الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربيع الأمازيغي, ءانتصار ثم ءانكسار (2/2)

بلعمري اسماعيل

2012 / 4 / 24
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


انتهى الصراع داخل حزب الشعب لصالح الشرعية, و اندحر الاءنفصاليون القبائل بشكل مؤلم ترك آثاره الماثلة الى اليوم, و كان الاءعتقاد السائد لدى جماعة "بناي" أن مصالي الذي لا يُعرَف له أي تكوين علمي أو حتى سياسي, واقع تحت التأثير الكامل لشكيب أرسلان, الذي اجتذبه ليدور في فلكه و فلك القومية العروبية, وهو اعتقاد صحيح تماماً و ءان كان البعض يعزوه الى حاجة النضال القومي الجزائري في تلك الفترة الى دعم المحيط الأقرب حضارياً للبلاد و هو في هذه الحالة المحيط العربي الاءسلامي, و هي نظرة براغماتية سليمة لكن "مصالي" في الواقع لم يكن نداً ثقافياً لأرسلان ما سَهَّل لهذا الأخير التأثير عليه و الحاقه بمشروعه العروبي كتابع وفيّ أو مجرد مريد, وفي الواقع الجماعة القبائلية كانت محقة في جميع المطالب الظاهرة التي رفعتها, و هي ضرورة الاءعتراف بالبعد الأمازيغي للبلاد و الخروج من تأثير الجاذبية العروبية, لكن الجماعة التي أخفت نوايا وصولية في صراعها على النفوذ و سعيّها لتزعم النضال لأجل الأمة الجزائرية أضافت و بشكل واضح مطلب ءابعاد المكوّن الاءسلامي عن الهوية الجزائرية و هو مطلب خطير على اعتبار أن بداية تكون الدولة-الأمة الجزائرية كانت بدوافع دينية بحتة ظهرت مع بداية الغزو الفرنسي للبلاد و تمثلت في تجند القبائل الجزائرية خلف الزوايا الدينية لمقاومة الاءحتلال تحت راية الجهاد و هو الأمر الذي لم يتحقق في مواجهة الغزو العثماني التركي لاءعتبار واضح جلي, تعلق أساساً بالدين.

عرفت الأحداث التي زعزعة ءاستقرار الحزب و أخرجت للعلن لأول مرة في تاريخ البلاد القوة القبائلية التي كانت تتكون في السر تحت رعاية الاءدارة الفرنسية باءشراف الدكتور فارنيي (wernier) و ءاسهام العشرات من أشهر علماء الاءجتماع و الاءنثروبولوجيين الفرنسيين بهدف خلق وحدات ءاجتماعية متمايّزة ثقافيا (لغة,عادات, أنماط ءاجتماعية) وهذا طبيعي, و لكن الأخطر أنه على هذه الخطة لكي تنجح أن يكون هذا التمايز أيضاً و ضرورةً تمايزاً ءاقتصادياً و طبقياً يظهر معه المشهد وكأن الأمر يتعلق بعناصر ءاثنية ذات مقومات طبيعية غير متساوية جوهرياً ( تفاوت المقدرات الذهنية) وفق نظريات عنصرية كانت رائجة في القرنيين الثامن عشر و التاسع عشر, و الهدف هو خلق نخب رائدة تكون في الطليعة وتأخذ طبيعياً زمام القيادة, ولكن بحكم كونها من ءاثنية واحدة فاءن باقي العناصر ستُعاديها بقوة الأشياء و حتمية القوى التي تتحكم في سلوك الاءنسان في بيئته, و بصفة خاصة الاءنسان الجزائري المجبول على الاءستقلالية الفطرية و رفض الهيمنة, و يضاف الى كل ذلك الحساسيات الاءثنية الموجودة أصلاً و التي نفخت فيها الاءدارة الاءستعمارية بمهارة تستحق التقدير.
لن أكرر ما ذكرته في مقالة ( أصل العنجهية القبائلية...) لكن الخطة نجحت الى حدٍ كبير, فبتكون النخب القبائلية وسط صحراء ثقافية مقفرة بدت منطقة القبائل كخزان ءاطارات وحيدة للبلاد, و بتلقائية سعت تلك النخب لأخذ مكانتها الطبيعية و كان يلزمها لذلك قضية تلتف من حولها و تبرر بها "زحفها" على مقدمة العمل السياسي في البلاد, و لكن أيضاً تصلح كعقيدة لا غنى عنها للتعبئة في الوسط القبائلي, وهكذا جرى خلق عدو شبحي تمثل في ما يسميه القبائل الى اليوم "لعرب" و يقصد بها كل جزائري غير قبائلي حتى و لو كان ناطقاً بالأمازيغية, على غرار "الغوييم" عند "شعب الله المختار".
ءان الصراع على زعامة حزب الشعب الجزائري في الأربعينات من القرن الماضي هو بداية الصراع على قيادة الشعب الجزائري, و هو صراع مستمر الى اليوم, يجري خوضه بشعارات هوياتية عاطفية تماماً كما فعل و يفعل الاءسلاميين في أكثر من قطر عربي و في الجزائر خاصة مع الدين الاءسلامي, المكوّن الآخر للشخصية الجزائرية, لكن السيف القبائلي بدأ يصدأ.

الربيع الأمازيغي, و الحق الذي تُرادُ به السلطة:
الأخطاء التي وقعت فيها النخب السياسية الجزائرية منذ بداية تشكلها بشأن مسألة الهوية هي بلا أدنى شك أخطاء فاحشة و خطيرة مست جوهر البناء الحضاري و هو الاءنسان في أسسه الفكرية و الوجدانية, ينبغي لكل تحليل محايد و موضوعي أن يتجنب ءاصدار أحكام قطعية بشأن أحداث تاريخية جرت في سيّاقات تاريخية و ءاجتماعية مختلفة تماماً عن سيّاقاتنا, و تحت ظروف قاهرة حتّمت خيّارات قد لا تعبر بالضرورة عن قناعات حقيقية للذين قاموا بها, لكن مسألة الاءنقسام بشأن الهوية في الجزائر تخفي حقائق مؤلمة و مثيرة.
ليس من الموضوعية ءاطلاقاً المبالغة في الاءنتقاص من الدور الذي لعبته النخب القبائلية في ءاحياء البعد الأمازيغي للبلاد و كسر الطابو الذي حُبست فيه الثقافة الأمازيغية و ءاخراجها للعلن, هذه حقائق تاريخية ثابتة, الحديث هنا يدور حول النوايا الفعلية لهذه النخب من وراء ءاثارة المسألة الهوياتية, و هي نوايا يمكن ءادراكها بالتمعن في ثلاث مسائل هامة يعرفها كل مبتدأ في علم الاءجتماع, تتعلق بالخريطة الاءثنية لتوزع النفوذ في أي مجتمع بشري, لرسم خريطة بهذا الشكل ينبغي اللّجوء الى علم الاءحصاء, هناك اذا ثلاث أسس يصدر على ضوئها الحكم بشأن هذه المسألة:
1/ نسبة توزع الثروة بين مختلف الاءثنيات المُشَكلة للمجتمع
2/ النسب الاءثنية للنخب الحاكمة ( ومنها العصب السلطوية الجهوية, أي اللّوبيات الاءثنية)
3/ التفاوت التنموي بين الأقاليم
تجنب قادة جبهة التحرير الأوائل بمهارة ءالهامية مسألة الصراع الاءثني على السلطة الذي تفجر غداة الاءستقلال في ما عرف بأزمة صيف 62, أو صراع الولايات ( الأقاليم الاءثنية, الولايتان الثاثة والرابعة ضد باقي الولايات) بسياسة التوازن الجهوي الذي تقضي بتكوين حكم رئاسي لكن جماعي ( قيادة المؤسسة العسكرية, و مجلس الثورة) و هما مؤسستان جرى توزيع المناصب فيهما بتوازن بين المكونات الاءثنية للبلاد, كما جرى ءاقرار مبدأ تدوير السلطة بين الولايات, أي تناوبها على رئاسة البلاد, و في هذه النقطة بالذات مازالت الولاية الثالثة ( القبائل) تطالب بحقها في الرئاسة و اذا صدقنا بعض التسريبات الاءستخباراتية الفرنسية فاءن الحديث يدور عن حل ءاستثنائي يقضي بتعيين أحمد أويحى نائباً لبوتفليقة الذي يتخلى عن السلطة قبل عام من نهاية عهدته لأسباب صحية لصالح نائبه ليكمل ما تبقى كأول و آخر رئيس قبائلي للبلاد و لمدة سنة واحدة.
لكن الرئاسة ليست سوى سلطة ظاهرة ذات نفوذ غير ثابت و هو في كل الأحوال محدود, النفوذ الفعلي في المجتمع يُقاس بالقدرة على توجيه القوى المشكلة له في اتجاه خدمة مصلحة محددة, ءان الأمثلة عن الصراع الذي جرى و يجري حول النفوذ لا تعد, و لقد بدأ التقهقر الفعلي للنفوذ القبائلي في المجتمع مع صعود نجم بوتفليقة الذي ينتمي الى البرجوازية التلمسانية و التي تعد مع نظيرتها القسنطينية و الجزائرية ( العاصمية) ثقل موازنة (contre pois) حقيقي في وجه اللّوبي القبائلي.
بوتفليقة خاض منذ اليوم الأول لنتخابه رئيساً حرب ءاسترجاع (Reconquista) حقيقية استوعب فيها الأخطاء السابقة و التي كان فيها اللّوبي القبائلي الموّحد و المتخندق خلف مزاعم هوياتية ( قميص عثمان) يواجه المكونات الأخرى للمجتمع الجزائري و هي مشتثة و متنافسة فيما بينها, و هي مرحلة عملت فيها الدعاية القبائلية على غرس فكرة الاءستئثار الشاوي بالسلطة, و استهدفت العنصر الشاوي بالذات لأنه أكبر عنصر ءاثني في البلاد (12 مليون) و لكن و هذا الأهم لأنه الوحيد القادر على تبني المطلب الهوياتي الأمازيغي و تجريد القبائل من "التابوت الموسوي" الذي يُستحضَر في المعارك لتحقيق النصر.
عملت الدعاية القبائلية اذا في وقت مضى و الى اليوم أيضاً على تكريس فكرة سيطرة المثلث الشاوي (BTS) على البلاد و هي خرافة صدقها الكثير ممن لا يعرف أن المناطق الشاوية هي أفقر المناطق من حيث التنمية, و أن ولاية خنشلة مثلاً هي الأفقر على الاءطلاق, أما تبسة التي أعرفها جيداً و التي يرمز حرف (T) ءاليها كزاوية المثلث المزعروم فهي ولاية منكوبة و لطالما كانت كذلك.
لم يخطأ ابن خلدون اذا في تحليله, العصبية هي أساس الحكم (في المجتمعات التقليدية) , و حرب الاءسترجاع التي خاضها بوتفليقة قامت على هذا الأساس حتى أن السكرتير الأسبق لحزب جبهة القوى الاءشتراكية ( حزب قبائلي) قال ءان بوتفليقة مكّن للتلمسانيين في دواليب السلطة و ذكر أن 29 والياً من أصل 48 هم من تلمسان بينما 38 والياً من الغرب حيث تقع تلمسان, و رد عليه أبو جرة أن ذلك صحيح و أن البلاد قد انتقلت من يد جماعة تيزي وزو ( ونسي أن يقول بجاية أيضاً) الى يد جماعة تلمسان, و في الواقع فاءن القليل جداً من الجزائريين من انتبه الى أن الأحداث الدموية المؤسفة التي وقعت في منطقة القبائل في أفريل 2001 بعد ءاعدام الشاب "قرموح" (18 سنة في حينها) على أيدي رجال الدرك و التي فجرت عنفاً دموياً لمد أشهر خلّف عشرات القتلى من أبناء المنطقة , كانت في الأساس تضحية أخرى قام بها اللّوبي القبائلي بأبناء المنطقة للحفاظ على السلطة التي بدأت في حينها تفلت من بين أيديهم بعد أن أقال الرئيس بوتفليقة محافظ البنك المركزي( و هو قبائلي) و عين بدلاً منه واحد من خلصائه, و البنك المركزي هو مركز السلطة المالية في البلاد و منبع نفوذ لا يُقدر, و بالموازاة مع ذلك جرد الرئيس بوتفليقة الّلوبي القبائلي من عصا ه السحرية و أقرّ دسترة اللّغة الأمازيغية كلغة وطنية للبلاد و جرى تعميم تدريسها وسط ءاحجام غريب من طرف سكان المنطقة عن تعّلمها على ءاعتبار أن اللّغة الأمازيغية غير القبائلية حتى أن الكثيرمن أبناء المنطقة ممن أخاطبهم بكلمات شاوية لا يعقلون معناها, و كان الرئيس بوتفليقة أول رئيس جزائري يقر بالبعد الأمازيغي للشعب الجزائري بشكل رسمي و مباشر في خطبه, و هو تحول تاريخي بعد صرخات ( نحن عرب, نحن عرب, نحن عرب) التي علا بها صوت المرحوم بن بلة غداة الاءستقلال.
الخوض في تفاصيل الصراع ليس هدف هذه المقالة, ما أسعى الى التنبيه اليه هو السبب الحقيقي في ءاجهاض النضال المشروع لأجل الهوية الأمازيغية.
في الواقع ءان النضال لأجل هذه الهوية لم يكن يمثل بالنسبة للنخب القبائلية التي تصدرته سوى أداة تحقيق النصر في معركة النفوذ في المجتمع, معركة حركتها المطامع الشخصية و جرى التعبئة اليها بالنفخ في العصبية الاءثنية التي غذتها الاءدارة الفرنسية لخلق الشعور بالمركزية (égocentrisme) لدى العنصر القبائلي بوسائل سبق و أن ذكرناها, ما خلق توجساً لدى العناصر الأخرى من مسألة الدعوة الى ءاسترجاع الهوية الأمازيغية للبلاد و بصفة أخص أن المناضلين لأجل هذه القضية من غير القبائل كان يجري تهميشهم بشكل ممنهج من طرف النخب القبائلية التي أرادت أن تستأثر لوحدها بالعلامة التجارية للمسألة, و هو ما خلق قناعة أن أي جهد نضالي في هذا الاءتجاه سيصُبُ في الوعاء القبائلي, و كذلك الطبيعة الصدامية للنخب القبائلية و التي كثيراً ما تخلط بين النضال المشروع لأجل الهوية الأمازيغية و بين فكرة ءالغاء الآخر جزاءاً له على تجاهله لهذا النضال, و الآخر هو في هذه الحالة باقي مكونات الهوية الجزائرية و خاصة الاءسلام, ما خلق لدى الجزائريين نفوراً حاداً من المساعي النضالية الهوياتية و التي كثيراً ما ربطت في مخيّلة الفرد الجزائري بنظريات مؤامرة ليست جميعها وهمية.
ءان النضال لأجل الهوية الأمازيغية كان يمكن له أن يكون أكثر خصوبة لو لم تكن النوايا التي حركت طليعته غير بريئة, و لو جرت توعية الشعب الجزائري بشكل لا يشعر معه أنه مهدد في أسسه الروحية بهذا النضال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لقد صدقت, و أخطأت و أصبت
سلام كريم ( 2012 / 4 / 26 - 14:21 )
في الواقع ءان ماذكرته بشأن طغيّان النفوذ القبائلي هو أمر مشاهد و محسوس في جميع مجالات الحياة الاءجتماعية و الاءقتصادية في البلاد, أنا أشكرك على هذه المقالة الثرية و هذا التحليل العميق, و كما المرة السابقة اسمحلي أن أثير انتباهك الى ضرورة الترفع عن المسائل الجهوية, من الواضح أنك تتألم لواقع حال الثقافة الأمازيغية و الشاوية بصفة خاصة لكنك تخلط بين المسائل الثقافية و المسائل السياسية, و بينما تحذر من الخطط الاءستعمارية في التقسيم على أسس ءاثنية فاءنك تقع تحديداً في هذا الفخ, أنت –بحسن نيّة على ما أعتقد- تنفخ في الحساسيات القبلية دون أن تشعر, و للجزائر ما يكفيها من وجع الرأس, لاحظت أيضاً تطور مهم في كتاباتك من - أخطونا يا عرب- و - اسقاط خرافة الجزائر عربية- الى الدفاع عن الأسس الروحية للمجتمع الجزائري, أنا أحييك عليه.و السلام


