الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التزود بالكهرباء بالمغرب أو الرحلة التي لا تنتهي

فكري الأزراق

2012 / 4 / 26
حقوق الانسان



أصبح التزود بالكهرباء في الريف بصفة عامة، وبإقليم الناظور على وجه التحديد بمثابة "صدقة جارية" في أيدي المتحكمين بزمام الأمور بالمكتب الوطني للكهرباء إن على المستوى المحلي / الجهوي، أو الوطني، حيث حولوا "حق الربط بشبكة الكهرباء" من حق مشروع لكل مواطن، إلى صدقة ووسيلة للإبتزاز وامتصاص دماء الفقراء، وبالتالي قاموا بتحويل المكتب من أحد القلاع الأساس للقطاع الشبه العمومي، إلى ما يشبه "ضيعة شخصية" يتصرفون بها بلا حسيب ولا رقيب دون إعارة أدنى إهتمام لبنود دفتر التحملات المنظمة لطريقة التسيير والتدبير لهذه المادة الحيوية في علاقتها بالمواطن الذي صار زبون أداءات مباشرة مساهما بذلك في استرجاع التحملات التي يسببها التدخل العمومي في هذا القطاع الحيوي.
ففي الوقت الذي نسمع فيه شعارات رنانة سرعان ما تتكسر على صخور الواقع العنيد الذي لا يرتفع، من قبيل : كهربة العالم القروي، تغطية كل الأحياء والدواوير بشبكة الكهرباء، تقوية الخطوط الكهربائية... وغيرها من الشعارات الزائفة التي يكون الهدف من خلالها "تلميع" صورة المؤسسة التي أصبحت كمقص التعذيب لأبناء هذا الشعب الجريح، لا زال العديد من سكان المدار الحضري يعانون الويلات مع التزود بهذه المادة الحيوية التي هي "حق من حقوق الإنسان" لا يمكن التنازل عنها بأي شكل من الأشكال.
ومن بين الحالات التي تعاني الويلات مع التزود بالكهرباء، والتي لا زالت تعيش في الظلام نتيجة "تعنت" مكتب مافيوزي في الإستجابة لطلب بسيط يتعلق بربط منزل عائلة بسيطة بشبكة الكهرباء، حالة كاتب هذه السطور الذي لا زال يعيش في الظلام بسبب رفضه لإبتزازات التقني بوكالة العروي، المسمى (عاشور)، وبالتالي لا زالنا نقوم بتنقلات ماراطونية بين أكثر من مكتب (محلي ، جهوي، سلطات وصية...) دون أن نجد آذانا صاغية. حيث قمنا بدفع ملف كامل بجميع الشروط التي يتطلبها المكتب المذكور، بتاريخ 13 دجنبر 2011 على الساعة العاشرة صباحا، تحت رقم 33005056445، المسجل بإسم شقيقي "محمد الأزراق"، ولحد الساعة، 25 أبريل 2012، لم نتلق كعائلة أي جواب رسمي من مكتب يبدوا أن وظيفته لا تتجاوز "كهربة الجيوب" بفاتوراتها التي ترتفع يوم بعد يوم بشكل صاروخي، وهو ما تركنا نعيش في الظلام في عز "التضخمات الشعاراتية" التي يرفعها المكتب المذكور في كل لحظة وحين، واكتفى المسؤولون بكل من الوكالة المحلية بالعروي، الوكالة الجهوية بالناظور لذات المكتب بأجوبة شفوية تحمل من التناقضات والتأويلات ما لا يعد ولا يحصى، حيث لا زالوا يرددون علينا أسطورة "ضعف صبيب التيار الكهربائي" في الحي الذي نقطنه، وهنا نتساءل مع المتسائلين حتى لا نُتهم بالآراء المسبقة المنمطة، وفي جميع الحالات تقتضي الموضوعية تأطير الأشياء داخل سياقاتها الصحيحة، فهل "ضعف صبيب التيار الكهربائي" فقط على منزلنا علما أنه تم ربط الكثير من المنازل مؤخرا بالشبكة دون أدنى مشكلة؟ وإذا كان التيار الكهربائي ضعيفا فعلا، فماذا يفعل جيوش التقنيين والمتخصصين لدى المكتب المذكور، والذين يتقاضون أجورهم من أموال هذا الشعب؟ وإذا كان المكتب المذكور غير قادر فعلا على "تقوية" التيار الكهربائي في الجهات والمناطق ذات الصبيب الضعيف فلماذا لم يجمع حقائبه ليرحل عنا ولنبحث بالتالي عن شركة بديلة تقوم بمهمتها وتحترم بنود دفتر التحملات؟ ألا يمكن القول بأن المؤسسة المذكورة لا يهمها إلا "السرقة المتعددة الأوجه" للمواطن لتكديس الأموال في الأبناك الخارجية حتى يتسنى لمسؤوليها العيش في رغد وترك الشعب يعيش في سلسلة مشاكل لا تتنتهي إلا لتبدأ ولا تبدأ إلا لتسترسل؟
إن التلاعب بمصالح المواطن من طرف مؤسسة شبه عمومية لا يتعدى دورها "سرقة الشعب" وتزكية هذه التلاعبات من طرف السلطة الوصية، يجعلنا فعلا نعيش وضع "اللادولة"، وما يحدث في وكالة العروي بإقليم الناظور لهذا المكتب، من تلاعبات لا تعد ولا تحصى بمصالح السكان تجعل الإنسان يتنكر كليا لهذه المنظومة التي يُقال عن خطأ أنها "قانونية" حيث يتصرف شخص واحد، وهو مجرد تقني (يسمى عاشور) في كل المصالح بالمكتب المذكور، حسب هواه، ويقوم بوضع عراقيل كثيرة في طريق طالبي التزود بالكهرباء قصد إرغامهم على دفع رشاوي تتجاوز أحيانا 5000 درهم، وهناك حالات كثيرة لم تستفد بعد من الربط بشبكة الكهرباء بسبب رفضها أداء الرشاوي، أو لعدم توفرها على المبلغ المذكور، وهي الحالات التي اشتكت أكثر من مرة لمختلف الجهات، خاصة السلطات وإدارة المكتب الجهوي بالناظور لكن دون جدوى.
وتجدر الإشارة في هذا الإطار، أن "صاحب السلطة" بوكالة العروي (عاشور) بالمكتب الوطني للكهرباء بالعروي، قال لكاتب هذه السطور ، عند استفساره عن "تعنته" في ربط منزل العائلة بشبكة الكهرباء، بصريح العبارة : "افعل ما في جهدك، لن تستفيد أبدا من الربط بشبكة الكهرباء ما دمت حيا وهنا"، وهذا الكلام، يحمل من التأويلات والإشارات الشيء الكثير، وللقارئ صلاحية التحليل... لنا عودة للموضوع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا


.. هل كانت المثلية موجودة في الثقافات العربية؟ | ببساطة مع 3




.. Saudi Arabia’s authorities must immediately and unconditiona


.. اعتقال 300 شخص في جامعة كولومبيا الأمريكية من المؤيدين للفلس




.. ماذا أضافت زيارة بلينكن السابعة لإسرائيل لصفقة التبادل وملف