الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البطالة اخطر اسلحة الراسمالية على وحدة الطبقة العاملة وحركتها النقابية

سعاد خيري

2012 / 4 / 24
ملف حول مشكلة البطالة في العالم العربي وسبل حلها، بمناسبة 1 ايار- ماي 2013 عيد العمال العالمي


البطالة اخطر افرازات الراسمالية على وحدة الطبقة العاملة
وحركتها النقابية
رمت الثورة العلمية التكنولوجية بملايين العمال في احضان البطالة . ولم يقاوم انبل العمال شروط راس المال للحفاظ على مواقع العمل , وفي مقدمتها عدم الانتماء الى النقابات !! حتى في اكثر البلدان تطورا. فتقلصت عضوية النقابات بشكل رهيب. وابطلت الشركات متعددة الجنسية اهم اسلحة الطبقة العاملة لفرض حقوقها , الاضراب, بغلق المعامل التي يضرب عمالها وتشديد الانتاج في معاملها في البلدان الاخرى . كما حدث في اضراب عمال المناجم في بريطانيا هذا العام. الذي دام اكثر من ستة اشهر دون ان يحقق اهدافه. بل ورضخت الطبقة العاملة لاساليب الراسمالية في سلب مكتسباتها التي حققتها عبر عقود من النضال والتضحيات . وبدل من تخفيض ساعات العمل الذي تفرضه انتاجية التكنولوجيا الحديثة , تقبل العمال زيادة ساعات العمل باساليب مموهة وصريحة خوفا من البطالة !!ّ الامر الذي فاقم البطالة وادى الى القبول بوصفات مؤدلجو الراسمالية بتخفيض الضرائب على الراسمال من اجل خلق فرص عمل جديدة التي دعى لها مؤتمر السبعة الكبار في تورينو بايطاليا في نيسان 1996.
فالبطالة هي اخطر افرازات علاقات الانتاج الراسمالية في عصر الثورة العلمية التكنولوجية . لانها تشل الطاقات الفعالة والمبدعة لملايين الشغيلة وتحطمها وتحرم البشرية من نتاجاتها المادية والروحية وتحولها الى فئات هامشية يسهل على الراسمالية استخدامها للضغط على الشغيلة العاملة وسلبها مكاسبها فضلا عن تجنيد اعداد غفيرة منها في مختلف المنظمات الارهابية والمتطرفة التي تستخدمها لقهر الشعوب الطامحة للتحرر. واغراق الملايين منهم في تناول المخدرات لقتل الشعور بالغبن لديهم وتحطيم روحهم الانسانية وطموحاتهم.
وفي العراق عملت الدكتاتورية بتوجيهات الراسمال العالمي على سلب الطبقة العاملة استقلاليتها وثقتها بقدراتها وتشويه سايكولوجيتها. فقد عمل من خلال الارهاب الدموي على تصفية حركتها السياسية داخل الوطن , والغت النقابات ثم حولت عمال قطاع الدولة الى موظفين وحصرت التنظيم النقابي المشوه بعمال القطاع الخاص. واتت الحروب التي شنتها تحقيقا لطموحاتها التوسعية المتناغمة مع مصالح الراسمال العالمي الى تهديم منجزات اجيال من الشغيلة وهدر دماء مئات الالاف منهم . ونتيجة للحصار الاقتصادي الذي فرضه قطب الراسمال العالمي الولايات المتحدة على شعبنا بحجة معاقبة صدام توقفت الدورة الاقتصادية واستفحلت البطالة الامر الذي اعاد العراق اقتصاديا قرون الى الوراء . ويهدد الحصار الاقتصادي واثار قصف القوات الامريكية لشعبنا باليورانيم المنضب بحجة تحرير الكويت , حياة الملايين من الاجيال الحالية والمستقبلية , انتقاما من الروح الثورية لشعبنا وارغامه على قبول الاحتلال الامريكي المباشر واستثمار خيرات البلاد.
وهكذا نرى ارتباط مصير شعبنا بمصير البشرية وشغيلة العالم وكل نظرة ضيقة تحد من مجال تفكيرنا وتحصره بصدام , بحيث لا نرى المحرك لصدام وغيره من البدائل التي تعدها الامبريالية الامريكية لتنفيذ مخططاتها بالنسبة للعراق والمنطقة والعالم , بل والقبول بمناطقها الامنة واتفاقياتها ومخططاتها للمنطقة بمجملها واداتها اسرائيل وانظمة الخليج والحكام الدكتاتوريين من امثال صدام مرورا بملك الاردن في المشرق العربي والحسن في مغربه.
ان امام البشرية خيارين لا ثالث لهما اما الفناء او التحرر من علاقات الانتاج الراسمالية . وللبشرية كل الامكانيات لتحقيق تحررها اذا ما ادركت مصادر قوتها الكامنة في وحدة شغيلة اليد والفكر . فكل ما تتمتع به البشرية من قيم حضارية هو من نتاج شغيلة اليد والفكر. وكل الارباح التي يتمتع بها مختلف اصناف الراسماليين من مستثمرين ومضاربين في البورصات وغيرهم من تجار السلاح والبيروقراطيات الحاكمة في البلدان التابعة مصدرها العمل وهي جزء من فائض القيمة الذي تخلقه قوة العمل. فقوة العمل هي البضاعة الوحيدة التي تنتج اكثر من قيمتها !! ولتغطية هذه الحقيقة وتمويهها يبث مؤدلجو الراسمالية مختلف النظريات والمفاهيم التي تهمش دور الشغيلة وتعظم دور التكنولوجيا. في حين لا يمكن الفصل بين الانسان العامل والتكنولوجيا مهما بلغت من تطور , بل انها تفرض تطور الانسان فكريا وتكنولوجيا وتحرره من العمل المضني وتحول العمل الى متعة , فضلا عن تقصير يوم العمل والتفرغ للهوايات المبدعة. كما فرضت الثورة العلمية التكنولوجية الربط بين العمل الانتاجي والعمل الفكري نتيجة تحول العلم الى طاقة انتاجية مباشرة. وفرضت رفع مستوى العمال المنتجين فكريا وتكنولوجيا وتطوير هائل لمعاهد البحوث العلمية ليس في مجال العلوم الطبيعية فقط بل وفي مجال العلوم الاجتماعية والاقتصادية وتنظيم العمل والبحوث السايكولوجية الاجتماعية وعلم الجمال الصناعي.
يسخر الراسمال العالمي كل هذه المزايا التي تقدمها الثورة العلمية التكنولوجية لزيادة ارباحه بامعان استغلال شغيلة اليد والفكر. فقد حول الانتاج الفكري الى بضاعة قابلة للبيع والشراء اسوة بقوة العمل وبذلك وسع القاعدة الاجتماعية للطبقة العاملة التي يقع على عاتقها انقاذ البشرية من الفناء
ويتصاعد نضال الشغيلة في جميع انحاء العلم ويكتسب طابعا جديدا ويغتني سلاح اضراباتها بمضامين جديدة . وتتظافر قوى واحزاب سياسية من اجل تطوير فكر الطبقة العاملة وتجديد حركتها ودعم وتطوير الحركة النقابية وربط طابعها الوطني بطابع عالمي وفقا لما تفرضه عولمة الراسمال وشركاته متعددة الجنسية وربط طابعها المهني بطابع سياسي واهدافها الانية باهداف الانسانية عموما. لتكن اهلا لتجميع طاقات البشرية في النضال من اجل التحرر الابدي من علاقات الانتاج الراسمالية وما انتجته من حروب وكوارث عبر تاريخها . كما تفرض تطوير وسائل واساليب نضالها واستثمار منجزات الثورة العلمية التكنولوجية لخدمة كفاحها ولتحقيق مجتمع الوفرة والتحرر من الحاجة وتحويل العمل الى ضرورة حياتية ممتعة ومبدعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل