الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ندوة باريس للاحتفال بذكرى ثورة 14/تموز واللقاء الاول باخي الاصغر , زهير,

سعاد خيري

2012 / 4 / 25
سيرة ذاتية


ندوة باريس للاحتفال بذكرى ثورة 14/تموز
واللقاء الاول باخي الاصغر , زهير,
بدعوة من اخي الاصغر زهير سافرت برفقة وداد الى باريس في صيف 1996 لنلتقي بعد ما يقرب من نصف قرن من الفراق, وبعد ان اصبح في الثانية والخمسين من العمر. فكيف ساعرفه!! ووداد لم تره ابدا وليس لي اية صورة له, اذ لم يسبق ان تراسلنا ولم تنفق على طريقة للتعرف على بعضنا. كنت قلقة ومتشوقة للقاء , دون ان اشعر باي شيء من حولي . فكل ما يهيمن على مخيلتي هو كيف كنت ارعاه في طفولته ولاسيما عندما اصيب واختي الاصغر امل , بالحصبة , وهو في الرابعة من العمر , وكيف كنت ارد على اسئلته المتنوعة التي كانت تنم عن ذكاء مبكر لاسيما اثناء الحرب الكورية التي استعرت في اواخر الاربعينات, وكم كان جميلا !!.
وصلنا وانهينا كل اجراءات المطار وانا لا ادرك كيف كان يجري كل ذلك حتى رأيته!! رأيته وعرفته للتو!!, رغم الاختلاف الشاسع بين مظهره عند الفراق قبل 45 عاما ومظهره الجديد. فقد اصبح يشبه اخي الكبير نعيم الذي زارني في براغ قبل وفاته بايام. وعرفني هو ايضا فورا للشبه بيني وبين امي .
تعانقنا !! وما احر العناق !! وعرفته وداد فورا ايضا موجهة نظرات العتاب الي عن صورته التي رسمتها لها عنه, وعن جماله!! واذ خجل في البداية من التكلم باللغة العربية فقد ادهشنا بطلاقته بها وبذاكرته الحية عن انتفاضة كانون 1948 وحفظه للكثير من ردات واهازيج الجماهير فيها. وكاي عراقي يتصاعد حنينه للوطن على مر السنين ويجد في كل عراقي في الغربة نفحة من الوطن. فقد كان يلتقي برفاق منظمة الحزب الشيوعي العراقي في باريس ولاسيما في اعياد الاومانتية جريدة الحزب الشيوعي الفرنسي , حيث يقيم الحزب الشيوعي الفرنسي معرضه السنوي وتساهم منظمة حزبنا بها . وقد تجلى ذلك في استقباله لهم عندما حضروا لزيارتي ومن ثم لتوديعي في بيته .
وحدثنا عن معاناته في طفولته بعيدا عن كل ما كان يتمتع به من حنان ورعاية في الوطن والعائلة, وعن كفاحه من اجل التفوق العلمي وحصوله على امكانية اكمال دراسته في فرنسا والعمل فيها. وبكل اللهفة والحب استقبل وعالج في قسم السرطان في مستشفى , اطفال عراقيين اصيبوا بالسرطان بعد القصف الامريكي للعراق باليورانيوم المنضب.
جال بنا فرنسا من شمالها الى جنوبها في عشرة ايام هي عطلته الصيفية . زرنا مرسيلية وسبحنا في البحر الابيض المتوسط وزرنا مدنا عديدة ومنها نيس واخيرا مدينة جان دارك ووقفنا اجلالا امام تمثالها وعدنا الى باريس. والتقينا بعائلته المكونة من زوجته واربعة بنات وولد وكانت ثمة خلافات عائلية لم نزج انفسنا بها لاسيما انه يقيم في بيت من طابقين, في واحدة من اكبر مستشفيات باريس وزرنا مختبره الذي تجري فيه اعظم التجارب النانوية العالمية . وبانتهاء عطلته تجولنا وداد وانا في شوارع باريس عشر ساعات يوميا . وباريس هي متحف الحضارة الانسانية . فلا يخرج المرء من تحفة حضارية رائعة الا وتجذبه تحفة اروع بعد مسافة قصيرة. ان باريس تجسد تاريخ البشرية وحاضرها وتبشر بمستقبلها. وفي سلوك الجماهير وطلعتهم تتجسد سايكولوجية الانسان الذي خبر تطور العلاقات الاجتماعية قبل غيره, بدءا بالثورة الفرتسية الى كومونة باريس وصولا الى ارقى مراحلها.
ويبقى اهم احداث باريس الندوة التي اقامتها لي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في فرنسا بمناسبة الاحتفال بذكرى ثورة 14/تموز, وحضرها عراقيون من مختلف الاتجاهات ودارت مناقشات هادئة . فقد تاثر الكثيرون بالافكار التي طرحت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عن نهاية الايديولوجيا . فوجه لي احدهم الانتقاد بكون محاضرتي تتسم بالطابع الايديولوجي الذي ولى زمانه!!
فاجبته, ان الايديولوجيا هي التعبير عن المحتوى الطبقي للافكار والمصالح, ولا يمكن ان تنتهي الا بنهاية انقسام المجتمع الى طبقات . وان شعار نهاية الايديولوجيا ما هو الا نزع سلاح من جانب واحد!! والسلاح الايديولوجي الرئيس للراسمال العالمي كان وما يزال مكافحة الشيوعية. وبما انني شيوعية فانني انطلق من ايديولوجيتي الطبقية التي تمثل افكار ومصالح ومواقف جماهير الشعب . ويمكنك طرح وجهة نظرك المنطلقة من ايديولوجيتك الطبقية. ومن خلال الصراع الفكري نتوصل الى الحقيقة.
استضافتني المنظمة ليلتين احدهما في بيت مسؤل المنظمة رائد فهمي والاخرى في بيت ابو سلام . وودعوني في سهرة في احد مطاعم باريس حيث صدحت الاغاني العراقية وكانت ام سلام نجمة الحفل بصوتها الحنون الذي لا ينسى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تاريخ لؤلؤي
أبو محمد.البصره ( 2012 / 4 / 25 - 15:05 )
تابعت الحلقات منذ البدايه..تاريخ عريق لحزب عريق,,..الرجاء التوسع في تاريخ الحزب اكثر من التاربخ الشخصي..مع الحترام


2 - تحيه وامتنان
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 4 / 26 - 12:31 )
شكرا لك سيدتي الكريمه حيث التقيتك لاول مره في اللومانتيه قبل سنوات وقبلت جبينك ا
وشكر الى العائله الكريمه عائلة الرفيق الغالي ابو سلام حيث استقبلتنا في اول ليله نقضيها في باريس وكانت الغاليه الكريمه ام سلام كما ذكرنا ذلك في مذكرات طالب لجوء
وتحيه للرفيق ابو رواء رائد فهمي ولعائلته الكريمه التي استضافتنا يوما انا والرفيق صبحي الجميلي بعد اول لقاء لي معه(اي الرفيق صبحي)منذ العام1974
اكرر الشكر ايتها المناضله

اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة