الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-لويس ميغيل- آخر ما حدث قبل أن اعتزل !

جوري الخيام

2012 / 4 / 25
الادب والفن


"LUIS MIGUEL"

لا أحد يعرف من هو "لويس ميغيل"
ولا هو يعرف أنه شخص مهم ...ويستحيل أن تصله يوماً هذه الكلمات
لا تتخيلوا أنه حب من طرف واحد .....فأنا لا افتن
و لا أحب من لا يحبني من الرجال و النساء ،لأنهم على تنوعهم في الأرض كثير...
لكن هل سمعتم عن أناس تسترق لحظات من صدق الصداقة
صعب أن يفهم بسهولة أحد .... فأنا حياتي تركبت وصارت عقد
عندما تفك عقدة ...يولد أخطبوط من العقد

"ياسمين" ....
زوجته اللاتينية تناديه لويس
أنا أناديه ANGEL...
هو ملاك...
تسمح الظروف لأمومتي وأبوته أن يلتقيا
أمام صف البنات.... أوفي أعياد ميلاد رفقائهم
يشكي لي هم البنات ...وهم إختلاف وجهات النظر في أساليب التربية مع زوجته
يطرح لي خياراته ويقول أنها صعبة ....
وأنا أقول له أن صعوبتها أحسن بكثيرمن إنعدامها
يسألني "لويس" اسئلة كثيرة...و يسمع ...يأكل كلامي أكلاً
يعجب بقصصي كل الإعجاب حين أتكلم...
ولا تغروا بكتاباتي....فأنا قليلاً جداً ما أحكي
ولا تتعجبوا إذا قلت لكم أني ارتعب من إلقاء قصيدة .....
وأكثر ما قد يزعجكم مني أني لن أنظر في عيونكم إلى قليلاً
ببساطة هو حب العزلة ....فأنا سكنت عالمي وحتى وسط الناس لا أخرج
بنيته بمبادئي وأتثه برحيق أفكاري
دستوري يبدأ بإسم الحرية والكرامة وهو جملة:
"نحن لاشيء لكي نتسامح مع الأخرين"
وشعار المواطنة هو : "أنوثتك ملكك وأنت حرة "
في عالمي لامكان للعبادة...
ولأسف حين أموت لن اذهب إلى الجنة بل سوف يأكلني الدود وأصير أديماً ..
أنا في الحقيقة أفضل أن أحرق ويرمى رمادي في مكان أختي تعرفه (اعتذر عن سواد الفكرة)

وتتمة لحديثي عن العزلة
فبصراحة أن احافظ على ما تبقى في داخلي من براءة
لأنك كلما عاشرت الناس كلما تعلمت السفالة بإرداة أو بغير إرادة
واضطررت للكذب والنفاق مرة بعد مرة
ويصير لكذبنا ألوان .....مثل راية البحر
والناس يظنون أن الراية الحمراء هي الأخطر... أنا أخشى الصفراء أكثر
كما يظنون أن الكذب إذا لبس الأبيض فهو يصير ألطف أوربما أصدق....

أحاول أن لا أضخم الأمور ...
لويس وأنا لسنا أصدقاء
بالمعنى المعتاد..
جمعتنا الوحدة ...والأنشطة المدرسية...
نلتقي في مواعيد لم نقررها ...بل قررتها المدرسة
لقاءتنا لا تدوم طويلاً ... لا يتخللها مشروب ولا حلوى
لكننا نختصر ..و نفرغ كل الهموم في دقائق قليلة ....
ونودع بعضنا بعد 5 دقائق ،عشرة، أو نصف ساعة
لا نتحدث عن حياتنا اليومية إلى إذا تعلقت بالبنات .....
فلا وقت لدينا للتفاهات!!

لاأعرف كيف ترسبت تلك الصداقة السطحية العميقة ....
المسروقة من قلب الحصار...
فظروفي لا تسمح ... بإستضافة الناس،
مجاملة المجتمع وتدليك مشاعر الأخرين
لأحصل على دفء الإهتمام
لكن "لويس" أصر على أن يمرر خيوط الشمس
من تحت بابي الموصد في وجه الحياة


اليوم في الحديقة....بعد أن أطعمنا الأطفال ولاعبناهم
قال لي أنه سوف يرحل إلى ليما...بعد اسابيع
صداقة أخرى سوف تعدم ...
فكيف تهنأ إذا إتحدت ضدك المسافة والرحيل

هو لا يعرف أنه لن يتكرر....
لا يعرف أن دردشاتنا البسيطة ....
بالنسبة لي ليست بسيطة ...بل هي كل و آخر الدردشات
لأني اعتزلت دفن الصداقات في قعر قلبي... اليتيم المشرد
واعتزلت الناس ....واعتزلت الحياة منذ أشهر
إلى أن ترسى السفينة ....و اغتال الرحيل
وإلى أن يصير يومي ملكي...أنهيه متى أشاء ....

يكذب الوحيد إذا قال أنه إختار الوحدة
فهي تختارنا..... لكن النفس تعتاد على نفسها،
على الصدق مع الذات وعلى بساطة خيارات الحياة اليومية
وتدمن بشراهة أنانية العزلة
ويصير صعب تقديم التنازلات والولاء للطقوس و الإجتماعية

بعدما فرغنا من حديث الانتخابات الفرنسية والأزمة الإقتصادية الإسبانية
سألني "لويس ميغيل" فجأة ..... إذا كنت سعيدة ؟
نزعت عيوني حصانتها في غفلة مني و نزلت عباراتي تترنح
جعلت أهدابي تلعقها ....خلف سواد النظارات الشمسية
و تأتي إليسا لتقطع الحديث ...كعادتها ...
لترحمنا من نحيب قطع طريق جابة....

لست أدري
إذا كنت بكيت نعياً للسعادة ،
خضوعاً للرحيل..... أم عزاءً في تلك الصداقة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تشكر
لحسن هبوز ( 2012 / 4 / 26 - 01:09 )
الحروف تتطوّع بهذه الطؤيقة، فهذا أدب الروعة بعينه... موفقة


2 - شكراً جزيلاً
جوري الخيام ( 2012 / 4 / 26 - 20:57 )
!كلمات رقيقة تدفئ القلب وتشجع القلم ...تجده الأن يرقص من الفرح ...ظننته لا يحب المجاملات :)

اخر الافلام

.. الفنان أحمد عصام أشهر لاعب فايرووركس: اتحسدت بسبب فرحي ومادف


.. وفاة الممثل الكندي الشهير دونالد ساذرلاند عن عمر يناهز 88 عا




.. الفنانة اللبنانية العالمية ميريام فارس تشعل أجواء كازينو لبن


.. سألنا الناس في مصر: ما رأيك في تصريحات الفنان بسام كوسا حول




.. -خانه التعبير-.. الناقد الفني أسامة ألفا يدافع عن تصريحات ال