2 - ليست خرافة يا بلعمري BTS ال
كهينة أوال ( 2012 / 4 / 26 - 14:23 )
في الوقت الذي تردد فيه دائما أن ما تسميه باللّوبي القبائلي يسيطر على المجال الاءقتصادي و السياسي للبلاد تنكر فيه بشكل غريب حقيقة يعرفها الجميع عن واقع اللّوبي الشاوي و سيطرته على المؤسسة العسكرية المتحكمة في جميع نواحي الحياة, ءان انكارك حقيقة وجود المثلث الشاوي كما تسميه نابع من كونك تنتمي اليه لا أكثر و لا أقل.و اذا كانت بلاد القبائل على هامش التاريخ القديم للجزائر كما تزعم فاءن المثلث الشاوي على هامش التاريخ الحاضر للبلاد, فلا نكاد نسمع للمنطقة صوت أو أيّة مبادرة. و تقبل تحياتي


3 - تباث بالأحرى لا تغيير
بلعمري اسماعيل ( 2012 / 4 / 28 - 14:06 )
تحياتي السيد سلام كريم, ليس هناك أن تغيير في قناعاتي, كنت دوماً أفرق بين الاءيديولوجية العروبية البعثية الساعية لطمس الهوية الأمازيغية و ءالحاقها قسراً بالثقافة الشرق أوسطية, و بين الأسس الروحية للشعب الجزائري, أنا مسلم عن قناعة و أعيش ءاسلامي لنفسي لا لغيري, و لا أتاجر بالاءسلام و لا الأمازيغية التي أدافع عنها باءخلاص, و لا أجعل منها كما هو شأن النخب القبائلية حصان طروادة لاءقتحام قلعة السلطة, ءان ما يؤلمني حقاً هو الأذى الذي تتسبب فيه هذا النخب عن غير وعي للنضال الشريف لهذه القضية و كذا العداوة الغريبة التي تكنها لأكبر تجمع أمازيغي في العالم ( العنصر الشاوي).


4 - آرجو آ كهينة ( مهلاً يا كهينة)
بلعمري اسماعيل ( 2012 / 4 / 28 - 14:08 )
الاءعتزاز بالاءنتماء الى ثقافة ما هو أمر طبيعي, العكس هو الشاذ, في الواقع أنا لم أردد شيئاً غير معروف, و لم أقل -ان الجميع يعرف-( ليت الأمر كان كذلك), أنا قلت ءان كتب التاريخ المعاصر للبلاد تفصّل بوضوح الخطط التي اتبعها الاءستعمار الفرنسي للسيطرة على البلاد و منها خطة البربرة لأجل التحكم و المقصود بها التقسيم التفاضلي للشعب الجزائري على أسس ءاثنية, و التي جُعل فيها العنصر الشاوي آخر العناصر شأناً بينما رفع فيها العنصر القبائلي, ليس حباً فيه و لكن لخلق صراع ءاثني يُمكّن للاءستعمار في هذه البلاد, أما لماذا جاء التقسيم بهذا الشكل فأنا على ءاستعداد لأن لأبعث لك نسخة ملخصة من كتاب (Berbériser pour régner ) و الذي يشرح فيه صاحبه (Dr. warnier) خطته بدقة و وضوح, و على العموم سأترجم مقاطع منه لنشرها بدون التعليق عليها.


5 - .........................................
بلعمري اسماعيل ( 2012 / 4 / 28 - 14:11 )
من جانب آخر اسمحي لي أن ألفت ءانتباهك الى أني لم أسمي شيئاً بالمثلث الشاوي, التسمية أطلقتها الدعاية القبائلية لتّستر على حقيقة نفوذها المطلق على المجتمع, أما المؤسسة العسكرية و التي يحلوا للكثير- و لك على ما يبدو- الزعم بسيطرة العنصر الشاوي عليها,فأنا لا أنكر أن لعدد كبير من الشاوية ميل غريب الى الاءلتحاق بالجيش( ولي أيضاً بالغريزة), لكن لهذا الأمر تفسير علمي, ءان سكان المناطق الداخلية في الكثير من الدول و المناطق التي شهدت في فترات ما من تاريخها مركزية عسكرية يميل سكانها الى الحياة العسكرية و هذا مشاهد في فرنسا مثلا مع منطقة بوردو (Bordeaux) و في الولايات المتحدة مع تكساس و الجنوب الأمريكي, حتى أن كلمات الأغاني الشاوية تردد عبارات حربية ( البارود, الأشداء, الفحول) و كل ذلك على ءايقاعات عسكرية في حين أن الأغاني القبائلية ءاجتماعية في الغالب و تُقرن برقصات شهوانية بدائية.


6 - ......................................
بلعمري اسماعيل ( 2012 / 4 / 28 - 14:12 )
لكن الزعم بأن القيادة العسكرية في البلاد هي شاوية فضلاً عن كونه ءاستفزاز فهو لا يخضع لأي سند علمي. النواة الصلبة للمؤسسة العسكرية في البلاد هي مديرية الاءستعلامات و الأمن, و لقد سبق لي أن أشرت الى الأشخاص الذين تناوبوا على ءادارتها و هم في أغلبيتهم من منطقة القبائل و هو أمر سائد الى اليوم مع الجنرال محمد مدين و الذي يطلق عليه البعض لقب (Le dieu de l’Algérie), في هذا الموضوع بالذات السحر ينقلب على الساحر عندما تبسط الأدلة الاءحصائية, لو تجرين بحث سريع على النت حول التركيبة البشرية للمؤسسة العسكرية لن تسقط من عقلك خرافة المثلث الشاوي فحسب بل و ستغيرين قناعتك بشأن خريطة النفوذ في البلاد.


7 - .............................................
بلعمري اسماعيل ( 2012 / 4 / 28 - 14:13 )
أشير أخيراً الى التناقض الكبير الذي وقعت فيه عند قولك ءان المثلث الشاوي الآن على هامش التاريخ و لا نكاد نسمع له حس, و في النفس الوقت تزعمين أن هذا المثلث يستحوذ على النفوذ عن طريق المؤسسة العسكرية! اذا كان على الهامش فهو لا يستحوذ اذا على أيّ شيئ و العكس!.


8 - ...........
بلعمري اسماعيل ( 2012 / 4 / 28 - 14:15 )
Maqval attwazaat lekduvat imeqranen khir roh qelev raf tidets yellan zzat walnik, aka tkhedmat lhaja yellan selhikma a laaqel.


9 - ملاحظة يا بلعمري
كهينة أوال ( 2012 / 4 / 30 - 14:38 )
أولا أشير الى طريقتك الاءنفعالية في الرد على النقد, لن أرجع هذا الأمرالى طبيعة أصولك الاءثنية كما تفعل أنت عادة, ثانيا أنا لا أنكر أن هناك خطط استعمارية استهدفت تفريق الجزائريين على أسس عرقية و ثقافية, و التركيز كان حول منطقة القبائل هذا و اضح, لكن قولك ءان النجاح كان في هذه المناطق دون غيرها فهذا دليل على جهوية متأصلة تزعم محاربتها لكنك في الواقع تكرسها, السيد بلعمري لا حظ أنك قلت -الصراع على النفوذ بين الاءثنيات في أي مجتمع هو أمر طبيعي- لماذا اذا ترفض ما هو طبيعي عندما يتعلق الأمر باءثنية غير ءاثنيتك, و بدون أحقاد تحياتي الخالصة.


10 - بلا أحقاد
بلعمري اسماعيل ( 2012 / 5 / 2 - 11:07 )
أشكرك السيدة كهينة على ءاثراء الحوار و بشكل متمدن بالفعل, أنا أُقرءانه لأمر نادر في مجتمعاتنا, في الواقع ليس هناك أيّة انفعالية في الرد, ما عدا ربما الرد الذي جاء بالأمازيغية و ترجمته لمن لا يفهما ( بدلا من نشر الأكاذيب الخطيرة, كان يجدر بك البحث أولاً عن الحقيقة التي هي في الواقع ماثلة أمامك, عندئدٍ تظهرين قدراً من الحكمة و العقل) و اذا كان هذا التعقيب جارحاً لك فأنا أعتذر لك بحرارة وروح أخوية, و بدون أحقاد تحياتي آ كهينة, تانميرت.

اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا