الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربيع غيّر عنوانه......

فتحي المسكيني

2012 / 4 / 24
الادب والفن


أيها الضباب الآخر
إنّ صوتك قد بلغ إلى شباك الروح
التي أنهكها ضجيج الشوك
على أكتاف هذه المدن
الوحيدة أكثر من أيّ وقت مضى...
نحن أصوات متناثرة
في مدى لا يكاد يوفّر لها مجرد الصدى...
نصطاد أرواحنا
دون أن ندري
وعلينا أن نعيد الأجساد إلى حريتها الخاصة...
في كل مرة
كيف أستطيع أن أتكلم كل اللغات الممكنة في قلبي...
بلا أيّ شعور بالذنب
إزائي ؟
نحن مترجمون متعبون
لما قالته آلامنا من دوننا...
وعلينا أن نلحق بأنفسنا الجديدة
قبل أن تتم سرقتها
من طرف الناجين المزيفين بعد الطوفان...
إنّ الربيع لم يعد كما كان...
لقد غيّر براقعه
بشكل ساخر من كل أوصافنا للطبيعة...
صار الربيع بلا طبيعة
وليس فقط بلا تاريخ...
لكنّ سكّان الجبال والأودية والدروب المهملة
خلف لائحات الدول التي تغازل الشيطان دون أعضاء
ووراء أبواب الحكومات
العاجزة عن الخطأ المناسب
الذي ينجي الله من وعوده....
يعرفون جيّدا كلّ مساء
كيف يعودون إلى قُراهم الروحية،
حيث تركوا المستقبل نائما منذ الصباح
وكيف يكتبون قصائدهم
على جلودهم
بدون أي تزويق إضافي
سوى عبق المستحيل النائم فيهم ولا يعتذر...
لأنّه الشاهد الوحيد على أنّهم لن يموتوا بسهولة...
إنّ علاقتهم بالأمل
فظيعة واستثنائية...
مثل قبلة من نور
على إله ميّت
سقط في شبكة العنكبوت
من أراد أن يموت
عليه أن يحيى أوّلا
كأقصى ما يكون
الموت هبة العاجزين إلى الحجر
لكنّ الحجر كان يوما ما
دماء طريّة
في قلب بركان من القُبل
علينا أن نستحقّ آلامنا أيضا
لأنّ الحجر
لن يتألّم أبدا
من أجلنا
ومن أراد أن يجد نفسه
عليه أن يبحث عنها
في مكانها
حيث خبّأها أوّل مرة
في قلبه الأوّل
الذي سكنته الخفافيش في غيابه
إنّك لن تكون أكثر من قلبك
وجميع الورود في الطريق
سوف تحبك
لأنّك الدليل الوحيد
على عطرها.......
حبيبي..........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري


.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس




.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن


.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات




.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته