الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النساء والانتخابات

عائشة خليل

2012 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


حصلت الإناث على حق التصويت في الولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٢٠ بينما حصلت عليه الإناث في مصر عام ١٩٥٦. ولابد أن هذا الفارق الزمني الذي يربو علي ربع قرن من الزمان هو السبب في نضج التجربة الانتخابية لدى النساء في الولايات المتحدة الأمريكية مقارنة بالنساء في مصر. فمن المعلوم أن الانتخابات الرئاسية في كلا البلدين محدد لهذا العام: نوفمبر ٢٠١٢ ويونيو ٢٠١٢ على التوالي. وبفارق زمني هو نصف عام.
بدأت الجمعيات والهيئات والحركات والمنظمات النسوية والنسائية منذ أوائل عام ٢٠١٢ في أمريكا توحد صفوفها وتتفق على مرشحها الذي ستدعمه. وبدأت حملات التوعية لجماهير النساء للتأكد من وصول الكلمة وانتشار الخبر عن مرشحهن القادم. وانتقلت الحملة الإعلامية من الوسائل التقليدية لتشمل الوسائل الإلكترونية فانضمت مواقع التواصل الاجتماعي لتصبح ساحات لمعركة كسب الأصوات ونشر الخبر عن مرشح النسوية، وانطلقت الحملة تحت شعار "لن أعطي صوتي لمن لا يحترمني". وتنوع الأداء حول هذا المحور من ملصقات إلي شعارات، إلي مقالات تستخدم جميعها الفضاء الإلكتروني سريع الأداء قليل التكلفة لتؤدي الغرض المنشود
وكنت أود أن تعي الجمعيات والحركات والمؤسسات النسوية في مصر قوتها الضاغطة وثقلها المحتمل في السباق الرئاسي، وتستخدمه لانتزاع مكاسب للنساء المصريات. فما عدا الجهود الفردية المحمودة التي تقوم بها بعض الجمعيات في هذا المجال، لازالت القوى النسوية في مصر متفرقة، ولم تستوعب بعد قوتها الضاربة في ترجيح كفة أحد المرشحين مقابل الآخرين.
وحتى نكون منصفين، فإن عدم الوعي هذا هو جزء من التباس المشهد السياسي في مصر ما بعد الثورة. فما زال الحديث يدور عن الظروف الموضوعية التي أتت بأي من المرشحين إلى السباق: انتماؤه إلى جماعة معينة من عدمه، أو إلى نظام معين من عدمه، وهذا بالذات هو حال المرشحين الأوفر حظًا في السباق كما تشير معظم التحليلات. وبين دفاع الأنصار وهجوم الخصوم تتوه بنا الأسئلة الكبرى حول البرنامج، والمواضيع، والقضايا، والرؤى. ومن الوجيه أن حسم الانتماء يحسم بعض الأمور الرئيسية، ولكنه لا يحسمها بالكلية، فقد يختلف مرشحان من ذات التوجه في رؤاهما اختلافات نسبية، وقد تكون تلك الاختلافات كافية لترجيح كفة أحدهما على الآخر. والأهم في نظري أن طرح الأسئلة هو تدريب في الديمقراطية يساعد كل من الناخب والمرشح على تحديد أفكاره بشكل أدق. فمن يطرح الأسئلة يتعلم مرة بعد أخرى صياغتها بشكل أدق ليحصل من المرشحين على تصريحات محددة. كما يتدرب المرشح على التفكير بشكل دقيق فيما هو مطروح من قضايا، مما يعمق الرؤية لديه.
مما لا شك فيه أن التجربة الديمقراطية في مصر مازالت في مهدها. فبعد عقود من تكريس الجمود، عرف الشارع المصري الحراك، وانتشى بمعرفته هذه فتمرد، كالطفل الذي تعرف على ذاته المنفصلة عن أمه فتمرد قائلا "لا" عندما طلبت منه المجيء إليها. فلا يزال أمامنا سنوات لتنضج التجربة الديمقراطية ويزداد الوعي لدى الناخبين والمرشحين على حد سواء. ولكننا كنا نتمنى أن نرى المجتمع المدني وفرعه النسوي على وجه التحديد يخوض التجربة فيخطئ مرات ويصيب مرة، ويحسب له شرف المحاولة. وددت لو رأيت المؤسسات النسوية في مصر تصوغ الرؤى وتطرح الأسئلة على مرشحي الرئاسة مرة بعد أخرى وتنتزع منهم إجابات محددة عن هموم المرأة المصرية بكل طوائفها. وأن تجبرهم على التفكير بتمعن في مشاكل تهتم بها تلك المؤسسات، ثم تصوغ برنامجًا يزكي أحد المرشحين، تعمل على نشره، وتجبره بعد نجاحه على الالتزام بما وعد به. كنت أتمنى أن تتفاعل تلك الجمعيات والمؤسسات بإيجابية تسبق بها الحدث وتشكله، بدلا من انتظار وقوعه. فماذا نعرف نحن المهتمات بشؤون المرأة عن رؤى مرشحي الرئاسة تجاه القضايا التي تهمنا؟ وكيف لنا أن نختار مرشحًا ونفضله على غيره ما لم ترشد مؤسسات المجتمع المدني خُطانا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح