الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد العمال العالمي – لم ولن ننساكم

سيف عطية
(Saif Ataya)

2012 / 4 / 26
ملف - المتغيرات فى تركيبة الطبقة العاملة ودورها، والعلاقة مع الأحزاب اليسارية - - بمناسبة 1 ايار- ماي عيد العمال العالمي 2012


عيد العمال العالمي

يرجع تاريخ هذا الحدث العظيم من حيث الفكرة الى إستراليا سنة 1856 من أجل تاريخ وجهود العمال النضالي الطويل ليكون عطلة عالمية. فيما بعد تحولت الى "حركة التسع ساعات" في هاميلتون كندا 1870 حيث إحتشدت مسيرات عمالية للمطالبة بتحديد ساعات العمل مما أدى الى إضراب عمّالي وبالتالي الى إحتفال سنوي بهذه المناسبة. ومن ثم تبعت الولايات المتحدة خطى عمال كندا بتسمية الخامس من سبتمبر 1882 كأول إحتفال عمالي في مدينة نيويورك. وفي عام 1886 حيث أطلقت شرطة شيكاغو النار على عمال الإضراب المتظاهرين المطالبين بتحديد ساعات العمل على ثمان ساعات يومياً مما أدى الى مقتل العشرات منهم مما تبع هذه الحركة بقية الولايات الأمريكية المساندة والتأييد و بالإحتفال الرسمي وإعلان هذا اليوم عطلة رسمية. واليوم أصبح عطلة رسمية لأغلب دول العالم تقديراً لما قدموه ويقدموه لخدمة التاريخ البشري من بناء وتطوّر وما قدموه للإنسانية من إنجازات جبارة على مد القرون.

إن هذا اليوم الأول من آيار هو يوماً تاريخياً لتقييم وتقدير الجهود البناءة لمسيرتهم وسواعدهم وتضحياتهم من أجل ما وصلت اليه البشرية بتاريخها الطويل. إن الأحداث المتسارعة في تاريخنا الحديث وبالأخص ما نمر به من عصر التكنولوجية والبرمجة المعلوماتيّة من إختصار وتقليص الطبقة العاملة بشكل كبير وأدى الى الضرر المباشر وغير المباشر على الطبقة العاملة و زيادة نسب البطالة العالمية عامة والوطن العربي خاصةً. وبإختصار أن التطور التكنولوجي أحدث فجوة واسعة ليست على مستوى البطالة فحسب إنمّا على تفتيت هذه الطبقة الى طبقات عديدة. فعمال التكنولوجيا يتقاضون غير عمال البناء على سبيل المثال لا الحصر وكذلك مستوى معيشتهم وظماناتهم وحتى مستوى التعليم يختلف عن الطبقات العمالية الأخرى الغير فنيّة. ومما نلاحظ أصبحت الطبقة العمالية التقليدية أدنى طبقات المجتمع وزادت من الفروقات الإجتماعية ومستوى المعيشة كماً ونوعاً.

أما إذا تكلمنا عن الطبقات العمالية العربية فهي أكثر الطبقات الإجتماعية المنتجة والمسحوقة في نفس الوقت. إن نضالهم الطويل والشاق من أجل حقوقهم المشروعة في العيش والحياة مقارنة بنظائرهم الأوربيون والأمريكيون فهي الأقل وحدث ولا حرج. إن نضالهم الطويل لا يقتصر على حقوقهم المشروعة ولكن من أجل المجتمع ككل في المطالبة بالحرية والديمقراطية وهذا ما شاهدناه ولمسناه بالتغييرات الجذرية فيمايسمى بالربيع العربي ولكنهم لم يحصلوا على ما سعوا إليه ومما قدموا من تضحيات حيث سرقت تضحياتهم و بعثرت مكاسبهم من أجل القليل الذي سرق نضالهم وتحت مسميات وأطياف متعددة. إن الأحزاب والحركات السياسية كانت على الدوام المحرك الفعّال لهذه الثورات من أجل الإنعكاس الإيجابي في تهيأة المجتمع لمراحل قادمة ولكنها لم تنجح بالشكل المطلوب وبقيت حركات وأحزاب تراوح في مكانها حيث لم تكن لديها القدرات والقابليات كالأحزاب السياسية الأخرى أو الأحزاب الدينية وحتى المتطرفة.

المجتمعات العربية تحتاج الى ثقافة جذرية جديدة في تحقيق المكاسب العامّة لخدمة المجتمع ككل وليست حزب أو حركة . هذا بالإضافة الى خلق روح معنوية من أجل البناء واللحاق بالركب العالمي والتكنولوجي في تحقيق الرقي للطبقة العمالية وتغيير النظرة السلبية والوضيعة عندما ينظر الى العامل حيث الكل يسعى الى الدكتور والمحامي وكذلك الضباط والسياسيين الغير منتجين كطبقة راقية ومحترمة في المجتمع ونظرة الإزدراء لأفظل طبقات المجتمع ألا وهي الطبقة العمالية والفلاحية. المجتع العربي يحتاج الى الوعي والتفاعل مع جميع الطبقات الإجتماعية وإذا ما وصلنا الى ماذا نقدم وماذا ننتج لبلدنا كصفة مشروعة وليست الوظيفة الإسمية لأصبحنا في صفوف الدول المتقدمة . السؤال المهم هو مقارنة بالدول الغربية ماذا قدمنا للبشرية من صناعات وإبتكارات للمئة سنة الأخيرة؟ ماذا قدمت الثورات العربية والثورات القومية مقتبل القرن الماضي وماهي نتائجها؟ وماذا حقق القوميون العرب بثوراتهم وإنقلاباتهم؟ لم نحصد إلا الويلات ودويلات الديكتاتوريات والإنقسامات بروح قبلية تقليدية دينية ورجعية ليست من مصلحة الإنسان وإنما التعكير على حريته ونضاله ومعيشته. وكلما طالب الشعب بعماله وفلاحيه و باقي الفئات الأخرى بحقوقهم المشروعة من الضمان الصحي والمعيشي والتعليمي والعلمي والإجتماعي سعت أحزاب السلطة الى تفرقة هذه المشاعر الوحدوية برميهم بالسجون و قتلهم وتعذيبهم بل نعتهم وإتهامهم بالتدين تارة أو بالكفر والإلحاد تارة أخرى. وكذلك الحال اللعب والضحك على الطبقات البسيطة بتأجيج الطائفية كما يحصل في زمننا هذا مع الأسف متبعة سياسة فرق تسد المشؤومة.

وها هي سياسات القتل والتدمير بحروب عربية عربية و تحت تسميات متعددة وأحزاب لا تسعى إلا من أجل أهدافها من أجل التسلق على جماجم وفئات الطبقات العمالية والفلاحية المعدومة والمسحوقة وعدم فسح المجال لتنظيم جهودهم وسعيهم بل محاربتهم والقضاء عليهم. على جميع الأحزاب والحركات المناضلة والوطنية الإنتباه الى هذا الشئ ودعم جميع فئات وأحزاب وأديان المجتمعات العربية اليسارية كانت أم يمينية في التعبير الحر ورسم خارطة الأجيال الجديدة بالثقة والإحترام والإبتكار وخاصة عندما نصل الى حقيقة عدم إلغاء الاخر مهما كان انتمائه ودينه وطائفته ولنرفع شعار الوطن للجميع والدين لله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أميركا تحذر إسرائيل من استهداف إيران بهذه الطريقة.. ماذا يجر


.. حزب الله يعلن أن مقاوميه استهدفوا قوة إسرائيلية لدى محاولتها




.. مشاهد لاعتراض صواريخ أطلقت من قطاع غزة في سماء سديروت


.. رقعة| بعد عام من الحرب.. الغزو البري للاحتلال يغير ملامح غزة




.. أكسيوس: الولايات المتحدة كانت في حالة من الظلام بشأن خطط إسر