الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حملات تضليل

ساطع راجي

2012 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


ما دوافع ومبررات الازمة المتصاعدة في العراق؟، سنجد في الاجابة سيلا من الاتهامات التي يوجهها كل طرف للطرف الاخر لكننا سنصل في النهاية الى حقائق الارض التي تقول إن هذه الازمة متصاعدة ومتواصلة منذ مباشرة الحكومة الحالية لاعمالها بينما القوى السياسية المتصارعة مازالت موجودة في نفس مركب الحكومة المتأرجح منذ اكثر من عامين ورغم كل الصراعات فإننا لم نشهد مواجهة سياسية حقيقية بالمعنى الدستوري بل كل ما هنالك استعراض ممل للعضلات الاعلامية.
النتيجة العملية للازمات هي تضخم الاحتقان في الشارع السياسي العراقي وتضخيم زعامات محددة وتقسيم المواطنين بينها وهناك من يسعى لتقسيم المناطق بين الزعامات وعلى هوامش الزعامات تنمو طفيليات الاعتياش على حساب القانون والمال العام عبر بيع المواقف والقفز بين الخنادق، وفي ظل هذه الفوضى يتم تضليل المواطنين عبر تسليتهم بصراعات مفتعلة تؤدي الى اخفاء الفشل الجماعي للقوى السياسية في حل المشاكل الحقيقية وبالتالي التنصل من جميع التعهدات الانتخابية، وعندما تصل القوى السياسية الى لحظة الانتخابات لن تكون هناك جردة حساب حقيقية تقدم للناخبين حيث سيعترف كل زعيم بسرعة لناخبيه وأنصاره قائلا بأنه (لم يحقق ما شيئا مما وعدهم به لأن خصومه لم يسمحوا له بذلك ليس كرها لشخصه وانما حقدا على من يمثلهم)، وهكذا سيتم استدراج الناخبين الى نفس الورطة مرة أخرى.
وبينما (جنود الزعماء) يفتعلون ويديرون الازمات ويخوضون المعارك الاعلامية يستمر بانسيابية عالية وتناغم دقيق تضييع الوقت لتنفيذ الاستحقاقات وهدر المال العام وتدبير برامج الفساد وتنفيذها بشراكة الفرقاء السياسيين الذين لا يتفقون على التهدئة الا عندما تقرر المرجعيات الخارجية ذلك.
العراقيون يتعرضون لحملة تضليل واسعة عبر معارك وهمية مفتعلة لابقائهم في مستنقع الازمة الذي ثبت ان الفرقاء السياسيين لا يستطيعون العيش او السباحة خارجه ولذلك هم يجدون المخرج من اي أزمة يكون باختلاق أزمة جديدة وصار الساسة لايتهيبون من خوض اي معركة فهم لايخسرون شيئا من الناحية الفعلية وحتى ما يقال عن خسارة السمعة فهو نتاج صورة جزئية فالسمعة السيئة عند طرف هي في قمة الحسن عند طرف آخر.
العراقيون يتعرضون لحملة تضليل تريد تحجيم الوطن والمواطنين في اشخاص لايزيد عددهم على أصابع اليد الواحدة ليكون رضاهم هو أعلى طموح وأغلى حلم يمكن ان يراود العراقيين، وصار كل شيء بخير مادام "رأس" الزعيم "سالم" والدنيا في احسن حالاتها لأن فلان في منصب يليق به وهو أعظم شخص لأنه التقى بالزعيم الاجنبي الفلاني وتتناقل وسائل الاعلام الاجنبية تصريحاته ويتم استقباله في عواصم الدول ويدخل قصور الملوك والرؤساء، فهل هناك تضليل أكبر من ذلك؟، هل هناك تضليل من تجاهل الحاجة الى فرصة عمل او بطاقة تموينية حقيقية أو توفر الطاقة الكهربائية او الحصول على خدمات صحية وبلدية وماء صالح للشرب مقابل تحقيق توزيع مقبول للمناصب والمغانم على الزعماء والاحزاب والتوصل الى تسوية تمكن الجميع من مواصلة فسادهم بهدوء ولو تحت أغطية مناوشات سطحية عن مواجهة الفساد وتشكيل لجان لا تنتهي الى شيء؟، هل هناك تضليل أكبر من اقناع المواطنين بأن تحقيق طموحات الزعماء الشخصية هي مشاكل المواطنين الحقيقية ولا مشاكل غيرها؟، هل هناك تضليل أكبر مما نعيشه؟ أخشى أن يكون في جراب الحواة الكثير مما لم يدهشوننا به حتى الان، أخشى إن المسيرة طويلة وحافلة بكل مالذ وطاب من الاضاليل وإننا ما نزال في بداية الحفلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