الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألعوبة الوجع (مرثيّة جوني)

إيلي الزين

2012 / 4 / 25
الادب والفن


ألعوبة الوجع
(مرثيّة جوني)

أنا، يا أمّي، دمعة الألم في عينيكِ ساعة خرجتُ ممزِّقاً أحشاءك البيضاء! وأنا جرح ثغرك لحظة سقوطي بين يديك اللتين قذفتاني إلى تفاصيل الحياة.

ما كنتِ تعلمين، يا أمّاه، أنّك تلدين للوجع ألعوبة صغيرة سريعة الانكسار! ما كنتِ تعلمين أنّك تزرعينني في حضن الموت وردة صفراء! وهل رأتني عيناكِ، ساعة التجربة، مُثقلاً بحمل الشريعة التي أطعمتنيها، أو معلَّقاً على مسافات من العدم، أحكي قصّة الوجود؟ ما رأتني عيناكِ وأنا ألثم ثغر القبور، وأتمتم صلاة تفتّقت من ضباب العصور والأزمنة.

تفرحين بجمال وجهي، ولون عينيّ، وشعري الساقط كما العتمة، وأنا ما كنت قطّ جسداً جميلاً. أو تضحكين للجبين الواقف، ولمشيتي المترجّحة بين القبول والرفض، وأنا كالنهدة في أقبية الصدر، وأدبّ دبيبها ساعة الانحدار!

زمني عرش من الظلم على فراش الأرملة، وصرخة صمت في عيون الثكالى! حسبي أنّك قرأتِ في صوتي الطويل قصّة اليتامى، أو لغة النسّاك تزجر الأرواح من عميق الأزل!

أمّي! أيّتها الساجدة في هياكل أشور، تبلّلين رِجْلَي "نرغال"( (1 بدمعتك المنسية، وتمسحينهما بشَعرك المنثور على ممرّات الزمن، قومي لملمي أشلاءكِ وازرعيها في أكواخ من الرحمة. وأنا، يا أمّاه، أبقى في قعر الإله، أسكّن غضبه بسكرة من دمي المسفوك على عتبة الخلود!

1 - أله العذاب عند الأشوريين، يركض وراء الهارب من النار ليُعيده إليها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاكرين القصيدة دى من فيلم عسكر في المعسكر؟ سليمان عيد حكال


.. حديث السوشال | 1.6 مليون شخص.. مادونا تحيي أضخم حفل في مسيرت




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص