الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمن، الحرية وانتخابات الجور والطغيان

عمار شريف

2005 / 1 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الاحتلال الأمريكي وقواته المدججة بالسلاح، علاوي وحكومته واتباعه من البعثيين المجرمين، الجماعات الاسلامية الظلامية في السلطة، وجماعات الارهاب الأعمى المناهضة للحياة. هي التي تطبق على حياة ومصير الملايين من جماهير العراق المتعطشة للحياة والمغيبة الارادة في ظل تطاحن قوى الارهاب العالمي؛ اميركا والاسلام السياسي فوق رؤوسها.
وفي ظل هذا الوضع المهول والسيناريو الاسود الذي صنعته القوى الآنفة الذكر، ينشط كل ماهو عدواني، رجعي، وتبرز كل قوى الشرّ منفلتة العقال. تعلو لغة السلاح والتفجير والقصف والقتل والتدمير وتنسحب قوى المجتمع المتمدنة والأكثرية الى الهامش بانتظار انقشاع الغبار والعودة الى الحياة بعد انسحاب قوى الحرب والفساد! بيد ان مقتل المجتمع وانهيار الغالبية من صناع الحياة تكمن هنا بالضبط. عمال العراق وكادحوه ونساؤه وشبابه ودعاة التحرر والمساواة يشكلون السواد الاعظم من المجتمع العراقي،وهم اصحاب المجتمع الحقيقيون وبناته واصحاب المصلحة الفعليون في تثبيت الأمن ومعايير الحرية السياسية غير المقيدة والمشروطة، معايير المساواة التامة بين المواطنين دون تمييز على اساس الجنس، التعلق القومي، الطائفي وغيره. وفي تثبيت الحقوق المدنية والفردية دستورياً وحمايتها. وفي توفير الرفاه الاجتماعي للجميع.
لا الموقف السلبي وانتظار رحمة السماء ولا الانقسام تبعاً للاطراف المشاركة في صنع هذا الجحيم هو الموقف الصحيح بالنسبة للقوى المتمدنة في المجتمع. بل الوقوف في صف وحركة جماهيرية واسعة وأخذ زمام المبادرة بالتصدي لكل هذا السيناريو الاسود من الاساس هو الكفيل باعادة الارادة للصفوف المليونية المسحوقة والمغلوبة على أمرها لصنع مصيرها بيدها.
في جهة تقف أميركا وعلاوي وحكومته والاحزاب الشيعية والاحزاب القومية الكردية وغيرها من الاحزاب المشاركة في الحكومة، يدعون الى الانتخابات في الثلاثين من يناير/كانون الثاني الجاري. ويصورون ان الحرية والديمقراطية ستتلبسهم كعفريت بعد الانتخابات وسيبدأون باغراق المجتمع بالحرية والحقوق حتى يختنق. هذه براعة حواة حقاً. انهم أبعد الاطراف عن مبادئ الحرية في هذا العالم. لاسجلهم السياسي ولامرجعياتهم الفكرية والايديولويجية ولا برامجهم السياسية ولاممارساتهم اليومية، تمت بأدنى صلة للحد الأدنى من مبادئ الحرية والحقوق المدنية والفردية. بل انهم وفي كل المشخصات الآنفة الذكر يعدون من عتاة مناهضي الحرية.
وفي الجهة الاخرى تقف جماعات الارهاب الاسلامي وعصابات الجهاد والبعثيين فيما يسمى بالمقاومة المسلحة. وهي لاتقبل بأدنى من مسالخ الذبح تقيمها يومياً للبشر. وتعتبر الحرية بدعة من عمل الشيطان. وفي عرفها كل المجتمع العراقي كافر يجب ان تقيم عليه الحدّ عدا من شارك في تقتيل البشر. و باختصار معادة الحياة هي هويتها.
إن فضح مهزلة الانتخابات ومقاطعتها هي جزء من النضال لاحباط مساعي قوى الارهاب الامريكي والاسلامي والرجعية القومية والعصابات المأجورة في العراق، فهي انتخابات برعاية الجور والطغيان. والأمر الحياتي هنا هو اصطفاف الجماهير العمالية بقادتها ومنظماتها، - والتي خاضت مجموعة من اكثر المعارك تمدناً خلال الأشهر والاسابيع المنصرمة عبر الاضرابات في مختلف مدن العراق - في صفها الطبقي المستقل وبأفقٍ اشراكي عمالي ولفّ الجماهير الكادحة ومجمل الفئات صاحبة المصلحة في انقاذ المجتمع وانتزاع مصيره من براثن قوى السيناريو الأسود، حول هذا الأفق الانساني للعامل والاشتراكية في العراق وحول شعار؛ اخراج قوات الاحتلال من العراق وشعار الحرية، الأمن، السلام. هذه المطالب التي بات مجمل مصير المجتمع وامكانية خروجه من المأزق السياسي الذي حشر فيه مرهوناً بتحققها باسرع مايمكن. كل تأخر في هذا المسار يدفع المجتمع نحو هاوية التمزق والاقتتال على ايدي قوى السيناريو الاسود. التي هي بذاتها عوامل انهيار. ذلك ان وجود مجتمع آمن يسوده قانون انساني ومعايير متمدنة لايساعدها على ادامة نفوذها. فهي اقامت مجمل وجودها على نسف مبدأ المساواة بين المواطنين باعتبارهم بشر، باستنادها الى الهويات الزائفة والمزورة للناس كالقومية والدين والطائفة ..الخ.
العامل والاشتراكية العمالية في العراق بامكانهما الاضطلاع بهذا الدور التاريخي بسبب من انتفاء شروط التشوش وعدم الانسجام السياسي الفكري والتنظيمي وسيادة التيارات الاشتراكية غير العمالية على ذهنها ونشاطها سابقاً. فمنذ أكثر من عقد والشيوعية العمالية والعامل يمتلكان حزبهما الشيوعي العمالي. الذي هو شرط حياتي لتقدم وانتصار نضالهما. وهو يؤكد ويعيد انتاج حضوره يومياً بين صفوف الجماهير العمالية والكادحة في العراق ويتصدى بشجاعة ومبدأية لكل قوى الرجعية التي اجتمعت في هذي البلاد. ويطرح بديله في كافة الميادين لانقاذ المجتمع. قيادة حركة احتجاجية اجتماعية ضد مجمل هذا الوضع وانقاذ المجتمع هي مهمة العمال والشيوعية العمالية وحزبها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث