الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرار حول السيناريو الاسود واستراتجية الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي من اجل خلاص شعب العراق

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

2005 / 1 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


1. تحول المجتمع العراقي منذ مرحلة دخول القوات الامريكية الى ميدان اقتتال وتقابل بين القوى الاكثر رجعية ومناهضة للبشرية، القوات المحتلة من جهة والاسلام السياسي وبقية القوى القومية-الدينية من جهة اخرى. الفوضى وتخلخل ركائز كل المجتمع وانعدام ابسط الشروط المعيشية المعروفة، مثل الامن والعمل والرعاية الصحية والتعليم والمستشفيات، هي من النتائج المباشرة للحملة العسكرية لامريكا وحلفائها.
2. الوضع المأساوي الحالي في العراق، الذي نطلق عليه السيناريو الاسود، هو في عمومه نتائج لعالم مابعد الحرب الباردة والنظام العالمي الجديد لامريكا. هذه الاوضاع، والذي عايشنا مثيلاتها في البوسنة وبعض دول افريقا والجمهوريات السابقة للاتحاد السوفيتي، هي في الدرجة الاساسية دلالة على افلاس وانعدام البدائل لدى البرجوازية الغربية بعد عالم مابعد الحرب الباردة وانجبارها للاتكاء على اكثر القوى دينية وقومية وعنصرية ونفي ونقض كل ماهو مدني وانساني من اجل تأمين سياساتها ومصالحها.
3. السياسة العسكرية للغرب وبالاخص امريكا في العراق في الظرف الراهن مهدت الارضية لنشاط الاسلام السياسي، البعثيين وباقي القوى الرجعية من قومية ودينية. هذه القوى منها المتصارعة ومنها المتحالفة مع امريكا ممن يشكلون مكونات الدولة المطلوبة من قبل امريكا في العراق، والمدفوعة بها الى الميدان، توائم واجزاء لايتجزأ من سياسة الغرب في العراق والمنطقة.
4. لاتريد امريكا و البرجوازية الغربية على العموم ولاتستطيع ان تؤمن استقرار دولة ونظام علماني وغير قومي وغير عرقي في العراق، حتى لو ان توقفت الحرب الحالية فأن الدولة المتشكلة على اسس السياسة الامريكية، ستكون بالضرورة ذو طابع ديني وقومي وستكون سببا في اندلاع واستمرار النزاعات والحروب الداخلية في المجتمع. وضع نهاية للسيناريو الاسود في ظل السياسات الامبريالية والبرجوازية ممكنة، ولكن في ظل هذه السياسات ذاتها ليس بالامكان تأسيس دولة غير قومية وغير دينية و مجتمع مدني في العراق. في الظروف الحالية للعراق فأن هذه المسألة هي وظيفة تقع على عاتق الشيوعيين.
5. ظروف السيناريو الاسود في العراق جعلت من مسألة البقاء وادامة العيش مشكلة يومية للعمال والجماهير في العراق. الناس يعانون من اللاامن والجوع وانعدام ابسط حقوق الرعاية الصحية والرفاه والمدينة. من هنا ومن منطلق مؤسسة لادارة شؤن المجتمع، اصبحت الدولة والحكم مسألة مبرمة وعاجلة في العراق.
6. هنالك تفاوت كبير بين الظروف الثورية والسيناريو الاسود. اولا ليس لمتطلبات والتطلعات المساواتية والتحررية لعامة الجماهير دورا في خلق مثل هذه الظروف. ثانيا: عدم الاستقرار والفوضى وتخلخل ركائز المجتمع يجعل من مسألة العيش اليومي والبقاء مسألة عاجلة ويومية يعاني منها الجماهير وتحول الانظار عن مسألة المطالبة بالحرية والمساواة واخيرا، ثالثا: حذف الدولة، او في احسن الاحوال ضعف وعدم التأثير المباشر لمؤسسة بعنوان الدولة في هذه الظروف تشوه الاوضاع، وتحذف بدورها الهدف والمرجع لاعتراض ونضال الجماهير. فليس من المعلوم الى اية جهة تحول الجماهير اعتراضاتها ومتطلباتها واي جهة او مؤسسة مسؤلة عن الجواب على متطلباتهم. هذه الاوضاع بكليتها تخلق داخل الجماهير نوعا من الضياع وانعدام الافق والامال وتخلق ميدانا مناسبا واكثر ملائمة للقوى الدينية والقومية السوداء لانتاج قوتها مرة اخرى.
7. بوجود الاختلافات المذكورة اعلاه، للسيناريو الاسود من هذا المنطلق وفي هذه الظروف وجها مشتركا مع الظروف الثورية حيث تشكل الدولة ايضا المسألة المحورية والاساسية للمجتمع و للاحزاب والقوى السياسية والجماهيرالشعبية. من جهة اخرى عدم تواجد او ضعف الحكومة المركزية هي بمعنى ضعف الشرطة والسجون وبشكل عام ضعف المؤسسات القمعية وهذا من الناحية العملية تهيء ظروف مساعدة للشيوعيين بالاعتماد على قوتهم التنظيمية والجماهير المعترضة على هذه القوى السوداء للتدخل الفعال في تغير هذه الظروف وانهاء الوضع الحالي. علينا وبسرعة تعبئة قوانا وقوى جماهير العمال والكادحين لمواجهة كل قوى السيناريو الاسود سواء امريكا وحلفائها او الحركات الدينية المخالفة لها.
مع الاخذ بما ورد، فأن القوة الوحيدة التي تسطيع انهاء السيناريو الاسود في العراق وتؤسس حكومة علمانية غير قومية وغير دينية هي قوة اليسار وبالاخص الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي. القوى البرجوازية العالمية والمحلية في العراق برهنت بشكل واضع عجزها على تنظيم المجتمع بشكل يضمن الحد الادنى من المدنية والمستلزمات الاساسية لحياة مشرقة للانسان في العراق. نحن نعلن انه في الظروف السياسية الحالية الدولة والحكومة الاشتراكية هي الوحيدة القادرة بالمعنى الواقعي للكلمة ان تكون علمانيا وغير دينيا وغير قوميا ومدنيا. يناضل الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي من اجل استقرار مثل هذه الحكومة ومثل هذا المجتمع، اي كسب السلطة السياسية وتثبيت الجمهورية الاشتراكية في العراق. لاجل الوصول الى هذا الهدف الاستراتيجي في الظروف الحالية نقر هذه الوضائف التالية في دستور عملنا:
1. النضال من اجل طرد القوات المحتلة وتجريد القوى الاسلامية و بقايا البعث وباقي القوى القومية والدينية من اسلحتها من خلال تنظيم واخراج الجماهير الى الميدان على الصعيدين العراقي و العالمي. وقيادة حملة فعالة اممية لاجل تحقيق هذه الاهداف.
2. المثول بمثابة بديل السلطة على الصعيد الاجتماعي. والتموضع ضد كل من قطبي القوى الغربية والاسلام السياسي، فضح الديمقراطية الغربية والاسلام السياسي والبعثية والحركة القومية العربية والكردية. بيان الخط المشترك والوجه المشترك لهذه القوى وتعلقهما بمعسكر رجعي متخندق ضد الجماهير الشعبية في العراق. بيان وتجميع القوى حول حقيقة ان امريكا والبرجوازية العالمية والمحلية في العراق عاجزة على اقامة حكومة مدنية وعلمانية في العراق، والبديل الوحيد القادر على اقامة دولة وحكومة علمانية وغير قومية وغير دينية في العراق هو الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي. المجتمع المدني في العراق لايمكن ان يكون الا اشتراكيا.
3. الوقوف بوجه اية دولة قومية-دينية وفضح الى نوع من السياسات والانتخابات والخطط التي تؤدي الى ايجاد مثل هذه الدولة.
4. تنظيم وتعبئة قوى الجماهير في المحلات لاجل طرد القوى العسكرية الغربية والاسلامية والبعثية في المناطق السكنية والمدن وسيطرتها على ادارة امورها بنفسها. الاستقرار العملي لسلطة الحزب والعمل بسياسات الحزب في تلك المناطق وتأمين الامن والحرية وتفعيل الحياة اليومية على اسس سياسات الحزب وبرنامج الحزب بعيدا عن مطاولات القوى المسلحة الغربية والمحلية. تسليح الحزب والجماهير من اجل تأمين هذا الهدف.
5. تعبئة قوى الجماهير وبخاصة النساء بوجه الاسلام السياسي والقوانين والبدائل السوادء التي تريد القوى الاسلامية فرضها على المجتمع. تعبئة القوى الشعبية ضد اى تدخل للدين وقواتها في الدولة وقوانينها ومؤسساتها وشؤونها الاجتماعية. تعبئة الجماهير الشعبية على صعيد العراق و الصعيد العالمي بوجه الارهاب الاسلامي وارهاب حكومات الغرب من منطلق الجرائم المرتكبة يوميا وخاصة حول البدائل والمواقف الرجعية والمعادية للبشرية لهؤلاء حول مسألة السلطة في العراق وادارة شؤون المجتمع.
فقط ومن خلال التنفيذ الفعال والمتعدد الجوانب لهذه الوظائف يمكن انهاء السيناريو الاسود وفي نهاية الامر اقرار نظام حر ومتساو واشتراكي في العراق. يناضل الحزب الشيوعي العمالي اليساري في العراق ويبذل كل طاقاته من اجل تنفيذ تلك الوظائف المذكورة.
الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
10 كانون الثاني 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يؤيد قصف منشآت إيران النووية: أليس هذا ما يفترض أن يُض


.. عاجل | المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: هذا ما سنفعله مع إيران




.. عاجل | نتنياهو: لم نستكمل تدمير حزب الله وهذا ما سنقوم به ضد


.. قصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق للصواريخ أثناء مداخلة مراسلة الجزي




.. نائب عن حزب الله للجزيرة: الأولوية لدينا حاليا هي لوقف إطلاق