الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس كل ما يعرف يقال ولكن الحقيقة تطل براسها

خالد عبد القادر احمد

2012 / 4 / 26
القضية الفلسطينية



في تعليق للاستاذ اسعد العزوني على مقالتي سابقة النشر, ( زيارة المفتي تكشف.....الخ) يعلق الاستاذ اسعد قائلا.....انتظروا زيارات من الوزن الثقيل. وبعد ان كتبت ردا له اشكره فيه على مروره الكريم , واقول له انه ...... لن تكون هناك زيارات اثقل وزنا من زيارة السادات.... فانني رجعت عن الرد عليه مباشرة في موقع التعليقات في ذيل المقال, ورايت انها فرصة لكتابة هذا المقال الذي يستهدف توضيح سبب اتخاذ موقف _ بيانه _مضاد لقناعاتي الشخصية,
ومنذ البدء علي اولا توضيح فهمي لمهمتي ككاتب راي, والتي تتجاوز مهمة زيادة منسوب الاوهام لدى المواطن الفلسطيني, وتتجاوز ايضا تحريضه تحريضا فوضويا, فالتحريض الفوضوي كانت نتيجته ما يسمى الان بثورات الربيع العربي التي لا يعرف من فيها الكوع من البوع, ولا يميز افتقادها للاتجاه الحضاري المطلوب, ولا بميز في قواها السياسية الغث من السمين, لذلك لم يكن غريبا ان تنتهي حركة هذه الثورات الى اتجاه الى الخلف در نحو الماضي عوضا عن ان تستقبل مسار الحداثة الحضارية ,
ان القوى الشعبية التي تسمح لنفسها ان تصبح مطية للاتجاهات الرجعية ( اليمينية التقليدية واليسارية الاكاديمية والليبرالية الحديثة) وكل ذلك جراء الولاء الروحاني الشديد للفكر العرقي الرجعي, الذي يرتب الاولويات ترتيبا عكسيا, انما تصبح هي نفسها قوى شد عكسي تسترشد مقولة الجاهل عدو نفسه, وحتى لا نبتعد كثيرا فلناخذ واقع الحراك الاردني الذي لا يزال يفاخر بعشائريته, والذي يتجه ليس للتحرر من هذه العشائرية بل الى تمكينها من رقبة القرار الوطني الاردني؟؟؟؟ ومجتمعنا الفلسطيني ايضا ليس متحررا من قيد الفكر العرقي الذي يعيد استنساخ صيغة حالة الانقسام التاريخي تحت وطأة فقدانه التجانس الايديولوجي الوطني الفلسطينية, ودليلي على ذلك صيغة التركيبة الفصائلية الفلسطينية المقيدة لنفس خلل الفكر العرقي والمنقسمة في ذاتها انقساما على صورة تعددية الاتجاهات الاقليمية, قبل وبعد هزيمة 1948 و هزيمة 1967 و ما تلاها من هزائم, حتى باتت حركتنا النضالية ( حارة..... ) والكل يعرف تكملة المثل,
ان مجتمعا استاتيكيا يسير بقوة الاستمرار والعادة, بل ويفضلها على النباهة, هو مجتمع لن يتمكن من التحرر في ظل هذا الشرط , الا بعد حدوث تغيير فكري نوعي فيه تبدأه مبادرة من النخبة الفكرية, فما بالك بنخبة فكرية تمتنع عن بذل الجهد لاعادة قراءة الكيفية التاريخية الطبيعية التي اكتسب معها المجتمع الفلسطيني هويته الوطنية الخاصة, وما رايك باغراق النخبة في هذه السلبية الى درجة ان المرحوم صلاح خلف ابو اياد يعنون مذكراته بصيغة _ فلسطيني بلا هوية؟_,
ان المدى الزمني المطلوب للمراكمة من اجل احداث التغير الايديولوجي الفلسطيني المطلوب, هو ترف لا يتمتع به ظرف صمود المواطن الفلسطيني امام الهجوم الصهيوني الكاسح المتصاعد الوتائر, فالغزو الصهيوني الراهن بكل مجالاته ومستوياته لم يعد يستهدف المؤسسة السياسية الفلسطينية بشقيها الجيوسياسيين في الضفة وغزة, فهذه مهزومة حتى النخاع, وانما بات يستهدف اسقاط الاساس الاقتصادي والحرياتي للصمود المجتمعي الفلسطينية في صورة صمود الاسرة الفلسطينية التي باتت تقف منفردة بلا دعم ز معزولة حتى عن جيرانها في مواجهة الغزو الصهيوني, حتى باتت كل اسرة فلسطينية تهتك لامرها الخاص المنفرد,
ان الهدف الصهيوني الرئيسي في اتفاقات اوسلو كان يكمن في العمل على تحويل المجتمع الفلسطيني من مجتمع مقاومة بشتى انواع واساليب ووسائل المقاومة الى مجتمع مدني مسالم, وهو قد نجح نجاحا من قطع النظير جراء استاتيكية استسلام المواطن الفلسطيني وعجزه عن مواجهة قيادته, بل عبادته لها, ان في رام الله او في غزة, والذي _ يجبن _ عن استعمال السلاح ضدها طالما اقتضى الامر ذلك,
ان قيادتي ابن فتح الذي يهتف لفتح لا لفلسطين, وانت تعرف ان فتح هي اللجنة المركزية, وقيادة ابن حماس من عباد اعضاء مكتبها السياسي. تعمل دون انتباه كوادرها, على تسريع وتائر تحويل المجتمع الفلسطيني من مجتمع مقاومة الى مجتمع مدني مسالم, وهنا تكمن مصيبتنا, حيث يجتمع على تدمير المصير الفلسطيني تحالف كبير يدخل اطاره تحالف الخط القيادي الانهزامي ونمط المواطنة الانهزامية, فاستسلام الشارع الفلسطيني رغم انه يتفوق على الشارع الاقليمي بامتلاكه مشروعا وطنيا فانه يتجسد في حرصه على اولوية الولاء للفصيل الذي هدر منجزات سبق تحققها, على الولاء للوطن ووحدة المصير,
ان الظرف الفلسطيني الراهن يفرض ترتيبا للاولويات يقضي باولوية الحفاظ على صمود _ الاسرة الفلسطينية _ قبل الولاء لشعارات مباديء غير قادرة على تجسيد ذاتها في الواقع, وهذا هو الجوهر الغريزي لتطبيق المبدئية, والذي لا ياخذه بعين الاعتبار نفاخوا الشعارات من النخبة الفكرية الراهنة قبلية الوعي والعقلانية,
لقد كان اغبى احتكام تاريخي في القرن الماضي هو احتكام الشاعر مظفر النواب الى ( الصحراء العربية) متجاهلا انها صحراء مقحلة سبق لها ان انبتت ما تستطيعه ومن ثم تهالكت قدرتها على الانبات مجددا الا لجان هيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واختراق الخصوصيات, وها هي نخبتنا الوطنية الفلسطينية الفكرية والسياسية تعيد اللجوء الى هذا الاحتكام ولكن في صورة ان المبدئية هي ان تقول للاعوج اعوج بعينه, متجاهلة حقيقة ان عوج القيادة الفلسطينية بات طبيعيا بها وليس اراديا,
ان القيادة الفلسطينية الراهنة بمختلف اتجاهاتها ليست على التاهيل اللازم لانجاز مهمة التحرر, فانجاز هذه المهمة يتطلب قيادة شعارها فلسطين اولا في اطار الخضوع للحقيقة الطبيعية التي جاء بها مسار تطور تاريخي وفي اطار الاستجابة للانتظام الاقليمي الذي يقول بالاردن اولا ومصر اولا وسوريا اولا ....الخ, فاين هي هذه القيادة؟ واين هي المواطنة التي تاخذ باحساسها العاطفي ووعيها العفوي على الاقل بهذه الحقائق, رغم ان اخوة الاسرة يجنحون للاستقلالية والتقاسم,
ان قناعاتي الشخصية تتمحور حول ضرورة تهيئة حالة نضالية فلسطينية مستقلة القرار تقدم شرعيتها على اولوية الشرعيات الاخرى وقادرة على حصار الكيان الصهيوني برا وبحرا وجوا, فما جدوى طرح هذه القناعات في مواجهة خيارات قناعات الرئيس محمود عباس التي يحدها التمسك بمنهج المقاومة الشعبية السلمية واسقاط مقولة الكفاح المسلح وعدم سحب الاعتراف بالكيان الصهيوني, حيث لا يتبقى سوى خيار قبول الممكن؟ او طرحها في مواجهة التزام حركة حماس بالقرار العالمي الاسلامي؟؟؟؟؟؟ وانتظار صعود الاخوان المسلمين عالميا للحكم ليساعدوها في الاستيلاء على شرعية تمثيل الفلسطينين,
ان تعليق .... انتظروا زيارات اثقل وزنا..... اذن , يدل على استمرار عدم التقاط الخطورة التاريخية لزيارة السادات للكيان الصهيوني, لان التقاط عبرتها بقي في اطار مقولة اخراج مصر من اطار المواجهة العربية الصهيونية, لكني افهم ان الجوهري فيها كان انها اعلان حالة طلاق خاص مع الخط القومي الناصري واعلان طلاق عام مع مقولة القومية العربية الواحدة, وان للهدف الوطني المصري عند السادات الاولوية على الهدف الوطني الفلسطيني, وهذا ما اثبتته حقائق مجريات الواقع في الاردن ومصر وسوريا ولبنان....الخ, فهل اطلت الحقيقة براسها؟؟؟؟؟ سؤال اوجهه ليس للاستاذ اسعد فحسب وانما لكل قاريء
ان مهاجمة زيارة المفتى للقدس وما سيليها من زيارات, تماثل بالقياس عدم مد اليد لانقاذ الاسرة الفلسطينية التي تغرق طالبين منها فقط ذكر الشهادتين قبل الموت لضمان دخول الجنة,









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح