانه يصبح رئيسا للشعب كله اغلبيته واقليته من انتخبه ومن لم ينتخبه فلا يحق لاحد ان يقول
بان هذا ليس رئيسي او رئيس وزرائي لاني لم انتخبه.
ومن اسس التداول السلمي للسلطة هي المعارضة بشقيها البرلماني والشعبي حيث انها تلعب دور كبير في
مراقبة السلطة وابراز الاخفاقات في عملها ولكن يجب ان يكون ذلك بشكل موضوعي يساهم بفعالية لاصلاح
الاخفاقات وفق برامج قد تكون اساسا لنجاحها في الانتخابات القادمة. ولكن هذا لايعني ان لا تتعاون المعارضة
مع برامج السلطة في الامور التي تخدم الشعب والوطن حتى ولو كانت تختلف معها في الالية, وعلى السلطة
ايضا ان تفهم اهمية دور المعارضة في الحياة السياسية وبان دورها مكمل للسلطة حيث تعمل كالمراة التي
ترى فيها عيوبها, ولا تستنكف كثير من الحكومات من الاستعانة باقطاب معارضتها لحل كثير من المشاكل
التي تواجهها وهناك امثلة كثيرة لا اريد الاطالة في طرحها.
في العراق لا توجد معارضة برلمانية لان العراق يحكم بواسطة حكومة تشترك فيها جميع الاحزاب التي تشكل
البرلمان ومثل هكذا حكومة قد تكون مفيدة في زمن الازمات او لمدة قصيرة لتجاوز مرحلة معينة ولكنها تصبح
ضارة اذا دامت فترة طويلة وتصبح ازمة بحد ذاتها, ولكن هناك معارضة شعبية اثبتت وجودها وحققت كثير
من النجاحات الى درجة ان الاحزاب المتصارعة اخذت تركب موجة المعارضة الشعبية في كثير من الاحيان
لتحقيق ماربها.
حبذا لو تتكون في العراق ثقافة المعارضة وتفهم جميع القوى السياسية انه في النظام الديمقراطي الحكومة و
المعارضة مكملان لبعضهما وهما اللذان يحركان تطور الديمقراطية و التداول السلمي للسلطة.
د. رعد عباس ديبس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صور أقمار اصطناعية تظهر النزوح الكبير من رفح بعد بدء الهجوم


.. الفيفا يتعهد بإجراء مشورة قانونية بشأن طلب فلسطين تجميد عضوي




.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال


.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة




.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم