الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-البعد الآخر- بين الجهل وضيق الأفق

حميد الهاشمي الجزولي

2005 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



1- تمهيد :

لابد بداية من توضيح المصطلحات الواردة في العنوان :
- "البعد الآخر" هو البرنامج الذي تقدمه القناة الأمريكية "الحرة" : وهو من إعداد وتقديم المذيعة المغربية مليكة ملاك.
- الجهل هو عدم العلم ، ولا علاقة له بداء الكلب كما هو معروف في الدارجة المغربية.
- ضيق الأفق يتحدد في غالب الأحيان في غياب الأفق نفسه ، فأفق "الحرة" ضيق بضيق الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة العربية ، لكن أفق "المذيعة" أضيق بكثير من هذا الضيق .

2- شئ من التاريخ :

تنتمي "المذيعة" مليكة ملاك تلفزيونيا الى طاقم من الوجوه التي عرفها المغرب في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، بعد أن أعلن ملك المغرب الراحل أن المغرب على حافة السكتة القلبية ، وهذه السكتة القلبية تطلبت آنذاك إنعاشا مركزا للعديد من المواقع السياسية والثقافية والنقابية والمدنية ولعب التلفزيون - خاصة القناة الثانية – دورا في تبييض وجوه وتسويد وجوه.
وكانت المذيعة المذكورة منذ ذلك الوقت حتى أواخر سنة 2004، تقدم برامج "حوارية" على القناة الثانية تعيد إنتاج نفس الخطابات والوجوه ، ولا يتابعها إلا نزر قليل من المشاهدين . وهي تعد للمغادرة نحو "الحرة" لم يفتها أن تثير زوبعة في فنجان القناة الثانية من أجل التعويضات والدعاية على حساب دافعي الضرائب.

3- حلقة "الاعتقال السياسي بالمغرب" :

كم كان أسفي كبيرا جدا حين مشاهدتي لحلقة يوم الخميس 13-01-2005 من برنامج "البعد الآخر" على قناة "الحرة" ، والأسف ليس مرتبطا بانتظارات من المذيعة التي نعرف مبتدأها وخبرها ، ولكن على الجهل وضيق الأفق الذي ميز هذه الحلقة .
فمع احترامي للذين تم استدعاؤهم ، لم أستوعب كيف أن "المعدة" للبرنامج لم تستدع إلا أعضاء تجربة واحدة من تجارب السبعينيات ، في وقت تمتد فيه سنوات القمع والاستبداد من بداية الستينيات الى أن يثبت العكس.
بل إن تاريخ المغرب منذ الاستقلال الشكلي كان تاريخ اعتقال سياسي بامتياز ، وكان في المركز من هذا التاريخ الحركة الاتحادية (الاتحاد الوطني و الاتحاد الاشتراكي و23 مارس والاختيار الثوري وحزب الطليعة ......) ، فما هو التفسير يا ترى "لاختيار" المذيعة؟؟.
كل الأسئلة التي طرحتها المذيعة تمحورت حول دور "هيئة الإنصاف والمصالحة" ، في الوقت الذي كان الموضوع هو "الاعتقال السياسي بالمغرب"؟؟ .
تم التركيز على استدراج الجانب الوجداني في ما عاناه المعتقلون مع إطلاق بعض التأوهات من قبيل "لا إله إلا الله" و"كلام جد مؤثر" وغيرها والتي لم يكن لها محل من الإعراب في الحلقة .
أطلقت المذيعة العنان لتصدر أحكاما كبيرة عن موقعها وأفقها من قبيل "عرض جلسات الاستماع على التلفزة فيها جرأة" ، في وقت نعتبر أن "الجرأة" هي حضور جلادين جلسات الاستماع ليس ليدلوا بشهاداتهم وكشف حقيقة ما جرى وإنما للتأكيد على أن الإفلات من العقاب هو شعار الجلسات.
خلاصة :
شخصيا لي قناعة أن أفق قناة "الحرة" ضيق كما الاستراتيجية الأمريكية بالمنطقة ، لكن مع مذيعة كمليكة ملاك سيكون الأفق أضيق كما الاستراتيجية المطروحة لما يسمى الانتقال الديموقراطي بالمغرب.
وكل عام ومليكة ملاك مغربية وقناة "الحرة" أمريكية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا